استضافت "غلفتينر"، أكبر شركة خاصة مستقلة لإدارة الموانئ في العالم، والتي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها، مراسم توقيع اتفاقية توأمة بين دائرة الموانئ البحرية والجمارك في حكومة الشارقة، وشركة "دايموند ستيت للموانئ"، الهيئة الاعتبارية التابعة لولاية ديلاوير الأمريكية.
وبموجب الاتفاقية، تم تفويض الهيئتين بالتعاون في تطوير التجارة الدولية والعمليات اللوجستية، وتبادل المعلومات، وتضافر الجهود بينهما لتحقيق المنفعة التجارية والتقنية والمعرفية للطرفين. وتتيح الاتفاقية أيضاً أمام الشركات الخاصة العاملة ضمن المجال المائي للميناءين المعنيين فرصة للتعاون في التجارة والاستثمار على نطاق واسع.
ويأتي توقيع الاتفاقية بعد استلام "غلفتينر" لميناء ويلمنغتون في ديلاوير رسمياً من شركة "دايمونت ستيت للموانئ"، بهدف تشغيل الميناء وتطويره لمدة 50 عاماً متواصلة. وتسهم هذه الاتفاقية البارزة في تعزيز مكانة "غلفتينر" البارزة كأكبر شركة مستقلة ووحيدة في الشرق الأوسط لتشغيل الموانئ تتولى إدارة عمليات موانئ في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتعتزم "غلفتينر" استثمار 580 مليون دولار في تطوير قدرات محطة الشحن في ميناء ويلمنغتون بهدف تعزيز الإنتاجية الإجمالية. وتشمل مهام الشركة أيضاً بناء منشأة حاويات جديدة بسعة 1.2 مليون حاوية نمطية بقيمة تبلغ 410 مليون دولار تقريباً في موقع شركة "ديبونت" السابق في إيدجمور والذي استحوذت عليه شركة "دايموند ستيت للموانئ" في عام 2016.
وتمثل هذه الصفقة الاستثنائية أكبر استثمار تنفذه شركة إماراتية خاصة على الإطلاق في الولايات المتحدة الأمريكية.
ووقع الاتفاقية الشيخ خالد بن عبد الله القاسمي، رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك في حكومة الشارقة ورئيس هيئة المنطقة الحرة لمطار الشارقة الدولي وهيئة المنطقة الحرة بالحمرية، وجيفري بولوك وزير الدولة لولاية ديلاوير، في غرفة الشارقة للتجارة والصناعة، وذلك بحضور نخبة من كبار المسؤولين، ضمت بيتر ريتشارد الرئيس التنفيذي لمجموعة "غلفتينر"، وعدداً من القيادات العليا.
وبدوره، أشاد بدر جعفر، رئيس المجلس التنفيذي في "غلفتينر" بتوقيع الاتفاقية قائلاً: "تؤكد اتفاقية التوأمة على عمق التزامنا بإنشاء علاقات دولية بعيدة المدى تعزز مسيرة النمو الاقتصادي لدولة الإمارات وتساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية على مستوى العالم. وستسهم الاتفاقية في تدعيم جهودنا الدؤوبة بالتعاون مع شريك قوي يحظى بحضوره المتميز في دولة الإمارات، وسيكون لها دور محوري في توثيق الصلات التجارية الاستراتيجية وتبادل المعارف ما بين دولة الإمارات والولايات المتحدة".
ومن جانبه، قال جيفري بولوك: "تشكل اتفاقية الميناء الشقيق خطوة هامة على صعيد تعزيز العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، ونجد فيها فرصة عظيمة لدعم النمو الاقتصادي العام لولاية ديلاوير عبر الشراكات الإنتاجية وتبادل أفضل الخبرات".
وبدوره، قال بيتر ريتشارد: "نحن سعداء بكون "غلفتينر" جزءاً من هذه الخطوة التاريخية التي شهدت تعزيز التحالف التجاري بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، حيث أسهمت العلاقات الدبلوماسية المتميزة بين البلدين في تمهيد الطريق وفتح الباب أمام فرص الأعمال الواعدة على مدى السنين القادمة".
وستقوم "غلفتينر" أيضاً بإنشاء مركز تدريبي في موقع التطوير يُعنى خصيصاً بقطاعات الموانئ واللوجستيات، حيث سيتم استخدام المركز لتدريب وصقل مهارات 1000 شخص سنوياً عند تشغيله بكامل طاقته.
وكان ميناء ويلمنغتون قد بدأ عملياته في عام 1923 بصفته أول ميناء رئيسي على نهر ديلاوير، وهو يعد أبرز ميناء في منطقة أمريكا الشمالية في مجال استيراد الفواكه الطازجة إلى الولايات المتحدة، ويمتلك أكبر منشأة للتخزين البارد على الرصيف البحري في البلاد.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، تقوم "غلفتينر" حالياً بتشغيل محطة الحاويات في ميناء كانافيرال بولاية فلوريدا الأمريكية وفقاً لاتفاقية امتياز لمدة 35 عاماً كانت قد وقعتها في عام 2015. وتقدم الشركة أيضاً خدمات لوجستية لقطاع الفضاء الأمريكي إلى جانب غيره من القطاعات، والأقسام الخمسة المكونة للجيش الأمريكي.
