دعوة لابتكار علامات تجارية إسلامية تنافس العلامات العالمية الكبرى

الأربعاء 31 أكتوبر 2018
دبي - مينا هيرالد:

ناقشت القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي 2018 في الجلسات الرئيسية لليوم الثاني مستقبل العمل في العالم الإسلامي في عصر التقنيات سريعة التطور مثل الذكاء الاصطناعي و تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، كما بحثت أهمية ابتكار علامات تجارية اسلامية عالمية لتنافس العلامات الحالية الكبرى، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية ابتكار الأفكار المتميزة التي تهدف إلى بناء اقتصاد إسلامي أكثر تطوراً.

وتحدث في جلسة مستقبل العمل في العالم الإسلامي هادي بارتوفي، مؤسس "Code.org" عن ضرورة الارتقاء بالتعليم حول العالم، وتغيير النظم التعليمية وإدخال التكنولوجيا في المدارس، وتعليم الأطفال التقنيات الحديثة وتأهيلهم ليصبحوا قوى عاملة ذات مقدرات تلائم متطلبات سوق العمل والتطور المتسارع، كما أكد على أن الموارد البشرية ذات المهارات التكنولوجية هي رأس المال في مستقبل العمل في الدول الإسلامية.

ومن جهته قال  مختار الخنصالي، مؤسس شركة "موكا بورت": "إن الارتقاء بمستقبل العمل في العالم الإسلامي، ينطلق من الالتفات إلى القوى العاملة، والإيمان بالسلع التقليدية المحلية العريقة، والاستثمار الأمثل لهما بواسطة التكنولوجيا".

وأكد محمد رافي حسين، مؤسس "فينوكراسي" في الإمارات العربية المتحدة، عن أهمية التكنولوجيا في تحسين حياة المجتمع الإسلامي، وأضاف أن الاقتصاد الناشئ يتطلب توفير المعارف المختلفة، للمدرسين والطلاب لتأهيل القادة المستقبليين، ولأسواق العمل والشباب لتوفير المزيد من الفرص.

وتحدثت تسليما بيجوم، من مؤسسة "تيك تاك" في المملكة المتحدة، عن مشروعها الذي يستهدف النساء  العاملات في مجال الألبسة في بنغلادش، الذي تضمن تقديم بطاقات هوية رقمية للعاملات توفر عمليات تحويل الراتب الرقمي الإلكتروني ويساعدهن على استثمار الأموال، وتوفير مستقبل أفضل لأطفالهن.

 وقالت: "إن الإنترنت يوفر فرصاً واسعة للعديد من النساء لتسويق منتجاتهن حول العالم، وإن الوصول إلى اقتصاد إسلامي رائد يبدأ بالشفافية، واستغلال التكنولوجيا لفتح آفاق جديدة، وتطوير المهارات البشرية واستثمارها بشكل صحيح".

وفي جلسة أفكار مبتكرة لاقتصاد إسلامي مستقبلي، قال هاشم فاروق، مدير مشاريع أول في مايكروسوفت الإمارات، إن فكرة مشروعه ترتكز على تبني مفاهيم العطاء والمساعدة المجتمعية، من خلال تخصيص الوقت لدى الأفراد لنقل معارفهم ومواهبهم التي يتقنونها إلى أفراد آخرين في المجتمع، بما يسهم بنشر المعرفة وبالتالي تحقيق الكثير من التطور والإنجازات في شتى المجالات.

وأكد أنه لتحقيق ذلك نحتاج إلى عدة آليات تتضمن شمولية المناهج التعليمية لجميع المجالات، وليس فقط المجالات العلمية البحته، وأن يصبح التعلم لمدى الحياة ولا يقترن بمرحلة محددة أو في غرفة الصف المدرسي، بالإضافة إلى التفكير بالمجتمع بعيداً عن التفكير الفردي.

وبدوره قدم عبد الرحمن سيد، المدير التنفيذي لـ "شركة الجبرا"، فكرته التي تدور حول آليات "التواصل الاستشرافي" المثمر، والتي حددت قواعد الذكاء العاطفي والتواصل البشري الصحيح وتتلخص في الإصغاء والعطاء والتخيل وحب الآخرين، الأمور التي تجعل الناس أكثر قدرة على التواصل وتطوير شخصياتهم نحو الأفضل.

من جهته استعرض موسى خوري، رئيس فرع بنك دبي الإسلامي في الشارقة، مشروعه الذي يهدف إلى تحويل بيئة العمل إلى مركز لتحقيق طموحات الموظفين وتطوير مهاراتهم لبقية حياتهم، بحيث يصبح الأفراد مؤهلين لمزيد من العطاء والعمل بعد تقاعدهم.

وأكد خوري على أهمية أن تكون أحلام الموظفين في بيئة العمل، مسؤولية المدراء من خلال العمل على تحقيقها بالتدريب والخطط المحكمة التي يتم تطبيقها خلال ساعات العمل وضمن هذه البيئة.

وتمحورت فكرة محمد فارس مؤسس شركة "برودكتف مسلم" حول آليات إعداد الجيل القادم من قادة الاقتصاد الإسلامي، والذين سيقودونه نحو آفاق أكثر رحابة، مؤكداً على أهمية تمتعهم بمجموعة من القيم الإسلامية والتي تعد الأمانة في الأعمال التجارية أبرزها.

وأفاد أن المكان الأفضل لأعداد القادة يكون من خلال جامعة متخصصة لتعليم القيم، والتي تعمل على توظيفها في الأعمال بشكل فعال وقادر على تأسيس جيل متميز ومختلف من قادة الاقتصاد الإسلامي.

وأما في جلسة بناء علامات تجارية عالمية لمنتجات الاقتصاد الإسلامي، فقد قال محمد شبيب رائد أعمال، من دولة الإمارات العربية المتحدة: "عند الاطلاع على العلامات العالمية نجد أنه لا توجد أية علامات من الاقتصاد الإسلامي، على الرغم من أهمية الاقتصاد الإسلامي، والآن أصبحنا نرى هناك بعض المنتجات التي تحمل أسماء ترتبط بالمصطلحات الإسلامية سواء في مجال التجزئة أو التعاملات الرقمية أو منتجات الحلال كالتي ترتبط بالأغذية ومنتجات التجميل وهذا يؤكد مدى إمكانية اطلاق علامات اقتصادية عالمية،  والتي برأيي تعتبر دبي ودولة الإمارات مكاناً مهماً لاطلاق مثل هذه العلامات التجارية وذلك نظراً إلى الموقع المهم الذي تتميز به والمكانة التي تحتلها في الارتقاء بالاقتصاد الإسلامي وتقديم منتجات مبتكرة".

وأكدت تينا مينيك  مؤسس شركة استشارات العلامات التجارية،على أهمية ريادة الأعمال في إيجاد علامات تجارية إسلامية يمكنها أن تنافس العلامات التجارية، مبينة أن أية علامات كبرى بدأت من فكرة بسيطة ومن ثم تطورات وأصبحت علامات تجارية كبرى، وهذا ما يجب العمل عليه بشكل رئيس في دول العالم الإسلامي وتقديم الدعم المطلوب لأن ريادة الأعمال ستبقى الوسيلة الرئيسية للارتقاء في أي اقتصاد حول العالم، وهي الأساس للوصول إلى الأفكار المبتكرة التي يمكنها أن تتحول إلى علامات تجارية عالمية رائدة.

وبينت هيليانتي هيلمان المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة جيفارا من أندونيسيا على ضرورة تقديم الأفكار المبتكرة في العالم الإسلامي والابتعاد عن الآفكار التقليدية لأنها الوسيلة الأساسية لتقديم علامات تجارية تنافس عالمياً وتشكل قيم مضافة، تقود إلى صرف اهتمام الناس عن العلامات التجارية التي لديها تاريخ طويل، واعتبرت أيضاً أن التركيز على اهتمامات أفراد المجتمع هو عامل رئيس في إيجاد علامات اقتصادية إسلامية عالمية، وهذا يتطلب دراسة معمقة لاحتياجات الناس وما هي المتطلبات الرئيسية التي يجب الانطلاق منها لتحقيق التميز والوصول إلى تقديم أفضل الخدمات التي تحقق أفضل الآثار عالمياً.

أخبار مرتبطة