وفد طلابي صيني يطلع على تجربة دبي الرائدة لترسيخ مكانتها عاصمةً عالميةً للاقتصاد الإسلامي

السبت 03 أغسطس 2019
دبي - مينا هيرالد:

استقبل مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي وفداً  طلابياً صينياً من منتسبي "البرنامج التدريبي في التمويل الإسلامي" (IFIP) في ختام أولى جولاتهم التعريفية حول مقار مجموعة من كبرى المؤسسات المعنية بالتمويل الإسلامي في إمارة دبي، للاطلاع على تجربة دبي الرائدة في ترسيخ مكانتها عاصمةً عالميةً للاقتصاد الإسلامي.

وتمثل الجولة انطلاقة سلسلة جولات وزيارات دراسية حول المؤسسات الشريكة للبرنامج الذي أتى ثمرةً للشراكة الاستراتيجية ما بين كل من "جامعة حمدان بن محمد الذكية" و"نادي التمويل الإسلامي الصيني و"مؤسسة زيشانغ إنتركلتشر كوميونيكيشنز" و"مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي" تعزيزاً للتبادل المعرفي والأكاديمي بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية في مجال الصيرفة والتمويل الإسلامي.

واستمرت الجولة التي نظمها «نادي التمويل الإسلامي الصيني»، على مدى خمسة أيام، وهدفها استكشاف الطلاب المشاركين سبل إدارة ممارسات التمويل الإسلامي في المؤسسات المشمولة بالزيارة ودورها في تطوير هذا القطاع الحيوي.

وجاءت زيارة الوفد إلى هذه المؤسسات في إطار الاستفادة من تجربة دبي بصفتها نموذجاً يُحتذى في النهوض بأدوات وآليات تطبيق وتعزيز نمو التمويل الإسلامي. وشملت الزيارة كل من "بنك دبي الإسلامي"، و"فينتك هايف" في مركز دبي المالي العالمي و"سوق دبي المالي" و"جامعة حمدان بن محمد الذكية" و"ناسداك دبي" و"مركز دبي للسلع المتعددة"، بالإضافة إلى مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي.

وتعليقاً على الزيارة، أكد معالي محمد إبراهيم الشيباني، مدير ديوان صاحب السمو حاكم دبي ورئيس مجلس إدارة بنك دبي الإسلامي، على مكانة دبي ودولة الإمارات اليوم كمرجع عالمي لريادة قطاع التمويل الإسلامي وتوظيف الأدوات المالية الإسلامية في تنويع الاقتصاد والوصول إلى التنافسية الاقتصادية. 

وأضاف: "تتمتع دبي بالعديد من المؤسسات التي تمارس دوراً رائداً ومشرفاً في تحفيز نمو التمويل الإسلامي، مما جعلها عامل جذب للراغبين في استكشاف إمكانيات القطاع ومميزاته من شتى أنحاء العالم."

ومن جهته، قال سعادة عيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي ورئيس مجلس إدارة سوق دبي المالي: "نحن فخورون بالتوسع المستمر في نطاق التعاون مع الجانب الصيني ودور إمارة دبي في تعميق وترسيخ العلاقات التاريخية بين دولتي الإمارات والصين."

وتابع: توافُد الطلاب والباحثين الصينيين على دبي هو أقوى دليل على نجاح مبادرة "دبي عاصمة للاقتصاد الإسلامي" في زيادة الوعي عالمياً بأن الاقتصاد الإسلامي يتجاوز نطاق الجغرافيا وليس مقصوراً على المسلمين وحدهم، فجوهر الاقتصاد الإسلامي هو التنويع والاستدامة الاقتصادية قبل كل شيء، وهو ما لفت انتباه العديد من الخبراء العالميين منذ الأزمة المالية العالمية في 2008. ولهذا تتواصل جهود دبي للمساهمة في بناء أجيال جديدة من الخبراء العالميين الواعين بأفضل الممارسات المطبقة في القطاعات الاستراتيجية للاقتصاد الإسلامي.

ومن جانبه، قال الدكتور منصور العور، رئيس "جامعة حمدان بن محمد الذكية": "إن عامل الإثراء المعرفي ونقل الخبرات الناجحة في مجالات التمويل الإسلامي هو من أبرز الأهداف المشتركة التي تُبنى عليها شراكاتنا ومبادراتنا بالتعاون مع الجانب الصيني، ونحن نتشرف دائماً بتوطيد أواصر العلاقات الإماراتية - الصينية ضمن قطاع التمويل الإسلامي، التزاماً بتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي الرئيس الأعلى للجامعة، الهادفة لتوسيع آفاق الاقتصاد الإسلامي محلياً وعالمياً."

وقال أحمد بن سليم، الرئيس التنفيذي الأول لمركز دبي للسلع المتعددة: "تبادل المعرفة هو بوابة لتعزيز علاقاتنا التجارية الثنائية طويلة الامد مع الصين. وعلى مدار الأعوام الماضية، كان لدبي ولمركز دبي للسلع المتعددة دور أساسي في مجال تمويل التجارة الإسلامية، وهو ما أسهم في تكريس مكانة الإمارة كمركز عالمي للتمويل الإسلامي وعاصمة للاقتصاد الإسلامي في جميع أنحاء العالم. بفضل دعمنا في إنشاء شراكات تجارية جديدة، نحن على ثقة بأن دبي ستكون الوجهة المفضلة للشركات الصينية التي تتطلع إلى إنشاء أعمال متوافقة مع الشريعة الإسلامية".

وبدوره، قال حامد علي، الرئيس التنفيذي لناسداك دبي: "تستقطب دبي أعداداً كبيرة من المهتمين بالتعرف على مميزات الأسواق المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية. وقد رحبت ناسداك دبي بالزيارة لمشاركة سبل توسيع أنشطة إصدار وإدراج الصكوك الخاصة بها."

وبدوره، قال عبدالله محمد العور، المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي: "يعد استقبال هذا النوع من الزيارات من أهم مساعي المركز لكونه يصب في خدمة هدفين رئيسيين يتمحور وجود المركز حولهما، أولهما هو ترسيخ مكانة دبي عاصمةً عالمية للاقتصاد الإسلامي ومرجعاً لتعلم كيفية إدارة وإنماء القطاعات الاستراتيجية للاقتصاد الإسلامي، وثانيهما هو بناء جيل من المهنيين المؤهلين، سواء داخل أو خارج الدولة، لدفع عجلة نمو الاقتصاد الإسلامي تحقيقاً للتنمية المستدامة الشاملة."

ومن جهته، قال علي وانغ، رئيس النادي الصيني للتمويل الاسلامي في الشرق الأوسط: " يعد الاقتصاد الإسلامي جزءًا مهمًا من الاقتصاد العالمي ومساحته التنموية هائلة. وفي السنوات الأخيرة استخدم التمويل الإسلامي التكنولوجيا المالية لتحقيق التطور السريع على أساس التمويل الشامل التقليدي"، مشيراً إلى أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ودولة الإمارات ساهمت في تطوير علاقات البلدين وعززت التعاون عالي الجودة بينهما في مختلف المجالات.

وتابع: " يلتزم النادي الصيني للتمويل الاسلامي بالتعاون مع مركز دبي لتطوير الاقتصاد الاسلامي وجامعة حمدان بن محمد الذكية في ما يخص تدريب الطلاب الصينيين في مجال الاقتصاد الاسلامي والمالي، علي أمل أن يصبح هؤلاء الطلاب مهنيين دوليين متعددي الثقافات يسدون شواغر المهنيين المطلوبين في مجال الاقتصاد الاسلامي في الصين ويردمون فجوة المواهب في القطاع المالي الإسلامي بما يخدم التعاون المتزايد يوم بعد يوم بين الصين ودول العالمين العربي والإسلامي في مبادرة الحزام والطرق." 

أخبار مرتبطة