مركز دبي التجاري العالمي يحتفل بعامه الـ 40 .. وهذه أهم إنجازاته ومساهماته الاقتصادية

الجمعة 01 مارس 2019
دبي - مينا هيرالد:

يحتفل مركز دبي التجاري العالمي بالذكرى الأربعين على تأسيسه هذا الشهر، منذ أن أصبح رمزاً للتجارة على مستوى المنطقة في عام 1979 ليتطور بعدها ويصبح جزءاً لا يتجزأ من التجارة العالمية وتمكين الأعمال في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وشبه القارة الهندية. وكان إنشاء مركز دبي التجاري العالمي قد جاء تجسيداً لرؤية المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وسعيه لجعل دبي نموذجاً عالمياً يحتذى به، حيث ساهم على مدى أربعة عقود في دعم التطور الذي شهدته المدينة، وترسيخ مكانتها كمنافس عالمي رائد في مجال سياحة الأعمال والفعاليات والاستثمار.

ونجح برج الشيخ راشد المكون من تسعة وثلاثين طابقًا (المعروف باسم برج المركز التجاري) الذي بدأ رحلته كأعلى مبنى في العالم العربي ورمزاً للأعمال - تظهر صورته على العملة النقدية من فئة 100 درهم- في تحقيق هفه مع مرور الوقت، ليصبح موطناً للشركات الإقليمية والعالمية في مجمع "مركز دبي التجاري العالمي" الذي تبلغ مساحته 1.3 مليون قدم مربع في قلب دبي. وصاحب الدور المحوري للريادة العالمية للمدينة في قطاع الفعاليات؛ ومساهماً في بناء القدرة التنافسية للإمارة بشكل مطرد كوجهة للأعمال والمعرفة وملتقى للتواصل لعام 2025 وما بعده.

 

أربعة عقود من النجاح

لعب مركز دبي التجاري العالمي على مدى السنوات الأربعين الماضية، دوراً أساسيًا في أجندة التنويع الاقتصادي في دبي، وفي تمكين التجارة والفعاليات خلال فترة بناء دبي الحديثة، ودفع المدينة بسرعة إلى آفاق جديدة من النجاح. كما دعم المركز نمو قطاع الفعاليات في دبي، مما ساهم في تعزيز جاذبيتها كخيار مثالي للمواهب المحلية والعالمية، ويواصل مركز دبي التجاري العالمي، التوسع كمعلم رئيسي في النهضة الاقتصادية التي تشهدها المدينة.

وواصل مركز دبي التجاري العالمي لعب دور أساسي في تعزيز مكانة دبي كوجهة اقتصادية عالمية، حيث أضاف ما يزيد على 200 مليار درهم إلى إجمالي الناتج المحلي في الإمارة واستضاف أكثر من 5,000 فعالية تجارية متنوعة منذ عام 1979 إلى عام 2018. وبالإضافة إلى ذلك، فقد استقطب مركز دبي التجاري العالمي أكثر من 30 مليون زائر من رجال الأعمال إلى دبي منذ تأسيسه وحتى عام 2018، منهم 12 مليون زائر من الأسواق العالمية، مما سهل التجارة الدولية وعزز مكانة دبي كوجهة عالمية للأعمال.

واليوم، يحظى مركز دبي التجاري العالمي بسمعة طيبة على المستوى العالمي وبجاذبية في السوق وبتنوع لا مثيل له في قطاعات الأعمال، في ظل وجود مجموعة واسعة من القطاعات التي تغطيها أجندة الفعاليات عالية التطور المعروفة عالميًا. ويستضيف مركز دبي التجاري العالمي أكثر من 600 فعالية سنويًا في مختلف القطاعات الرئيسية، بما في ذلك التكنولوجيا والابتكار والرعاية الصحية والطاقة والاستدامة والعقارات والأغذية والمشروبات والضيافة والسيارات والنقل وغيرها، وتتماشى جميعها بشكل وثيق مع الرؤية الاستراتيجية للتنويع الاقتصادي في دولة الإمارات العربية المتحدة ودبي. ويعد مركز دبي التجاري العالمي عامل تمكين رئيسي لدعم حركة التجارة العالمية في دولة لإمارات العربية المتحدة وغيرها من الاقتصادات العالمية، حيث يتم منح الشركات العالمية الرائدة متعددة الجنسيات والشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة، المنصة والفرصة للتواصل مع أسواق جديدة وعملاء مرموقين، بالإضافة إلى التمويل العالمي وفرص البحث والتطوير، وهو ما يعكس قيمة وجود منصة لخلق القيمة الاقتصادية المشتركة، تعد نموذجاً رائداً للنمو العالمي المستدام.

 

نظرة إلى المستقبل

تمهّد دولة الإمارات العربية الطريق أمام مستقبل قائم على الابتكار وخلق المعرفة وتبادل البيانات المفتوحة والتنويع كما هو موضح في أجندة مئوية الإمارات 2071. ومع تسارع خطى دبي نحو تحقيق هذه الأهداف، يلعب مركز دبي التجاري العالمي دوراً أكثر أهمية في تصميم المراحل التالية من النمو على مدى العقود القادمة. ولتسهيل هذا الهدف، فإن المركز يواصل دعم منظومة الأعمال في دبي وتمكين القطاعات الجديدة، وتعزيز روح المبادرة وتوفير نظام غني بالمحتوى، وتطوير بنية تحتية مستدامة ومتكاملة، وتسهيل تبادل المعرفة وخلق الفرص للشباب في هذه المنطقة والعالم، وهي عوامل تسهم في تعزيز مكانة الإمارة كوجهة شاملة ومستقرة وعالمية للمعيشة والعمل.

وتشمل العوامل الأساسية التي تمكننا من دخول هذه الحقبة القادمة من النجاح المشترك، قدرتنا على دعم المناقشات ونشر المعلومات حول اتجاهات الأعمال الاجتماعية العالمية الرئيسية والصغيرة التي تقود التغيير الاجتماعي والاقتصادي والتكنولوجي السريع. وقد وسّع مركز دبي التجاري العالمي نطاق فعالياته ليكون الأول في المنطقة وليشمل ذلك موضوعات مثل الأمن الغذائي و الذكاء الاصطناعي والتقنية الحيوية والبلوك تشين والاقتصاد الإبداعي والاستدامة البيئية. وتعتبر هذه الفعاليات بمثابة منصات في غاية الأهمية للمساعدة في تشكيل السياسة المستقبلية وتشجيع تبادل المعرفة وتعزيز الشراكات العالمية، مع تعزيز مكانة دبي كنموذج عالمي لاقتصاد مستدام ومتنوع ومرن، يواكب أجندات الفعاليات المتطورة ويتفوق عليها.

 

تعزيز ثقة المستثمرين

ومن خلال عروضه المتنوعة، ساعد مركز دبي التجاري العالمي بشكل كبير على تعزيز ثقة المستثمرين في اقتصاد دبي. حيث ارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي إلى 4.84 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2018 وحده، بحسب مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار ، كما تعمل المنشآت الجديدة التي طوّرها مركز دبي التجاري العالمي، على تعزيز قدرة الإمارة في جذب الشركات العالمية بشكل مستمر، فضلاً عن الاستثمار الأجنبي على المدى الطويل. ويُعدّ مشروع "ون سنترال" الجديد، المجاور لمجمع مركز دبي التجاري العالمي، معلماً بارزاً يتماشى مع استراتيجية مركز دبي التجاري العالمي.

ومن المتوقع أن تزداد كثافة هذا النمو بصورة ملحوظة خلال السنوات القليلة المقبلة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الفرصة التي يوفرها معرض إكسبو 2020 دبي، حيث تستعد المدينة لاستقبال 20 مليون زائر. ويعكس موقع إكسبو 2020، ثقافة مركز دبي التجاري العالمي وخبرته، مع تطوير قرية إكسبو ومركز إكسبو 2020 الجديد للمعارض والمؤتمرات في دبي، وكلاهما سيعزز من مكانة دبي الرائدة كوجهة للمعيشة وممارسة الأعمال واستضافة الفعاليات، مما يدعم استثمارات القطاع الخاص وسياحة الأعمال بين الإمارة والعالم.

 

صنّاع المستقبل

وبهذه المناسبة قال سعادة هلال سعيد المري، المدير العام لسلطة مركز دبي التجاري العالمي، المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي: "كان لدى المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رؤية جريئة تهدف لأن تكون دبي مركزًا تجاريًا وعالميًا معترفًا به عالمياً في جميع أنحاء المنطقة، ودافعًا لأجندة اقتصادية محلية قائمة على التنوع وغير تقليدية ومثالاً قوياً لأي بلد في منطقة الشرق الأوسط، ولتتخلى عن الاعتماد التقليدي القوي على النفط في تحقيق نمو الناتج المحلي الإجمالي. ولقد أرشدنا هذا المسار الذي رسمته قيادتنا خلال تنفيذ مهمتنا في مركز دبي التجاري العالمي لنرى مدينتنا تحقق ما يعتقده البعض مستحيلاً. وكانت هذه التوجيهات منذ تأسيس مركز دبي التجاري العالمي بمثابة منارة توجهنا نحو مهمتنا وأولوياتنا الاستراتيجية التي ركزت على مر السنين على بناء قدرات دبي الأساسية كوجهة للسياحة والتجارة وكمرك مالي عالمي. وطوال العقود الأربعة الماضية، تم تكريمنا ووصفنا بـ"صنّاع المستقبل"، سواء بالنسبة للمنطقة ككل وخارجها. ويقاس نجاح مركز دبي التجاري العالمي من خلال قدرتنا على زيادة أهمية القطاع ومساهمته بشكل مستمر في الناتج المحلي الإجمالي لدبي. إن تحقيقنا لهذا الهدف يُعدّ دليلاً على قوة شركتنا التي ستزداد قوة مع دخولنا الحقبة المقبلة من تعزيز مكانة المدينة بمنظومة أعمال رقمية حديثة ومترابطة".

 

آفاق بعيدة وإنجازات كبيرة

واختتم المري حديثه قائلاً: "لا يمكن إنكار أن دبي ومركز دبي التجاري العالمي قد وصلا إلى آفاق بعيدة معاً وحققا إنجازات كبيرة على مدى السنوات الأربعين الماضية، ولكن من الضروري أن ندرك دائمًا أن سبب نجاحنا المستمر هو تطلّعنا للأمام دائمًا وليس الاعتماد على أمجاد الماضي. وكما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله) إن "السباق نحو التميز ليس له خط للنهاية". ومع تركيز قيادتنا الرشيدة على المستقبل ورؤيتها لجعل دبي المدينة الأكثر إبداعًا في العالم، فإن أجندتنا الاستراتيجية تتماشى بشكل وثيق مع هذه الرؤية، وتلهمنا الأهداف الطموحة لهذه المدينة وتقوي عزمنا على توسيع قاعدة المعرفة الخاصة بنا وتمكين الجيل القادم من مواطني دولة الإمارات لأن يصبحوا قادة المستقبل في العالم. ونحن نتطلع إلى استمرار تميّزنا على مدى الأربعين عامًا القادمة ونشعر بالامتنان للدعم المستمر لشركائنا الاستراتيجيين في الحكومة والقطاعين العام والخاص، ونحن نعمل معًا لتعزيز مساهمتنا في اقتصاد دبي وتعزيز مكانتها كوجهة عالمية مؤثرة للأعمال ".

أخبار مرتبطة