سجل سوق كرة القدم الأوروبية زيادة بنسبة 11% في إيراداته لتصل إلى 28 مليار يورو في الموسم 2017/18 مدفوعاً بالزيادة بنسبة 6% في إيرادات كل من ’الخمسة الكبار‘ في دوري الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وكأس العالم لكرة القدم في روسيا وذلك حسب التقرير السنوي لشركة ديلويت للاستشارات حول الشؤون المالية في كرة القدم في إصداره الثامن والعشرين. .
وبالرغم من هذه الزيادة في الإيرادات، تراجعت الأرباح التشغيلية التراكمية لأكبر خمس دوريات أوروبية خلال الموسم 2017/18 بسبب اشتعال أجور اللاعبين على أثر الزيادة الهائلة في الإيرادات التي حققها كل من الدوري الإنكليزي ونظيره الإسباني في صفقات حقوق البث المحلية خلال موسم 2016/2017، علماً أن البونديسليغا الألماني والكالشيو الإيطالي قد حقق كل منهما زيادة في أرباحه التشغيلية بنسبة 9% و8% على التوالي.
وفي معرض تعليقه على هذه الأرقام، قال دان جونز، الشريك المسؤول في مجموعة الأعمال الرياضية في ديلويت قائلاً:” لدى مراجعتنا لكل واحد من الدوريات الأوروبية لمعرفة حجم الزيادة في سوق كرة القدم الأوروبية بعيداً عن التأثير الدوري لمباريات التصفيات النهائية بين الفرق الوطنية المشاركة في كل من دوري الاتحاد الأوروبي ودوري الاتحاد العالمي لكرة القدم، وجدنا أن هذه السوق قد استطاعت أن تحقق زيادة في إيراداتها في كل سنة من السنوات 18 التي شملتها دراستنا. وتقف وراء هذه الزيادة المباريات الحية التي تستحوذ على النسبة الأعلى من المشاهدة والاهتمام بعد المواد (الأفلام) الترفيهية للمشاهدين ومحطات البث التلفزيوني والإذاعي، كما تشكل هذه المباريات أكثر المواضيع سخونة على مواقع التواصل الاجتماعي. لذلك، نتوقع أن تواصل إيرادات سوق كرة القدم الأوروبية الارتفاع في السنوات القادمة“.
وتابع جونز كلامه:” لا يزال الدوري الممتاز الإنكليزي يتصدر الدوريات الأوروبية من حيث النمو في الإيرادات مع استمرار المنافسة بين البونديسليغا الألماني والليغا الإسباني على المرتبة الثانية التي حسمها المنافس الألماني لمصلحته بعد القفزة الكبيرة في إيرادته على أثر صفقة حقوق بث مبارياته التي منحها للسنوات الأربع القادمة. ونتوقع أن يحافظ الدوري الألماني على ترتيبه الثاني من حيث تحقيق الإيرادات في الموسم القادم مع احتمال أن يستعيد الدوري الإسباني هذه المرتبة الثانية في موسم 2019/2020.“
تجدر الإشارة إلى أن الدوري الممتاز الإنكليزي استطاع المحافظة على تفوقه في الإيرادات على أقرب منافسيه في الموسم 2017/18 بعد أن ارتفعت إيراداته من 5.3 مليار يورو في موسم 2016/17 إلى 5.4 مليار يورو في الموسم التالي 2017/18 لتكون بذلك إيراداته أكبر بنسبة 72% من وصيفه الألماني. بالمقابل، شهد الدوري الإنكليزي تراجعاً كبيراً في معدل الأجور إلى الإيرادات في موسم 2017/18 لتصل إلى 59% على الزيادة بنسبة 15% في أجوره.
في الدوري الألماني، ساهمت الصفقة الجديدة لبيع حقوق بث المباريات في زيادة إيرادات هذا الدوري من حقوق البث بحوالي 290 مليون يورو لتضعه في المرتبة الثانية من حيث الإيرادات بعد أن أزاح عنها الدوري الإسباني.
وقد كسرت إيرادات النوادي الإسبانية المشاركة في الليغا حاجز 3 مليار يورو للمرة الأولى بعد الزيادة بنسبة 7% التي حققتها في إيراداتها والتي يعود الفضل في معظمها إلى فوز نادي ريال مدريد ببطولة كأس أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي في الموسم 2017/18، أما الفضل المتبقي فيعود إلى نمو الإيرادات التجارية لنادي برشلونة حيث اشتملت تلك الإيرادات على عقد لمدة أربع سنوات أبرمه النادي مع شركة التجارة الإلكترونية اليابانية راكوتين لوضع شعار الشركة على قمصان لاعبي برشلونة.
أما دوري الإيطالي الدرجة الأولى، فقد ارتفعت إيراداته بنسبة 8% لتصل إلى 2.2 مليار يورو، لكن تظل هذه الزيادة غير كافية لتسد الفجوة بينه وبين نظرائه الإنكليزي والألماني والإسباني، الأمر الذي يضع على كاهله المزيد من العبء للحاق بركب متقدميه. ويعود السبب في هذا الترتيب المنخفض إلى أن الزيادة في تكلفة أجور الدوري الإيطالي كانت أبطأ من الزيادة لدى الخمسة الكبار في الدوريات الأوروبية مما أدى إلى تراجع نسبة الأجور إلى الإيرادات في الدوري الإيطالي لتصل إلى أدنى مستوى لها (66%) منذ الموسم 2005/06. بالرغم من ذلك، من المحتمل أن يؤدي شراء نادي جوفينتوس للاعب كريستيانو رونالدو بالإضافة إلى أنشطة التنقلات التي شهدها الدوري الإيطالي في صيف 2018 إلى زيادة في الأجور في موسم 2018/19.
من جهته، لا يزال الدوري الفرنسي الدرجة الأولى يحتل أدنى مرتبة في تحقيق الإيرادات بين الخمسة الكبار في الدوريات الأوروبية بإجمالي قدره 1.7 مليار يورو. ويتزامن هذا الانخفاض في إجمالي الإيرادات مع تراجع في إيرادات حقوق البث والرعاية، غير أم الدوري الفرنسي للدرجة الأولى استطاع تعويض ذلك التراجع بتحقيق زيادة في إيراداته من مباريات اليوم الواحد والأنشطة التجارية. وسوف ينتظر هذا الدوري حتى موسم 2020/21 ليشهد الزيادة الكبيرة في إيراداته من عقد حقوق البث الجديد حيث من المتوقع أن تقفز قيمة حقوق البث المحلية بنسبة 55% لتصل إلى 1.2 مليار يورو لكل موسم متجاوزة القيمة الحالية البالغة 1 مليار يورو ومتقاربة مع حقوق بث مبارايات الليغا الإسباني.
الترتيب وراء الخمسة الكبار
بعد الخمسة الكبار في دورات كرة القدم الأوروبية، تبوأ الدوري الروسي الممتاز المرتبة السادسة بإجمالي إيرادات بلغت 813 مليون يورو بعد أن أزاح عنها دوري السوبر التركي الذي تراجعت إيراداته إلى 731 ميلون يورو مستفيداّ بذلك من العقد الجديد لبيع حقوق بث مبارياته، وكذلك من الزيادة في إيراداته من مباريات اليوم الواحد بفضل بناء ملاعب جديدة وتحسين الملاعب القائمة استعداداً لبطول كأس العالم 2018.
في تفسيره لتقدم الدوري الروسي على حساب الدوري التركي، قال سام بور، المدير الأول في مجموعة الأعمال التجارية الرياضية في ديلويت:” مما لا شك فيه أن إقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2018 في روسيا قد حقق زيادات مباشرة وغير مباشرة في الإيرادات لسوق كرة القدم الأوروبية. وقد أدت هذه الزيادات إلى ارتفاع تأثير كل من بطولة كأس العالم دوري أبطال أوروبا واتحادات كرة القدم الوطنية في الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي إلى زيادة حجم سوق كرة القدم الأوروبية بنسبة 75% لتقفز من 2.4 مليار يورو في موسم 2016/17 إلى 24. مليار يورو في موسم 2017/18.“
من المتوقع أن ترتفع إيرادات دوري السوبر التركي من العقد الجديد لبيع حقوق البث المحلية لكي يستعيد ترتيبه السادس في الإصدار التالي من المراجعة السنوية لمالية كرة القدم لعام 2020.