تقرير ديلويت: انخفاض التكلفة والتكنولوجيا تحفزان الطلب على الطاقة المتجددة

الأربعاء 10 أكتوبر 2018
دبي - مينا هيرالد:

أفاد تقرير ديلويت العالمية الجديد "الاتجاهات العالمية للطاقة المتجددة" أن مصادر الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية والرياح، قد تمكنت من تحقيق تكافؤ من حيث الأسعار والأداء داخل الشبكة وخارجها.

يشكل تكافؤ الأسعار والأداء، وتكامل الشبكات، والتكنولوجيا ثلاثة عوامل رئيسية تسمح للطاقة الشمسية والرياح من التنافس مع المصادر التقليدية من حيث الأسعار ومعادلتها من حيث الأداء. وفي ظل استمرار تقنيات سلسلة الكتل، والذكاء الاصطناعي، والطباعة الثلاثية الأبعاد في تعزيز مصادر الطاقة المتجددة، من المرجح أن تستمر الأسعار في الانخفاض، وأن تتحسن إمكانية الاستفادة من هذه المصادر.

في هذا الإطار، علق بارت كورنيلسن، الشريك المسؤول عن قطاع الطاقة والموارد في ديلويت الشرق الأوسط قائلاً: " شهدت السنوات الأخيرة تنامياً كبيراً في الطلب على مصادر الطاقة المتجددة. وقد أدركت الحكومات والمجتمعات والأسواق الناشئة والشركات أن مصادر الطاقة المتجددة مستدامة ويمكن الحصول عليها بأسعار معقولة، وهي تسعى لتضمينها في خطط المشتريات الحالية والمستقبلية، وليس أدل على ذلك من زيادة الاستثمارات في مشاريع الطاقة الشمسية على نطاق واسع في الشرق الأوسط ".

وقد ذللت ثلاثة عوامل تمكين رئيسية العقبات التي تحول منذ أمد طويل دون زيادة انتشار مصادر الطاقة المتجددة وهي:

  • الوصول إلى تكافؤ في الأسعار والأداء: أصبحت التكلفة غير المدعومة للطاقة الشمسية والرياح مقاربة لتكلفة المصادر التقليدية للطاقة إن لم تعد أرخص منها في معظم أنحاء العالم، حيث زادت خيارات التخزين الجديدة حالياً من إمكانية إرسال مصادر الطاقة المتجددة - ولم تعد المصادر التقليدية هي وحدها التي تتمتع بهذه الميزة.
  • تكامل الشبكة بتكلفة مجدية وموثوقة: لطالما اعتبرت الرياح والطاقة الشمسية عائقاً في السابق، لتصبح حالياً حلاً لموازنة الشبكة الكهربائية. ولقد أظهر هذان النوعان من الطاقة قدرتهما على تعزيز مرونة الشبكة وموثوقيتها وتوفير خدمات الشبكة الأساسية. كما مكَّنت العاكسات الذكية والضوابط المتقدمة الرياح والطاقة الشمسية من توفير خدمات موثوقة تتعلق بالترددات، والجهد والتعلية الكهربائي مكافئة للمصادر التقليدية إن لم تكن أفضل منها. ولدى دمجها مع عاكسات أكثر ذكاءً، فإنه يمكن للرياح والطاقة الشمسية أن تزيد من انتاجها بسرعة تتخطى انتاج محطات توليد الطاقة التقليدية، وأن تساعد على استقرار الشبكة حتى بعد غروب الشمس وتوقف الرياح، وأن تُظهر دقة استجابة أعلى للطاقة الشمسية الكهروضوئية من أي مصدر آخر.
  • أثر التكنولوجيا: تُسَرِّع التكنولوجيا من انتشار مصادر الطاقة المتجددة: وتُحَسن الأتمتة والتصنيع المتقدم من إنتاج الطاقة المتجددة وتشغيلها من خلال تخفيض التكاليف ووقت تنفيذ نظم الطاقة المتجددة: حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين التنبؤات الجوية واستخدام الموارد المتجددة، كما تُمَكن سلسة الكتل الأسواق الحرة التي تتمتع بشهادة سمة الطاقة (EAC- enable energy attribute certificate)– أي التي تحقق من 1 ميغاواط ساعة من الكهرباء المتجددة تم توليدها وإضافتها الى الشبكة من مصدر طاقة أخضر- من المساعدة على تجاوز العقبات المرتبطة بالثقة والبيروقراطية، وتمكن المواد المتطورة من إحداث نقلة نوعية في مواد الألواح الشمسية وتوربينات الرياح.

ورغم أن الطاقة الشمسية والرياح تعد من بين أرخص مصادر الطاقة على مستوى العالم، إلا أن اتجاهاتها التمكينية لم تكتمل بعد. ومع استمرار انخفاض تكاليف الطاقة المتجددة وازدياد إمكانية الوصول، يتسارع نمو الطلب على هذه المصادر، ويعزى ذلك لأصحاب المصلحة التاليين:

  • المدن الذكية المتجددة: يعيش معظم سكان العالم حالياً في مدن آخذة في النمو، وقد اتبع بعضها نهجاً "ذكياً" استباقياً لإدارة بُنياتهم الأساسية باستخدام تكنولوجيا الاستشعار المترابطة وتحليلات البيانات. وتركز المدن الذكية الأكثر تقدمًا على تحسين جودة الحياة والقدرة التنافسية والاستدامة. كما تسهم الطاقة الشمسية والرياح في تحقيق هذه الأهداف وفي إزالة التلوث، وانتزاع الكربون، وعلى التنقل الكهربائي النظيف، والتمكين الاقتصادي، ونمو أعمال الشركات.
  • الطاقة المجتمعية: بناء على التوجه نحو "المجتمع الشمسي"، فإن إضافة أنظمة التخزين والإدارة تمنح المجتمعات المحلية مرونة أكبر لدى اعتماد مصادر الطاقة المتجددة. ويمكن حالياُ إمداد المجتمعات المرتبطة بالشبكة بالطاقة بشكل مستقل داخل وخارج نطاق الشبكة، مما يمكّن الشراكات المجتمعية وتزويد الكهرباء وإعادة استثمار الأرباح.
  • اﻷﺳواق اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ: تُشارف اﻟﻘدرة اﻟﺗراﮐﻣﯾﺔ ﻟﻸﺳواق اﻟناشئة ﻋﻟﯽ ﺗطوﯾر اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻣﺗﺟددة على تجاوز قدرة اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺗﻘدم، ﺣﯾث ﺳﺎﻋدت هذه اﻷﺳواق على تخفيض ﺗﮐﻟﻔﺔ مصادر الطاقة المتجددة، وﺗوفير ابتكارات تفيد اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺗﻘدم.
  • إنضمام الشركات: تحصل الشركات على مصادر الطاقة المتجددة بطرق جديدة، حيث تسعى العديد من الشركات الكبرى لإبرام اتفاقيات شراء الطاقة، بينما تنضم الصغيرة لبعضها في مثل هذه الاتفاقيات. علاوة على ذلك، فإن ثلثي الشركات المدرجة في قائمة فورتشن 100 قد وضعت حاليًا أهدافًا للطاقة المتجددة، وهي تقود عمليات الشراء العالمية للشركات، مما يشير بحد ذاته إلى التزام القطاع الخاص الهام بمثل هذا المجال.

ويضيف كورنيلسن: "لقد أصبحت مسألة دمج مصادر الطاقة المتجددة على نطاق واسع مسألة وقت فقط. وقد حققت دول الصين والولايات المتحدة وألمانيا بالفعل تكافؤًا في الأسعار لبعض المصادر المتجددة. ومع استمرار انخفاض هذه الأسعار، ستتمكن الدول المتقدمة والأسواق الناشئة على حد سواء من دمج مصادر الطاقة المتجددة في شبكاتها لضمان الميزة التنافسية ".

أخبار مرتبطة