القمة العالمية للمياه تسلط الضوء على استخدامات الطاقة النظيفة في تحلية المياه

الإثنين 16 يناير 2017

أبوظبي - مينا هيرالد: أظهر استعراض لدراسة بحثية بشأن الأمن المائي، أجريت قبيل انعقاد القمة العالمية للمياه 2017، التي انطلقت فعالياتها اليوم الإثنين في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وجود إمكانيات كبيرة تنطوي عليها تقنيات تحلية المياه المبتكرة، من أجل تحسين الاستدامة في إمدادات المياه بدولة الإمارات.

وتمسك دولة الإمارات ودول أخرى في مجلس التعاون الخليجي بزمام الريادة العالمية في مجال تحلية المياه، لا سيما وأنها استطاعت أن تثبت قيمة التقنيات في دعم الأمن المائي بجميع أنحاء العالم. وظلّت بلدان المنطقة، تاريخياً، تستخدم العمليات الحرارية في تحلية المياه، وذلك من الحرارة الناتجة عن توليد الكهرباء. ووجد تقرير السوق للعام 2017، الصادر عن القمة العالمية للمياه والذي أعدته شركة "فروست آند سوليفان" للأبحاث، أن دولة الإمارات تستخدم العمليات الحرارية لتلبية نحو 88 بالمئة من احتياجات تحلية المياه، وذلك استناداً إلى أرقام تقرير معلومات المياه العالمي.

وتقود شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، في الوقت الراهن، جهوداً من شأنها ربط تحلية المياه بالطاقة المتجددة، كما تنظر في أحدث التطورات الحاصلة في تقنيات مثل التناضح العكسي والتناضح الأمامي، التي تستخدم أغشية ذات تقنية عالية لتصفية مياه البحر، ودمج هذه العملية بتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية. أما الهدف من ذلك فيكمن في العثور على الحلّ الأكثر تقدماً والمصمم خصيصاً ليناسب بيئة المنطقة.

وقال سعادة محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر"، بهذه المناسبة، إن تقنيات تحلية المياه المبتكرة تنطوي على إمكانيات واسعة للمساهمة في تحقيق أهداف الطاقة التي حددتها دولة الإمارات وبلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأضاف: "لطالما أمسكت بلدان المنطقة بزمام الريادة في إثبات أن تحلية المياه مصدرٌ مُجدٍ وآمن للحصول على المياه العذبة، وقد أحرزنا تقدّماً كبيراً في جهودنا الرامية إلى البحث عن حلول جديدة مبتكرة تتسم بالاستدامة وبكونها مجدية من الناحية التجارية".

وينصَبّ الاهتمام خلال القمة العالمية للمياه، التي تستضيفها "مصدر"، على تكريس الجهود لسدّ فجوة الاستدامة في إمدادات المياه بالمنطقة. وانطلقت أعمال الحدث اليوم الإثنين تحت مظلة أسبوع أبوظبي للاستدامة، وتتواصل فعالياتها حتى الخميس 19 يناير الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، ضمن شراكة استراتيجية مع هيئة مياه وكهرباء أبوظبي.

ومن المنتظر أن يحتلّ موضوع تحلية المياه بالطاقة النظيفة أولوية بارزة على جدول أعمال مؤتمر القمة العالمية للمياه، متضمّناً مناقشة التقدم الحاصل في برنامج "مصدر" التجريبي لتحلية المياه بالطاقة المتجددة. وتُشغّل مصدر، ضمن برنامجها التجريبي منذ العام 2015، أربع محطات صغيرة لتحلية المياه تعتمد كل منها عملية تحلية تختلف عن الأخرى، إذ تقوم ثلاث محطات على تقنيات التناضح العكسي، في حين تُستخدم في الرابعة طريقة التناضح الأمامي.

ومن شأن النتائج التي جرى تجميع بياناتها على مدى أكثر من عام وإعدادها للدراسة والبحث، أن تساعد في تحديد التقنيات الأكثر فعالية من أجل جمعها بالطاقة الشمسية، وإيضاح السبيل أمام راسمي السياسات والمعنيين في القطاع للمضي قُدماً بُغية تحقيق الأمن المائي المنشود والمستدام بيئياً.

من جانبه، أكّد سعادة عبدالله علي مصلح الأحبابي رئيس مجلس إدارة هيئة مياه وكهرباء أبوظبي، أن الاستثمارات الهائلة التي يجري ضخّها إقليمياً في مجال الطاقة الشمسية، ستقلّل استخدام الغاز في التوسع المستقبلي في إمدادات الكهرباء بمختلف أنحاء المنطقة، وقال: "من شأن تقليل الاعتماد على الغاز لتوليد الكهرباء أن يجعل الاعتماد على تقنيات تحلية المياه الجديدة أمراً حتمياً للحفاظ على إمدادات المياه في المستقبل، ونحن بحاجة إلى اتخاذ قرارات بهذا الصدد بناء على معلومات يمكن الاعتماد عليها وتستند على الظروف المحلية".

ويستخدم العالم زهاء 87 مليون متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، تستحوذ منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على 44 بالمئة منها، وفقاً للجمعية الدولية لتحلية المياه، فيما تحتلّ دول في مجلس التعاون الخليجي هي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والكويت وقطر مراكز بين أكبر عشرة بلدان مستهلكة للمياه المحلاة في العالم.

وأضحت القمة العالمية للمياه، في عامها الخامس، المعرض والمؤتمر الأبرز في الشرق الأوسط للأمن المائي، وهي تقام بمصاحبة القمة العالمية لطاقة المستقبل ومعرض ومؤتمر "إيكو ويست"، وتستضيف صانعي قرار مرموقين من مؤسسات مسؤولة عن إمدادات المياه بأنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من أجل إيجاد سوق أساسية للابتكار في إنتاج المياه وترشيد استهلاكها، بما يشمل تحسين البنية التحتية ومعالجة مياه الصرف الصحي وإعادة التدوير.

ويستعرض زوار القمة أحدث الحلول الموجّهة لقطاع المياه والتي تعرضها الشركات والمستثمرون والمقاولون والجهات الحكومية المشاركة. كذلك تعود ضمن فعاليات الحدث هذا العام مسابقة "الابتكار في القمة العالمية للمياه"، لتقديم الدعم للرواد من أصحاب المشاريع في الإمارات. ويُحكّم في منافسات هذه المسابقة لجنة تحكيم متميزة تعتزم تكريم تقنيات المياه المبتكرة الواعدة. وبوسع العارضين والحضور المشاركة في منتدى للتواصل يُقام على مسرح "تك توك" الحواري المتخصص التابع للقمة، والذي يشهد إقامة ما يزيد على 40 من العروض التقديمية والدراسات لحالات النجاح في أحدث التقنيات الخاصة باستدامة المياه. ويعود برنامج تواصل الأعمال للمساهمة في تعزيز تنمية الأعمال التجارية بين القطاعين العام والخاص.

وكانت القمة العالمية للمياه استضافت في دورة العام 2016 أكثر من 10,000 زائر و185 جهة عارضة من 111 بلداً. أما مؤتمر القمة السابق، فشهد مشاركة 300 مندوب من أعضاء الوفود الذين استمعوا إلى 75 متحدثاً خبيراً تبادلوا الرؤى والأفكار، وخلاصة الخبرات والمعرفة، وأفضل الممارسات في وضع الحلول من أجل التصدي للتحديات الماثلة أمام قطاع المياه في المنطقة. واستطاع برنامج تواصل الأعمال العام الماضي الترتيب لعقد 1,530 اجتماعاً بين 386 تنفيذياً من 320 شركة من 38 بلداً بينها الأردن وباكستان والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والكويت ومصر والمغرب والهند.

أخبار مرتبطة