دراسة عالمية تكشف ارتفاع عدد الرؤساء التنفيذيين الذين جرى عزلهم بسبب مخالفات أخلاقية

الإثنين 22 مايو 2017
Per-Ola Karlsson - Senior Partner with Strategy&

دبي - مينا هيرالد: تزايد عدد الرؤساء التنفيذيين الذين تم عزلهم جرّاء ارتكابهم لمخالفات أخلاقية زيادة ملحوظة، وذلك وفقًا لدراسة التعاقب الوظيفي للرؤساء التنفيذيين 2016 التي أصدرتها اليوم "ستراتيجي&" (بوز أند كومباني سابقًا) الشركة العضو في شبكة "PwC". وقامت الدراسة بتحليل حالات التعاقب الوظيفي للرؤساء التنفيذيين في أكبر 2500 شركة عامة على مستوى العالم خلال السنوات العشرة الماضية.

أظهرت النتائج الرئيسية للدراسة أن عدد الرؤساء التنفيذيين الذين تم عزلهم قسرًا بسبب مخالفات أخلاقية على مستوى العالم قد ارتفع من 3.9% (بين عامي 2007 و 2011) إلى 5.3% (بين عامي 2012 و 2016)، بزيادة قدرها 36% خلال السنوات العشرة الماضية، ويُعزى ذلك في المقام الأول إلى زيادة الرقابة العامة والمساءلة القانونية للرؤساء التنفيذيين.

وجاءت الزيادة بشكل أكبر في الشركات القائمة في الولايات المتحدة وكندا، حيث ارتفعت نسبة الرؤساء التنفيذيين الذين تم عزلهم بسبب مخالفات أخلاقية في هذه الشركات من 1.6% بين عامي 2007 و 2011 إلى 3.3% بين عامي 2012 و 2016، وهو ما يُمثل زيادة قدرها 102%. وفي غرب أوروبا، ارتفعت نسبة الرؤساء التنفيذيين الذين تم عزلهم بسبب مخالفات أخلاقية من 4.2% لتصل إلى 5.9%، أما في دول البرازيل وروسيا والهند والصين، ارتفعت تلك النسبة من 3.6% إلى 8.8%.

أما في الشرق الأوسط، على وجه التحديد، فقد تشابهت معدلات التعاقب الوظيفي للرؤساء التنفيذيين مع المعايير العالمية بإجمالي 15.7% في عام 2016، وهي نسبة تقارب المتوسط العالمي البالغ 14.9%. ومع ذلك، فإن الاتجاه نحو التعاقب الوظيفي المُخطط (في مقابل القسري) لا يزال قائمًا حيث تم التخطيط لجميع حالات التعاقب الوظيفي الثمانية التي حدثت هذه السنة. علاوةً على ذلك، تتشابه معدلات عزل الرؤساء التنفيذيين لأسباب أخلاقية في الشرق الأوسط تشابهًا كبيرًا مع المعدلات العالمية. وتُشير كل هذه الحقائق إلى أن أفضل ممارسات حوكمة مجالس الإدارة يجري تنفيذها بشكل متزايد على مستوى المنطقة.

وأفاد بير أولا كارلسون، الشريك ورئيس قطاع التنظيم والقيادة في شركة "ستراتيجي&" في الشرق الأوسط: "لا يمكن لبياناتنا، وربما لأي بيانات أخرى، أن تكشف ما إذا كانت المخالفات الأخلاقية في الشركات الكبرى تزيد اليوم عما كانت عليه في الماضي أم لا. ومع هذا، فنحن نشك في صحة ذلك وفقًا للخبرة التي نمتلكها من خلال العمل مع مئات الشركات على مدى العديد من السنوات. وعلى مدى السنوات الخمسة عشر الماضية، أدت خمسة توجهات إلى قيام مجالس الإدارات والمستثمرين والحكومات والعملاء ووسائل الإعلام برفع مستويات المساءلة القانونية للرؤساء التنفيذيين فيما يتعلق بالمخالفات الأخلاقية مقارنةً بما كان عليه الحال في الماضي".

التوجهات الخمس التي تُشكِّل المساءلة القانونية للرؤساء التنفيذيين
• الرأي العام: منذ الأزمة المالية التي اندلعت في 2007 و 2008 والركود الاقتصادي الذي نجم عنها، فإن مستويات الثقة في المؤسسات الكبرى والرؤساء التنفيذيين آخذة في الانخفاض، وأصبح الجمهور أكثر تشككًا وانتقادًا وأقل تسامحًا فيما يتعلق بسوء السلوك داخل الشركات.

• الحوكمة والتنظيم: أدى ارتفاع مستوى الانتقاد العام للمسؤولين التنفيذيين والمؤسسات إلى اتخاذ العديد من الإجراءات التشريعية والتنظيمية، وتبنّت الشركات في الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى منهج عدم التسامح تجاه السلوك السيء من قبل المسؤولين التنفيذيين.

• البيئة التشغيلية للأعمال: تسعى الشركات بشكل متزايد إلى (1) تحقيق النمو في الأسواق الناشئة حيث تتفاقم المخاطر الأخلاقية، مثل تزايد احتمالات الرشاوى والفساد، و (2) الاعتماد على سلاسل التوريد العالمية الممتدة والتي تزيد من مخاطر التزام الأطراف الأخرى.

• الاتصال الرقمي: أدى استخدام البريد الإلكتروني والرسائل النصية ووسائل التواصل الاجتماعي إلى إيجاد مخاطر جديدة متعلقة بالمخالفات الأخلاقية. ويمكن أن يوفر الاتصال الرقمي لأي شركة أدلة دامغة على سوء السلوك، ويزيد وجودها من احتمالات مساءلة الرئيس التنفيذي.

• دورة الأخبار على مدار الساعة: خلافًا لما كانت عليه الأمور في منتصف وأواخر القرن العشرين، حيث كان يمكن لمعظم المسؤولين التنفيذيين والشركات إخفاء الأخبار السلبية، فاليوم يضمن التدفق فائق السرعة للأخبار والبيانات المالية على شبكة الإنترنت انتشار الأخبار السلبية بصورة أكبر وأوسع.

الشركات الكبرى هي الأكثر تأثرًا
وجدت الدراسة أيضًا أن النسبة الإجمالية للرؤساء التنفيذيين الذين تم عزلهم في الشركات الكبرى (الأعلى من حيث القيمة السوقية) في الولايات المتحدة وكندا وغرب أوروبا، كانت أكبر بكثير من مثيلتها في الشركات الأخرى داخل السوق.

وأفاد نيك روبنسون، الشريك ورئيس قطاع تحليلات العملاء بالشرق الأوسط في PwC: "إن حقيقة ارتفاع حالات العزل القسري بسبب مخالفات أخلاقية في الشركات الكبرى من حيث القيمة السوقية في هذه المناطق تدعم فرضيتنا، إذ إن الشركات الكبرى هي الأكثر تأثرًا بالتوجهات الخمس كما أنها تخضع لأكبر قدر من الرقابة".

وأضاف بير أولا كارلسون: "قد يكون لتزايد أعداد الرؤساء التنفيذيين الذين تم عزلهم بسبب مخالفات أخلاقية أثر إيجابي على الرأي العام بمرور الوقت من خلال إثبات أن السلوك السيئ قد تم الكشف عنه ومعاقبة مرتكبه. وفي الوقت نفسه، يحتاج الرؤساء التنفيذيون إلى أن يكونوا قدوة يُحتذى بها على المستويين الشخصي والمؤسسي، وأن يسعوا جاهدين إلى بناء ثقافة حقيقية للنزاهة والحفاظ عليها".
__________________________________________________________________
حقائق أخرى كشفت عنها الدراسة
• معدل إحلال الرؤساء التنفيذيين: انخفض معدل إحلال الرؤساء التنفيذيين في أكبر 2500 شركة عالميًا من أعلى معدل له وهو 16.6% في عام 2015 إلى 14.9% في عام 2016، وذلك يُعزى في المقام الأول إلى تراجع أنشطة الدمج والاستحواذ. وشهدت دول البرازيل وروسيا والهند أكبر معدل لإحلال الرؤساء التنفيذيين والذي وصل إلى 17.2%، تليها اليابان (15.5%) وغرب أوروبا (15.3%) والصين (15.2%). وانخفض معدل إحلال الرؤساء التنفيذيين في جميع المناطق التي شملتها الدراسة فيما عدا الولايات المتحدة وكندا.

• الرئيسات التنفيذيات: جرى تعيين 12 سيدة بمنصب رئيس تنفيذي خلال عام 2016 على مستوى العالم، وهو ما يُمثل 3.6% من إجمالي عدد الرؤساء التنفيذيين الذين جرى تعيينهم في العام ذاته. ويُشكل ذلك عودةً للتوجه البطيء نحو تزايد التنوع الذي كان موجودًا خلال الأعوام العديدة الماضية، وتفوق هذه النسبة مثيلتها في العام الماضي الذي بلغت فيه نسبة الرئيسات التنفيذيات 2.8%. واستأثرت الولايات المتحدة وكندا بالنسبة الأكبر من الرئيسات التنفيذيات والتي بلغت 5.7% بعدما شهدت انخفاضًا على مدى السنوات الثلاثة السابقة. ولم يتم تعيين امرأة واحدة بمنصب الرئيس التنفيذي في خمسة قطاعات خلال عام 2016 وهي الرعاية الصحية والصناعة وتكنولوجيا المعلومات والسلع الاستهلاكية وخدمات الاتصالات.

نبذة عن شركة ستراتيجي&
تضم شركة ستراتيجي& فريق عالمي من خبراء الاستراتيجيات العملية المكرسين لمساعدتك في اغتنام ميزة أساسية في ميدان عملك. ونحن نحقق هذه الغاية من خلال العمل بجوارك من أجل حل أعقد المشكلات التي تواجهك واغتنام أثمن الفرص التي تسنح لك. فنحن نجلب 100 عام من الخبرة في مجال الاستشارات الاستراتيجية فضلاً عن قدرات وظيفية وتخصصية لا تُضاهى لشبكة بي دبليو سي. ستراتيجي& هي شركة عضو في شبكة PwC للشركات المنتشرة في 157 دولة ويعمل بها أكثر من 208,000 فرد ملتزمين بتقديم أرقى مستويات الجودة في مجالات التأمين والضرائب والخدمات الاستشارية.

أخبار مرتبطة