جارتنر: تحّول أولويات رؤساء مجلس الإدارة نحو التركيز على التحديات المرتبطة بنمو الأعمال

الخميس 09 مايو 2019
مارك راسكينو، نائب الرئيس وكبير المحللين لدى جارتنر
دبي - مينا هيرالد:

أفضى استبيان أجرته مؤسسة جارتنر مؤخراً إلى استمرار تصدّر مسألة نمو الأعمال لأولويات رؤساء مجلس الإدارة في عام 2019 و2020. شمل الاستبيان عدداً من رؤساء مجلس الإدارة وكبار التنفيذيين وأفضى إلى ظهور تغييرات كبيرة بالمقارنة مع استبيان العام الماضي، حيث أشار عدد أكبر من رؤساء مجلس الإدارة إلى أهمية تحقيق العائدات المالية وبخاصة تعزيز الأرباح.

شمل "استبيان جارتنر 2019 لرؤساء مجلس الإدارة وكبار التنفيذيين" 473 من رؤساء مجلس الإدارة وكبار التنفيذيين خلال الربع الرابع من عام 2018 ممن استطلعت آرائهم بهدف التعرّف على أحدث التوجهات المرتبطة بالأعمال وبعض المسائل المرتبطة بتأثيرات التكنولوجيا واستراتيجياتها. شارك في الاستبيان 473 من رواد الأعمال من مؤسسات تزيد عائداتها على 50 مليون دولار و60 بالمائة منها تزيد عائداتها عن مليار دولار. 

وفي هذا السياق، قال مارك راسكينو، نائب الرئيس وكبير المحللين لدى جارتنر: "زادت نسبة ظهور مسألة نمو الأعمال إلى 53 بالمائة، بعد أن أظهرت تراجعاً في العام الماضي، حيث ارتفعت من 40 بالمائة في العام 2018. وهذا يدلل على أن أولويات رؤساء مجلس الإدارة تحوّلت مجدداً نحو التركيز على العمليات التكتيكية في المدى المنظور بينما تلوح في الأفق تحديات اقتصادية قادمة".

أظهر الاستبيان أيضاً صعود مسائل أخرى على سلم الأولوية مثل القضايا المالية والتكاليف وإدارة المخاطر (شكل رقم 1). وعلّق على ذلك راسكينو مضيفاً بالقول: "لم نجد لدى رؤساء مجلس الإدارة الرغبة في خفض التكاليف على نحو كبير في عدد من مجالات الأعمال. ما من شك أنهم على دراية بنمو التحديات الاقتصادية مما يعكس ارتفاع سوية الحذر لديهم – إلّا أنهم لم يصلوا إلى درجة التحضير لما يمكن وصفه بمرحلة كساد اقتصادي".

فرص جديدة للنمو

أظهرت نتائج الاستبيان أن الحل الأكثر شعبية عند تراجع النمو هو البحث عن فرص للنمو في مناطق جغرافية جديدة. حيث ذكر المشاركون في الاستبيان أنهم يتطلعون إلى مدن أو ولايات أو مناطق أو بلدان أخرى، إضافة إلى "أسواق جديدة" والتي تشمل التوسّع نحو مناطق جغرافية جديدة (كما أن مصطلح الأسواق الجديدة ربما أشار إلى قطاعات جديدة أو أسواق افتراضية أيضاً).

أشار راسكينو في هذا الإطار إلى أن: "من الطبيعي التطلع نحو مواقع أخرى عندما تصل المواقع الحالية إلى حد الإشباع أو تتراجع عائداتها. ولكننا وجدنا أن التوسع عالمياً بات يتسم بالتعقيد اليوم نظراً للظروف الجيوسياسية التي تضرب العالم. فقد أقرّ 23 بالمائة من رؤساء مجلس الإدارة بأن مؤسساتهم تتعرض لتأثيرات كبيرة نتيجة للتطورات الأخيرة على صعيد التعرفة الجمركية، وتحديد الحصص وغيرها من القيود المفروضة على التجارة. كما أشار 58 بالمائة من رؤساء مجلس الإدارة إلى تخوفهم من هذه المسائل، مما يعكس توقعاتهم بأن يكون لهذه القيود تأثيرات جسيمة على أعمالهم في المستقبل".

أما الطريقة الأخرى التي يسعى رؤساء مجلس الإدارة من خلالها إلى التصدي لتراجع النمو وانخفاض هامش الربحية فتتمثل في زيادة التنوّع – والذي بات، على نحو متزايد، يعني الالتفات نحو الأعمال الرقمية لتوفير منتجات وقنوات جديدة بغية تحقيق العائدات. فقد اتفق 82 بالمائة من المشاركين في الاستبيان على أنهم في طور تنفيذ مبادرة استراتيجية أو برنامج للتحوّل نحو الرقمنة – وقد ارتفع هذا الرقم من 62 بالمائة في استبيان العام 2018.

آمال كبيرة معقودة على التكنولوجيا

صعدت مسألة إدارة النفقات على سلم أولويات رؤساء مجلس الإدارة من المرتبة العاشرة في العام 2018 إلى المرتبة الثامنة اليوم. وعندما تم سؤالهم عن الطرائق التي يتبعونها للتحكم بالنفقات، أشار 27 بالمائة من المشاركين إلى اعتمادهم على الحلول التكنولوجية. حيث جاءت هذه الطريقة في المرتبة الثالثة بعد طرق ترتبط بالموارد البشرية والهياكل التنظيمية، بما في ذلك برامج المكافآت وإدارة الموازنة والمصروفات. من ناحية أخرى، عندما تم سؤالهم عن الخطوات التي يتبعونها لرفع سوية الإنتاجية والكفاءة، أشار رؤساء مجلس الإدارة إلى تطلعهم للاعتماد على التكنولوجيا كوسيلة أساسية لتحقيق ذلك. كما ذكر 47 بالمائة من المشاركين في الاستبيان إلى أن الاعتماد على التكنولوجيا كواحدة من وسيلتين أساسيتين لرفع سوية الإنتاجية.

على كافة التنفيذيين التسلح بالمهارات التقنية

ينبغي على الجميع في الطاقم التنفيذي لإدارة أي مؤسسة تبني الأعمال الرقمية. ولكن على الرغم من ذلك فقد أشارت نتائج الاستطلاع إلى أن ما يؤرق رؤساء مجلس الإدارة هو أن عدداً من شاغلي الوظائف العليا في مؤسساتهم لا يتسلحون بالمهارات الرقمية اللازمة لمواجهة المستقبل. ويرى رؤساء مجلس الإدارة أن هناك حاجة لرفع سوية المهارات الرقمية على نحو خاص لدى تنفيذيي المبيعات والمخاطر وسلسلة التوريد والموارد البشرية.

بعد أن يصبح كافة التنفيذيين في المؤسسة على دراية تامة بالعالم الرقمي، فلا بد أن يعملوا على تطوير إمكانات جديدة لتطبيق استراتيجيات الأعمال. فعندما تم سؤال رؤساء مجلس الإدارة في الاستبيان عن أكثر القدرات الإدارية التي هناك حاجة لتطويرها في مؤسساتهم، أشار 18 بالمائة منهم إلى إدارة الكفاءات والمواهب، تليها الرقمنة والتمكين التكنولوجي بنسبة 17 بالمائة، وأخيراً التحوّل نحو التمحور حول البيانات وإدارتها بنسبة 15 بالمائة.

أخبار مرتبطة