الأمن الإلكتروني يشكل النظام المناعي للوصول إلى التحول الرقمي

الإثنين 01 أغسطس 2016
نجيب أوزيوجال مدير مجموعة أعمال الحوسبة السحابية لدى مايكروسوفت الخليج

دبي - مينا هيرالد: ومن المتوقع أن تضيف التكنولوجيا الناشئة مثل تقنيات انترنت الأشياء ارتفاعاً يصل إلى 14 مليار دولار لأكبر 20 اقتصادا في العالم بحلول عام 2030 ، لتأتي بدورها متصدرة المرتبة الخامسة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي الحالي، وفي ظل توجه المستقبل البشري بشكل تلقائي نحو التحول الرقمي ، تعمل العديد من الشركات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا على تحقيق كامل التحول الرقمي من خلال تبني سياسة أمن تقنية معلومات قوية ومرنة.

كشف تقرير لمؤسسة إرنست أند يونغ لعام 2015 بأن دول منطقة الخليج تستحوذ على نسبة كبيرة من عمليات نقل الأموال عبر الهواتف المحمولة في العالم ، حيث تصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة أعلى نسبة استخدام عمليات تحويل الأموال عبر الهواتف المحمولة في منطقة الخليج بنسبة 34٪ ، في حين تلتها الكويت بنسبة 27٪ ، وقطر بنسبة 19٪ ، والمملكة العربية السعودية بنسبة 15٪.

ومن المتوقع أن يزيد حجم الإنفاق على سوق الأمن والحماية في دول مجلس التعاون الخليجي ليصل إلى 10.41 مليار دولار بحلول نهاية عام 2022 حسب دراسة خاصة لشركة "ريسيرش أند ماركت دوت كوم" researchandmarkets.com.

تبني الشركات لتقنيات جديدة مثل الحوسبة السحابية من شأنها تسريع عملية التحول الرقمي ، علماً أن مثل هذه التقنيات الجديدة يتم بناؤها وتصميمها بمراعاة معايير السلامة والأمن والخصوصية ، في حين تعمل العلامات التجارية التكنولوجية الموثوقة في انفاق الملايين من الدولارات لإمتلاك بنية آمنة تدعم خصوصية البيانات وتشفيرها ، اضافة إلى ذلك تستوجب هذه التقنيات وجود تدريب المتخصصين في مجال الأمن الذين يراقبون البنية التحتية للمؤسسة لضمان توفير الحماية الكاملة من الهجمات الإلكترونية.

تنفق مايكروسوفت أكثر من 1 مليار دولار سنوياً في مجال الحماية والأمان ، ويشكل هذا الرقم نسبة أعلى بكثير مما تنفقه باقي الشركات في هذا المجال ، وتمثل البنوك قادة الثورة الرقمية وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ، حيث يطالب عملاء الخدمات المصرفية بشكل دائم بتوفير التقنيات المبتكرة والمتنقلة، علاوة على ذلك 100٪ من البنوك المتوسطة الحجم في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا على استعداد لتبني التكنولوجيا المتنقلة هذا العام ، بينما 65٪ من البنوك أظهرت استعدادها على تبني تنفيذ التكنولوجيا السحابية الخاصة في الوقت الحاضر أو اعتمادها في غضون 12 شهرا المقبلة.

وفي دراسة أخرى تتعلق بالأمن والحماية كشفت مؤسسة جارتنر للأبحاث بأن 95٪ من الخروقات الأمنية السحابية من العام الجاري وحتى عام 2020 ستكون عبارة عن أخطاء من العملاء وليست من مزودي الخدمة ، هذا ما يؤكد بأن مسؤولية الأمن والحماية لم تعد حكراً على قسم تكنولوجيا المعلومات في المنظمة ، بل يجب أن تعمل الشركات على ضمان الأمن والحماية كعملية أساسية عبر كامل شبكتها وتطبيقاتها ونقاط الوصول من أجل تفادي أي أخطاء أو خروقات أمنية ، ولإتمام هذه العملية بشكل صحيح يجب نشر الوعي بين الموظفين وتدريبهم من أجل رفع كفاءاتهم وقدراتهم التكنولوجية.

يجب على المنظمة بأكملها التكيف ومواكبة التقنيات الحديثة وليس مجرد التركيز على قسم تقنية المعلومات ، ويشير تقرير كابجيميني الجديد بأن قدرة المؤسسة على التنظيم الذاتي يؤهلها بأن تكون قادرة على تقديم قيمة جديدة من التقنيات الرقمية.

وقال بول فيشر مدير شركة بيير أودوين للإستشارات والذي أجرى أبحاثاً في دور الهوية وإدارة الوصول في التحول الرقمي "بأن معظم الإنتهاكات الإلكترونية اليوم هي نتيجة أخطاء بسيطة من قبل الموظفين، تحدث معظمها بسبب نقر الموظفين على رسائل إلكترونية تحمل مرفقات خبيثة ، اضافة إلى عدم اتباع السياسات الأمنية والدروس التدريبية".

مستويات الأمان مهمة جداُ في تقنيات انترنت الأشياء التي تلمس بدورها كل شيء من الآلات والمباني والأدوات وقطع أخرى من المعدات المزودة بأجهزة استشعار مصممة ، تعمل بطريقة ذكية وتلقائية عبر نقل البيانات بمختلف أحجامها إلى منصات البرمجيات الذكية والإستفادة منها في اتخاذ قرارات ورؤى أفضل ، لذلك تتنافس العديد من الصناعات والشركات في تبني هذا النموذج لكسب الميزة التنافسية ، ولكن يكمن التحدي في امتلاك تقنية انترنت الأشياء في كمية البيانات الغير محدودة التي يتم تخزينها ، وبهذا يزيد تلقائياً عدد الموظفين القادرين على الوصول إلى المعلومات الحساسة، ومن هنا يجب على المنظمات توفير بنية تحتية تكنولوجية آمنة تضمن أن جميع هذه البيانات يمكن السيطرة عليها وإدارتها مركزياً.

تقنيات الحوسبة السحابية لديها القدرة الذكية على اتباع قواعد آلية تعكس بصورة واضحة ومرنة السياسات الأمنية للشركة، بالإضافة إلى الآلية التلقائية التي تجري بها عمليات التخزين والأمان ، وبالتالي تقليل كمية الضغط العالي على العنصر البشري.

تستهدف الهجمات الإلكترونية بنسبة 80٪ من نقاط الضعف المعروفة في النظام ، لكن تستطيع الحوسبة السحابية أن تقدم نظام يوفر تقارير عن الأخطاء والتصحيحات الأخيرة ، ومن ثم تسليمها إلى نظام تكنولوجيا المعلومات الخاص بك في أقرب وقت يتم الكشف عنها ، حيث تعمل مايكروسوفت كمركز الأمن العالمي على توفير طاقم عمل يستجيب على مدار 24 ساعة يومياً لأحداث الجرائم الرقمية ، وتشفير كافة البيانات العابرة بينك وبين مراكز البيانات الخاصة بمايكروسوفت.

تنفق المنظمات ما يصل إلى 1 مليون دولار لبناء مركز بيانات آمن خاص بها ، ناهيك عن الحاجة إلى عدد من المختصين من ذوي المهارات العالية على مدار الساعة لتشغيل مثل هذه العمليات ، علماً أن كل هذه الإجراءات يقوم مزود الخدمة السحابية بالعناية بها وتوفير أفضل الخبراء في هذا المجال ، مما يساعد في تعزيز عملية تطور المؤسسة وزيادة انتاجيتها.

أخبار مرتبطة