أعلن مركز دبي المالي العالمي، المركز المالي الرائد في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، اليوم عن إطلاق صندوق متخصص بقطاع التكنولوجيا المالية بقيمة 100 مليون دولار أمريكي ("الصندوق") لتسريع وتيرة تطور التكنولوجيا المالية من خلال الاستثمار في المشاريع الناشئة منذ تأسيسها. وكان ذلك بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي رئيس مركز دبي المالي العالمي، وضمن فعاليات الدورة الأولى من المنتدى المالي العالمي.
وحضر المنتدى، والذي انعقد اليوم تحت شعار "التأقلم مع الواقع الجديد" ونظّمه مركز دبي المالي العالمي، ما يزيد على 350 ضيفاً من أهم الشخصيات والخبراء في قطاع الخدمات المالية، تم اختيارهم بشكل حصري للحضور من أصل مئات الأشخاص الذين تقدموا بطلب التسجيل.
وفي كلمته الترحيبية، قال سعادة عيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي: "يسعدني أن أعلن اليوم أننا بصدد إطلاق صندوق جديد بقيمة 100 مليون دولار أمريكي للمساعدة في تأسيس ودعم نمو شركات التكنولوجيا المالية الناشئة والتي تمرّ في مراحل نموها الأولى وتتطلع للوصول إلى أسواق منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا. وسيستفيد الصندوق من البيئة الداعمة للتكنولوجيا المالية التي يوفرها مركز دبي المالي العالمي بما في ذلك تراخيص لاختبار الابتكارات وأسعار مشجعة ومساحات عمل تعاونية. ويأتي إطلاق الصندوق بحكم قناعتنا بالفرص الهائلة التي تنطوي عليها هذه السوق الواعدة، ومن شأن هذه الخطوة أن تقرّبنا أكثر نحو تحقيق رؤيتنا للارتقاء بمستقبل التمويل في المنطقة".
وتابع قائلاً: "تتمتع هذه المنطقة بإمكانات هائلة، ونتطلع من خلال مركز دبي المالي العالمي إلى المساهمة في دفع عجلة نمو وتطور الأسواق الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا وتشجيع تدفق الصفقات التجارية عبر بلدان الممر الجنوبي-الجنوبي، والذي يمتدّ من أمريكا اللاتينية، مروراً بأفريقيا والهند وصولاً إلى جنوب شرق آسيا والصين".
وضمّ المنتدى المالي العالمي مجموعة من المتحدثين البارزين الذين ساهموا ضمن سلسلة من الندوات وجلسات النقاش المعمَّقة، في إطار ثلاثة محاور وهي: عولمة قطاع التمويل الخليجي، والأسواق الناشئة، ومستقبل صناعة التمويل.
وتحدث خلال الجلستين الأولى والثانية للمنتدى اقتصاديون بارزون مثل حافظ غانم، نائب رئيس البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي تناول موضوع الجاذبية المتزايدة للأسواق الخليجية بين المستثمرين الدوليين، بالإضافة إلى بزوغ الاقتصاد الإسلامي العالمي والتكنولوجيا المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
وبدوره تحدث بيل وينترز، الرئيس التنفيذي لمجموعة "ستاندرد تشارترد"، عن الأسواق العالمية الناشئة واستعرض رؤية مجموعته حول إمكانات النمو الأفضل في هذه الأسواق.
وتم خلال اليوم أيضاً مناقشة العديد من المواضيع الرئيسية بما في ذلك أهمية الجغرافيا الاقتصادية في الصفقات التجارية، وتأثير الإصلاحات المالية في الأسواق الناشئة على مسار التنمية الاقتصادية المستدامة، ورقمنة القطاع المالي وغيرها.
واستحوذ موضوع التكنولوجيا المالية ورقمنة القطاع المالي على مناقشات النصف الثاني من اليوم، وتم خلالها تسليط الضوء على قدرة التعاملات الرقمية "بلوك تشين" في إحداث ثورة ضمن قطاعات الخدمات المصرفية والتمويل التجاري ومستودعات البيانات. كما تطرّق المتحدثون أيضاً إلى الأثر الاجتماعي للتكنولوجيا المالية، وقدرتها على إيصال الخدمات المصرفية والمالية إلى ملايين الأفراد ممن يمتلكون نفاذاً محدوداً إلى الخدمات المصرفية في المنطقة.