"سلطة دبي الملاحية" تستكشف آفاق رقمنة القطاع البحري خلال ورشة مع "ديت نورسك فيريتاس جي.أل"

الأربعاء 11 أكتوبر 2017
دبي - مينا هيرالد:

في خطوة متقدّمة على درب الاستثمار في البحث والتكنولوجيا والابتكار البحري، عقدت "سلطة مدينة دبي الملاحية" اليوم ورشة عمل تفاعلية تحت عنوان "الابتكار والرقمنة ضمن القطاع البحري" لرفد المجتمع البحري المحلي بأحدث التطورات ذات الصلة بالابتكارات التكنولوجية البحرية التي من شأنها دعم المساعي الحثيثة لبناء قطاع بحري آمن ومتجدد ومستدام. وجاءت الخطوة في إطار الشراكة الاستراتيجية مع "ديت نورسك فيريتاس جي.أل" (DNV GL)، إحدى أبرز الجهات المسؤولة عن تصنيف واعتماد السفن في العالم والجهة الاستشارية للقطاع البحري العالمي، من أجل دفع عجلة الابتكار والبحث والتطوير لتعزيز تنافسية وشمولية وجاذبية التجمع البحري المحلي، وصولاً بإمارة دبي إلى مصاف أهم العواصم البحرية الرائدة عالمياً.

واستقطبت ورشة العمل مشاركة رفيعة المستوى من رواد الصناعة البحرية، الذين تبادلوا الرؤى الاستشرافية حول سبل توظيف التكنولوجيا الحديثة في خدمة الخطط الرامية إلى الارتقاء بمكونات القطاع البحري بما يتماشى مع متطلبات القرن الحادي والعشرين. وتخللت الجلسات النقاشية، التي أقيمت بإشراف شهرين عثمان، رئيس الحلول الرقمية والاستشارات في الشرق الأوسط في "ديت نورسك فيريتاس جي.أل للاستشارات البحرية"، استعراض آفاق التطوّر التكنولوجي مع تسليط الضوء على تطبيقات السفن ذاتية القيادة والطائرات بدون طيار لأغراض الاستطلاع البحري. واحتلت رحلة التحول الرقمي لرواد السفن الإقليميين حيزاً كبيراً من المناقشات الموسعة، التي تمحورت أيضاً حول تحليل البيانات الكبيرة لقطاع الشحن ومنصة البيانات البحرية والنقل المائي المستدام.

وشهد جدول الأعمال استعراض تجربة نجاح "سلطة مدينة دبي الملاحية" و"ديت نورسك فيريتاس جي.أل" في إطلاق "رصيف الابتكار البحري في دبي"، وسط إشادة واسعة بالمبادرة النوعية الداعمة لمسيرة تحول دولة الإمارات إلى مركز عالمي لتطوير وتوظيف التقنيات المبتكرة والحلول الإبداعية التي من شأنها دعم نمو واستدامة القطاع البحري. وضمت قائمة المتحدثين الرسميين كلاً من أوسكار ليفاندر، نائب رئيس قسم الابتكار والهندسة والتكنولوجيا في "رولز رويس"؛ وعلي شهاب، نائب الرئيس التنفيذي لشركة ناقلات النفط الكويتية؛ وأنور صديقي، رئيس شركة "البحري للبيانات" التابعة للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري "بحري"؛ والكابتن خميس أمين طه، مدير العمليات التشغيلية البحرية في "بيه آند أو ماريتايم" (P&O Maritime)؛ وجان كفالسفولد، رئيس قسم تطوير الأعمال والسوق في "ديت نورسك فيريتاس جي.أل"- القطاع البحري، في النرويج، إلى جانب محمود عويضة، مدير إدارة تقنية المعلومات في"سلطة مدينة دبي الملاحية".

وأوضح عامر علي، المدير التنفيذي لـ "سلطة مدينة دبي الملاحية"، بأنّ ورشة العمل شكلت محطة هامة على درب إثراء المعرفة ونقل الخبرة ذات الصلة بالبحث والابتكار والملاحة الذكية والرقمنة والبيانات الكبيرة، التي تبرز بمجملها اليوم كأسس متينة لبناء قطاع بحري متجدد وآمن ومستدام وقادر على تلبية احتياجات المستقبل، مثمناً التعاون المثمر مع "ديت نورسك فيريتاس جي.أل" في تنفيذ مبادرات نوعية دافعة لعجلة الابتكار البحري بما يصب في خدمة التوجه الوطني نحو الاستثمار في الابتكار باعتباره بوابة للعبور إلى المستقبل، وصولاً بالإمارات إلى مصاف الدول الأكثر ابتكاراً في العالم.

وأضاف علي: "تتنامى اليوم أهمية الابتكارات التكنولوجية، وعلى رأسها السفن ذاتية القيادة والطائرات بدون طيار، في رسم مستقبل الصناعة البحرية، ما يدفعنا إلى توطيد أطر التواصل بين الرواد والخبراء لتحديد أطر واضحة لتطويع نشاطات البحث والتطوير والابتكار والتكنولوجيا الحديثة لبناء اقتصاد بحري متكامل وتنافسي داعم للخطط الوطنية الهادفة إلى الانتقال لمرحلة "اقتصاد ما بعد النفط"."

من جانبه، قال نوت أوربك-نيلسن، المدير التنفيذي لـ"ديت نورسك فيريتاس جي.أل"- القطاع البحري: "نؤمن بأن الرقمنة هي مستقبل النقل البحري، ولذلك نحن سعداء بتعاوننا مع "سلطة مدينة دبي الملاحية" والمشاركة في مبادرات 10x. ومنذ توقيع اتفاقية التعاون قبل 12 شهراً فقط، شهدنا بالفعل إطلاق بعض المشاريع المثيرة للاهتمام، على سبيل المثال، مشروع محاكي فحص السفن الذكي ثلاثي الأبعاد، ومفهوم انعدام الانبعاثات الغازية من العبارات، إلى جانب مشاريع أخرى قيد التطوير في مجالات هامة مثل الخوارزميات الحسابية التنبؤية والتعلم الآلي ومنصات البيانات. ونتطلع إلى مواصلة تعاوننا المثمر مع السلطة البحرية، والوقوف على الفرص الجديدة لجعل القطاع البحري في دبي أكثر أماناً وذكاءً ومواءمة مع البيئة."  

وسلط محمود عويضة الضوء على ملامح "رصيف الابتكار البحري في دبي"، لافتاً إلى أنّ أهميته الاستراتيجية تنبثق من مكامن قوته كمحرك دافع لعجلة الابتكار والتطوير والتدريب البحري، عبر تحفيز وتشجيع وتمكين المؤسسات البحثية والتصنيعية من إجراء دراسات ميدانية وتجارب جديدة على الابتكارات المتعلقة بالطائرات بدون طيار" والتقنيات ثلاثية الأبعاد والسفن الذكية وذاتية القيادة. مضيفاً: "شكلت ورشة العمل فرصة مثالية لاستعراض مزايا رصيف الابتكار، الذي يهيئ بيئة حاضنة للمطورين والمبتكرين والباحثين ومنصة داعمة لتحويل الأفكار الإبداعية إلى تطبيقات فعلية ذات نتائج إيجابية ملموسة على صعيد تطوير مكونات التجمع البحري، بما يواكب متطلبات العصر الرقمي."

من جهته، قال شهرين عثمان: "من بين الجوانب الأكثر إثارة للاهتمام في ورشة العمل هو كيفية جمع عدد من المعنيين بالقطاع البحري، بمن فيهم ممثلو  الهيئات الحكومية والشركات العالمية والجهات التنظيمية والمؤسسات البحثية والأكاديمية والمعنيين ببناء وتصنيع السفن ورواد تكنولوجيا المعلومات، الذين حرصوا على المشاركة في هذه المشاريع المميزة ومناقشة أحدث ما تم التوصل إليه في مجال الابتكار والتكنولوجيا البحرية. وتأتي ورشة العمل كنتيجة للتعاون المثمر بين "سلطة مدينة دبي الملاحية" و"ديت نورسك فيريتاس جي.أل"، والتزامنا بالعمل على تسريع التحول الرقمي للقطاع البحري. ونتطلع على مدى السنوات القليلة المقبلة، إلى تعميق تعاوننا مع السلطة من أجل استكشاف آفاق أرحب للاستفادة من الابتكارات والتقنيات الجديدة سعياً لدفع عجلة نمو القطاع البحري العالمي."

ويجدر الذكر بأنّ ورشة العمل استقطبت حضوراً رفيع المستوى، ضم كبار الشخصيات الحكومية والمديرين التنفيذيين من نخبة المؤسسات المعنية بالشأن البحري وكبرى الشركات البحرية الرائدة إقليمياً وعالمياً.

أخبار مرتبطة