نظمت أكاديمية الإمارات الدبلوماسية في مقرها اليوم جلسة نقاش تفاعلية رفيعة المستوى تحت عنوان "المرأة في الدبلوماسية: الدروس المستفادة في التوظيف والاستبقاء"، وذلك احتفالاً بيوم المرأة العالمي، وفي إطار حرص الأكاديمية الدائم على المشاركة بالفعاليات والمبادرات العالمية والتزامها من خلال برامجها وبحوثها ومبادراتها بتمكين المرأة وتعزيز كفاءاتها وإبراز دورها في السلك الدبلوماسي والسياسة الخارجية.
وشارك في هذا الحدث عدد من الشخصيات النسائية الإماراتية العاملة في المجال الدبلوماسي في الدولة، بالإضافة إلى مجموعة من السفيرات والدبلوماسيات الأجنبيات اللواتي تم تعيينهن في الدولة، ليعرضن تجاربهن ويتبادلن خبراتهن ودروسهن المستفادة مع المشاركين. كما وناقش المشاركين في الجلسة رؤاهم وأفكارهم وألقوا الضوء على أهمية إشراك المرأة في العمل الدبلوماسي، وبحثوا سبل ضمان استبقاء وترقية النساء الدبلوماسيات.
وألقت الكلمة الافتتاحية للجلسة سعادة رزان خليفة المبارك، العضو المنتدب لهيئة البيئة - أبوظبي وعضو المجلس الاستشاري في أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، وشارك في الجلسة عدد من السفراء الأجانب في دولة الإمارات العربية المتحدة، مثل: سعادة سعد كاتشاليا سفير جمهورية جنوب أفريقيا، وسعادة فرانشيسكا إليزابيث منديز إسكوبار، سفيرة الولايات المتحدة المكسيكية، وسعادة إليزابيث كاردوسو جورداو، سفيرة دوقية لوكسمبورغ الكبرى، وسعادة أسترا كورمي، سفيرة جمهورية لاتفيا، وسعادة جيسلين ام. كونتانا، سفيرة جمهورية الفلبين، وسعادة ريتا سوان، سفيرة جمهورية فنلندا، وفرانسوا بنغويلي، نائب رئيس البعثة الدبلوماسية فى السفارة الفرنسية في أبوظبي، وسعادة الدكتورة الصغيرة الأحبابي، مديرة إدارة الشؤون الأمريكية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
وفي كلمتها الافتتاحية، قالت سعادة رزان المبارك: "سُعدت بالانضمام إلى أكاديمية الإمارات الدبلوماسية في هذا الاحتفال العالمي بالمرأة وإنجازاتها المتميزة. يوم المرأة العالمي هو يوم نحتفي من خلاله بالمرأة كأم وأخت وقيادية، تستحق أن نُكرّمها ونُعبّر لها عن خالص امتناننا وأن نُسلّط الضوء على سجل نجاحاتها وإسهاماتها في شتى المجالات".
وألقت سعادة رزان المبارك الضوء خلال كلمتها على قصة نجاح دولة الإمارات العربية المتحدة وتفوقها في تمكين المرأة، قائلة: "يُعد تمكين المرأة أمراً حاسماً لتحقيق الموازنة بين الجنسين. ولا يخفى على أحد أن المجتمعات التي تستثمر بنسائها وترفع من شأنهن تزدهر. ولدينا دليل واضح على ذلك، حيث تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من أكثر الدول تقدماً ورقياً في العالم".
وأشاد المشاركون خلال حديثهم عن أهمية رفع مستوى الوعي بالموازنة بين الجنسين في الدبلوماسية، بالدور البارز الذي تلعبه أكاديمية الإمارات الدبلوماسية من خلال دراساتها وبحوثها الرائدة، مثل دراسة "الدبلوغراف" التي أعدتها الأكاديمية تحت إشراف سعادة الدكتورة نوال الحوسني، المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، حول نسبة تمثيل الجنسين والدبلوماسية وأطلقتها خلال العام 2018. وحددت الدراسة ونتائجها النسبة المئوية للسفيرات اللواتي يمثلن دول مجموعة العشرين ودول مجلس التعاون الخليجي في العام 2018، حيث وصل عدد النساء من سفراء هذه الدول إلى 435 من أصل 2,607، أي أن نسبة النساء مقارنة بعدد السفراء الكلي هي 16.7%.
وفي تعليقه على مدى نجاح هذه الدراسة، قال سعادة برناردينو ليون، مدير عام أكاديمية الإمارات الدبلوماسية: "أطلقنا دراسة الدبلوغراف سابقاً لتسليط الضوء عل اختلال التوازن بين الجنسين في المجال الدبلوماسي، ووجدنا من خلالها أن تمثيل نسبة النساء الدبلوماسيات في ازدياد مستمر خلال السنوات الأخيرة، إلا أننا لا نزال نواجه بعض التحديات في استبقاء الدبلوماسيات وترقيتهن للوصول إلى المناصب الدبلوماسية العليا".
وأضاف سعادة ليون: "نهدف من خلال هذا الحدث اليوم إلى إنشاء منصة لمناقشة الآثار المترتبة على وجود الفجوة بين الجنسين في العمل الدبلوماسي وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة هذا الوضع. وقد سُررنا باستضافة هذه النخبة من الشخصيات الدبلوماسية الإماراتية والعالمية للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم في رفع مستوى وعي متدربينا ودبلوماسيي المستقبل لأهمية إشراك العنصر النسائي في العمل الدبلوماسي وكافة عمليات صنع القرار وعلى كافة المستويات. ونحن في أكاديمية الإمارات الدبلوماسية فخورون وسعداء بعملنا وجهودنا الدؤوبة في تمكين مجموعة متميزة من الطالبات، وأنا على ثقة بأن هذه العقول الشابة ماضية بهمة عالية والمستقبل المشرق بانتظارها".
ومن جانبها قالت مريم المحمود، نائب مدير عام أكاديمية الإمارات الدبلوماسية بالإنابة: "أود أولاً أن أوجه رسالة تهنئة لكافة نساء العالم بشكل عام، ولأخواتي بنات الإمارات بشكل خاص، على جهودهن وإنجازاتهن الاستثنائية ومآثرهن التي دفعت بعجلة التنمية في شتى المجالات، بما في ذلك التعليم والقانون والصحة والطاقة وغيرهم الكثير. كما أفتخر بتسليط الضوء على نسبة تشكيل العنصر النسائي في العمل الدبلوماسي، حيث وصلت نسبة النساء العاملات في السلك الدبلوماسي الإماراتي اليوم إلى أكثر من 30% وهي في ارتفاع متواصل. وتؤكد هذه النسبة على ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة في تمكين المرأة وإشراك الجنسين في كل ما من شأنه خدمة وطننا الحبيب".
وأضافت مريم المحمود: "رسالتنا من اجتماعنا اليوم واضحة: علينا أن نُلبي احتياجات ومطالب المرأة وأن نقوم بدعمها باستمرار وأن نُشركها ونُمكنها لتصل إلى أعلى المناصب الدبلوماسية والمواقع القيادية، لأن الاستثمار في المرأة هو استثمار في المستقبل".
يشار إلى أن أكاديمية الإمارات الدبلوماسية تحرص دائماً على توفير تجربة تعليمية شاملة تعزز من قدرات دبلوماسيي الإمارات المستقبليين، باستخدام أساليب متقدمة ومتنوعة، مثل تنظيم المحاضرات وجلسات النقاش التفاعلية التي يشارك بها عدد من الدبلوماسيين المخضرمين وصنّاع السياسات. وتهدف الأكاديمية من خلال ذلك، إلى إعداد الكوادر الإماراتية بشكل أفضل لمواجهة كافة التحديات الإقليمية والعالمية المعاصرة وتعزيز قدراتهم ليمثلوا دولة الإمارات بأرقى صورة.