نظمت هيئة كهرباء ومياه دبي اليوم في مبناها المستدام في القوز "منتدى فرنسا - هيئة كهرباء ومياه دبي" في دورته الثانية، بالتعاون مع "مجلس الأعمال الفرنسي في دبي والإمارات الشمالية" و"بيزنس فرانس".ورحب سعادة /سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي بالمشاركين من الجانب الفرنسي وعلى رأسهم سعادة/ لودوفيك بوي، سفير الجمهورية الفرنسية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، وسعادة رجا رابيا، القنصل العام الفرنسي في دبي ، وجيفروي بونتيل ، رئيس مجلس الأعمال الفرنسي في دبي والإمارات الشمالية، وعدد كبير من ممثلي الشركات الفرنسية العاملة في دولة الإمارات، وكبار مسؤولي هيئة كهرباء ومياه دبي.
وقال سعادة/ سعيد محمد الطاير في كلمته الترحيبية: "يطيب لي أن أرحب بكم اليوم في فعاليات "منتدى فرنسا-هيئة كهرباء ومياه دبي" الذي تنظمه هيئة كهرباء ومياه دبي في دورته الثانية بالتعاون مع "مجلس الأعمال الفرنسي في دبي والإمارات الشمالية" و"بيزنس فرانس" في مبنى هيئة كهرباء ومياه دبي المستدام تحت شعار "مستقبل الطاقة .
وأضاف سعادته : "نسعى جاهدين لتحقيق توجيهات القيادة الرشيدة لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، لجعل دولة الإمارات العربية المتحدة أفضل دولة في العالم. ينعقد منتدانا اليوم تعزيزاً للعلاقات المميزة المشتركة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا، حيث أرست قيادتنا علاقات تاريخية متينة بين شعبينا قائمة على أسس السلام والحوار والتعاون والانفتاح، وتحرص قيادة الدولتين على دعم وترسيخ هذه العلاقات بما يحقق المصلحة المشتركة للشعبين الصديقين. وبالطبع للشركات الفرنسية والمستثمرين الفرنسيين في دولة الامارات دور مهم في تعزيز أواصر تلك الصداقة والعلاقات الانسانية والاجتماعية الأمر الذي ينعكس إيجاباً على التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين ويحقق المصالح المشتركة".
وأكد سعادة الطاير على أهمية تعزيز أطر التعاون وتفعيل مساهمة الشركات الفرنسية في مشاريع المياه والطاقة في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك التعاون الاستراتيجي بين الهيئة والمؤسسات والشركات الفرنسية في المجالات المتعلقة بقطاعي المياه والطاقة لا سيما في قطاعات الإنتاج والنقل والتوزيع والطاقة المتجددة ومشاريع كفاءة الطاقة والتحول الرقمي والأتمتة.
واستعرض سعادة الطاير في كلمته أهم المشاريع والمبادرات والبرامج التي تقوم بها الهيئة، تحقيقاً لرؤية القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، حيث تتوائم استراتيجية الهيئة مع مئوية الامارات 2071 ورؤية الامارات 2021 وخطة دبي 2021 بهدف تأمين مستقبل سعيد ومستدام والوصول بالدولة للمركز الأول في كافة المجالات. كما تسعى لتحقيق رؤيتها في أن تكون مؤسسة رائدة عالمياً مستدامة ومبتكرة.
وقد أكد سعادة الطاير أنه لدى الهيئة اليوم قدرة إنتاجية تبلغ 11,100 ميجاوات من الكهرباء و 470 مليون جالون من المياه يوميا ، وتطرق لخبرات وتجارب الهيئة في استشراف وصناعة مستقبل الطاقة من خلال ابتكار نموذج مستقبلي للمؤسسات الخدماتية في إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء والمياه، موضحاً أنه لدى الهيئة استثمارات بأكثر من 86 مليار درهم على مدى الأعوام الخمسة المقبلة لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء والمياه في الإمارة. وتقدم الهيئة خدماتها لأكثر من 900,000 ألف متعامل.
وتحدث سعادة الطاير عن المقارنات المعيارية، حيث نجحت الهيئة في ترسيخ ثقافة الابتكار بين جميع الإدارات والقطاعات، وأسهم ذلك في فوزها بأكثر من 190 جائزة محلية وعالمية مرموقة خلال السنوات الأربعة الماضية؛ منها الجائزة العالمية للتميز من المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة (EFQM)، لتصبح أول مؤسسة خارج أوروبا تحصل على هذه الجائزة المرموقة، وأول مؤسسة في تاريخ الجائزة تحصل عليها من المرة الأولى للترشح. كما حافظت دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة في هيئة كهرباء ومياه دبي، وللعام الثاني على التوالي، على المرتبة الأولى عالمياً في الحصول على الكهرباء، وبعلامة كاملة في جميع مؤشرات المحور، بحسب تقرير البنك الدولي لممارسة أنشطة الأعمال 2019، الذي يقيس سهولة ممارسة أنشطة الأعمال في 190 اقتصاداً حول العالم. وحققت الهيئة نتائج منافسة للغاية تفوقت حتى على القطاع الخاص، متجاوزة في ذلك نخبة الشركات الأوروبية والأميركية في الكفاءة والاعتمادية، حيث تفوقت على نخبة الشركات الأوروبية والأميركية، وذلك بخفض نسبة الفاقد في شبكات نقل وتوزيع الكهرباء إلى نحو 3.3% مقارنة مع نسبة 6-7% في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. وتمكنت أيضاً من تحقيق أقل معدل انقطاع الكهرباء لكل مشترك سنوياً على مستوى العالم بمتوسط 2.39 دقيقة مقارنة مع 15 دقيقة مسجلة لدى نخبة شركات الكهرباء في دول الاتحاد الأوروبي. ولفت سعادته إلى نجاح الهيئة في خفض الفاقد من شبكات المياه من 42% عام 1988 حتى وصل إلى 6.5% عام 2018، مقارنة مع 15% في أميركا الشمالية، لتحقق بذلك معدلات عالمية رائدة على صعيد خفض الفاقد المائي، حيث واصلت جهودها في إعادة تأهيل شبكة مياه دبي بالكامل، من خلال استبدال التوصيلات والعدادات القديمة، وتطوير شبكات النقل والتوزيع وفق أعلى المعايير العالمية.وقد بلغت نسبة التبني الذكي لخدمات الهيئة 93% حتى نهاية الربع الأول من 2019، وبلغت نسبة سعادة المتعاملين نحو 95% في عام 2018.
وتابع الطاير أن الهيئة تعمل على تحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي ترمي إلى توفير 75% من طاقة دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول 2050. ولتحقيق ذلك، أطلقت الهيئة العديد من البرامج والمبادرات الخضراء بما في ذلك مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي يعد أكبر مشروع استراتيجي لتوليد الطاقة المتجددة في موقع واحد في العالم، وفق نظام المنتج المستقل، وستبلغ قدرته الإنتاجية 5,000 ميجاوات بحلول عام 2030، باستثمارات إجمالية تصل إلى 50 مليار درهم. وسيسهم المجمع عند اكتماله في تخفيض أكثر من 6.5 ملايين طن من انبعاثات الكربون سنوياً وتوفير آلاف فرص العمل في مجال الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر.
وأوضح سعادته أنه الهيئة قامت باعتماد نموذج المنتج المستقل (IPP) في مشاريع المجمع لتعزيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص. ومن خلال هذا النموذج، حصلت الهيئة على أدنى الأسعار العالمية لأربع مرات.
وتتمحور أعمال مركز البحوث والتطوير، ضمن مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية حول أربعة مجالات تشغيلية رئيسية تشمل إنتاج الكهرباء من الطاقة النظيفة والشمسية، تكامل الشبكة الذكية، كفاءة الطاقة، والمياه. وتضم البنى التحتية لمركز البحوث والتطوير مشاريع وبرامج تتكون من مختبرات داخلية لدراسة واختبارات اعتمادية الأنظمة وأخرى خارجية للاختبارات الميدانية للتقنيات والمعدات الجديدة، لا سيما تلك المتعلقة بدراسة أداء وموثوقية الألواح الشمسية الكهروضوئية وإزالة آثار الغبار على هذه الألواح. ويضم مركز البحوث والتطوير مختبر هيئة كهرباء ومياه دبي المبني بتقنية الطباعة ثلاثية الابعاد، ويعتبر أول مبنى بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في دولة الإمارات العربية المتحدة تتم طباعته بالكامل في موقع المشروع، وأول مختبر في العالم يتم إنشاؤه باستخدام هذه التقنية.
وتعمل الهيئة على بناء محطة لتوليد الكهرباء بتقنية الطاقة المائية المخزنة بالضخ والتخزين وبقدرة انتاجية تصل إلى 250 ميجاوات، بالاستفادة من المياه المخزنة في سد حتا، كما أطلقت أيضًا مبادرة "شمس دبي" لتشجيع أصحاب المنازل والمباني باستخدام ألواح شمسية يتم تثبيتها فوق أسطح المباني وربط الأنظمة بشبكة الهيئة. وقد حققت المبادرة نجاحاً كبيراً، حيث تم ربط أكثر من 1300 نظام شمسي على أسطح المباني بشبكة الكهرباء حتى الان ، وبقدرة إجمالية وصلت إلى نحو 100 ميجاوات.
وتابع سعادة الطاير بالقول أن الهيئة تعمل على صناعة مستقبل رقمي جديد لإمارة دبي من خلال "ديوا الرقمية"، الذراع الرقمي للهيئة التي نعمل من خلالها على إحلال وتغيير النموذج التشغيلي للمؤسسات الخدماتية، والتحوّل إلى أول مؤسسة رقمية على مستوى العالم، بأنظمة ذاتية التحكم للطاقة المتجددة وتخزينها، مع التوسع في استعمال الذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية. وترتكز المبادرة إلى أربعة محاور لتقديم تجربة جديدة للمؤسسات الخدماتية في دبي والعالم: يتمثل المحور الأول في إطلاق تقنيات متطورة للطاقة الشمسية في دبي، والمحور الثاني في تشغيل شبكة طاقة متجددة تستخدم تقنيات مبتكرة لتخزين الطاقة، ويشمل المحور الثالث التوسع في استخدام الحلول المتكاملة للذكاء الاصطناعي، حيث ستكون دبي أول مدينة تعتمد خدماتها للكهرباء والمياه على تقنيات الذكاء الاصطناعي، أما المحور الرابع فيتضمن الاستفادة من التقنيات المتكاملة التي تساعد في توفير خدمات عالمية المستوى على مدار الساعة من خلال منصة بيانات "مورو" التي توفر حلولاً رقمية متطورة ومبتكرة وتعزز تطبيقات المدن الذكية.
من جهته، قال سعادة/ لودوفيك بوي، سفير الجمهورية الفرنسية لدى الدولة: "لقد أظهرت هيئة كهرباء ومياه دبي ومجلس الأعمال الفرنسي في دبي والإمارات الشمالية، وبالتعاون مع "بيزنس فرانس"، مدى قوة التعاون وآفاق الشراكة القائمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الفرنسية، وذلك من خلال تنظيم الدورة الحالية من " "منتدى فرنسا - هيئة كهرباء ومياه دبي 2019 حول مستقبل الطاقة والابتكار". وعندما يتعلق الأمر بقطاع الطاقة والمياه، تعد دبي الوجهة المتميزة أمام شركاتنا التي ترغب في الوصول إلى العديد من الأسواق العالمية، بفضل الرؤية المشتركة التي تجمعنا، إلى جانب وجود بيئة مشجعة للتنمية المستدامة والابتكار. إن الخبرة الفرنسية في هذه المجالات تبدو جلية ومنافسة للغاية، نظراً لما توفره من تقنيات مبتكرة تسمح للعديد من الشركات بالمشاركة في مشاريع مختلفة. وتعدّ البيئة وتغير المناخ من الموضوعات العديدة التي تحظى بالإهتمام المشترك بين دولة الإمارات وفرنسا، لاسيما وأننا ننطلق من رؤية مشتركة والتزام قوي تجاه كافة المسائل ذات الصلة بالطاقة المتجددة والنظيفة؛ ومن ذلك قيام البلدين بتنفيذ استراتيجيات طموحة ليصبحا من الدول الرائدة. وفي هذا المناسبة، أودّ أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى سعادة سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، لحفاوة الترحيب بنا وتنظيم هذا المنتدى من جهة، ولما يبديه من ثقة راسخة إزاء التقنيات الفرنسية من جهة أخرى".
وأشار جيفروي بونتيل، رئيس مجلس الأعمال الفرنسي في دبي والإمارات الشمالية إلى أنه: "تتبوأ الشركات الفرنسية مرتبة الصدارة في عملية تحول قطاع الطاقة التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة في الوقت الراهن، كما أن العديد منها أصبحت بالفعل شركاء رئيسيين للهيئات الحكومية والشركات المحلية لتقديم الدعم اللازم لها ومساعدتها على تحقيق خططها الطموحة. وفي هذا السياق، فإننا في مجلس الأعمال الفرنسي بدبي والإمارات الشمالية نفخر بالإسهام في إبرام هذا النوع من الشراكات، من خلال تنظيم الدورة الثانية من المنتدى الذي تستضيفه هيئة كهرباء ومياه دبي، بالاشتراك مع "بيزنس فرانس". ويشكل هذا المنتدى فرصة لكلا الطرفين لمناقشة مختلف المسائل المتعلقة بالطاقة الشمسية، إضافة إلى موضوعات أخرى، ومنها: كفاءة الطاقة والمياه ، وتعزيز أواصر الشراكة لتقديم المعارف الفرنسية عبر عرضها خلال معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة (ويتيكس) الذي تنظمه هيئة كهرباء ومياه دبي. ويسرنا أن نعرب عن جزيل امتناننا لسعادة سعيد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، على دعمه الدؤوب وحرصه الدائم لإنجاح هذا الحدث".
قال أحمد خشان، رئيس شركة "شنايدر إلكتريك" في دول الخليج: " انسجاماً مع استراتيجيات دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن الهيئات الخدماتية تبحث باستمرار عن الحلول الموثوقة والآمنة التي تساعدها على إدارة أصولها بكفاءة، والعمل على تحسين عملياتها باستمرار. لقد أسهمت الخطط الرامية لضمان لامركزية قطاع الطاقة إلى إبراز الحاجة لإعادة هيكلة بنى الشبكات في هذا القطاع".