منتدى شركات المستقبل يدعو لزرع ثقافة الإندماج والابتكار في المؤسسات لدعم الأجندة المستدامة للشركات في عصر الثورة التقنية

الأربعاء 19 يونيو 2019
دبي - مينا هيرالد:

أكدت سعادة الدكتورة رجاء عيسى القرق، رئيس مجلس سيدات أعمال دبي أنه يتوجب على الشركات في المستقبل مواكبة المتغيرات العالمية، والاستعداد لمرحلة نوعية من مفهوم ممارسة الأعمال قائم على الاستدامة في مختلف النشاطات والمجالات، مشيرةً إلى ان مستقبل الأعمال يقوم على ركائز أساسية تشمل الابتكار والإندماج والاستدامة وتسخير الثورة التقنية لخدمة الأهداف المؤسسية.

وجاءت كلمة سعادتها خلال افتتاح منتدى "الإندماج والابتكار والاستدامة: شركات المستقبل"، الذي نظمه مؤخراً مجلس سيدات أعمال دبي بالتعاون مع جامعة ولونغونغ في دبي وهيئة الأمم المتحدة في مقر غرفة تجارة وصناعة دبي تحت شعار " "توازن للأفضل".

وأضافت القرق قائلةً:" إن دولة الإمارات العربية المتحدة تشكل نموذجاً عالمياً مثالياً لاعتماد استراتيجيات المستقبل القائمة على الابتكار والاستدامة، فالمبادرات المتنوعة التي تطلقها الحكومة لتحفيز القطاع الخاص على اعتماد مفاهيم وممارسات الأعمال الحديثة والمتطورة، تلعب دوراً رئيسياً في تعزيز تنافسية القطاع الخاص، الذي يتميز بتنوعٍ في موارده البشرية وثقافاته وخدماته وخبراته العالمية، والمساواة بين الجنسين، وتطبيق أفضل ممارسات الاستدامة. إن دولتنا قطعت شوطاً إضافياً في هذا المجال، والدور الآن على القطاع الخاص لينظر للمستقبل بعين واثقة، ويعمل على اعتماد أجندة المستقبل عبر التركيز على الإندماج والابتكار والاستدامة في استراتيجياته وخططه التشغيلية."

وشهد المنتدى إطلاق كتاب خاص تحت عنوان "التوازن للأفضل Balance for Better" هو حصيلة جهود بحثية أكاديمية ومهنية ومقابلات مع نساء قياديات ضمن سلسلة ورش المرأة في القيادة منذ العام 2015، وهو الكتاب الذي يركز على جهود المساواة بين الجنسين مع استعراض نماذج واقعية من بيئة الأعمال في دولة الإمارات. ويعتبر الكتاب إضافة حقيقية تعزز مفاهيم المساواة بين الجنسين، ودور المرأة في تطوير وتنمية بيئة الأعمال لاستناده إلى تجارب واقعية وحقيقية للمرأة في بيئة الأعمال بالدولة.

وشمل الكتاب مقابلات وتجارب لحوالي 23 من القيادات الادارية الذين سبق لهم المشاركة في سلسلة جلسات القيادة ومنتديات أفضل الممارسات على مدى الأعوام الماضية. وبرز من الكتاب عدد من القطاعات مثل القطاع الحكومي والتعليمي والتقنية الطبية والقطاع المصرفي والقانوني والزراعة والقطاع الصناعي والتكنولوجي.

وقالت البروفسورة بايازي جاياشري، معاون عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة ولونغونغ بدبي، والباحثة الرئيسة في الكتاب الذي يعتبر حصيلة منحة بحثية للتعاون من الهيئة الوطنية للبحث العلمي:" إن الدافع الأساس لإطلاق سلسلة ورش أبحاث المرأة في القيادة وبعدها منتدى أفضل الممارسات بالتعاون مع مجلس سيدات أعمال دبي وهيئة الأمم المتحدة كان تحويل الأبحاث إلى واقع يمارس، مما يؤدي إلى تفاعل ملموس من الطلاب والممارسين والمخططين الاستراتيجيين وصناع السياسات، تكون نتيجته بناء وتطوير قدرات القيادة، وتعزيز القدرة على مناقشة التحديات. وإنني أتمنى أن تؤدي قصص التغيير والمرونة المتعلقة بالأطر المؤسسية إلى تمكين كل فرد من البناء على مفاهيمه الخاصة والتحول إلى عوامل تغيير لمتابعة مسيرة النمو نحو مجتمعات أكثر اندماجاً واستداماً."

وفي كلمته التي ألقاها السيد جيوف دروموند، الرئيس التنفيذي للعمليات في جامعة وولونغونغ بدبي، بالنيابة عن البروفسور محمد سالم، رئيس الجامعة، قال دروموند:" يمكن للتنمية البشرية أن تصل لأقصى حدودها في المجتمعات ذات التفكير التقدمي والملتزمة بالاستدامة، فقط عندما تدعم قيم الشمولية مؤسسات المجتمع، وتتغلغل في قيادتها. إن قصص القيادة الملهمة والمثالية الموجودة في هذا الكتاب يجب أن تساهم في إعادة صياغة وعينا حول التأثير الحاسم للشمولية على المستقبل المستدام."

وشهد المنتدى حضور أكثر من 200 مشاركاً ومشاركة، ويعتبر استكمالاً لسلسلة ورش المرأة في القيادة التي بدأت منذ العام 2015 بتعاون بين جامعة ولونغونغ في دبي ومجلس سيدات أعمال دبي، وبدعم من سعادة رجاء القرق، رئيس مجلس سيدات أعمال دبي، حيث استمع الحضور إلى مناقشات حول قدرة الشركات على التكيف مع المتغيرات التقنية، وكيفية التزامها تجاه جميع الأطراف المعنية، مع التركيز على اعتماد توجهٍ متكامل وشامل للابتكار لمواجهة تحديات الأعمال، قائم على الاحتواء والتعاون والإنفتاح وتبادل الخبرات والشراكات.

وشارك في الجلسة النقاشية التفاعلية كل من سوزان جين، مدير التسويق في شركة " آي بي إم الشرق الأوسط وأفريقيا، وآصف رضا، رئيس الصيرفة المؤسسية في بنك جيه بي مورجان، والدكتورة زينة خوري ستيفنز، المدير التنفيذي الطبي في مركز كليمنصو الطبي بدبي، في حين أدارت الجلسة النقاشية البروفسورة بايازي جاياشري، معاون عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة ولونغونغ بدبي.

وناقش المشاركون في الجلسة النقاشية أهمية إدماج جميع الموظفين على اختلاف أفكارهم وأعمارهم وخبراتهم في عملية التطوير المؤسسي للاستفادة من التنوع في الخيارات والابتكار في أذواق ومتطلبات المستهلكين، حيث ركزوا على ان الابتكار هو الاستثمار الأمثل في المستقبل لتحسين العمليات والخدمات وخفض التكاليف وزيادة الأرباح وتحسين الإنتاجية وتعزيز سمعة الشركات أمام عملائها باعتبارها شركات مسؤولة.

وسلط المشاركون الضوء على أهمية الدمج بين العنصر البشري والتقدم التكنولوجي للوصول إلى ابتكار مستدام يحقق الغايات التنموية، ويعزز من الدور الذي تلعبه المرأة في بيئة الأعمال باعتبارها عنصراً قيادياً هاماً في المنظومة المتكاملة لدورة الأعمال.

أخبار مرتبطة