مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل يستعرض رحلة الإمارات إلى الفضاء

الثلاثاء 09 أكتوبر 2018
أبوظبي - مينا هيرالد:

يعمل مركز محمد بن راشد للفضاء، منذ تأسيسه، على دعم رحلة دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الفضاء، وقد حظى المركز خطوات كبيرة في الآونة الأخيرة في تحقيق هدف البلاد المتمثّل في أن تصبح الدولة رائدة في مجال الفضاء. هذا العام، تم اختيار اثنين من الإماراتيين ليكونا أول الإماراتيين في الفضاء، وذلك بهدف السفر إلى محطة الفضاء الدولية في أبريل 2019. وقد التزمتْ دولة الإمارات بتطوير قدراتها المحلية أيضاً، حيث تأمل في أن يحط مسبار الأمل على سطح المريخ في عام 2021 تزامناً مع الذكرى الخمسين لتأسيس الدولة الإمارات.

وفي مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل، شجّع مركز محمد بن راشد للفضاء ومجموعة من أصحاب المصلحة في سباق الفضاء، الشباب الإماراتي على المشاركة في برنامج الفضاء الإماراتي، مؤكّدين على أنهم ليسوا بحاجة لأن يكونوا روّاد فضاء أو مهندسين أو من المشتغلين في مجال علمي للمساهمة في هذا السباق، فالبعثة إلى الفضاء تشمل الجميع، وهو طموح مشترك لصالح البشرية برمتها.

هذا وكان كابتن وكالة ناسا مايكل لوبيز أليجريا حاضراً في مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل، لمشاركة خبراته المباشرة في مهنة تكون فيها الجاذبية في حدودها الدنيا، حيث تحدّث عن أهمية التعاون الدولي، وشارك أفكاره بهذا الخصوص من خلال كلمة ألقاها أمام الطلبة قائلاً: "عندما تُحلّق إلى الفضاء، فإنه سيُغيّرك لا محالة. حيث تبدو القارات متشابهة دون حدود، ولا نرى الحروب أو النزاعات أو الفقر، مما يجعلنا نطمح إلى جعل هذه الرؤية حقيقة واقعة. نحن نرى الغلاف الجوي الرقيق حول الأرض ونريد حمايته. وفي الواقع، فأنا لا أقول بأنه يمكن لأي شخص أن يكون رائد فضاء، ولكن رسالتي هي أن بإمكان أي منا أن يحقق أحلامه ويكون الشيء الذي يريده. "

وفي هذا السياق أوضح عمران شرف، مدير بعثة الإمارات للمريخ في مركز محمد بن راشد للفضاء، المساهمة الفريدة التي ستقوم بها الإمارات في استكشاف الفضاء، فخاطب الطلبة قائلاً: "ستقوم بعثة الإمارات للمريخ بالإجابة على الأسئلة التي ما زالت دون إجابة حتى الآن. وستكون هذه هي المرة الأولى التي يتمكّن فيها المجتمع الدولي من الحصول على رؤية شاملة لأجواء المريخ في أوقات مختلفة. كما ستكون البيانات التي نجمعها خلال البعثة متاحة للعالم". وشدّد شرف على أن تبادل المعرفة الفضائية ليس من جانب واحد، حيث قال: "نحن لا نبدأ من الصفر، بل نتعلّم من الآخرين ونبني على المعرفة الموجودة. وفي الحقيقة، ولإنجاز هذه المهمة، نحن بحاجة إلى العمل بكفاءة والشراكة مع الكيانات الأخرى لتنمية معرفتنا. "

هذا وتمتلك دولة الإمارات طموحات عالية في مجال الفضاء، حيث ستُشرك مختلف القطاعات لتحقيق ذلك. وبالنسبة لأولئك غير الراغبين في مغادرة الأرض للمشاركة في رحلة البلاد إلى الفضاء، فهناك الكثير من الخيارات المتاحة هنا على الأرض، وذلك على حد قول عبد الله عيسى شريف، وهو مهندس من شركة الأقمار الصناعية الياه سات، خلال جلسة عمل مصغّرة عقدها مع طلبة الجامعات في مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل، حيث أكّد على ذلك قائلاً: "هناك العديد من الأدوار التي تحتاج إلى كوادر لشغلها، وإذا كنت مهتماً بالقانون، على سبيل المثال، فإن قانون الفضاء قيد التطوير حالياً وسيحتاج إلى أن يكون راسخاً قبل أن يكون السفر التجاري إلى الفضاء ممكناً. كما أن الطب هو مجال يحتاج إلى تطوير، فنحن بحاجة إلى معرفة كيف سيُؤثّر السفر إلى الفضاء لفترات طويلة على الصحة". فبدءاً من الزراعة في الفضاء ووصولاً إلى التصميم والاتصالات، أوضح الخبراء في اللقاء أن الفرص لا حصر لها.

ومن المُلاحظ أن قطاع الفضاء يتوسّع بسرعة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث ستُسهم جميع القطاعات في توفير الخبرة اللازمة لتحقيق طموحات البلاد. فمسألة دفع عجلة سباق الفضاء في الدولة هي مهمة تقع على عاتق الأمة برمتها، وستجلب معها فرص عمل جديدة بالإضافة إلى فرصة استثنائية للمساهمة في تحسين البشرية وتقدّمها.

هذا ويُقدم مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل، الذي يُقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض يومي 8 و9 أكتوبر، فرصة فريدة للطلبة للالتقاء والتواصل مع قادة الثقافة والمجتمع والتكنولوجيا في دولة الإمارات. حيث سيُشارك الخبراء المحليون والدوليون خبرة اليوم مع قادة الغد على مدى يومين من الفعّاليات التي يُقيمها المجلس.

أخبار مرتبطة