بقلم شادي بخور، مدير الوحدة التجارية في كانون الشرق الأوسط
أبدى شادي بخور، مدير الوحدة التجارية في كانون الشرق الأوسط، ثقته في إمكانية قيام جميع المؤسسات التعليمية بالتحوّل إلى جهات مقدمة لخدمات تعليمية ذكية، وذلك بمساعدة الشريك الملائم. فالمفتاح هو التأسيس للوصول إلى فهم كل مسيرة خاض غمارها الأطراف المعنية؛ الطلبة والمعلمون والإدارة، ومواءمة أهدافهم الخاصة بالتحول وفقاً لذلك.
وقد شهدت المدينة، منذ إطلاق أجندة دبي الذكية في العام 2014، تنفيذ العديد من المبادرات والتقنيات بغية تحسين الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين. وبالفعل، تحقق المدينة تقدماً ملموساً نحو التحوّل إلى مدينة ذكية رائدة عالمياً. وفي هذا العام، تخطو المدينة خطوات ثابتة نحو تحقيق أهدافها مع تركيز أكبر على قطاع التعليم.
والآن، قامت 52 بالمائة فقط من المدارس داخل دولة الإمارات العربية المتحدة بدمج التقنية داخل الصفوف الدراسية دمجاً كاملاً، مثل استخدام السبورة الإلكترونية والحواسيب اللوحية والخدمات السحابية. كذلك قامت وزارة التربية والتعليم في الإمارات بوضع استراتيجية التعليم 2020، والتي تشجع على استخدام التقنيات في المدارس بغية الحصول على الوظائف في المستقبل. وقد خصصت حكومة دولة الإمارات 17.1 بالمائة من موازنتها الاتحادية لقطاع التعليم والتعليم العالي.
وقد ألقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، في هذا الإطار، الضوء على الحاجة لإحداث التحول في النظام التعليمي وذلك خلال القمة العالمية للحكومات 2018، حين علق سموّه على حاجة الدولة إلى نظام تعليم جديد يتطلع إلى المستقبل مع التركيز على القدرة التنافسية والمتطلبات الاقتصادية.
إن تغيير التعليم يعني في الحقيقة التصدي للتحدّيات التي يواجهها الطلبة والمعلمون وكذلك الإدارة المدرسية. فهذه الأطراف الثلاثة لها متطلبات فريدة وتوقعات من المؤسسة التعليمية خلال مسيرتها في هذا المضمار، وما تمرّ به وكيفية إعدادها لتقديم أداء أفضل، وطريقة مساهمة ذلك كله في تميز المؤسسة ذاتها من ناحية القدرة التنافسية.
مسيرة الطالب
حتى تصبح التجربة التعليمية تجربة جاذبة للطلبة، يجب أن تكون مرنة وشخصية ومنظمة بشكل جيد، وتعمل كمنصة لتحويل كل نقطة اتصال خلال حياة الطالب مع المؤسسة التعليمية. وتبدأ العوامل الرئيسية التي تركز عليها المؤسسات التعليمية من مرحلة قبول الطالب وتسجيله، وتستمر من خلال تجربة الدراسة التفاعلية والعملية، وبروتوكولات وعمليات إدارة بيانات الطالب.
وتبدأ فرص المفاضلة منذ اللحظة الأولى التي تبدأ فيها الأسرة البحث عن مقدم خدمة تعليمية مناسب، إذ يعد هذا النشاط مصدرًا للبيانات التي يمكن للمؤسسة التعليمية استخدامها في مراحل مختلفة لتقديم تجربة ممتعة ومصممة وفق الاحتياجات الشخصية، مع تقليل الحاجة لجمع بيانات إضافية خلال المراحل المختلفة منذ التسجيل وحتى التخرج. فطالب اليوم يتوقع الحصول على تجربة تعلم تواكب العالم الرقمي الذي يعيش به، ونماذج تعلم تضم محتوى متعدد الوسائط، وأساليب عرض المحتوى التي تمت رقمنتة، علاوة على التفاعل عبر الإنترنت، لتجد طرق الوصول للمعلومات متلقين أكثر وتحقق نجاحاً تجارياً أفضل. ومع كمية البيانات الموجودة، تجد المؤسسة التعليمية نفسها تحت ضغط متزايد لضمان توفير أمن أفضل ووصول للبيانات بصورة أكثر صرامة ونماذج معالجة محسنة ووعي بيئي.
مسيرة المعلم
ينظر المعلمون للتقنية كأداة تمكّنهم من أن تصبح الدروس والتجارب التعليمية أكثر جاذبية، وتحسّن التواصل مع الشركاء الخارجيين مثل الوالدين والأقران، وتحقق تكاملاً أفضل مع الأنظمة الإدارية. ويُعدُّ دعم توصيل المعلومة وتأكيد الجودة من المجالات الرئيسية التي تندرج تحت مسؤولية المعلم وهي المجالات التي يمكن التميز بها من خلال الاستعانة بالتقنية، سواء أكان ذلك فيما يتعلق بوضع خطة تدريس المنهج للفصل الدراسي أو للعام الدراسي، أو التعامل مع الواجبات خلال الفصل الدراسي للبرنامج الأكاديمي أو القدرة على التفاعل مع الطلبة وأولياء الأمور والإدارة بطريقة فورية مع الاستعانة بالوسائط المتعددة، ويمكن دعم المعلمين بحلول تهدف إلى تميّز العروض التعليمية أمام المنافسين.
ويبقى المعلمون هم المحرك الأساسي للتحوّل، وذلك عن طريق توفير تجربة جيدة للطلبة وأولياء أمورهم. فمن خلال استخدام أساليب رقمية للتواصل الفوري، تستطيع الإدارة أن تحصل على رؤية كاملة، إضافة إلى إجراء تحديثات مستمرة للبيانات والمعلومات لاتخاذ القرارات الخاصة بالعمل. ويمكن للمعلمين أيضاً، دون تشتيت تركيزهم عن مهمتهم الأساسية وهي التعليم، أن يخلقوا بيئة تؤسس لتحقيق التميز التنافسي الذي يؤدي إلى الاعتماد والاعتراف بالمؤسسة من الناحية التنظيمية ما يتيح نمو الأعمال.
مسيرة الإدارة
تعتمد الإدارات داخل المؤسسة التعليمية على التقنية لتحسين حفظ السجلات والأرشفة لإتاحة تجربة مصممة خصيصاً لعملائها وللمواءمة بسلاسة مع رؤية الأنظمة الرقابية والسلطات. فالمفتاح للتميّز التنافسي داخل الإدارة في سياق التعليم هو "الكفاءة" و"التحول الرقمي". والعمليات الإدارية الفعالة هي تلك التي يتم تحسينها لضبط النفقات وإتاحة تجربة سلسة وفعالة. ويتم تمكين الإدارة، عن طريق تحويل العمليات إلى عمليات رقمية، بالقدرات اللازمة لتخزين بيانات الطلبة وإدارتها والوصول إليها بفاعلية، كذلك ما يتعلق بالموارد البشرية والحسابات لأغراض تنظيمية ولتحسين العمليات.
إن التحول الاستراتيجي والتقني في قطاع التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة أمر ضروري للحفاظ على الزخم لتتحول دبي إلى مدينة ذكية حقيقية. فمن الضروري، لكي تصبح المدارس قادرة على التطور لتلبية المتطلبات المتزايدة لأصحاب المصلحة الرئيسيين ولتتماشى مع رؤية المدينة الذكية، أن تعثر على مقدم الحلول الذكية الملائم، الذي يمكنه تقديم المساعدة لمواجهة التحديات التي تعيق تحولها إلى جهات تقدّم خدمة التعليم الذكي بجودة وإتقان.