البرنامج الوطني للمهارات المتقدمة يطلق مبادرة "مكعب المهارات" في جامعة زايد

الأربعاء 19 يونيو 2019
أبوظبي - مينا هيرالد:

أطلق البرنامج الوطني للمهارات المتقدمة، مبادرة "مكعب المهارات"، ضمن مستهدفات حملة (مهارتي 12x12) كرحلة استكشافية تقام بالتعاون مع مختلف الجهات والمؤسسات والهيئات المعنية في أنحاء الدولة على مدار عام كامل، لدعم مبدأ التعلم مدى الحياة، واستكشاف المهارات المتقدمة لأفراد المجتمع.

وأطلقت المبادرة من فرع جامعة زايد في أبوظبي، كمحطة أولى، برعاية وحضور معالي الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي، وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، ونورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، رئيسة جامعة زايد.  كما حضر إطلاق المبادرة حشد واسع من الطلبة والكادرين الإداري والأكاديمي في الجامعة، ومهتمين بتطوير المهارات المتقدمة من مختلف القطاعات.

وتأتي مبادرة "مكعب المهارات" ضمن حملة "مهارتي 12x12" المنبثقة من استراتيجية البرنامج الوطني للمهارات المتقدمة. حيث سيتم التركيز من خلالها على 12 مهارة يتم تطويرها على مدى 12 شهراً. وتضم قائمة المهارات كلاً من: المهارات العلمية، والإبداع، والتفكير النقدي/‏‏حل المشاكل، والقيادة والتعاطف، والمهارات التكنولوجية، والمهارات المالية، والتعاون، والتواصل، والتكيف، والوعي الاجتماعي والثقافي، وتطوير الذات. وهذه الأخيرة تم اعتمادها ليتم التركيز عليها خلال فعاليات شهر يونيو الجاري.

وترتكز استراتيجية البرنامج الوطني للمهارات المتقدمة التي أقرها مجلس الوزراء الشهر الماضي على 5 محاور رئيسية تتمثل في التعريف بالمهارات المتقدمة حتى يتعرف المجتمع على مفهومها، وقياسها، وإلهام أفراد المجتمع لتحديد المهارات التي يتمتعون بها، الذي تندرج ضمنه مبادرة "مكعب المهارات".

وتهدف مبادرة "مكعب المهارات" إلى استكشاف مهارات الطلبة والموظفين والأشخاص من ذوي الخبرة العلمية والعملية والمعرفية ودعمها بما يسهم في إيجاد فرص جديدة للعمل والتميز في مختلف القطاعات الحيوية في الدولة. وتشمل المبادرة في محطتها الأولى عدداً من الفعاليات وورش العمل حول "مهارة تطوير الذات"، التي تعنى بتعزيز الثقة بالنفس والسعي الدائم للتنمية الذاتية من خلال التفاني في العمل، والقيام بالمهام الملقاة على عاتق الموظف، بحسب المسؤولية المهنية العالية.

وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي إن "استراتيجية البرنامج الوطني للمهارات المتقدمة والحملة الوطنية "مهارتي 12x12"، التي تم إطلاقها تحقيقاً لمستهدفات الاستراتيجية، هي ثمرة رؤية حكيمة لقيادتنا الرشيدة التي تحرص على أن تتبوأ الإمارات المركز الأول عالمياً في مختلف المجالات، ومنها تطوير المهارات لجميع أفراد المجتمع واستثمارها بالشكل الأمثل، إضافة إلى نشر ثقافة التعلم مدى الحياة".

وأضاف معاليه أن "مبادرة مكعب المهارات تشكل منصة مهمة للتفاعل الإيجابي البناء بين الطلبة والموظفين وذوي الخبرات في مختلف المجالات، بطريقة مبتكرة تُمكن مختلف أفراد المجتمع من تطوير مهاراتهم وبالتالي المساهمة بفاعلية في عملية التطوير المستمرة التي تشهدها الدولة"، منوها بأن مهارات المستقبل التي يتم التركيز عليها خلال المبادرة  ترتكز إلى رؤية الإمارات 2021، ومئوية الإمارات 2071.

ولفت معالي وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة إلى أن هذه المبادرة تشكل فرصة لتعزيز المواطنة الإيجابية الفاعلة والهادفة إلى تطوير المجتمع والارتقاء بمختلف قطاعاته وتحويل التجربة الإماراتية في بناء الإنسان إلى نموذج عالمي، داعياً جميع أفراد المجتمع إلى المشاركة في مبادرة مكعب المهارات للمشاركة في ورش العمل والفعاليات التي تلبي طموحهم وشغفهم وليسهموا مساهمة بناءة في استشراف المستقبل.

كما دعا معاليه الطلبة إلى عدم التوقف عن تطوير مهاراتهم بمجرد تخرجهم؛ فالتخرج من الجامعة والحصول على الشهادة الجامعية ليس خط النهاية، بل هو بداية رحلة التعلم مدى الحياة، وتطوير المهارات والقدرات ليكونوا عناصر فاعلة في مجتمعهم وبيئتهم ويسهموا في بناء مستقبل واعد لوطنهم.

ومن جهتها، قالت نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، رئيسة جامعة زايد "إن هذه المبادرة المهمة من شأنها تعزيز مكانة الدولة الرائدة كنموذج حضاري إنساني يسهم في تطوير جميع أفراد المجتمع وينمي معارفهم ويصقل خبراتهم بما يؤهلهم للانخراط في العديد من القطاعات الحيوية والمساهمة أيضاً في تطوير مسيرة الحضارة الإنسانية وتحقيق محاور مئوية الإمارات 2071 وتعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة بوابة عالمية للمعرفة والإبداع".

وأضافت: "إن دولة الإمارات ترسخ نهجاً متطوراً لدعم المتميزين في المجتمع الإماراتي بهدف زيادة إنتاجهم الإبداعي وتطوير مهاراتهم وخبراتهم العلمية والعملية والمعرفية، ونحن فخورون بأن يتم إطلاق هذه المبادرة المهمة من جامعة زايد التي تحمل اسم الوالد المؤسس الذي بنى المجتمع الإماراتي استناداً إلى قيم أساسها الاهتمام بالإنسان وتطويره ودعم مهاراته وقدراته ليكون عنصراً فاعلاً في مجتمعه ومتفاعلاً بإيجابية مع تطورات العصر".

ودعت معالي نورة الكعبي، رئيسة جامعة زايد الطلبة إلى تطوير مهاراتهم كونها تشكل بوابة نحو الانطلاق للمستقبل واستشرافه، إضافة إلى دورها الكبير في المساهمة بالنمو الشامل الذي تشهده الدولة، والتطور في مختلف المجالات.

وخلال حديث تفاعلي شيق مع الحضور، تطرق معالي الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي ومعالي نورة الكعبي إلى استعراض تجاربهما الشخصية ورحلتهما مع تطوير الذات منذ دراستهما في المدرسة والجامعة، وصولاً إلى تقلدهما حقيبتيهما الوزارية. حيث أكدا في الوقت نفسه على أن رحلتهما في تطوير الذات لم تنتهِ، داعين الطلبة إلى مواصلة العمل بكل عزم وإصرار على تحقيق الأهداف، واستثمار الفرصة التي تمنحها قيادة دولة الإمارات الرشيدة لأبنائها من أجل التطور المستمر وتسخير كافة السبل من أجل وصولهم إلى أهدافهم، والتي تتماشى مع أهداف دولة الإمارات ورؤيتها للمستقبل.

وشهد الحدث عقد جلسة تفاعلية تحدث فيها فيصل الحمادي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة YACOB الخاصة بتتبع سلامة الأغذية للطلبة، التي تقدم خدماتها إلى أكثر من 60 موقعاً في مختلف أنحاء الدولة. ويمتلك الحمادي خبرة طويلة في العديد من القطاعات، فقد شغل منصب عضو مجلس إدارة مركز أبوظبي للمعالجة عن بعد، ونائب رئيس مجلس إدارة مبادلة للرعاية الصحية، كما كان عضواً في العديد من المبادرات واللجان الحكومية في أبوظبي، بما في ذلك دائرة التنمية الاقتصادية وهيئة الصحة في أبوظبي، فضلاً عن كونه يحمل درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية كولومبيا للأعمال – الولايات المتحدة الأمريكية.

وحرص الحمادي، خلال الجلسة على مشاركة الطلبة والحضور تجربته الشخصية وقدرته على التطوير المستمر لذاته في مجال عمله، وعدم توقفه عند الحصول على الشهادة الجامعية، وأوضح أن الحياة والتجارب والسوق خير معلم لبناء إنسان متكامل يستطيع التأثير في محيطه المجتمعي والارتقاء بأداء القطاعات الحيوية والمساهمة الفاعلة في ازدهار المجتمع.

وتضمن الحدث أيضاً عقد ورشة عمل متخصصة حول "تنمية مهارة تطوير الذات"، حيث شارك فيها مجموعة من الطلبة، الذين تفاعلوا مع عدد من القصص الملهمة لتطوير الذات، وتوصلوا من خلال المناقشات إلى نموذج عملي لتطوير الذات مبني على قياس القدرات والفرص وتعظيم الاستفادة منها من خلال التعلم وخوض التجارب العملية، سواء في مجال العمل أو مختلف مجالات الحياة.

"المكعب" أيقونة المهارات من أربعة وجوه

يشكل "مكعب المهارات" الذي يرتفع لـ 3 أمتار أيقونة المهارات المتقدمة، وهو يتكون من أربعة وجوه. يرمز الوجه الأول إلى "محادثات المهارات المتقدمة" التي يتشاركها أبناء الوطن حول مهارة الشهر، حيث يستعرضون من خلال عدد من الحلقات النقاشية سبل نشر المهارات وتحفيز كل أفراد المجتمع على المشاركة في رحلة المهارات واستشراف المستقبل. أما الوجه الثاني، فيرمز إلى التقييم الشخصي للمهارات من خلال استخدام أجهزة لوحية تتيح للحضور فرصة أخذ التقييم الشخصي ومن ثم التعرف على أقوى مهارة لديهم. ويشير الوجه الثالث  إلى ورش العمل التي ستعقد على مدار الشهر بهدف إكساب أفراد المجتمع مهارة الشهر، أما الوجه الرابع فيشمل معلومات وافية عن المهارات المتقدمة، وشرح حول استراتيجية البرنامج الوطني للمهارات والمتقدمة، ورحلة تلك المهارات حتى إطلاق الاستراتيجية، بالإضافة إلى ذلك يشمل الوجه الرابع شاشة تفاعلية لعرض فيديوهات لقص نجاح ملهمة تروي قصص لمجموعة من أفراد المجتمع ممن لديهم مهارات محددة من الـ12 مهارة وكيف مكنتهم هذه المهارات من النجاح وتطوير أنفسهم.

أخبار مرتبطة