انخفاض عدد مستخدمي تويتر في الشرق الأوسط وسط مخاوف من الخصوصية وسناب تشات يجتاح الخليج

الأربعاء 04 مايو 2016

الدوحة - مينا هيرالد: بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية على شبكة الإنترنت، ومنطقة الشرق الأوسط تتجه نحو استخدام منصات جديدة لوسائل التواصل الاجتماعي مثل سناب تشات وواتس آب بعيداً عن تويتر وفيسبوك. وفقاً لدراسة صدرت اليوم من جامعة نورثويسترن في قطر بالشراكة مع مؤسسة الدوحة للأفلام، يعتبر سناب تشات من أكثر المنصات شعبية في الخليج.

كما تسلط الدراسة الضوء على التحول الكبير في مشاهدة الفيديو من التلفزيون إلى مواقع الانترنت. حيث انخفض معدل مشاهدة التلفزيون يومياً في مصر %7، و%16 في المملكة العربية السعودية، و%21 في قطر، ولكن لا يزال التلفزيون المكان المفضل لما يقارب %90 من الناس لمشاهدة الأفلام في الشرق الأوسط. في حين أن المعظم الآن يشاهد الأفلام على مواقع الإنترنت، و%5 تدفع مبلغ من المال من أجل المشاهدة في العام الماضي.

وتقوم الدراسة السنوية الشاملة على دراسة طريقة استخدام وسلوك 6058 من البالغين (4529 مواطنين) في مصر ولبنان وقطر والمملكة العربية السعودية وتونس والإمارات العربية المتحدة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وتشمل الدراسة عدة أمور، مثل: المواقف الثقافية، والرقابة والتنظيم والمراقبة على الانترنت، وسائل التواصل الاجتماعي، والسينما والتلفزيون والموسيقى والألعاب، والرياضة، والأخبار، والوسائط التعليمية للأطفال، وبدعم من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي.

وقال السيد دينيس إيفريت، عميد الجامعة ورئيسها التنفيذي: "إن هذه الدراسة توفر نظرة كبيرة في اطرق التي يتم بها استخدام وسائل الإعلام في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتكشف عن المواقف الثقافية والسياسية في العالم العربي. ومع استمرار قيام وسائل الإعلام بالتغيير نحو عالم رقمي، سيتوفر لدينا دراية ومعرفة كيف يمكن للناس التواصل والتفاعل بشكل يومي".

وقالت السيدة فاطمة الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام: "إن صناعة الإعلام العربي ينمو بوتيرة أسرع من الاقتصاد، بنحو 19 في المئة سنويا بوجود قنوات الانترنت وغيرها. وتقدم هذه الدراسة التعاونية نظرة فريدة وقيمة في عقلية الشباب والديموغرافية في هذه المنطقة. وتقوم أيضاً بتسليط الضوء على النتائج والنمو الهائل لوسائل الإعلام الجديدة، حيث تحرك حكومات الشرق الأوسط اقتصاداتها بعيدا عن الاعتماد على الموارد الطبيعية لتطوير الاقتصاد القائم على المعرفة، ووسائل الإعلام على وجه الخصوص هو من القطاعات ذات الأولوية".

وتنقسم المنطقة إلى قسم يتحمل المسؤولية في منع المحتوى غير المرغوب فيه. العديد من المواطنين في مصر وقطر والمملكة العربية السعودية تعتقد أن هذه مسؤولية الحكومات، في حين أن الأغلبية في دولة الإمارات العربية المتحدة ولبنان وتونس يرون أنها مسؤولية الفرد لتجنب مثل هذا المحتوى. في حين أن المملكة العربية السعودية مقسمة بالتساوي، حيث أن 50 في المئة يعتقدون المسؤولية تقع على عاتق الحكومة و43 في المئة يعتقدون أنها تقع على عاتق الفرد. والنسبة الأكبر في التفاوت كانت في مصر، حيث أن 30 في المئة فقط يعتقدون أنه تقع على عاتق الفرد، مقارنة مع 66 في المئة الذين يعتقدون أنه تقع على عاتق الحكومة لمنع المحتوى غير المرغوب فيه.

تبرز مصر في العديد من النتائج الأخرى، حيث أن 39 في المئة من المصريين يقولون انهم يعتبرون أنفسهم أكثر تحفظا من معظم الناس في بلادهم، بعد أن كان 67 في المئة في دراسة شتاء عام 2015. وكانت آراء المصريين تتجه نحو الحفاظ على التقاليد والعادات والثقافة بنسبة %15 من عام 2014 وحتى عام 2016، فيما كان %4 من %73 إلى %88 فقط من مستخدمي الإنترنت المصريين يقولون انهم قاموا بدفع الأموال لمشاهدة المحتوى على الإنترنت في العام الماضي، وأتت بعدها كل من تونس وقطر بنسبة تصل إلى % من دفعوا لمشاهدة المحتوى.

وفي الوقت نفسه، يحصل أكثر الناس على الأخبار من خلال الانترنت وليس المطبوعات. وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر الأكثر تصفحاً للجرائد بنسبة %25 و%32 بالترتيب. وتحتل قطر المرتبة الأولى أيضاً بنسبة عدد قراءة الأخبار على الانترنت يومياً %42، جنبا إلى جنب مع المملكة العربية السعودية %39. في حين مصر انخفضت شعبية الأخبار بنسبة %10 منذ عام 2014، في حين ارتفعت شعبية برامج الدراما والديني بنسبة %12 و%7 على التوالي.

وازدادت نسبة استخدام إنستاجرام في جميع أنحاء المنطقة بنسبة %24 بين عامي 2013 و 2016، وانخفضت شعبية فيسبوك في السنوات الثلاث الماضية بنسبة %6. وفيما يخص تويتر، سجل أكبر انخفاض على مدى السنوات الثلاث الماضية بنسبة %17، أي أكثر بـ %12 عما كان عليه قبل عام واحد فقط. ويقول ثلاثة أرباع مستخدمي الإنترنت في مصر أن المخاوف بشأن الخصوصية قد غيرت الطريقة التي يستخدمون بها وسائل التواصل الاجتماعي، تأتي بالمرتبة الثانية السعودية بنسبة %89 في المئة من السعوديين الذين يقولون الشيء نفسه.

ويعتبر اختراق الإنترنت والهاتف الذكي الأعلى في دول مجلس التعاون الخليجي من البلدان الأخرى التي شملتها الدراسة. في دولة الإمارات العربية المتحدة لديها أعلى معدلات انتشار الإنترنت مع %100 من المواطنين في عام 2016. وتصل في قطر والمملكة العربية السعودية إلى %93 من انتشار الإنترنت، ولبنان بنسبة %84. وتسجل مصر وتونس أدنى مستويات انتشار الانترنت بنسبة %59 و%49 على التوالي.

ويعتبر اختراق الهاتف الذكي هو الأعلى في دولة الإمارات العربية المتحدة (99 في المئة)، وقطر (95 في المئة)، المملكة العربية السعودية (95 في المئة)، ولبنان (90 في المئة)، والأدنى في مصر (61 في المئة) وتونس (43 في المئة).

في حين أن التلفزيون هو المنصة الأكثر استخداما للاستماع إلى الموسيقى (65 في المئة من جميع المواطنين)، مقارنة مع الإنترنت والراديو (41 في المئة و35 في المئة). وتعتبر الموسيقى الشرقية الأكثر انتشاراً وشعبية من الموسيقى الأميركية في جميع أنحاء المنطقة.

على غرار اتجاهات مشاهدة الأفلام، فإن الشباب أكثر عرضة للاستماع إلى الموسيقى غير العربية (ربع الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً يفضلون الاستماع إلى الموسيقى الأميركية، مقابل 4 في المئة فقط من هم فوق سن 45) ولكن هم أيضا أكثر عرضة للاستماع إلى الموسيقى المحلية من كبار السن. البالغين الأصغر سناً (18-24) هم أيضا أكثر عرضة بمرتين للاستماع إلى الموسيقى على الانترنت من على الراديو (56 في المئة مقابل 31 في المئة)، ولكن فقط 6 في المئة يقولون انهم دفعوا للقيام بذلك في العام الماضي.

وقامت شركة هاريس بول بدعم الدراسة وتحليل البيانات وإدارة العمل الميداني الذي أجري وجهاَ لوجه وعبر الهاتف من 20 ديسمبر 2015 إلى 27 فبراير 2016.

تجري جامعة نورثويسترن في قطر مسحاً سنوياً على مستوى المنطقة عن استخدام وسائل الإعلام وتفضيلات المحتوى والمواقف تجاه قضايا مثل الرقابة وحرية التعبير، والحفاظ على التراث الثقافي. بينما يشمل المسح السنوي كل من المواطنين والمقيمين في جميع أنحاء المنطقة، والبيانات في هذا التقرير من المواطنين في الدول الست. وقامت جامعة نورثويسترن في قطر ومؤسسة الدوحة للأفلام هذا الربيع بنشر دراسة واسعة النطاق لصناعات وسائل الإعلام في منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك السينما والتلفزيون والموسيقى والوسائط الرقمية والصحف والإعلانات وأكثر من ذلك. لمزيد من المعلومات حول هذه الدراسات يرجى زيارة الرابط التالي http://www.mideastmedia.org

Search form