كل ما يجب معرفته حول استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة

الخميس 28 سبتمبر 2017
أطرف شهاب
أبوظبي - مينا هيرالد:

أطلقت حكومة دولة الإمارات استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات المنعقدة بدورتها الأولى في أبوظبي يومي 26 و27 سبتمبر.

وتهدف استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للثورة الصناعية الرابعة، والمساهمة في تحقيق اقتصاد وطني تنافسي قائم على المعرفة والابتكار والتطبيقات التكنولوجية المستقبلية التي تدمج التقنيات المادية والرقمية والحيوية.

وأكد معالي محمد بن عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل رئيس مجلس الثورة الصناعية الرابعة، أن إطلاق الاستراتيجية ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات، يجسد توجهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، بأن تصبح الإمارات نموذجاً عالمياً رائداً في المواجهة الاستباقية لتحديات المستقبل، وتطويع التقنيات والأدوات التي توفرها الثورة الصناعية الرابعة لخدمة المجتمع وتحقيق السعادة والرفاه لأفراده.

وقال القرقاوي: "إن الثورة الصناعية الرابعة تتطلب منا تسخير كل الطاقات لمواكبة تطوراتها والتغييرات التي تنطوي عليها، وقد جاء تصميم هذه الاستراتيجية الوطنية المتكاملة ليضع أسس ومبادئ الاستفادة من توجهات الثورة الصناعية الرابعة، وسبل العمل على تحويلها إلى حراك عالمي تقوده الإمارات".

ودعا القرقاوي إلى تكثيف الجهود وتضافرها بما يدعم تحقيق رؤى وتوجهات القيادة للوصول بدولة الإمارات إلى المراكز الأولى عالمياً في مختلف المجالات المستقبلية، مشيراً إلى أن استراتيجية الثورة الصناعية الرابعة تتبنى مبدأ عمل الفريق، والشراكة الفاعلة بين الجهات الحكومية كمنهج للعمل وتحقيق الإنجازات.

مركز عالمي للثورة الصناعية الرابعة

وتركز استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة على عدد من المحاور الأساسية، بما فيها إنسان المستقبل وذلك من خلال تطوير تجربة تعليم معزّزة ذكية تساهم في تحسين مخرجات قطاع التعليم بما يتناسب مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة عبر التركيز على التكنولوجيا والعلوم المتقدمة، ومنها الهندسة الحيوية، تكنولوجيا النانو، والذكاء الاصطناعي.

وتشمل الاستراتيجية الطب الجينومي للمساهمة في وصول دولة الامارات إلى مكانة متقدمة فيه، بحيث تكون مركزا عالميا للطب الجينومي الشخصي الذكي والسياحة الطبية الجينومية عبر تحسين مستويات الرعاية الصحية وتطوير حلول طبية وأدوية جينومية شخصية حسب حاجة المرضى.

وتتضمن الاستراتيجية إضافة إلى ذلك، التركيز على الرعاية الصحية الروبوتية والاستفادة من الروبوتات وتكنولوجيا النانو لتعزيز إمكانيات تقديم خدمات الرعاية الصحية والجراحية عن بعد في الدولة وخارجها، كما تستهدف تطوير الرعاية الصحية المتصلة لتقديم حلول طبية ذكية على مدار الساعة عن طريق التكنولوجيا القابلة للارتداء والزرع في الجسم البشري.

وتشمل الاستراتيجية محور أمن المستقبل من خلال تحقيق الأمن المائي والغذائي عبر تطوير منظومة متكاملة ومستدامة للأمن المائي والغذائي تقوم على توظيف علوم الهندسة الحيوية والتكنولوجيا المتقدمة للطاقة المتجددة، وتعزيز الأمن الاقتصادي عبر تبني الاقتصاد الرقمي وتكنولوجيا التعاملات الرقمية (بلوك تشين) لتعزيز اقتصاد الدولة في التمويل والخدمات.

وتتبنى الاستراتيجية التوظيف الأمثل للبيانات الفضائية للأقمار الصناعية في عملية اتخاذ القرارات الاستراتيجية وتخطيط مدن المستقبل، والعمل على توفير منصات بيانات متخصصة، إضافة إلى تنمية الصناعات الدفاعية المتقدمة بتطوير الإمكانيات والصناعات الوطنية باستخدام الروبوتات والتكنولوجيا المتقدمة وذاتية القيادة لضمان مستقبل آمن للدولة.

وتوفر الاستراتيجية تجربة المستقبل للخدمات الحكومية من خلال تقديم أفضل الخدمات الحكومية الذكية والتفاعلية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والروبوتات على مدار الساعة لتحقيق سعادة المتعاملين، وتقديم تجربة ذكية وشخصية باستخدام التكنولوجيا والعلوم السلوكية المتقدمة في مجال الضيافة والتجارة بما يجعل من الدولة وجهة سياحية رائدة للثورة الصناعية الرابعة، وتركز على المدن الذكية والتفاعلية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي لتحقيق الاستدامة وتعزيز نمط حياة الإنسان، ومختبر عالمي مفتوح للابتكار في التنقل ذاتي القيادة للمركبات الأرضية والطائرة.

وتنص استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة على العمل على تعزيز إنتاجية المستقبل من خلال التركيز على التصنيع التراكمي ثلاثي الأبعاد من حيث التصميم والبرمجة والتنفيذ في القطاعات الاستراتيجية لإطلاق الإمكانيات التنافسية لرواد الأعمال واقتصاد الدولة على الصعيد العالمي، بما يسهم في التحول إلى مركز عالمي للتميّز في التصاميم الهندسية والبناء بتقنية الطباعة ثلاثية الابعاد والروبوتات، وتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني عبر تطوير شبكات لا مركزية لتوليد الطاقة والاستهلاك والإدارة الذكية للأصول بشكل مستدام من خلال سلاسل التوريد الذكية، وتطوير جيل جديد من المحطات والمنظومات اللوجستية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي لتحقيق أقصى حدود الإنتاجية في المؤسسات بشكل مستدام.

وتسعى الاستراتيجية إلى تحقيق ريادة المستقبل من خلال الاستثمار في أبحاث الفضاء والعمل على تعزيز مكانة الدولة كمنصة عالمية للجهات الطموحة في مجال دراسة وأبحاث ومشاريع واستثمار الفضاء وتشجيع ريادة الأعمال الوطنية فيه، بالإضافة إلى تشجيع الأبحاث والتطبيقات الوطنية في الجامعات والمراكز المتخصصة في مجال علوم الدماغ والأعصاب والتعزيز البشري والإدراكي بالشراكة مع الجهات العالمية المتخصصة.

وتهدف الاستراتيجية إلى وضع أسس المستقبل من خلال إعداد جيل من المواهب والقدرات الوطنية الشابة ورواد الأعمال للثورة الصناعية الرابعة وتزويدهم بالمعرفة في العلوم والتكنولوجيا المتقدمة والمهارات ذات العلاقة، عبر اعتماد نظام تعليمي يركز على الجوانب التطبيقية بشكل أكبر وتطوير البيئة المناسبة المحفزة لريادة الأعمال في القطاعات الحيوية.

وتتضمن الاستراتيجية تأسيس بيئة بيانات آمنة ومتكاملة الكترونياً لتحفيز الثورة الصناعية الرابعة وربطها بالذكاء الاصطناعي، كما تشتمل على تطوير سياسات وتشريعات لحوكمة القطاعات الحيوية الجديدة والمواضيع المتعلقة بها وضمان الخصوصية لأفراد المجتمع وتحقيق سعادة الإنسان، كما أنها تركز على غرس منظومة قيم وأخلاقيات راسخة في أجيال المستقبل لضمان الاستخدام الأمثل لإمكانات الثورة الصناعية الرابعة والتصدي لتحدياتها الضمنية.

دمج التقنيات المادية والرقمية والحيوية

وترتكز الثورة الصناعية الرابعة على العديد من المحاور الرئيسية، بما فيها الدمج ما بين التقنيات المادية والرقمية والحيوية، حيث تتميز التكنولوجيا المادية بسهولة التعرف عليها نظراً لطبيعتها الملموسة، ومنها السيارات ذاتية القيادة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والروبوتات. وتتلخص التكنولوجيا الرقمية في "إنترنت الأشياء" والبيانات الضخمة، أما التكنولوجيا الحيوية فهي علم الوراثة الذي يعتبر عاملاً مهما في الشفاء من أكثر الأمراض خطورة، مثل أمراض السكري والقلب والسرطان.

وتعتمد الثورة الصناعية الرابعة على الثورة الرقمية، والتي تشكل فيها التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من المجتمع وحلقة وصل بين العالم المادي والرقمي والبيولوجي، كما أنها تتميز باستخدام التكنولوجيا المتقدمة في مختلف المجالات لتحسين الكفاءة، وسرعة التطورات والنمو، ويمتد نطاق الثورة الصناعية الرابعة ليشمل جميع المجالات والقطاعات.

أخبار مرتبطة