"استثمر في الشارقة" يفتح الباب واسعاً أمام الشركات الصينية لاستكشاف الفرص الاستثمارية في الإمارة

السبت 29 يونيو 2019
الشارقة - مينا هيرالد:

نظّم مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، الجهة المعنية بالترويج لإمارة الشارقة والتعريف بالفرص الاستثمارية التي توفرها في الأسواق العالمية، بالتعاون مع مدينة الشارقة للإعلام (شمس) في 28 يونيو الجاري، أول ملتقى أعمال مشترك بحضور عدد من كبار المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال والمستثمرين من القطاعين العام والخاص في المدينة، وذلك في إطار جهود المكتب المتواصلة لتعزيز العلاقات الثنائية بين إمارة الشارقة والصين.

وجاء الملتقى ضمن زيارة رسمية نظمها مكتب "استثمر في الشارقة" إلى الصين، بمشاركة مدينة الشارقة للإعلام (شمس)، والتي استمرت ثلاثة أيام خلال الفترة بين 25 و28 يونيو الجاري، بحضور سعادة مروان بن جاسم السركال، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وسعادة الدكتور خالد عمر المدفع، رئيس مدينة الشارقة للإعلام (شمس). ومحمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب (استثمر في الشارقة). ومن الجانب الصيني، شارك في الملتقى عدداُ من رؤساء جهات خاصة وحكومية من شينزن من ضمنهم لي جينغه، العميد التنفيذي لاستراتيجية شنتشن للحزام والطرق في "معهد الاقتصاد والتجارة"، وهوانج جيهونغ، رئيس مجموعة شنتشن شينغ شانغ القابضة، وكو جيان، نائب رئيس معهد اصين للبحوث التنمية الشاملة.

وتمحور الملتقى حول استكشاف الفرص الاستثمارية في قطاعي البحث العلمي والتكنولوجيا في الصين، ومناقشة سبل بناء شراكات استراتيجية مع كبرى الشركات التكنولوجية في مدينة شينزن، إلى جانب استعراض المقومات الاستثمارية في قطاعات مختلفة والتي يتميز بها اقتصاد الإمارة المتنوع، الأمر الذي يبرز مكانة الإمارة باعتبارها بوابةً استراتيجية إلى سوق الإمارات والأسواق الإقليمية.

وألقى سعادة رحمة عبدالرحمن الشامسي، القنصل العام للدولة في غوانزو، كلمة افتتاحية قال فيها: "ترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة مع جمهورية الصين الشعبية بعلاقات دبلوماسية واقتصادية قوية ترتكز على أسس متينة من التعاون المتبادل بين البلدين، والذي حقق نتائج مثمرة في المجال الاقتصادي، حيث تعد الصين منذ فترة طويلة أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات العربية المتحدة. وتميزت هذه العلاقات بنمو مستمر في شتى المجالات، حتى بلغ حجم التجارة الثنائية أكثر من 50 مليار دولار أمريكي في العام 2018. وفي الوقت نفسه، تعد الإمارات العربية المتحدة بوابة للبضائع الصينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ".

وتابع: "يلعب ملتقى الشارقة -  شينزن للأعمال دوراً مهماً في تحقيق رؤية قادة البلدين لتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية على الصعيد الاقتصادي والتجاري. اذ أصبحت إمارة الشارقة في السنوات القليلة الماضية، نموذجًا للتنمية الشاملة والمتوازنة على مختلف المستويات، ونجحت في تطوير عدداً من المراكز الصناعية الرائدة، وفي المقابل تعتبر مدينة شينزن، مركزًا صناعيًا عالمياً للتقنيات في الصين، حيث تحتضن عدداً من الشركات الرائدة مثل شركة هواوي "Huawei" وشركة تنسنت "Tencent". لذلك ، كان هذا الحدث الكبير ذا أهمية بالغة لتطوير مستقبل التعاون بين الشارقة وشينزن"

بدوره قال سعادة مروان بن جاسم السركال: "تعتبر (شروق) أحد الشركاء البارزين للصين التي تجمعنا بها علاقات وثيقة تمتد لنحو عشرة أعوام، عملنا خلالها على توفير فرص أعمال متنوعة وبناء شراكات اقتصادية استراتيجية بين الشركات الصغيرة والمتوسطة ومؤسسات المجتمع الصيني مع نظيراتها في إمارة الشارقة".

وأوضح السركال أن هذه الزيارة التي نظمها مكتب (استثمر في الشارقة) التابع لـ(شروق) وبمشاركة (شمس)، تمثل فرصةً مهمةً لاستعراض القطاعات الحيوية التي تلبي متطلبات المستثمرين الصينيين واحتياجاتهم، واستكشاف الفرص الكامنة للاستثمار في واحد من أكثر اقتصادات العالم استقراراً وازدهاراً، إلى جانب الاطلاع على مزايا الاقتصاد غير النفطي للصين الذي يسهم في الناتج المحلي الإجمالي بـ 89 مليار درهم (24.2 مليار دولار) حسب إحصاءات عام 2018".

وأضاف "يمثل قطاع البحث والتطوير قاسماً مشتركاً وواحداً من أبرز قطاعات النمو لكل من الشارقة ومدينة شينزن التي أصبحت مركزاً عالمياً للابتكار والتكنولوجيا ومقراً لعدد من كبرى الشركات الصينية مثل هواوي و(بي.جي.آي) للأبحاث الوراثية و (بيلد يور دريمز) للسيارات، و(زي.تي.ئي) لأنظمة الاتصالات وغيرها، حيث تهدف هذه الزيارة إلى فهم مقومات سوق البحث والتطوير في مدينة شينزن والبالغ حجمه 78 مليار يوان، والبحث في سبل عقد شراكات مع شركات التكنولوجيا الصينية والاستفادة من خبراتها في مجال البحث والتطوير، إضافةً إلى استعراض الفرص الاستثمارية الواعدة التي تقدمها الشارقة لتلك الشركات للدخول إلى أسواق المنطقة عبر بوابة الإمارة". 

وقال سعادة الدكتور خالد عمر المدفع، رئيس مدينة الشارقة للإعلام (شمس)، في حديث له حول الحلول الرئيسية التي تُقدمها (شمس) والمزايا التي تتمتع بها الشركات الصينية من خلال تأسيس مقرات أعمال لها في المدينة: "تعمل (شمس) على الدوام على لعب دور رئيسي في مساعدة الشركات الإعلامية على النمو والازدهار. وتمثل هدفنا الدائم في إيجاد بيئة تستقطب أصحاب المواهب للعيش والتعلم والمشاركة في الإبداع. وباتت (شمس) خياراً مربحاً للمستثمرين، حيث تتيح التملك بنسبة 100 بالمائة، ومرونة في خيارات تأشيرة الإقامة، وإعفاء من الضرائب على الشركات، وخيارات مرنة لإنشاء أعمال تجارية على الإنترنت".

وأضاف: "بات مستثمرو العقارات الصينيون اليوم ضمن قائمة أكبر أربع جنسيات أجنبية راغبة بالاستثمار في الاقتصاد الإماراتي. وتعمل كلتا الدولتين على أساس الشفافية والمصداقية، بفضل رؤية قيادتها العظماء الذين يعملون معاً على تحقيق أفكار وتطلعات شعوبها. ومع العدد الكبير للشركات الصينية العاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتدفق المتزايد للسياح الصينيين إلى الدولة، فإن الصين والإمارات تتمتعان بعلاقات شراكة استراتيجية شاملة لا تقتصر على المجالات الاقتصادية، والسياسية، والتجارية، بل وتشمل مجالات الثقافة والتعليم".

واختتم سعادته حديثه قائلاً: "شجع تنظيم هذه الجولة الترويجية بالتعاون مع (استثمر في الشارقة) إجراء العديد من النقاشات حول كيف يمكن للتعاون بين البلدين أن يثمر عن تحقيق نتائج إيجابية. حيث يمكن للاقتصاد الإماراتي الاستفادة من دور الصين كبلد مُصدر إلى أنحاء العالم كافة، فيما يمكن للصين الاستفادة من الموقع الجغرافي الفريد لدولة الإمارات، وما تتمتع به من بنى تحتية حديثة تشمل قائمة واسعة من الأنشطة التجارية لكل الراغبين في الانطلاق برحلتهم في ريادة الأعمال".

من جهته، أكد محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب (استثمر في الشارقة) " أن التركيز على مدينة شينزن يأتي ضمن خطة الترويج التي ينتهجها مكتب "استثمر في الشارقة" لاستهداف المستثمرين من مختلف المدن الصينية، مشيراً إلى أن تنظيم الملتقى يتماشى مع رؤيتنا ودورنا في تعزيز الحضور الاقتصادي لإمارة الشارقة في الأسواق الصينية الناشئة، والتعريف بمقوماتها الاقتصادية والخدمات المتميزة التي توفرها للمستثمرين الراغبين بتوسيع أعمالهم، وتأسيس مشاريع استثمارية ناجحة سواء في السوق المحلية أو الإقليمية".

وأضاف: "في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها إمارة الشارقة لترسيخ مكانتها كبوابةٍ اقتصاديةٍ للشركات والمؤسسات التجارية في دول الشرق الأقصى باتجاه أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يأتي الملتقى كخطوةً مهمةً لتيسير دخول كبرى شركات التكنولوجيا والشركات متعددة الجنسيات في الصين إلى أسواق عالمية جديدة، حيث يمكنها إيجاد فرص واعدة لإبرام شراكات تجارية مبتكرة تسهم في دعم نموها وتوسيع أعمالها".

واختتم المشرخ قائلاً: "تمحورت مشاركتنا في ملتقى الأعمال حول التأكيد على أن إمارة الشارقة تمتلك مقومات استثمارية متميزة، وتتمتع ببيئة جاذبة للأعمال تتمثل بالخدمات المبتكرة والتشريعات المرنة والسياسات التنموية ومشاريع البنية التحتية المتطورة، ما يجعلها وجهةً مثاليةً للمستثمرين الصينيين لإقامة مشاريع مجزية في إمارة الشارقة التي يتوقع أن تحقق نمواً في ناتجها المحلي الإجمالي يصل إلى 2% عامي 2019 و2020."

فتح قنوات تواصل مباشر بين الشارقة والصين

وشهدت زيارة وفد الشارقة رفيع المستوى إلى الصين مشاركة مكتب "استثمر في الشارقة" للسنة الرابعة على التوالي في مؤتمر "أسبوع تنمية التجارة العالمي" الذي نظم في الفترة بين 25و27 يونيو الجاري في شانغهاي، حيث استعرض خلالها المكتب أمام رجال الإعمال والمستثمرين الصينيين سياسات الإمارة الداعمة للاستثمار، والفرص المتميزة التي تقدمها لهم للاستفادة من الخدمات المتطورة في مختلف قطاعات الإمارة ومناطقها الحرة.  

وفي جلسة حوارية عقدت خلال المؤتمر بعنوان "شراكات القطاعين العام والخاص: منهجية متكاملة لمكافحة التجارة غير المشروعة"، بحضور ممثلي "استثمر في الشارقة" وعدد من كبار المسؤولين الصينيين، ناقش المشرخ أهمية دور الحكومات في تطوير اقتصادات الدول، والارتقاء بخدمات البنية التحتية فيها، بما يسهم في تلبية المتطلبات المتنامية والمتغيرة لقطاعات المستقبل.

كما سلط المشرّخ الضوء على أبرز القطاعات الناشئة في إمارة الشارقة مثل الرعاية الصحية والسياحة والبيئة والخدمات اللوجستية والتعليم، إلى جانب المناطق الحرة الستة التي تحتضنها الإمارة، والتي تقدم للمستثمرين الصينيين مجموعةً واسعةً من التسهيلات والخدمات التي تلبي احتياجاتهم، وتضمن لهم تأسيس مشاريع مربحة بالاستفادة من البيئة المحفزة للأعمال والاقتصاد المتنوع الذي تتمتع به الإمارة.

كما عرًف المشرخ الحضور بالحساب الرسمي لمكتب "استثمر في الشارقة" على تطبيق "وي تشات" (WeChat) الأكثر استخداماً في الصين، والذي أطلقه المكتب في شهر أبريل الماضي لفتح قنوات تواصل مباشرة وأكثر مرونة بين المستثمرين من الجانبين، وبالتالي الوصول إلى شريحة أوسع من المستثمرين الصينيين، وخصوصاً أن المكتب يعرض من خلال هذا الحساب آخر المستجدات وأبرز الخدمات والتسهيلات المتعلقة بالاستثمار الأجنبي المباشر.

وترتبط إمارة الشارقة والصين بعلاقات تعاون في عدة مجالات، أبرزها التجارة والثقافة والسياحة، حيث يبلغ عدد الشركات الصينية العاملة في دولة الإمارات 4000 شركة تتراوح بين مؤسسات صغيرة ومتوسطة وشركات حكومية كبرى، منها 735 شركة مُسجّلة في الشارقة، وسط مساعي هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة لاستقطاب 200,000 زائر صيني بحلول عام 2021.

Search form