سيمنس تبرم اتفاقية لإعادة تزويد العراق بالطاقة الكهربائية ودعم الرخاء الاقتصادي

الأحد 21 أكتوبر 2018
وزير الكهرباء العراقي، قاسم الفهداوي، والرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة سيمنس، السيد جو كايسر
بغداد - مينا هيرالد:

أعلنت شركة سيمنس ووزارة الكهرباء العراقية عن دخول الطرفان في اتفاقية هامة تستهدف تنفيذ خارطة الطريق التي وضعتها الشركة لإعادة تزويد العراق بالطاقة الكهربائية. هذا وتقضي مذكرة التفاهم التي قام بتوقيعها معالي وزير الكهرباء العراقي، قاسم الفهداوي، والرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة سيمنس، السيد جو كايسر، بدراسة عدد من خطط العمل القصيرة والمتوسطة وطويلة الأجل والمُصممة لتلبية أهداف إعادة إعمار العراق ودعم متطلبات التنمية الإقتصادية بالدولة.

ومن جهته صرح جو كايسر، قائلاً: "إن التزامنا تجاه الشعب العراق ظل قوياً. لقد وعدناهم بتحقيق إمدادات طاقة كهربائية تتسم بالموثوقية وبأسعار معقولة، والمساعدة في مكافحة الفساد، وبناء المدارس والمستشفيات وخلق الآلاف من فرص العمل. إن التعليم والتدريب المهني وتنمية المهارات والمواهب المحلية هي في صلب مساهمتنا في بناء العراق الجديد. إن الاتفاقية التي نشهدها اليوم هي خطوة فارقة نحو الوفاء بهذا الوعد. ونحن مستعدون للبدء بالعمل ونتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع الحكومة العراقية لإحداث تحسينات ملحوظة على الفور للشعب العراقي."

كانت سيمنس قد أعلنت في شهر أيلول\سبتمبر عن تبرعها بإنشاء عيادة طبية ذكية تعتمد في تشغيلها على الطاقة الشمسية ومزودة بأحدث المُعدّات الطبية من الشركة بما يُمكنها من تقديم خدمات الرعاية الصحية لنحو 10,000 مريض سنوياً. ويأتي هذا إلى جانب تعهُد الشركة بتمويل بناء أول مدرسة نموذجية ضمن مشروع "مدرسة المستقبل" في العراق وتوفير الشركة منحة عينية من البرمجيات بقيمة 60 مليون دولار أميريكي للجامعات العراقية إلى جانب تدريب أكثر من 1000 عراقي في مجال التعليم التقَّني المهني.

وفي إطار "خارطة الطريق لتزويد العراق الجديد بالطاقة الكهربائية" أعلنت شركة سيمنس أنها مُستعدة إلى دعم قدرات العراق على توليد الطاقة الكهربائية بإضافة 11 جيجاوات لشبكة الكهرباء الوطنية على مدار الأربعة أعوام المقبلة للتأكد أن 23 مليون مواطن عراقي لديهم إمدادات طاقة كهربائية تتسم بالموثوقية والاستدامة، ومن شأن هذه الخطة زيادة قدرات العراق على توليد الطاقة الكهربائية  بنسبة تصل إلى 50 بالمائة. ويضمَّن الجدوى الإقتصادية للخطة أنها ستُحقق وفورات نقدية بمليارات الدولارات نتيجة التوفير في استهلاك الوقود وفي تحقيق إيرادات إضافية في قطاع الطاقة مرتبطة بزيادة القدرة على توليد الكهرباء بما يدعم أغراض تنمية مستقبل العراق. كما عملت الشركة على صياغة عدة تصورات لخلق عشرات الآلاف من فرص العمل على مدار فترة تنفيذ هذه المشاريع. ويأتي العنصر البشري في جوهر هذه الخارطة ولاسيما إنها حصيلة 12 شهراً من الدراسة بهدف تصميم خارطة تتميز بالشمولية ومُصممة خصيصاً للعراق لتحقيق أهداف إعادة التنمية بالدولة. وتُركز هذه الخارطة بشكل أساسي على مجالات الطاقة والتعليم ومكافحة الفساد والتمويل بهدف دفع جهود التنمية الإقتصادية المُستدامة بالدولة ودعم الأمن القومي وتوفير حياة كريمة للشعب العراقي.

إلى ذلك تحدد خارطة الطريق، التي وضعتها سيمنس للعراق، ثماني أهداف بما يخدم المواطنين العراقيين وأغراض الأمن القومي والتنمية الإقتصادية للدولة حيث تضّمن هذه الأهداف، تقليص نسب الإهدار والفقد في الطاقة الكهربائية وتقديم الشبكات الذكية لتوزيع الكهرباء، فضلاً عن تقوية شبكات نقل الطاقة وتطوير محطات الكهرباء القائمة وإضافة قدرات كهربائية للعراق؛ ولاسيما في المناطق المحرومة لسد الفجوة مع العمل على ربط العراق بمنطقة الخليج العربي وتمكيِّنه من تحقيق الاستفادة القصوى من موارده القومية والعمل على الاستثمار في تنمية العنصر البشري.

هذا ومن المخطط أن يتم تطوير البنية التحتية الخاصة بالطاقة في الدولة على مراحل وذلك بدءا من اجراء تحسينات فورية لأكثر من 300,000 شخص من خلال مشروعات يمكن أن تبدأ التشغيل في غضون ثلاث شهور فقط، وصولاً إلى المشروعات متوسطة وطويلة الأجل والتي تتطلب ما بين 10 إلى 24 شهراً لإستكمالها وغيرها من المشروعات. وفي الوقت نفسه ستعمل الشركة على مساعدة الحكومة العراقية في توفير الحزم التمويلية اللازمة لتنفيذ هذه المشروع من خلال البنوك الدولية التجارية ووكالات ائتمان الصادرات بدعم الحكومة الألمانية.

وبالإضافة إلى ما سبق، تعمل خارطة الطريق إلى تصميم آليات لإستغلال الموارد الطبيعية الثمينة للعراق على الوجه الأمثل، ومن ضمها استغلال  غاز الشعلة أو Flare gas وتطبيق تقنيات المُعالجة لتحويل هذا الغاز إلى كمصدر وقود محلي يمكن استخدامه بعد ذلك في أغراض توليد الطاقة أو كمورد لتحقيق عائدات إضافية للحكومة على المدى الزمني الطويل لتمويل مشروعات توليد ونقل وتوزيع الطاقة.

وانطلاقاً من التزامها بدفع جهود تحقيق النمو المُستدام، تهدف سيمنس إلى دعم التنمية الإجتماعية في العراق من خلال تنفيذ سلسلة من برامج التدريب والتعليم حيث تشمل هذه البرامج التدريب التقنّي والمهني فضلاً عن برامج رفع الوعي بالنزاهة ومكافحة الفساد من أجل بناء المهارات والكوادر البشرية العراقية التي تستند إلى ثقافة من النزاهة وحتمية الالتزام باللوائح والقوانين. وتحت رعاية الوزارة الفيدرالية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، تستهدف سيمنس توفير التدريب المهني للشباب العراقي وستبدأ الشركة بنحو 1000 شاب.

يُذكر هنا أن سيمنس كانت قد قدّمت خارطة الطريق للحكومة العراقية خلال مؤتمر الكويت لإعادة إعمار العراق، والذي تم عقده في فبراير، 2018. وقامت الشركة في نفس الوقت بالتوقيع على إعلان للنوايا مع الوزارة الفيدرالية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية حيث تعهد فيها الطرفان على العمل سوياً للمساهمة في جهود إعادة الإعمار والتنمية لدولة العراق في مجالات تشمل التدريب التقّني والمهني فضلاً عن دعم جهود الشفافية ومكافحة الفساد.

أخبار مرتبطة