سباق "سقيا الأمل" يوفر المياه النظيفة لمليون إنسان حول العالم

الثلاثاء 18 يونيو 2019
دبي - مينا هيرالد:

نجحت مبادرة سباق "سقيا الأمل" التحدي الإنساني الأول من نوعه في المنطقة لتوفير المياه النظيفة لملايين الناس في المجتمعات الأقل حظاً، والتي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، خلال شهر رمضان المبارك واستمرت لعشرين يوماً، في حفر أكثر من 150 بئراً وتوفير مئات آلاف اللترات من المياه النظيفة لأكثر من مليون شخص في أكثر من 34 دولة حول العالم.

وتصدرت مؤسسة الأوقاف وشؤون القُصّر بدبي نتائج المنافسة من خلال إطلاقها وقف "سقيا الأمل"، والذي يعود ريعه السنوي لتوفير المياه النظيفة لـ600 ألف شخص حول العالم سنوياً، ولتنفيذ مشاريع مستدامة وتوفير المياه في العديد من المناطق والمجتمعات التي تفتقر إلى مصادر المياه النظيفة حول العالم، إلى جانب تسجيل مشاركة واسعة لموظفيها في تحدي ضخ المياه.

وتمكنت المبادرة من إرساء تجربة إنسانية ومجتمعية ملهمة شجعت الأفراد والمؤسسات على المساهمة في صناعة الأمل، والوصول بمنافع العمل الإنساني والعطاء إلى جهات العالم الأربع، بتوفير المياه النظيفة لأكثر من مليون إنسان حول العالم ضمن المجتمعات الأشد حاجة التي تعاني شحاً في المياه والموارد.

تحدٍ إنساني

وأطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مطلع شهر مايو 2019 عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي سباق "سقيا الأمل" داعياً المؤسسات والشركات على مستوى الدولة للمشاركة فيه قائلاً: "نبحث عن قوة الإنسان بداخل كل إنسان، تحدٍ إنساني للمؤسسات."

وشكّل سباق سقيا الأمل رحلة إنسانية ومجتمعية مبتكرة لترسيخ مفهوم المشاركة الفردية والمؤسسية في صناعة الأمل والمساهمة في دعم العمل الخيري والإنساني بما يتوفر من الموارد؛ قليلة كانت أم كثيرة.

وكان السباق انطلق من العاصمة المصرية القاهرة بمشاركة أفراد من مختلف شرائح المجتمع في ضخ المياه افتراضياً لصالح توفير مياه الشرب لمن يحتاجونها، ثم حط رحاله في "سيتي ووك" بدبي، لتلهم الجمهور الذي شارك بشكل عملي في المبادرة المبتكرة وصناعة الأمل وتنفيذ أعمال إنسانية مهما كانت بسيطة.

وشهدت دعوة صاحب السمو المؤسسات للمشاركة في السباق استجابة فورية وحراكاً مجتمعياً ومؤسسياً واسعاً، تمثّل في مسارعة أكثر من 50 مؤسسة كبرى عاملة على أرض الإمارات ضمن القطاعين الحكومي والخاص إلى تقديم طلباتها للمشاركة في المنافسة، وذلك خلال يومين فقط من الإعلان عنها.

وبدأت دول عدة بالاستفادة فعليا من مبادرة "سقيا الأمل" عبر حفر الآبار فيها وتوصيل المياه النظيفة إلى المجتمعات النامية والنائية؛ وفي مقدمتها جمهورية طاجيكستان في منطقة آسيا الوسطى.

شريان الحضارة

وقال معالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل إن مبادرة سقيا الأمل بتوفيرها المياه النظيفة التي تعد الشريان الأساسي لاستمرار المجتمعات الإنسانية، تحقق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في صناعة الأمل وتعزيز قيم العطاء والتضامن الإنساني ومد يد العون وصون كرامة الإنسان وتسهيل معيشته اليومية والارتقاء بجودة حياته أينما كان لبناء عالم أفضل.

وأكد القرقاوي أن إطلاق صاحب السمو لهذه المبادرة كتحدٍ إنساني، موجّه بالدرجة الأولى لتحفيز المؤسسات والشركات على المساهمة في تقديم العون والمساندة للمحتاجين في مختلف أنحاء العالم، وخصوصاً في المجتمعات التي تعاني شح المياه وقلة الموارد المتوفرة لتأمين ماء نظيف صالح للشرب، هو استكمال لمسار ريادة دولة الإمارات في العمل الخيري والإنساني على مستوى العالم وتعزيز لمساهمة الدولة المتنامية التي تحتل المركز الأول في العطاء عاماً تلو آخر من أجل تثبيت دعائم الاستقرار والنمو والتفاؤل بغد مشرق.

واعتبر معالي القرقاوي أن مبادرة المؤسسات والشركات في دولة الإمارات إلى المشاركة في التحدي الإنساني تعكس حرصها على المساهمة في أعمال المسؤولية الاجتماعية المؤسسية لخدمة الإنسان في كل مكان، بغض النظر عن الانتماء أو العرق أو الدين، وذلك تعزيزاً لقيم التسامح والبذل والعطاء ومد يد العون والمساندة لكل محتاج دون تمييز.

وختم القرقاوي بالقول إن النتائج المتميزة التي حققتها المبادرة في أقل من شهر على إطلاق صاحب السمو نائب رئيس الدولة لها محفز لمختلف المؤسسات؛ ومن ضمنها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، لمواصلة الابتكار في صياغة مستقبل العمل الخيري والإنساني الذي تعم فوائده أوسع شريحة ممكنة من الأفراد والمجتمعات البشرية.

فكرة الحملة

وتقوم الحملة على فكرة بسيطة مبتكرة، تتمثل في توفير مضخة افتراضية تفاعلية متنقلة يتم وضعها في مقر إحدى المؤسسات المشاركة في المنافسة في كل يوم، لتمكين موظفيها وكوادرها من المشاركة في ضخ أكبر كمية من المياه افتراضياً، لإيصالها من قبل مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بشكل فعلي في وقت لاحق إلى مستحقيها من غير القادرين على تحمل أعباء شبكات البنى التحتية المائية.

ومنذ اليوم الأول لإطلاقها على حسابات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد على منصات التواصل الاجتماعي، لقيت المبادرة صدى جماهيرياً واسعاً، وتناقلها الكثيرون رقمياً عبر إعادة نشر التحدي الإنساني للمؤسسات الذي أطلقه سموه.

وتنافست المؤسسات المشاركة في سباق سقيا الأمل على ضخ أكبر كمية ممكنة من المياه عبر مضخة سقيا الأمل الافتراضية، لتقوم مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بعدها بالتبرع بالكمية ذاتها من المياه النقية وتقديمها لمحتاجيها.

ثقافة والتزام

بدوره قال خالد الشحي مدير مبادرة صنّاع الأمل في مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، إن المساهمات النوعية التي قدمتها المؤسسات والشركات المشاركة في سباق سقيا الأمل تجاوزت في أبعادها الإيجابية نطاق المبادرة، وتوسعت إلى مشاريع نوعية مثل تخصيص أوقاف متكاملة يعود ريعها لتوفير المياه النظيفة بشكل مستمر ومستدام على مدار العام لمجتمعات هي في أمس الحاجة إليها، أو مد شبكات بنى تحتية لتوصيل المياه النقية إلى المنازل من المناطق والآبار البعيدة، أو حفر الآبار العميقة التي تعد عملية مكلفة، وهو ما يدل على مدى التقدم النوعي الذي حققته ثقافة العمل الخيري والإنساني والمسؤولية المجتمعية لدى المؤسسات والشركات.

ولفت الشحي إلى أن تقدم أكثر من 50 مؤسسة للمشاركة في مبادرة سقيا الأمل بعد يومين فقط من الإطلاق يؤكد أن الابتكار في العمل الإنساني يفتح الباب واسعا أمام المشاركة فيه ومضاعفة أعداد المستفيدين، كما أن الاستفادة من أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا وتقنيات الواقع الافتراضي، يساهم في تمكين الإنسان وتوفير المقومات الأساسية للحياة، ونجاح مبادرة سباق سقيا الأمل في الوصول بنتائجها إلى مليون إنسان حول العالم هو دليل عملي وملموس على ذلك.

وأشاد الشحي بالدعم المتميز من كافة وسائل الإعلام المحلي للمبادرة ونوّه بحجم التفاعل الجماهيري النوعي معها، مشيراً إلى أن الأثر الإيجابي للمبادرة يتمثل بشكل رئيسي في التوعية بأن كل إنسان قادر على دعم أخيه الإنسان والمساهمة إيجابياً في نشر الحلول الإيجابية حول القضايا الملحة في العالم.

21 مؤسسة مشاركة  

ومن ضمن كافة مؤسسات وشركات القطاعين الحكومي والخاص التي تقدمّت مطلع شهر مايو للمشاركة في سباق "سقيا الأمل"، تم اختيار 21 مؤسسة من مختلف القطاعات لخوض التحدي الإنساني وإشراك موظفيها في السباق.

وشملت الجهات المشاركة في سباق "سقيا الأمل" وزارات وجهات حكومية ومؤسسات وشركات من شتى القطاعات ومنها: وزارة الاقتصاد، وشرطة دبي، ومؤسسة أبوظبي للإعلام، ووزارة تطوير البنية التحتية، وهيئة الطرق والمواصلات بدبي، وبلدية الفجيرة، وهيئة مياه وكهرباء دبي، ودو، واتصالات، ودائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، وهيئة تنمية المجتمع، ودبي للإعلام، ومؤسسة دبي للمرأة، وموانئ دبي العالمية، وهيئة دبي للثقافة والفنون، وبلدية دبي، وهيئة الصحة بدبي، ومؤسسة الأوقاف وشؤون القُصّر بدبي.

مركز الصدارة

وأطلقت مؤسسة الأوقاف وشؤون القُصّر بدبي الوقف المبتكر الأول من نوعه لدعم مبادرة سقيا الأمل في جهود إيصال المياه النظيفة لمن يعانون شحاً فيها بشكل مستمر ومستدام. ويوفر وقف "سقيا الأمل" المياه في العديد من المناطق والتجمعات السكانية التي تفتقر إلى مصادر المياه النظيفة، خاصة في الدول النامية والمناطق المنكوبة التي أصابتها الكوارث الطبيعية وموجات الجفاف والتصحر والتأثر بظروف التغير المناخي.

وقال سعادة علي المطوع الأمين العام لمؤسسة الأوقاف وشؤون القُصّر، إن تصدر المؤسسة لسباق سقيا الأمل هو تكريم ومسؤولية في الوقت ذاته، لأنه يمثل مبادرة عالمية مبتكرة تنطلق من دولة الإمارات العربية المتحدة لتسهم في اسعاد الشعوب وتوفير أهم مصادر الحياة ومقومات التنمية في المجتمعات الإنسانية.

وأكد المطوع أن وقف سقيا الأمل الذي يوفر المياه النظيفة بشكل مستدام للمحتاجين في عدد من المناطق حول العالم هو تجسيد عملي لمفهوم الابتكار في الوقف وتوسيع دائرة استخداماته والمستفيدين منه، آملاً أن تمثل هذه المبادرة حافزاً لمختلف شرائح المجتمع للمساهمة في دعم العمل الخيري والإنساني وصناعة الأمل انطلاقاً من مبدأ الوقف للجميع الذي تتبناه دولة الإمارات ويتيح لمختلف شرائح المجتمع المشاركة في دعمه.

مشاركات نوعية

وفيما حققت كلٌ من شرطة دبي ومؤسسة أبوظبي للإعلام مشاركات قياسية لموظفيها الذين نجحوا في ضخ أكثر من 19 ألف لترا افتراضيا لكل منهما، استطاعت "موانئ دبي العالمية" و"دبي للثقافة" ضخ أكثر من 17 ألف لتر لكل منهما، وضخ كوادر كل من "هيئة الصحة بدبي" و "مؤسسة دبي للإعلام" أكثر من 15 ألف لتر.

وقال سعادة هالة بدري مدير عام هيئة دبي للثقافة والفنون: "سباق سقيا الأمل الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هو تنافس في العمل الخيري والإنساني المبتكر والمستدام الذي يعود بالنفع على الأفراد والمجتمعات بتوفيره أهم مقومات الحياة والازدهار. وقد حرصنا في دبي للثقافة على تجسيد روح الابتكار والشراكة خلال مشاركة فريق عملنا في السباق، وذلك من خلال التعاون مع دبي مول وعدد من الفنانين والشخصيات العامة بهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع".

أما توني دوغلاس، الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتحاد للطيران، التي شاركت في سباق سقيا الأمل متعهدة بحفر 30 بئراً للمياه في ثلاث دول في أفريقيا، فقال: "صناعة الأمل قيمة إماراتية بامتياز، ليس على مستوى قيادتها الرشيدة ومواطنيها وكل المقيمين على أرضها وحسب، بل على مستوى المؤسسات أيضاً. ومشاركة مجموعة الاتحاد للطيران في دعم مبادرة سقيا الأمل وسباق العطاء فيها نابعة من التزامنا بمسؤوليتنا المؤسسية المجتمعية لتمكين الإنسان ودعم العمل الخيري الهادف والمؤثر داخل الدولة وخارجها."

وفيما بادرت هيئة طرق ومواصلات دبي إلى دعم مبادرة سقيا الأمل بحفر 10 آبار في 10 دول هي إندونيسيا وكوسوفو والسنغال والنيجر ونيبال وغانا وتنزانيا وإثيوبيا والهند ومالي، تعهدت شرطة دبي بحفر 25 بئراً في أفريقيا وتمديد 5 شبكات مياه في موريتانيا وكينيا، فضلاً عن توزيع المياه بالتعاون مع عدد من المؤسسات الخيرية، فيما تعهدت بلدية دبي بحفر 6 آبار في 6 دول.

من جانبه، قال معالي حميد محمد القطامي المدير العام لهيئة الصحة بدبي إن مبادرة "سقيا الأمل"، تمثل حلقة من سلسلة الخير الممتدة من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى شعوب العالم، وخاصة المعوزين منهم، إضافة إلى كون المبادرة نموذجاً فريداً للعطاء وترجمة مباشرة للرسالة الإنسانية والحضارية البليغة في فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله".

وأضاف معالي القطامي أن مبادرة "سقيا الأمل" تمثل قمة الأعمال الخيرية، فالمياه ضرورة أساسية لحياة الناس ونماء المجتمعات، وتبني الدولة لمثل هذه المبادرة من شأنه إنقاذ حياة ملايين البشر المحرومين من نعمة المياه، التي يهدد فقدانها وجودهم.

وأشار معاليه إلى أن موظفي هيئة الصحة بدبي تفاعلوا مع مبادرة "سقيا الأمل" عندما استضافت الهيئة جهاز ضخ المياه الخاص بالمبادرة، كما تفاعلوا في الوقت نفسه عن طريق المساهمة في حفر 50 بئراً في بنغلاديش وطاجكستان، تحت اسم المبادرة، وذلك بالتعاون المثمر مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية.

وأكد معالي القطامي أن الهيئة لا تدخر وسعاً لدعم مثل هذه المبادرات، التي تعكس الوجه الإنساني والحضاري للدولة، وترسخ مجموعة القيم التي تتسم بها في أوساط المجتمعات والشعوب على اختلاف أعراقها وأجناسها وثقافتها.

قال سعادة سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي التي تعهدت في سباق سقيا الأمل بحفر 20 بئراً في مناطق مختلفة حول العالم: "تؤكد المبادرات الإنسانية التي يطلقها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، المكانة العالمية لدولة الإمارات العربية المتحدة كمنارة للإنسانية وواحة للعمل الخيري والإنساني، فهي تمد يد العطاء لكل محتاج في كل مكان وتخفف معاناة الإنسان أينما كان، سيراً على نهج الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه". مضيفاً: "وقد تشرفنا بتلبية دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله، للمشاركة في سباق "سقيا الأمل" والمساهمة في تحسين حياة الملايين حول العالم انطلاقاً من دولة الإمارات، أرض السلام والسعادة والإيجابية وبلد التسامح والخير والعطاء، حيث تمثل المياه الصالحة للشرب مصدر الحياة وأساس التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فوفقاً لتقرير الأمم المتحدة العالمي عن تنمية الموارد المائية 2019 والذي صدر تحت عنوان "لن يُترك أحد دون مياه"، فإن ثلاثة من كل عشرة أشخاص لا يحصلون على مياه شرب آمنة، ويعيش أكثر من ملياري شخص في بلدان تعاني من إجهاد مائي مرتفع، ويعاني نحو 4 مليارات شخص من شُح شديد في المياه خلال شهر واحد من السنة على الأقل، كما تعد الأمراض المرتبطة بتلوث المياه من بين الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال دون سن الخامسة".

تغطية واسعة

وأحدثت منافسات "سقيا الأمل" زخماً إعلامياً وتنافساً يومياً بين المؤسسات التي نجح موظفوها في ضخ أكبر كمية من المياه باستخدام المضخة الافتراضية التفاعلية التي تنقلت بين مقار المؤسسات المشاركة طيلة أيام المنافسة، لتقوم مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بعدها بالتبرع بالكمية نفسها من المياه لإحدى المناطق أو المجتمعات التي تحتاجها في بقاع مختلفة من العالم.

وعلى مستوى التفاعل الشعبي، استقطبت المبادرة بفكرتها المبتكرة اهتماماً جماهيرياً كبيراً. كما لاقت استحسان منظمات محلية ودولية عاملة في مجالات التعليم والتنمية والصحة ومكافحة الفقر والجوع والأوبئة، فيما أشادت أوساط الأكاديميين والمختصين بحملات التوعية المجتمعية بالأثر الإيجابي والنوعي الذي أحدثته مبادرة سباق سقيا الأمل في تسليط الضوء على قضية إنسانية ملحّة عالمياً هي عدم توفر مياه الشرب والمياه النقية والنظيفة لمئات ملايين البشر حول العالم.

مساهمة فاعلة

وتميزت مبادرة سباق سقيا الأمل الأولى من نوعها على هذا المستوى، بحصولها منذ انطلاقتها مطلع مايو 2019 على دعم غير مسبوق من مختلف المؤسسات الريادية على مستوى الدولة مثل "اتصالات" و"دو"، لتصبح موازية في أذهان محبي العمل الخيري والإنساني لمفاهيم البذل والعطاء، خاصة مع تزامنها مع شهر رمضان المبارك وفعاليات عام التسامح التي تحتفي به دولة الإمارات خلال 2019.

قضية عالمية

وتشير إحصاءات دولية إلى أن شخصاً من بين كل عشرة أشخاص في العالم لا يستطيع الحصول على مياه نقية، في ظل معاناة أكثر من ملياري شخص حول العالم من ظاهرة شح المياه، وتوقع تأثر 30 دولة حول العالم من شح الموارد المائية بحلول عام 2025.

وتؤكد منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن ندرة المياه ستصبح أولوية ملحّة على أجندة التعامل مع التأثيرات الصحية السلبية لتغير المناخ وتراجع مخزونات المياه الصالحة للشرب خاصة في المجتمعات الأشد فقراً، بما يسهم في تفشي أوبئة فتاكة كالكوليرا وظهور أعراض صحية خطيرة؛ على الأطفال خاصة، كالإسهال الذي يسبب الجفاف والهزال وعواقب صحية مهددة لحياة الطفل. وتذكر إحصاءات دولية عدة أن أكثر من 800 مليون شخص حول العالم لا يستطيعون الوصول إلى مياه صالحة للشرب.

المؤسسة

وباشرت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية عملها في قطاعات متعددة للعمل الخيري والإنساني منذ عام 2015، لتصبح أكبر مؤسسة إنسانية من نوعها، وتجسد عبر إنجازاتها العملية رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، في مجال العمل التنموي والإنساني العالمي. وتضم المؤسسة أكثر من 30 مؤسسة ومبادرة تنفذ ما يناهز 1400 برنامج ومشروع تنموي ومجتمعي وإغاثي يستفيد منه أكثر من 130 مليون شخص في 116 دولة. وتعمل المؤسسة على التنسيق بين مختلف المبادرات والمشاريع المنضوية تحتها وتوحيد جهودها وأهدافها لمضاعفة نتائجها وتعظيم أثرها في شتى جوانب العمل الإنساني في مختلف أنحاء العالم، حيث بلغ حجم الإنفاق الإجمالي لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية 1.5 مليار درهم إماراتي على جميع المبادرات والبرامج والمشاريع الإنسانية والمجتمعية والتنموية والمعرفية والثقافية والتمكينية استفاد منها أكثر من 70 مليون شخص في 86 دولة.

أخبار مرتبطة