بدء تنفيذ مبادرة مدرسة في 1000 قرية غير متصلة بالإنترنت انطلاقاً من مخيم مريجيب الفهود في الأردن

الإثنين 06 مايو 2019
عمان - مينا هيرالد:

باشرت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية تنفيذ المرحلة الأولى من مبادرة توفير منصة "مدرسة" للتعليم الالكتروني في 1000 قرية لا تتصل بشبكة الانترنت أو لديها صعوبة في توفير الموارد التعليمية، انطلاقاً من المخيم الإماراتي الأردني في منطقة مريجيب الفهود بمحافظة الزرقاء في المملكة الأردنية الهاشمية، وذلك بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي. وسوف يستفيد طلاب مدرسة المخيم الإماراتي الأردني بمنطقة مريجيب الفهود البالغ عددهم 2146 طالباً وطالبة بمساعدة 139 مدرساً ومدرسة من الدروس العلمية التي توفرها منصة "مدرسة".

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أطلق في فبراير الماضي مبادرة مدرسة في 1000 قرية نائية، بهدف توفير منصات تعليمية إلكترونية متنقلة للقرى النائية ومخيمات اللاجئين، وذلك لتوفير حلول تعليمية بديلة للطلاب العرب في المناطق التي تواجه صعوبات في الحصول على الموارد التعليمية، وذلك للاستفادة من محتوى منصة "مدرسة" والتي تعد الأكثر تميزاً من نوعها على مستوى العالم العربي، حيث تضم 5000 درس تعليمي بالفيديو تشمل مواد العلوم والرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء وتغطي المراحل المدرسية من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر.

ويأتي إطلاق المرحلة الأولى بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في مخيم مريجيب الفهود، ضمن مبادرة "مدرسة في 1000 قرية نائية" كمرحلة أولى، تمهيداَ لتغطية المناطق النائية في العالم العربي، وقد تم توفير 4 حلول عملية مبتكرة للمخيم هي: "مدرسة في حقيبة"، وجهاز "مدرسة" اللوحي، وجهاز بث المحتوى التعليمي المتنقّل، ووحدات التخزين الخارجية المحمولة. كما تم توفير حلول منصة "مدرسة" في المكتبة التابعة للمخيم، بحيث تتيح للطلاب الاستفادة من حلولها خارج ساعات الدراسة.

وبغرض بدء تنفيذ المرحلة الأولى من مبادرة توفير منصة "مدرسة" للتعليم الالكتروني في 1000 قرية ومخيم لاجئين وتوزيع الأجهزة والمعدات اللازمة، زار مخيم مريجيب الفهود وفد من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية يرافقهم ممثلون عن الهلال الأحمر الإماراتي الذي يدير المخيم. وتفقد الوفد المخيم والمدرسة الموجودة فيه، والتقوا بالمدرسين والطلبة في المكتبة الملحقة بالمدرسة، كما تم تعريف المعلمين وتدريبهم على استخدام حلول منصة "مدرسة" في ألف قرية نائية وتم إجراء تجربة عملية في فصول المدرسة على كيفية الولوج إلى محتوى "مدرسة" الإلكتروني الذي يضم 5000 درس تعليمي بالفيديو من دون الحاجة إلى إنترنت.

خطط مستقبلية

واستكمالاً لتنفيذ مبادرة توفير منصة "مدرسة" للتعليم الالكتروني في 1000 قرية لا تتصل بشبكة الإنترنت، من المقرر أن يتم خلال الفترة المقبلة متابعة الوصول إلى القرى غير المتصلة بالإنترنت في الوطن العربي، ضمن خطة توزيع تشمل التعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، إلى جانب التعاون مع وزارات التربية والتعليم في العالم العربي ومنظمات عالمية مختلفة.

نقطة الانطلاق

وقال الدكتور وليد آل علي، مدير منصة "مدرسة" في مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية: "اخترنا الانطلاق في تنفيذ مبادرة توفير محتوى منصة مدرسة للقرى النائية أو غير المتصلة بشبكة الإنترنت من المخيم الإماراتي الأردني بمنطقة مريجيب الفهود، وذلك بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي، وسوف نواصل العمل لتوفير هذا المحتوى التعليمي المبتكر إلى 1000 من القرى والمخيمات التي تواجه صعوبات في الحصول على المحتوى التعليمي الحديث".

وأكد أن منصة "مدرسة" التعليمية والحلول المبتكرة المنبثقة منها للتغلب على تحديات عدم توفر الإنترنت والكهرباء في المناطق النائية، تنبع من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الرامية للنهوض بالتعليم في الوطن العربي، وجسر الهوة بين مستويات التعليم المتوفرة في العالم العربي والارتقاء بها إلى المستوى المعتمد في الدول المتقدمة في مجال التعليم.

وأضاف آل علي: على إن منصة "مدرسة"، المنضوية تحت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية لتطوير المنظومة التعليمية والمعرفية في العالم العربي، تسعى إلى تحقيق أهداف استراتيجية عدة لعل أهمها تسهيل وصول الطلاب العرب إلى مناهج حديثة مجاناً في أي وقت، بما ينهض بواقع التعليم في الوطن العربي ويعزز الفرص التعليمية المتاحة أمام الطلاب العرب على اختلاف ظروفهم وإمكاناتهم، ويحفز الطلاب على مواصلة التعلّم بالتكامل مع التعليم المدرسي النظامي.

وحول الخطط المستقبلية لمنصة "مدرسة"، أوضح آل علي أنه سيتم إثراء محتواها بمساقات تعليمية جديدة تشمل اللغة العربية وقواعدها، وعلوم الحاسوب والهندسة والبرمجة والذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء.

من جانبه، أكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي، الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي أن مبادرة منصة "مدرسة " لتوفير التعليم في 1000 قرية غير متصلة بالإنترنت في الوطن العربي تجسد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " رعاه الله" في تبني الحلول المبتكرة للتغلب على التحديات التي تواجه مجتمعاتنا العربية وفِي مقدمتها قضايا التعليم.

وقال إن منصة " مدرسة " تعتبر مبادرة نوعية من شأنها أن تحدث نقلة كبيرة في مخرجات التعليم في المنطقة، وتساهم في تعزيز القدرات البشرية لمواجهة تحديات العصر ودعم مجالات التنمية ومحاربة الجهل والتخلف والحد من الفاقد التربوي في المناطق النائية التي ترزح تحت وطأة الفقر والأمية.

وأضاف الفلاحي "تعزز المبادرة جهود الهلال الأحمر الإماراتي في مجال دعم التعليم وإتاحة فرصه للذين تحول ظروفهم الإنسانية والاقتصادية دون مواصلة مسيرتهم في هذا المجال الحيوي، والتي تجد الاهتمام والمتابعة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر، مشيرا إلى أن سموه يوجه دائما بتوسيع مظلة المستفيدين من مشاريع الهيئة التعليمية في المناطق التي تفتقد لهذا النوع من الخدمات الضرورية.

وأكد أمين عام الهلال الأحمر استعداد الهيئة للتعاون التام مع مبادرة منصة "مدرسة" لتحقيق أهدافها الإنسانية والتنموية وتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة في هذا الصدد، وقال إن اختيار مدارس مخيم مريجيب الفهود في الاْردن لإطلاق المبادرة يؤكد الاهتمام الذي تجده قضية اللاجئين السوريين من دولة الامارات وقيادتها الرشيدة ومؤسساتها الإنسانية والاجتماعية.

وأضاف "ما يميز المبادرة ويجعلها رائدة أنها استطاعت تسخير تكنولوجيا العصر لصالح نشر التعليم في مناطق نائية غاب عنها الإشعاع الحضاري ونور العلم لتجد نفسها في دائرة اهتمام دولة الامارات وقيادتها الرشيدة.”

حلول لغياب الإنترنت

وتوفر "مدرسة" عبر مبادرة توفير المحتوى التعليمي للقرى النائية حلولاً تقنية نوعية تتغلب على تحدي عدم توفر الإنترنت في بعض المناطق في العالم العربي، ومنها على سبيل المثال جهاز "مدرسة" اللوحي المحمّل مسبقاً بمحتوى المنصة التعليمي والذي تدوم بطاريته 8 ساعات على الأقل، فضلاً عن جهاز بث المحتوى التعليمي المتنقّل المخصص للمناطق النائية والذي تدوم بطاريته حتى 8 ساعات ويبث المحتوى التعليمي عبر شبكة مفتوحة خاصة به في المناطق غير المتصلة بالإنترنت، كما يوفّر الجهاز للطلاب مواداً تعليمية أخرى تشمل مجموعة من الكتب الإلكترونية والمحتوى الثقافي الذي يمكن تحديثه بشكل دوري، ويصل مدى الجهاز إلى 300 متر، وهو قابل للتوسيع بسهولة، ويمكن لأي شخص يحمل جهازاً ذكياً الوصول للمحتوى والاستفادة منه.

وعلى مستوى الأفراد، يمكن توفير محتوى منصة مدرسة التعليمي على وحدات التخزين الخارجية المحمولة (يو إس بي) وتوصيلها بأجهزة الحاسوب والأجهزة اللوحية للوصول إلى المحتوى التعليمي في حال عدم توفر الإنترنت، بالإضافة إلى توفير محتوى "مدرسة" في حقيبة مدمجة تعمل بشكل فصل تعليمي بشكل متكامل يمكن نقله بسهولة، وتحوي 20 جهازاً لوحياً، وجهاز بث محتوى، وجهاز عرض ضوئي، ومكبرات صوت. وتضم الدروس التعليمية المختلفة لمنصة "مدرسة" ومواد تعليمية أخرى باللغة العربية تشمل مجموعة مختصة من الكتب الإلكترونية والفيديوهات الثقافية، وتعمل كنقطة بث أو اتصال مركزية لتتيح للطلاب الوصول إلى المحتوى من خلالها باستخدام الأجهزة اللوحية أو أي أجهزة ذكية أخرى.

ويشار إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كان قد أطلق في اكتوبر الماضي منصة "مدرسة" أحد مشاريع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية وتضم 5000 درس تعليمي بالفيديو تشمل مواد العلوم العامة والرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء وتغطي المراحل المدرسية من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر. وتهدف المنصة إلى تطوير محتوى تعليمي متميز باللغة العربية تم تعريبه بالاعتماد على أحدث المناهج والمساقات التعليمية في العالم، بحيث يتم إتاحته مجاناً لكافة الطلاب العرب في أي مكان في العالم.

وتتميز منصة "مدرسة" ببساطة المتطلبات التقنية المطلوبة للاستفادة من محتواها المجاني، ويمكن استخدامها على مختلف الأجهزة الإلكترونية وعبر التطبيق الإلكتروني.

أخبار مرتبطة