كشف تقرير مشترك أصدرته ’باي بال‘ و’إبسوس‘ اليوم أن الحجم العام للإنفاق الاستهلاكي عبر الإنترنت يواصل ارتفاعه، ومن المتوقع أن يصل إلى 36 مليار درهم بحلول نهاية عام 2018. وبيّنت النسخة الرابعة من التقرير السنوي للتجارة الخارجية، وهو التقرير الذي يتتبّع سلوكيات التسوق الإلكتروني المحلية والخارجية لنحو 34 ألف مستهلك في 31 دولة، أن 81% من البالغين في الإمارات تسوّقوا عبر الإنترنت خلال الأشهر الـ12 الماضية، بارتفاع ملحوظ عن 68% المسجلة في عام 2016.
مستقبل الإنفاق عبر الإنترنت - ما الذي سيدفعنا لشراء المزيد
يتوقع التقرير استمرار ارتفاع حجم الإنفاق عبر الإنترنت، حيث أشار حوالي نصف البالغين المشاركين في الدراسة (49%) إلى رغبتهم بزيادة الإنفاق عبر الإنترنت في غضون الأشهر الـ 12 المقبلة، حيث ربط 65% من المشاركين ذلك بشكل رئيسي بالراحة التي يشعرون بها حيال التسوق عبر الإنترنت، فيما أشار 40% من المشاركين إلى الانتشار الكبير لمنصات عبر الإنترنت كسبب لزيادة الإنفاق الالكتروني.
وكشف التقرير عن الوتيرة المتسارعة لانتعاش التسوق الإلكتروني الخارجي في الإمارات العربية المتحدة، حيث أفاد 61% من المتسوقين عبر الإنترنت في الدولة أنهم قاموا بشراء سلع من مواقع أجنبية خلال الأشهر الـ12 الماضية - بنمو 33% عن العام الماضي. وفي الواقع، أكد 12% من المشاركين في الدراسة أنهم يتسوّقون إلكترونياً فقط من متاجر أجنبية خارج الدولة. ومنذ عام 2016، شهدت أنشطة التسوق الإلكتروني الخارجية نمواً تقدّر قيمته بنحو 1.6 مليار درهم إماراتي، وهو ما يمثل 12.5 مليار درهم إماراتي لإجمالي الإنفاق عبر الإنترنت في عام 2017.
وتسهم الأسواق الإلكترونية بدفع عجلة نمو التجارة الإلكترونية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أشار 37% من البالغين المشاركين أنهم يعتزمون زيادة أو بدء التسوق من مواقع التسوّق إلكتروني.
وقال إيفي داهان، المدير العام، أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا لشركة ’باي بال‘: "تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة نهضة تجارية متميزة. وبفضل الدعم الذي تحظى به التجارة من تنوّع سكان الدولة وانتماؤهم لجنسيات عالمية مختلفة، والخدمات اللوجستية المتطورة، يتزايد اهتمام المستهلكين على الصعيد الدولي بالحصول على منتجاتهم وخدماتهم المفضلة.
وبما أننا نعيش اليوم في مجتمع عالمي، تبني سلوكيات إنفاق المستهلكين بشكل متزايد على التجربة المريحة والقيمة. وهو ما تظهره النتائج التي توصلنا إليها، حيث أفاد أكثر من نصف المتسوقين الإلكترونيين المشاركين أنهم لم يهتمون بموقع البائع الجغرافي سواءً داخل الدولة أو خارجها".
ارتفاع أنشطة التجارة عبر الأجهزة المتنقلة في دولة الإمارات العربية المتحدة
مع ارتفاع معدلات انتشار الأجهزة المتنقلة في دولة الإمارات العربية المتحدة، يزداد توجه المتسوقين عبر الإنترنت في الدولة نحو اختيار التسوق عبر هذه الأجهزة. ويتوقع أن يشهد الإنفاق على الأجهزة المتنقلة نمواً بنسبة 26% بين عامي 2018-2019 ليصل إلى حوالي 20 مليار درهم إماراتي، مع تكهنات باستمرار هذا الزخم وصولاً إلى عام 2020 حيث سيحقق نمواً إضافياً بنسبة 25%.
أشار المتسوقون في الإمارات ممن اشتروا سلعاً عبر الإنترنت من الخارج خلال الأشهر الـ12 الماضية، إلى اعتمادهم على أجهزتهم المتنقلة مثل الهاتف الذكي أو الحواسيب اللوحية - في 49% من مشترياتهم الخارجية كحد وسطي. وأجرى 84% من المتسوقين عملية شراء خارجية واحدة على الأقل باستخدام أحد الأجهزة المتنقلة. وعند سؤالهم عن الأجهزة التي استخدموها خلال الأشهر الـ12 الماضية، كانت الهواتف الذكية الجهاز الذي استخدمه 81% من المتسوقين الخارجيين، قياساً بـ 76% عام 2016؛ بينما استخدم 29% أجهزة أخرى مثل التلفاز الذكي وغيره، قياساً بـ 18% عام 2016؛ مما يعكس العادات التي شهدها الإنفاق العام عبر الإنترنت.
وأضاف السيد داهان: "تحظى الإمارات العربية المتحدة ببعض أعلى مستويات انتشار الهواتف الذكية على مستوى العالم، ما يجعل تفضيل مستهلكي السلع الرقمية للهواتف الذكية فيها أمراً متوقعاً. وانطلاقاً من ريادتنا في قطاع المدفوعات الرقمية، تلتزم ’باي بال‘ بتمكين المستهلكين من الدفع بسرعة وأمان من أي جهاز تقريباً، وبالاعتماد على عدد أقل من الصفحات والنقرات، مما يسهم في تحسين تجربة التسوق الإلكتروني للمستخدمين وشركائنا التجار. ونرى في التجارة الإلكترونية عبر الأجهزة المتنقلة قوة دافعة في مجال التعاملات الإلكترونية، حيث يرغب عدد أكبر من الأشخاص إجراء معاملاتهم عبر أجهزتهم المتنقلة، وفي المكان والزمان المناسبين لهم".
ما هي السلع التي يشتريها المستهلكون، ومن أين، وما هي الدوافع
كانت الملابس والأحذية والإكسسوارات أبرز فئات المنتجات التي تم شراؤها عبر الإنترنت من خارج الإمارات خلال الأشهر الـ12 الماضية؛ حيث اشترى 64% من المتسوقين الخارجيين منتجات من هذه الفئة، بزيادة عن 60% في عام 2016. وبيّن التقرير توجه حوالي نصف المتسوقين (49%) لشراء مستحضرات التجميل التي بدت الأسرع نمواً، حيث تضاعفت أنشطتها من عام 2016 بنسبة 158%. وشكلت الألعاب والمنتجات المتعلقة بالهوايات (40% من المتسوقين الإلكترونيين الخارجيين) ومنتجات الصحة (36% من المتسوقين الخارجيين) فئات نمو رئيسية بالنسبة للتجارة الإلكترونية الخارجية.
وعند استبيان آرائهم حول أفضل الأماكن للتسوّق، أعرب 47% من المتسوقين عبر الإنترنت عن ثقتهم بالمتاجر الإلكترونية في دول أجنبية قياساً بالمتاجر الموجودة في الدول التي يعيشون فيها.
وتربّعت الولايات المتحدة الأمريكية على عرش أكثر وجهات التسوق الإلكتروني شعبية (22% من المتسوقين الإلكترونيين في الإمارات اشتروا منتجات من موقع إلكتروني واحد على الأقل في أمريكا خلال الأشهر الـ12 الماضية)، حيث أنفق المتسوقون من الإمارات ما يقدر بـ 2.1 مليار درهم لشراء منتجات من مواقع إلكترونية أمريكية خلال الأشهر الـ12 الماضية؛ تليها الهند (16% من المتسوقين عبر الإنترنت). واحتلت الصين المرتبة الثالثة بين أكبر أسواق التجارة الإلكترونية الخارجية (15%) بزيادة 5 نقاط مئوية بالمقارنة مع عام 2016.
وأظهرت الدراسة بحث المتسوقين الإلكترونيين الخارجيين في الإمارات عن صفقة جيدة، واعتبار الأسعار الأفضل واحدة من أبرز أسباب التسوق عبر مواقع إلكترونية من الولايات المتحدة الأمريكية (56% ممن تسوقوا من أمريكا اعتبروا أن ’الأسعار الأفضل‘ هي السبب الرئيسي لهذا التوجه)، والهند (68%) والصين (83%). وأشار نحو ثلثي المتسوقين الإلكترونيين المشاركين (63%) أنهم لا يعيرون اهتماماً بمكان شحن السلع التي يشترونها، بشرط أن يكون السعر الإجمالي منافساً. وتضمنت قائمة الأسباب المشجعة لإجراء عمليات الشراء من الولايات المتحدة الأمريكية الحصول على منتجات بمستوى جودة أعلى (46%) ومنتجات غير متوفرة في البلد الأم (36%).
وجاءت التكلفة المعقولة للشحن سبباً رئيسياً آخر للتسوق الخارجي بالنسبة لحوالي ثلث الأشخاص (30%) ممن يتسوقون عبر مواقع إلكترونية من الهند، وأكثر من ربع الأشخاص (27%) ممن يتسوقون عبر مواقع إلكترونية من الصين. وتم اختيار خدمة الشحن المجانية بين أبرز دوافع التسوق الخارجي عبر الإنترنت (37% من المتسوقين الخارجيين المشاركين).
الأمان والراحة تدفعان اختيارات أسلوب الدفع
تتضمن الدوافع الرئيسية لاختيار أسلوب الدفع المفضل للمتسوقين الخارجيين عبر الإنترنت كلاً من الأمان (اعتبر حوالي ثلث المتسوقين الخارجيين عبر الإنترنت في الإمارات ’أسلوب الدفع الآمن‘ بصفته السبب الرئيسي لاختيارهم هذا التوجه)، والراحة (28%) وسرعة معالجة المدفوعات (26%). ومن بين المتسوقين الخارجيين عبر الإنترنت في الإمارات، ممن أشاروا إلى ’باي بال‘ باعتبارها أسلوب الدفع المفضل في تجربة التسوق الإلكتروني الخارجي، قال حوالي الثلث (32%) أن عوامل الدفع الآمن التي توفرها ’باي بال‘ هي الدافع الرئيسي وراء اختيارهم، بينما اختارها 28% نظراً لكونها علامة تجارية معروفة وموثوقة.
وقال السيد داهان: "يعتبر الأمان أولوية رئيسية لجميع المتسوقين عبر الإنترنت، لاسيما عند التسوق من الخارج. وكانت القدرة على الشراء دون الحاجة لإدخال تفاصيل بطاقة الائتمان، والسياسة الممتازة لحماية المشتري، وسياسة استرجاع الأموال التي تقدمها ’باي بال‘ من أبرز أسباب اختيارها كأسلوب الدفع المفضل. وعلاوةً على ذلك، يتيح برنامجنا لحماية البائعين الحماية اللازمة للتجار المؤهلين للتداول عبر الإنترنت بثقة أكبر، وتمكينهم من الاستفادة من الطلب المتزايد على الشراء عبر الإنترنت في المنطقة، ودفع عجلة التجارة العابرة للحدود".
وعلى مدى الأعوام الأربعة الماضية، كشفت ’باي بال‘ هذه الدراسة الموسّعة المتخصصة بالتجارة الإلكترونية الخارجية لفهم سلوكيات التسوق عبر الإنترنت لدى المستهلكين العالميين. وأظهرت الدراسة هذا العام وتيرة نمو قوية للتجارة الإلكترونية في دولة الإمارات العربية المتحدة التي أصبحت واحدة من أكبر دولتين (من بين 31 دولة شاركت في الدراسة الاستطلاعية) من حيث نسبة المشتريات الخارجية عبر الأجهزة المتنقلة، مما يدل على التكيّف الكبير لاستخدام الأجهزة المتنقلة في المنطقة. وحافظت الولايات المتحدة الأمريكية، والهند والصين على مكانتها في المراتب الثلاث الأولى للتسوق الخارجي عبر الإنترنت بالنسبة للمستهلكين في الإمارات. ويحمل مستقبل الإنفاق عبر الإنترنت في دولة الإمارات العربية المتحدة إمكانات كبيرة للنمو، ويتوقع زيادته في السنوات المقبلة.