دراسة أكاديمية : العلاقة مع الثقافات المختلفة تعزز قدرة الأفراد على الإبداع والابتكار

الثلاثاء 11 يوليو 2017

دبي - مينا هيرالد: أصدرت ’إنسياد‘، كلية الأعمال الرائدة على مستوى العالم وكلية كولومبيا للأعمال بحثاً جديداً أشارتا فيه إلى أن بناء علاقات وثيقة مع أفراد من ثقافات أخرى، سواء من خلال الصداقة أو العلاقات العاطفية، يمكن أن يساعد على تعزيز ملكات الإبداع والابتكار لدى الفرد. ومن المقرر أن تُنشر نتائج هذا البحث في العدد القادم من مجلة علم النفس التطبيقي المرموقة الصادرة عن جمعية علم النفس الأمريكية.

وتبرز أهمية الإبداع والابتكار وريادة الأعمال، الآن أكثر من أي وقت مضى، لتحقيق ميزة تنافسية. وتعليقاً على ذلك، يقول ويليام مادوكس، بروفسور السلوك المؤسسي في ’إنسياد‘: "تتضمن كل ثقافة طبقاتٍ من الأفكار والمعتقدات والعادات والقيم. ويمكّننا التعرف على أشخاص من ثقافات أخرى بشكل معمق من فهم شخصياتهم والثقافة التي شكّلتها ووجهت تفكيرهم".

ومع ذلك، لا تتمتع جميع التجارب المشتركة بين الثقافات بذات التأثير على الإبداع والابتكار.

ويقول آدم جالينسكي، رئيس قسم الإدارة في كلية كولومبيا للأعمال: "يشهد الأفراد الذين يمتلكون علاقات عميقة مع أفراد من ثقافة أخرى نمواً في الإبداع، ولكن لا يحدث هذا النمو الإبداعي في ظل علاقات سطحية مع أفرادٍ من ثقافات أخرى. على سبيل المثال، لطالما وجدنا أن الأفراد المغتربين يمتازون بزيادة في الإبداع، ولكن السفر إلى الخارج له تأثير بسيط للغاية. فكلما زاد عمق علاقاتكم، ازداد عمق فهمكم لهذه الثقافة الأخرى، وارتفع مستوى الإبداع لديكم".
وخلص الباحثون إلى ضرورة أن يسعى الأفراد الراغبين بتحسين قدراتهم الإبداعية إلى إيجاد فرص تسمح لهم بالانخراط في ثقافات جديدة كالمشاركة في برامج لتبادل اللغات. كما يقترح الباحثون على الشركات الراغبة بتعزيز الإبداع في قطاع العمل على احتضان التنوع في القوى العاملة لديها.

ومن المقرر أن يتم نشر البحث "خرق حدود المألوف": الصداقات والعلاقات العاطفية الوثيقة بين الثقافات تعزز الإبداع والابتكار في مجال العمل وريادة الأعمال قريباً في مجلة علم النفس التطبيقي. وتم تأليف هذا البحث من قبل البروفيسور جالينسكي من كلية كولومبيا للأعمال والبروفيسور مادوكس من ’إنسياد‘ بالتعاون مع المؤلف الرئيسي جاكسون لو، طالب دكتوراه في كلية كولومبيا للأعمال، وأندرو هافينبراك من كلية كاتوليكا ليشبونة لإدارة الأعمال والاقتصاد، وبول إيستويك من جامعة كاليفورنيا دافيس، ودان وانج من كلية كولومبيا للأعمال.

نظرة معمقة على نتائج البحث
أجرى مؤلفو البحث العديد من الدراسات الميدانية للوصول إلى نتائجهم، حيث ركزوا اهتمامهم في إحدى الدراسات على عادات المواعدة للأفراد الذين خضعوا لاختبارات الإبداع، ثم قارنوا نتائج اختباراتهم بعادات المواعدة، واكتشفوا أن أولئك الذين يمتلكون علاقات رومانسية مطولة متعددة الثقافات، حصلوا على نتائج أفضل في الاختبارات. ومن المثير للاهتمام أنهم وجدوا أن طول مدة العلاقة يمتاز بتأثير أكبر بكثير على الإبداع من عدد العلاقات متعددة الثقافات التي يحظى بها الفرد.

وفي دراسة أخرى، شارك أكثر من 100 من طلاب برنامج ماجستير إدارة الأعمال في كلية ’إنسياد‘، والذين يمثلون 39 جنسية، في اختبارات إبداعية في بداية ونهاية برنامج الماجستير. وأظهر الطلاب الذين أشاروا إلى كونهم في علاقة عاطفية مع أفرادٍ من ثقافة أخرى خلال برنامجهم الممتد لـ10 أشهر أداءً إبداعياً أعلى في الاختبارات.

كما سعت دراسة نهائية إلى تحديد أثر الصداقة بين الثقافات - مقارنةً بالعلاقات الرومانسية بين الثقافات - على تعزيز الإبداع؛ حيث طلب الباحثون معلومات من أكثر من ألفي أخصائي عالمي سبق لهم العمل في الولايات المتحدة عن إنجازاتهم المهنية على وجه الخصوص وكذلك فيما إذا حافظوا على علاقات وثيقة مع أصدقاء في الولايات المتحدة. وأظهر الأخصائيون الذين أشاروا إلى حفاظهم على صداقات وثيقة مع أصدقاء من الولايات المتحدة تحقيق إنجازات إبداعية أكبر مقارنةً بأولئك الذين لم يحافظوا على صداقاتهم، وذلك بقياس عدد الأخصائيين الذين أسسوا شركاتهم الخاصة أو قدموا إبداعات جديدة ضمن شركاتهم.

أخبار مرتبطة

Search form

أخبار مرتبطة