‏‏7 تقنيات رقمية ثورية قد لا يتوقعها ‏‏كبار مسؤولي التقنية‏

الخميس 08 نوفمبر 2018
داريل بلامر، نائب الرئيس الإداري وزميل مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية "جارتنر"
دبي - مينا هيرالد:

كشفت مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية "جارتنر" عن سبعة تقنيات رقمية ثورية جديدة قد لا تكون المؤسسات على استعداد للتعامل معها. وتشمل هذه التقنيات فئات مختلفة، تمثل كل واحدة منها إمكانيات كبيرة لشركات التقنيات التي ستتعامل مع هذه التقنيات الثورية ونماذج الأعمال الجديدة. ‏

‏‏وفي هذا الصدد، قال داريل بلامر، نائب الرئيس الإداري وزميل مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية "جارتنر": تمثل التقنيات الثورية "المزعزعة" التحدي الأكبر والوحيد الذي تواجهه الشركات والمؤسسات المزودة لخدمات التكنولوجيا اليوم؛ حيث أن الطبيعة الافتراضية للتقنيات الرقمية "المزعزعة" تجعل من الصعوبة بمكان التعامل معها مقارنة بالتقنيات المبتكرة التي سبقتها. لذا يتعين على رؤساء تكنولوجيا المعلومات وأقرانهم في الإدارات التقنية العليا العمل على توقع التقنيات الثورية الجديدة من خلال اكتساب الخبرات المطلوبة للتعرف على المؤشرات المبكرة وتحديد أولوياتها والاستجابة لها وفقاً لذلك".‏

‏‏سبع تقنيات رقمية الثورية قد لا يتوقع الرؤساء التنفيذيون حدوثها: ‏

‏‏الحوسبة الكمية‏

‏‏تعتبر الحوسبة الكمية (‏‎QC‎‏) أحد أنواع الحوسبة غير الكلاسيكية التي تستند إلى حالة الكم الخاصة بالجسميات دون الذرية؛ ففي حين تعمل أجهزة الكمبيوتر الكلاسيكية باستخدام بتات ثنائية يكون فيه البت الواحد إما 0 أو 1، صح أو خطأ، إيجابي أو سلبي. إلا أنه في الحوسبة الكمية، يشار إلى البت الواحد بوصفه بت كمي أو كيوبت. وبخلاف البتات الثنائية الدقيقة للحوسبة الكلاسيكية، من الممكن للكيوبت أن يمثل الرقم 1 أو 0 أو مركب جزئي من 0 و1 في الوقت نفسه.‏

‏‏يمنح هذا التراكب أجهزة الكمبيوتر الكمية السرعة والتزامن، ما يعني أن بإمكان أجهزة الكمبيوتر هذه العمل نظرياً على ملايين الحسابات في وقت واحد. كما يمكن ربط الكيوبت بغيرها من الكيوبت ضمن عملية تسمى التشابك. وعند جمعها مع التراكب، يمكن لأجهزة الكمبيوتر الكمية أن تعالج عدد هائل من النتائج المحتملة في الوقت نفسه.‏

‏‏وأضاف السيد بلامر: "لا يمكن لعلماء البيانات اليوم، الذين يركزون على التعلم الآلي، والذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات، معالجة بعض المشاكلات الصعبة والمعقدة ببساطة وذلك بسبب القيود التي تفرضها هيكليات أجهزة الكمبيوتر الكلاسيكية. وقد تفرض هذه المشكلات على أسرع الحواسيب الفائقة فترات زمنية طويلة قد تمتد لأشهر أو حتى أعوام لتشغيلها عبر سلسلة من عمليات التبادل، الأمر الذي يحول دون تجربتها فعلياً. في حين تمتلك أجهزة الكمبيوتر الكمية إمكانية تشغيل أحجام هائلة من الحسابات في الوقت نفسه وخلال ثوان معدودة. إن هذه القدرة على تسريع الحوسبة، فضلاً عن إمكانية معالجة المشكلات الصعبة والمعقدة، هو ما دفع بالرؤساء التنفيذيين ورؤساء تقنية المعلومات من مختلف القطاعات للاهتمام بهذا المجال. إلا أنه ينبغي علينا الانتباه دوماً إلى المبالغة التي تحيط بنموذج الحوسبة الكمية. إذ إن الحوسبة الكمية جيدة لمجموعة محددة من الحلول، وليس لجميع أشكال الحوسبة ذات الأغراض العامة."‏

‏‏الترجمة في الزمن الحقيقي‏

‏‏يمكن للترجمة في الزمن الحقيقي، في الواقع، أن تحدث تغييراً جذرياً في الاتصالات حول العالم. حيث تقوم أجهزة مثل سماعات الأذن المخصصة للترجمة وخدمات الترجمة الصوتية والنصية أن تقوم بالترجمة في الزمن الحقيقي، لتكسر بذلك حواجز اللغة بين الأصدقاء والعائلة والعملاء والزملاء. لذا فإن هذه التقنية ليس من شأنها أن تزيح الحواجز اللغوية بين الثقافات وحسب، بل قد تحد أيضاً من دور المترجمين اللغويين. ‏

‏‏وفي هذا السياق، قال السيد بلامر: "في إطار الاستعداد لهذه التقنية الثورية، ينبغي على رؤساء تقنية المعلومات تزويد موظفيهم في الوظائف الدولية بمترجمين تجريبيين في الزمن الحقيقي لتجربة الاتصالات المبسطة. مما سيساعدهم على إنشاء تخصصات متعددة اللغات لمساعدة الموظفين على العمل بفعالية أكبر عبر مختلف اللغات."‏

‏تقنية النانو‏

‏‏تقنية النانو هي علم وهندسة وتقنية تحدث ضمن مجال أبعاد متناه في الصغر – من 1 إلى 100 نانو متر. وتستدعي هذه التقنية إنشاء حلول تشمل الذرات والجزيئات الفردية. حيث تستخدم تقنية النانو لإنشاء تأثيرات جديدة في علوم المواد، مثل مواد الاستشفاء الذاتي. وتبشر التطبيقات في الطب والإلكترونيات والأمن والتصنيع بعالم من الحلول الصغيرة التي تسد الفجوات الموجودة في الكون الواسع الذي نعيش فيه. ‏

‏‏وأضاف السيد بلامر: "لقد أصبحت تقنية النانو بسرعة من المفاهيم الشائعة كما هو الحال مع المفاهيم الأخرى، لكن لا يزال يكتنفها الغموض بخصوص تأثيرها على العالم بأسره. وعندما نبدأ بدراسة التطبيقات التي تفسح المجال لأشياء مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد على مقياس النانو، فإنه سيصبح من الممكن حينئذ إحراز التقدم في المواد العضوية المطبوعة وحتى الأنسجة البشرية التي يتم توليدها من الخلايا الجذعية الفردية. حيث أظهرت الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد وعوداً مبشرة بمساعدة تقنية النانو."‏

‏‏ذكاء السرب الاصطناعي‏

‏‏من المتوقع أن تتوسع الأعمال الرقمية متجاوزةً طرق الإدارة التقليدية بعدة أشواط. وسيتعين على المؤسسات اتخاذ القرارات في الزمن الحقيقي بشأن الأحداث غير القابلة للتنبؤ، استناداً إلى المعلومات التي يتم الحصول عليها من مصادر مختلفة (مثل خدمات إنترنت الأشياء) خارج نطاق المؤسسة. ومع التحرك البطيء جداً للبشر، والتكلفة المرتفعة للآلات الذكية المستقلة، فإن من الصعب على الهياكل فائقة التدرج التعامل مع هذا التباين. وهو ما يمكن لذكاء السرب الاصطناعي معالجته بتكلفة منخفضة. ‏

‏‏يوصف ذكاء السرب الاصطناعي بأنه سلوك جماعي للأنظمة اللامركزية ذاتية التنظيم الطبيعية أو الاصطناعية. حيث يتألف السرب من عناصر حوسبية صغيرة (سواء كيانات مادية أو وكلاء برامج) تتبع قواعد بسيطة لتنسيق أنشطتها. ويمكن لهذه العناصر أن تتضاعف بسرعة كبيرة وبتكلفة زهيدة. وهو ما يفسح المجال أمام تكبير أو تصغير السرب بسهولة حسب الحاجة. لذا ينبغي على رؤساء تقنية المعلومات البدء باستكشاف المفهوم لتحسين الإدارة، لاسيما ما يتعلق بسيناريوهات الأعمال الرقمية.‏

‏‏الواجهات ما بين الإنسان والآلة‏

‏‏تتيح واجهة الإنسان والآلة لمزودي الحلول فرصة التمييز ما بين التجارب المبتكرة ومتعددة الوسائط. كما يمكن للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة الاستفادة من واجهات الإنسان والآلة بما يتوافق مع احتياجاتهم، بما في ذلك بعض الواجهات المستخدمة حالياً داخل المؤسسات من مختلف الأنواع. حيث تمنح هذه التقنية "قدرات فائقة" لهؤلاء الأشخاص، وهو ما من شأنه أن يحفز الأشخاص السليمين على استخدام هذه التقنية لمواكبتهم. ‏

‏‏على سبيل المثال، تتيح الأجهزة الكهربائية القابلة للارتداء (‏‎EMG‎‏) للمستخدمين الحاليين العاجزين من دونها استخدام الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر من خلال أجهزة الاستشعار التي تقيس نشاط العضلات. حيث يولد الانقباض العضلي إشارات كهربائية قابلة للقياس من سطح الجلد. ويمكن وضع أجهزة الاستشعار على جزء واحد أو عدة أجزاء من الجسم، حسب الحاجة الفردية. كما يمكن تفسير الإيماءات بدورها، باستخدام واجهة بين الإنسان والآلة متصلة بجهاز آخر، مثل الكمبيوتر الشخصي أو الهاتف الذكي. وكانت الأجهزة الكهربائية القابلة للارتداء التي تستخدم الإشارات الكهروضوئية قد حققت نجاحاً كبيراً في السوق وستواصل انتقالها إلى الأجهزة المخصصة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.‏

‏‏ثورة التوزيع البرمجي‏

‏‏يشهد قطاع شراء البرمجيات تحولاً جذرياً. حيث باتت الطريقة التي يتم فيها تحديد البرنامج وشرائه وتحديثه من اختصاص سوق التوزيع البرمجي. ومع مواصلة المنصات السحابية نموها، بدءاً من خدمات أمازون ويب، ومايكروسوفت، وجوجل، وآي بي إم وغيرها، فضلاً عن الإدخال المتزايد للمنتجات والخدمات الموجهة سحابياً، فقد تعزز دور أسواق البيع والشراء بنحو كبير. الأمر الذي أدركه مزودو المنصات السحابية (من مختلف الدرجات) ودفعهم للتخلص من الاحتكاك في عمليات البيع والشراء قدر الإمكان سواء في عروضهم الخاصة أو عروض شركات البرمجيات المستقلة التابعة لهم (أي الشركاء). حيث باتت شركات البرمجيات المستقلة ومزودو الخدمات التقنية السحابية يدركون جيداً ضرورة الوصول إلى أكبر عدد ممكن من جمهور الشراء المتنوع. ‏

‏‏من جهته، قال السيد بلامر: "إن تأسيس الأسواق الخاصة أو المشاركة في أسواق الغير كمزود من شأنه أن يمهد الطريق أمام الشركات لتصبح أكثر شعبية. ويرى الموزعون والأطراف الأخرى فرصاً أيضاً أمام إنشاء أنظمة بيئية قوية (وقواعد للعملاء) مع القيام في وقت نفسه بدفع كفاءات الشركاء ومزودو الخدمات التقنية."‏

‏‏تفكيك الأجهزة الذكية‏

‏‏يشير استخدام الأجهزة، مثل المساعد الشخصي الافتراضي (‏‎VPAs‎‏)، والساعات الذكية وغيرها من الأجهزة القابلة للارتداء، إلى حدوث تحول في كيفية استخدام الأشخاص للهواتف الذكية.‏

‏‏وفي هذا السياق قال السيد بلامر: "تعتبر الهواتف الذكية اليوم من العناصر الهامة في الاتصالات والإعلام. إلا أنها ستصبح مع مرور الوقت أقل ظهوراً مع بقائها في الجيوب والحقائب. وسيقوم المستهلكون عوضاً عن ذلك باستخدام مجموعة من تقنيات الإدخال الصوتي والمساعد الشخصي الافتراضي وغيرها من الأجهزة القابلة للارتداء للتنقل في المتاجر أو الأماكن العامة مثل المطارات أو الملاعب دون الاضطرار للنزول للشارع وإلصاق عيونهم بشاشات الهاتف الذكي."‏

‏‏وينبغي على رؤساء وقادة تقنية المعلومات استخدام التقنيات القابلة للارتداء كمبدأ إرشادي والبحث في الحلول التي توفرها وتجربتها لتحسين كفاءة العاملين، وزيادة أمنهم، وتعزيز تجارب العملاء وتحسين رضا العملاء.‏

أخبار مرتبطة