قادة قطاعات الأعمال يختارون أكثر 50 شركة مبتكرة في استبيان بوسطن كونسلتينج جروب

الأحد 21 يناير 2018
مايكل رينجيل
دبي - مينا هيرالد:

تصدرت شركات آبل وجوجل ومايكروسفت وأمازون وسامسونج، قائمة أكثر 50 شركة ابتكاراً على مستوى العالم بحسب الاستبيان الذي أجرته مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب (BCG) وشمل أكثر من ألف من كبار رواد الابتكار عبر عدة بلدان وقطاعات أعمال. ونشرت المجموعة المتخصصة في مجالات استشارات الأعمال نتائج الاستبيان في تقرير جديد أطلقته اليوم بعنوان " أفضل الشركات المبتكرة للعام 2018 : المبتكرون يتبنون نهج التحول الرقمي".

وكانت إحدى عشر شركة من الشركات الـ 50 الأكثر ابتكاراً، بما في ذلك 7 من العشر الأولى في القائمة، هي شركات متخصصة في المجال التكنولوجي والرقمي - أي أنها كانت منذ البداية وحتى الآن شركات متخصصة في العالم الرقمي مع عروض ومنتجات تكنولوجية. وكانت اثنتين من الشركات المتخصصة في المجال الرقمي قد دخلت قائمة العشرة الأفضل في استبيان هذا العام وهي: مجموعة علي بابا، التي انضمت لأول مرة إلى قائمة الشركات الـ 50 الأفضل وشركة أوبر. ومن بين الشركات الـ 20 الأكثر ابتكاراً، تنضم شركة تينسنت لأول مرة إلى القائمة، بالإضافة إلى تقدم شركات إير بي إن بي وسبيس إكس وسيسكو سيستمز وأورانج وماريوت مراكز في القائمة بشكل ملحوظ. وإجمالاً، انضمت 12 شركة إلى القائمة أو عادت إليها في عام 2018. وقد قامت معظم الشركات المدرجة في القائمة ببناء تقنيات رقمية في برامجها الابتكارية.

ومن أبرز الاستنتاجات التي يوضحها هذا الاستبيان أن الشركات باتت تركز بشكل أكبر مما كانت عليه في الماضي على أربعة عناصر رئيسية للابتكار الرقمي وهي: تحليلات البيانات الضخمة والتبني السريع لتقنيات ومنتجات الاتصالات المتنقلة إضافة إلى التصميم الرقمي. وفي ذات الوقت، أصبحت مجالات أخرى - مثل المنتجات والخدمات الجديدة - أقل تركيزاً من جانب المديرين التنفيذيين للابتكار.

وقال مايكل رينجيل، الشريك في مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب، ومؤلف مشارك في إعداد التقرير: "تتخلف الشركات التي تتبنى بشكل بطيء الابتكار الرقمي عن ركب نظيراتها التي استثمرت في هذا المجال الحيوي بشكل سريع وحاسم. وباتت الميزة التنافسية تعتمد بشكل متزايد لا على المنتجات وإنما على الخدمات الرقمية التي تحيط بها. ومن عروض الصيانة التنبؤية للسلع الصناعية إلى تقنيات إنترنت الأشياء، يحتاج المسؤولين عن الاستراتيجية الرقمية إلى استكشاف وتبني مجالات الابتكار الجديدة. وكلما ظهرت تقنيات أكثر تقدماً، مثل الذكاء الاصطناعي وغيره، تزداد الحاجة بشكل أسرع إلى التكيف بشكل أكبر مع متطلبات العصر ".

المبتكرون الأقوياء يضاعفون قدراتهم من خلال الاستثمارات والإمكانات الرقمية

ويصف التقرير وجود فجوة يمكن أن تستمر في الاتساع بين المبتكرين الأقوياء ونظرائهم الضعفاء من حيث قدرتهم على الاستفادة القصوى من التكنولوجيا الرقمية. على سبيل المثال، في حين قال 79٪ من المبتكرين الأقوياء بأنهم نجحوا برقمنة عمليات الابتكار الخاصة بشركاتهم بشكل صحيح، فإن 29٪ فقط من المبتكرين الضعفاء قالوا بأنهم قد طبقوا ذات الاستراتيجية. وقال أكثر من ثلث المشاركين في الاستبيان إن العمليات الرقمية لا تقدم الكثير من المزايا لشركاتهم – وهي علامة على أنهم لم يجدوا حتى الآن الوسيلة المثالية لتبني واستغلال الإمكانات الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، تحدث أكبر الفجوات بين المبتكرين الأقوياء والضعفاء فيما يتعلق بتبني تقنيات الابتكار الرقمي.

ويستثمر المبتكرون الأقوياء بشكل غير متفاوت في التقنيات الرقمية. على سبيل المثال، يستثمر 43٪ من المبتكرين الأقوياء بنشاط في مجال البيانات الضخمة مقابل 26٪ من المبتكرين الضعفاء؛ في حين يستثمر 42٪ من المبتكرين الأقوياء بنشاط في تقنيات وقدرات الاتصالات المتنقلة مقابل 16٪ من المبتكرين الضعفاء؛ إضافة إلى استثمار 39٪ من المبتكرين الأقوياء بنشاط في التصميم الرقمي مقابل 14٪ من المبتكرين الضعفاء.

بالإضافة إلى ذلك، قال المبتكرون الأقوياء أن شركاتهم تتبنى العناصر الرئيسية لمناهج تطوير المنتجات بشكل مرن والتي تميز القادة الرقميين. وأفاد ثمانية من أصل 10 مبتكرين أقوياء بأنهم يتخذون خطوات فعلية لجمع فرق متعددة الوظائف في مكان واحد، تضم أشخاصاً لديهم مجموعة كاملة من المهارات اللازمة لمجال أعمالهم. على النقيض من ذلك، فإن 35٪ فقط من فرق المبتكرين الضعفاء تعمل في نفس المكان، إضافة إلى 41٪ فقط من الفرق تمثل الوظائف المطلوبة و43٪ منها تمتلك أشخاص لديهم جميع المهارات اللازمة.

وقال هادي زابليت الشريك في مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب ومؤلف مشارك في إعداد التقرير: "تمثل التقنيات الرقمية رهاناً جديداً للشركات فيما يتعلق بتحديات الابتكار: فهي تضيق الحدود وتسهم بظهور منافسين جدد، إضافة إلى كونها تعزز مؤشرات الابتكار وتخفض التكاليف التي يمكن من خلالها للمنافسين الجدد دخول السوق والحصول على حصة جيدة فيها. ولا يمكن للشركات التقليدية، مهما كانت كبيرة، مواكبة مجالات الابتكار والبحث وتطوير المنتجات بالطرق التقليدية. ومن أجل قيامها بذلك، تجد نفسها مضطرة للتنازل عن ميزة التنافسية للشركات المبتكرة الأقوى في السوق. وبلا شك تحتاج كافة الشركات إلى تحديد استراتيجياتها الرقمية الخاصة والبدء بلعب لعبة الابتكار وفقاً لقواعد اليوم. "

أخبار مرتبطة