رئيس "جامعة حمدان بن محمد الذكية" يستعرض أهم إنجازات الإمارات على الخارطة التعليمية العالمية أمام خريجي "جامعة جنوب كوينزلاند" بأستراليا

الثلاثاء 04 أبريل 2017

الإمارات - مينا هيرالد: استعرض الدكتور منصور العور، رئيس "جامعة حمدان بن محمد الذكية" ورئيس مجلس أمناء معهد اليونيسكو لتقنيات المعلومات في التعليم، أهم الإنجازات والمكتسبات الهامة التي حقّقتها دولة الإمارات العربية المتّحدة عموماً و"جامعة حمدان بن محمد الذكية" تحديداً في مسيرة الريادة والتقدّم نحو الارتقاء بقطاع التعليم الذكي والتعلّم مدى الحياة على الصعيد العربي والعالمي، منوّهاً بالدور المحوري للشباب والكفاءات الصاعدة في دعم المساعي الدولية الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة والنهضة الحضارية الشاملة. وجاء ذلك خلال مشاركة الدكتور العور بصفته أوّل شخصية عربية تلقي كلمة رئيسة في حفل خريجي "جامعة جنوب كوينزلاند"، إحدى المؤسّسات الأكاديمية الرائدة في مجال التعليم الجامعي والتعلم عن بعد في أستراليا، والذي أقيم مؤخّراً في حرم الجامعة بمدينة توومبا الأسترالية بحضور نخبة من كبار المسؤولين وروّاد القطاع في الدولة.

واستهل الدكتور العور كلمته خلال حفل التخريج بالتعبير عن بالغ سعادته للانضمام إلى نخبة الشخصيات الأسترالية والدولية المؤثّرة على الخارطة التعليمية العالمية، متقدّماً بخالص التهنئة القلبية إلى جميع الخريجين والخريجات على نجاحهم الأكاديمي المتميّز وحرصهم على تحقيق الثقة والمساهمة الفاعلة في رسم ملامح المستقبل بما يحمله لهم من إنجازات وتحدّيات وفرص واعدة. وسلّط العور الضوء على أهم المنجزات والجهود النوعية لدولة الإمارات في ظل القيادة الرشيدة التي تضع في مقدّمة أولوياتها الإستراتجية الاستثمار الأمثل في العنصر البشري من خلال تحقيق التحصيل العلمي والمعرفي لأفراد المجتمع بمختلف فئاته وشرائحه والنهوض بقطاع التعليم عن طريق الريادة والابتكار والتميّز بما يخدم المجتمع على المستويين المحلي والدولي، مثمّناً المكانة الطليعية التي تتبوّأها دولة الإمارات باعتبارها وجهة لألمع العقول في العالم ومقصداً للمبدعين والمبتكرين وأرضاً خصبة للشباب العربي والعالمي لترجمة أحلامهم وأفكارهم الإبداعية على أرض الواقع.

وكشف العور أن العنصر الأهم فيما وصلت إليه دولة الإمارات من تقدّم وازدهار خلال فترة زمنية قصيرة يتمثّل في التحسين المستمر بالعملية التعليمية والارتقاء ببيئة التعليم إلى أعلى المستويات العالمية من خلال إطلاق المبادرات غير المسبوقة التي رسّخت المكانة الرائدة لدولة الإمارات ودبي تحديداً كمركز عالمي للتعليم الحديث ومنارة عصرية لمواكبة آخر المستجدات والتطوّرات التربوية والتعليمية التي يفرضها القرن الحادي والعشرين. ولفت العور بشكل خاص إلى "جامعة حمدان بن محمد الذكية" التي أخذت على عاتقها مهمة التغيير الجذري لمفاهيم التعليم في المنطقة العربية وكان لها عظيم الأثر في نشر ثقافة الجودة والبحث العلمي من خلال استقدام مفهوم التعليم الذكي والتعلّم عن بعد والتعلّم مدى الحياة إلى العالم العربي، حتى أصبحت نموذجاً سباقاً لاستشراف المستقبل وقيادة مسيرة الريادة والابتكار والتقدّم في مجال التعليم.

كما استعرض العور ملامح من حياته التربوية والتعليمية والمهنية المستفيضة أمام الحاضرين، موجّهاً النصائح الحياتية والإرشادات للخريجين والخريجات للمضي قدماً على درب التفوّق الأكاديمي وتسخير المكتسبات العلمية وتوظيفها بالشكل الأمثل لتحقيق أعلى مستويات التفوّق والتميّز في مختلف المناحي الحياتية والمهنية، مضيفاً: "تتمثّل الخطوة الأولى نحو النجاح في التعلّم من أجل التعلّم وليس من أجل تحقيق التميّز الوظيفي أو الثروة أو المكانة الاجتماعية، مع التركيز بشكل خاص على صقل المهارات الفردية والجماعية للشباب وتحفيزهم على المواكبة الدائمة للتغييرات التكنولوجية والتحوّلات المعرفية التي تعد ركائز أساسية في المجتمع المؤسّسي في يومنا هذا القائم على التواصل الاجتماعي والمبتكرات التقنية. ولا شك أن التحلّي بهذه المقوّمات المرتكزة على التعاون والابتكار والإبداع التكنولوجي والخروج من أسر التقاليد، من شأنه تمكين القيادات الشابة من الوصول إلى قمة الهرم في المجال المؤسّسي، وهو ما يؤكّد على أنّ مستقبل أكثر إشراقاً واستدامةً ينتظرهم ويحمل معه المزيد من التقدّم والازدهار والنجاح والتطوّر لهم وللعالم ككل."

وأردف العور: "يأتي التعاون والمشاركة في مقدّمة القيم الرئيسة التي يتعيّن على كل شاب وشابة أن يلتزم بها في ظل الانفتاح العالمي الذي يسمح لهم اليوم بالاستثمار في المهارات وتبادل ما اكتسبوه من علم ومعرفة وما أحرزوه من شهادات وإنجازات أكاديمية في السوق العالمية. وهنا تكمن أهمية التخطيط الاستباقي للمستقبل ووضع خارطة طريق واضحة لاتّخاذ القرارات والسير قدماً في مشاريعهم الحياتية والمهنية المستقبلية."

وجرى على هامش زيارة الدكتور العور إلى حرم "جامعة جنوب كوينزلاند" بأستراليا توقيع مذكرة تفاهم مشترك بين الطرفين لبحث سبل ترسيخ أواصر التعاون واستكشاف الفرص المتاحة لتوطيد العلاقات في المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك تطوير البرامج التعليمية وبرامج التطوير المهني التعاوني والتبادل الطلابي، بالإضافة إلى تنظيم الندوات وورش العمل والمؤتمرات الأكاديمية المشتركة وإجراء البحوث والتدريبات البحثية وتبادل المواد والمحتوى التدريسي لدى الجامعتين.

وفي معرض تعليقه على مذكرة التفاهم، قال العور: "يأتي توقيع مذكرة التفاهم مع "جامعة جنوب كوينزلاند" في إطار التزامنا المطرد بالتطوير المستمر للمحتوى الأكاديمي وتبادل الخبرات والمعرفة والتجارب مع نظرائنا من مختلف أنحاء العالم، وسيما المؤسّسات الأكاديمية التي تشاركنا الرؤية والطموح للارتقاء قدماً بثقافة التعليم الذكي والتعلّم عن بعد. ونحن نتطلّع قدماً لهذه الشراكة الإستراتيجية مع واحدة من كبرى الجامعات العالمية التي تحظى بتاريخ عريق يمتد لأكثر من خمسة عقود من التميّز والريادة والرقي في مجال التعليم الجامعي والتعليم الذكي، وهو ما يشكّل دفعةً قويةً لمساعينا الحثيثة الرامية إلى الوصول بالمشهد التعليمي العربي والمحلي إلى أرقى المستويات العالمية وجعل دولة الإمارات وجهة أولى للتعليم العالي والتعليم الذكي على الخارطة العالمية".

ومن جانبه، قال جون دورنبوش، رئيس "جامعة جنوب كوينزلاند": "إنه لمن دواعي سرورنا أن نستقبل شخصية عربية تمتاز بالفكر الإبداعي والحضور الثقافي المؤثّر على خارطة التعليم الإقليمية والعالمية لمشاركة الخريجين والخريجات أسمى الخبرات والمعرفة المعمّقة في قيادة مسيرة الريادة والإبداع والابتكار والتفرّد في الحياة المهنية والشخصية على حد سواء. ونحن إذ نحتفي بتخريج دفعة جديدة من الشباب القادرين على تولّي دفة المسؤولية في المستقبل، يشرّفنا أن ندخل أيضاً في مذكرة تفاهم إستراتيجية مع "جامعة حمدان بن محمد الذكية" لتوطيد عرى العلاقات التعاونية والعمل المتضافر من أجل ترسيخ مفهوم التعليم الذكي والتأكيد على أهمية الابتكار والبحث العلمي، مستلهماً من الدكتور منصور العور الذي يعمل جاهداً لترسيخ فكر القيادة الرشيدة التي وضعت دولة الإمارات أمام خيارين "إما الابتكار أو الإندثار". وإنّنا نتطلع قدماً لمواصلة هذا التعاون الوثيق مع الجامعة التي تشاركنا الشغف والديناميكية والابتكار في التعليم والتعلّم، وصولاً إلى بناء مجتمع دولي قائم على المعرفة والتميّز الإبداعي والفكر الاستشرافي".

وقام الدكتور العور في ختام الحفل بلقاء نخبة من الشباب الإماراتي من الدراسين في "جامعة جنوب كوينزلاند"، وسط إشادة واسعة بالكفاءات الوطنية العالية التي نجحت في الوصول بالحضارة والثقافة الإماراتية إلى مختلف أنحاء العالم وتحقيق أرقى المستويات والنجاحات العلمية والمهنية الرائدة.

أخبار مرتبطة