دراسة لـ " تاتا للاتصالات" ترصد أبرز توجهات وتحديات التحول الرقمي

الإثنين 17 ديسمبر 2018
سرينيفاسان سي آر، رئيس الشؤون الرقمية لتاتا للاتصالات
دبي - مينا هيرالد:

كشفت دراسة "دورة التطور" التي أجرتها "تاتا للاتصالات"، الشركة العالمية الرائدة في مجال توفير البنية التحتية الرقمية، عن وجود اختلاف كبير بين رأي القادة حول نهج مؤسستهم في مجال التحول الرقمي مقارنة برأي المدراء الذين يستثمرون التقنيات الجديدة في تحقيق ذلك. ووجدت الدراسة بأن صُنّاع القرار في أوروبا وأمريكا الشمالية أكثر تفاؤلاً بشأن إمكانات الحلول الرقمية في تعزيز قدرتهم التنافسية مقارنةً بأقرانهم في آسيا والشرق الأوسط. إلا أنّ التكلفة العالية للابتكار ونقص المهارات وخطر الهجمات السيبرانية كلها عوامل تثبت وجود عوائق رئيسة أمام التحول الرقمي على مستوى العالم.          

تهدف الدراسة نصف السنوية إلى تقييم قوة وإمكانيات البنية التحتية الرقمية في الاقتصاد الرقمي العالمي من خلال تتبُّع وجهات نظر صُنّاع القرار حول التقنيات الناشئة.

يعتقد القادة أن شركاتهم في مرحلة متقدمة من التحول الرقمي أكثر مما هي عليه في الواقع

يمتلك أعضاء مجلس الإدارة وكبار المديرين وجهات نظر مختلفة اختلافاً جذرياً عن رأي بقية الموظفين في شركاتهم فيما يتعلق بمستوى نجاح تنفيذ التقنيات الجديدة في مسار العمل. ووجدت الدراسة أن 41% من أعضاء مجلس الإدارة و33% من كبار المديرين يعتقدون أنهم روّاد مجالهم في تبني التقنيات الحديثة، مقارنة بـ18% فقط من المديرين و14% من رؤساء الأقسام.

قال سرينيفاسان سي آر، رئيس الشؤون الرقمية لتاتا للاتصالات: "تًعدّ دراسة ’دورة التطور‘ تحذير هام للشركات حول الفجوة الكبيرة بين ’وجهة النظر والواقع‘ الظاهرة بين الموظفين من المستويات المختلفة في الشركات، خلال فترة اكتسب فيها الابتكار أهمية كبير. ويسلط هذا التباين الضوء على أهمية أن يُحسّن المديرين ورؤساء الأقسام آلية إبلاغ المدير التنفيذي بأي تحديات يواجهونها عند طرح تقنيات جديدة مثل تقنيات إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي. كما يتعين على المديرين التنفيذيين طرح الأسئلة والتحقُّق من فرقهم وألا يشوّشهم الضجيج حول التحوّل الرقمي. وسيساعد التعامل مع الواقع هذه الشركات على الاستفادة إلى أقصى حد من أحدث الابتكارات التكنولوجية لتقديم تجارب جديدة للعملاء وإعادة تصور كيفية عملها".     

لا تصدق الشركات المتخوفين من التحول الرقمي، فهي إيجابية بشأن إمكانات الابتكار التكنولوجي

بغضّ النظر عن مكان نشاطهم التجاري في رحلة التحول الرقمي، يركز صُنّاع القرار على التأثير الإيجابي للتكنولوجيا. فوفقاً لدراسة "دورة التطوّر"، يرى صُنّاع القرار أثراً إيجابياً "كبيراً" لإنترنت الأشياء (%48) والتحليلات التنبؤية (%43) والذكاء الاصطناعي (%43). وتشير الدراسة أيضاً إلى أن لدى قادة الشركات في الغرب وجهة نظر أقل تفاؤلاً بشأن الذكاء الاصطناعى مقارنةً بنظرائهم الشرقيين. فعلى سبيل المثال، يرى صُنّاع القرار في ألمانيا والمملكة المتحدة أن الذكاء الاصطناعي له تأثير ضئيل أو سلبي (%29 في كلا البلدين)، في حين يرى صُنّاع القرار في الهند أن له تأثير إيجابي كبير أو طفيف (%95).

وأضاف سرينيفاسان سي آر: "على الرغم من خوف البعض من عدم قدرة البشر والروبوتات على التعايش معاً، إلا أن دراستنا تُظهر أنّ قادة الشركات يركزون على التأثير الإيجابي للابتكار التكنولوجي. وفي حين أن الذكاء الاصطناعي في طريقه للاتنشار الواسع، يبدو أن الشركات في الوقت الحالي ترى كل من إنترنت الأشياء والتحليلات التنبؤية محركات أقوى للتحول الرقمي مقارنة بالاستخدامات الناشئة للذكاء الاصطناعي التي نسمع عنها الكثير".  

صحيح أن التقانة تأتي بنوع جديد من الازدهار إلى أنها تأتي بمشاكل جديدة أيضاً

وتشير الدراسة إلى أنّ بعض التقنيات تنتشر بسرعة كبيرة في الشركات الكبيرة والصغيرة على حد سواء. وتُعدّ تقنيات إنترنت الأشياء (%53) والتحليلات التنبؤية (%51) والذكاء الاصطناعي (%46) والبلوك تشين (%44) الأكثر اعتماداً في الشركات المشاركة، وتُستخدم هذه التقنيات بشكل كبير في أقسام المبيعات والتسويق وخدمة العملاء مقارنة بأقسام المالية والموارد البشرية والشؤون القانونية.  

وتُظهر الدراسة بالإضافة إلى ذلك، أن صُنّاع القرار في آسيا والشرق الأوسط شهدوا نجاحاً أكبر بعد تطبيق هذه التقنيات مقارنة بنُظرائهم في أوروبا وأمريكا الشمالية. فشهد 41% من صُنّاع القرار في سنغافورة على سبيل المثال مصادر جديدة للإيرادات بعد تطبيق تقنية إنترنت الأشياء، مقارنة بـ 24% فقط من نظرائهم في ألمانيا و19% في المملكة المتحدة. وبالمثل، أشار 40% من صُنّاع القرار في دول الإمارات والسعودية أنّ تبني تقنية البلوك تشين جعلت أعمالهم أكثر أماناً مقارنة بـ 16% فقط في المملكة المتحدة.  

وتُعدّ المشاكل الناشئة عن تطبيق التقنيات الجديدة عالمية، حيث قال 38% من المشاركين في أمريكا الشمالية على سبيل المثال و36% منهم في الهند أنهم واجهوا مشكلات أمنية بعد اعتماد تقنية الذكاء الاصطناعي. وبغض النظر عن هذه المشكلات، فإنهم يُدركون عالمياً أن الذكاء الاصطناعي (%72) والتحليلات التنبؤية (%73) والبلوك تشين (%65) وإنترنت الأشياء (%75) يمكن أن يكون لها أثر إجمالي إيجابي يتجاوز أثرها على شركاتهم الخاصة.

سيادة مخاوف الأمن والخصوصية

وفقاً لدراسة "دورة التطوّر" نرى أنه على الرغم من فوائد التقنيات الرقمية، هناك قلق واضح بما يخصّ التكاليف المتزايدة (%43) والأمان (%40) والخصوصية (%37) والتي تُعدّ جميعها الحواجز الأساسية التي تمنع صُنّاع القرار من تبنّي تلك التقنيات. بالإضافة إلى أنّ قادة الشركات يشعرون أنهم على غير استعداد لتأثير الابتكارات الرقمية بسبب نقص المهارات المناسبة التي ذكرها 30% من إجمالي المشاركين، وذكرت نسبة مماثلة (%28) وجود نقص الفهم لدى الموظفين حول تلك التقنيات الجديدة.

واختتم سرينيفاسان سي آر قوله: "تتزايد متطلبات تقنيات الشركات من حيث التعقيد في الاقتصاد الرقمي الحالي: فهي لا تحتاج فقط إلى منصات وأنظمة جديدة يمكن بناء خدمات مبتكرة وجديدة عليها بسهولة وأمان، بل هي تحتاج أيضاً إلى تغيير طريقة التفكير على مستوى الشركة. ويجب أن تتواجد ثقافة التعلم المستمر والمرونة لتسريع التحول الرقمي في كافة الشركات".  

أخبار مرتبطة