دراسة تكشف عن انقسام في الرؤية حيال مستقبل التعاون بين البشر والآلات

الأحد 08 أبريل 2018
محمد أمين
دبي - مينا هيرالد:

أظهرت دراسة بحثية جديدة أن قطاعات الأعمال قد شرعت في دخول الحقبة المقبلة من الشراكة بين البشر والآلات، بالرغم من انقسام الرؤية حيال مستقبل هذه الحقبة، وفقاً لدراسة بحثية عرضت نتائجها شركة "دل تكنولوجيز". ويتوقع نصف قادة الأعمال الذين استطلعت الدراسة آراؤهم في جميع أنحاء العالم، والبالغ عددهم 3,800 شخص، أن الأنظمة الآلية ستوفر الوقت عليهم، بينهم غالبية من قادة الأعمال في كل من دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية. وبالمثل، يرى 55 بالمئة من القادة الإقليميين أنهم سيحققون مزيداً من الرضا الوظيفي في المستقبل من خلال إزالة مزيد من مهام العمل عن كاهل الموظفين وإيكال الآلات بها.

وتأتي الدراسة القابلة للقياس التي أجرتها شركة "ڤانسون بورن" لحساب "دل تكنولوجيز" في أعقاب نشر شركة "دل تكنولوجيز" نتائج دراسة أخرى بعنوان "الحقبة التالية للشراكة بين البشر والآلات لتحقيق رؤية 2030". وتوقعت هذه الدراسة أن تعمل التقنيات الناشئة، بحلول العام 2030، على إقامة شراكات بين البشر والآلات تتسم بكونها أكثر ثراء وشمولية من أي وقت مضى، ما من شأنه مساعدة الإنسان على تجاوز حدود قدراته، وهو ما يتفق عليه 87 بالمئة من قادة الأعمال المشاركين في الدراسة من المنطقة، إذ يتوقعون أن يبدأ الموظفون والآلات في شركاتهم بالعمل كفرق متكاملة في غضون خمس سنوات.

ورجّح قادة الأعمال في المنطقة أن تبدأ الآلات بحلول العام 2030 في تولي مهام عمل تشمل التسويق والاتصالات وتصميم المنتجات، ليتبع ذلك إدارة الموارد البشرية والإدارة المالية وإدارة الشؤون اللوجستية وسلاسل التوريد، وخدمة العملاء، واكتشاف الأخطاء وإصلاحها.

ومع ذلك، تنقسم الآراء إقليمياً بشأن ما إذا كان المستقبل سوف يمثل للشركات فرصة سانحة أو تهديداً محدِقاً، مشيرين إلى الحاجة إلى التخفيف من حدة المخاطر المتوقعة؛ إذ ينقسم قادة الأعمال إلى فريقين بسبب دلالات الانتقال إلى الحقبة التالية، وما قد تعنيه لهم ولشركاتهم وللعالم. فعلى سبيل المثال:

·         يقول 50 بالمئة إنه كلما زاد الاعتماد على التقنية، تفاقمت الخسائر في حال وقوع هجوم إلكتروني، فيما لا يثير هذا الأمر قلق النصف الآخر

·         يدعو 58 بالمئة من قادة الأعمال إلى اتباع ترتيبات بروتوكولية واضحة في حال حدوث فشل في عمل الأجهزة ذاتية التشغيل، بينما لم يتفق معهم 42 بالمئة في ذلك

·         يقول 51 بالمئة إن أجهزة الحاسوب ستكون بحاجة إلى التمييز بين الغايات الحميدة والخبيثة للأوامر التي تتلقاها، فيما لا يرى 49 بالمئة أهمية لذلك

وبهذه المناسبة، قال محمد أمين، النائب الأول للرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا لدى شركة "دل إي إم سي"، إن قادة الأعمال "باتوا على طرفي نقيض بشأن المستقبل، وتتراوح مواقفهم بين التفاؤل والقلق"، وذلك في وقت تستعد الشركات والمؤسسات للدخول في الحقبة التالية من الشراكة بين البشر والآلات، وأضاف: "من شأن هذا الاختلاف الواسع في وجهات النظر أن يُصعّب على الشركات الاستعداد للمستقبل، ويعرقل الجهود التي يبذلها قادة الأعمال لإحراز تقدم في التغيّر المنشود".

ويتوقع 63 بالمئة من قادة الأعمال في المنطقة، أن تتجه المدارس نحو تعليم الطلبة طرق التعلّم بدلاً من تلقينهم المواد الدراسية، من أجل إعدادهم للالتحاق بوظائف ليست موجودة حتى الآن، وذلك بالنظر إلى التغيرات الهائلة المنتظر حدوثها بدافع من التضاعف في أحجام البيانات وتزايد التطبيقات وتعاظم قوة المعالجة وتنامي إمكانيات الاتصال. ويؤكد هذا الفكر التوقعات التي أوردتها دراسة سابقة بأن 85 بالمئة من الوظائف التي ستكون موجودة في العالم في العام 2030 "لم يتم اختراعها بعد".

عوائق تحدّ من النجاح

وعلاوة على ذلك، فإن كثيراً من الشركات لا تتحرك بالسرعة الكافية أو تتعمق بالقدر المطلوب للتغلب على العوائق الشائعة التي تحول دون عملها كشركات رقمية ناجحة. وترى 27 بالمئة فقط من الشركات الإقليمية أنها تأتي في طليعة التحول الرقمي، وأنها تطبق الرقمنة في كل أعمالها. بيدَ أن نصف الشركات تقريباً (45 بالمئة) لا تعلم ما إذا كانت ستظلّ قادرة على المنافسة خلال العقد المقبل، فيما تكافح غالبية الشركات (68 بالمئة) لمواكبة وتيرة التغيّر.

واعتبر مشاركون في الدراسة "عدم جاهزية قوى العمل" أبرز العوائق التي تحول دون نجاح الشركات في العام 2030، ما يؤكد الحاجة إلى تنمية المهارات بين الموظفين الحاليين والأجيال المقبلة. واعتبر غالبية القادة في المنطقة (73 بالمئة) "عدم وجود رؤية واستراتيجية رقمية" عائقاً آخر بارزاً، فيما تلا هذين العائقين "القيود التقنية" (بنسبة 61 بالمئة) و"الوقت والمال" (47 بالمئة) وأخيراً التشريعات القانونية واللوائح التنظيمية (22 بالمئة).

الحاجة للتحوّل الرقمي مظلة جامعة

وبالرغم من انقسام قادة الأعمال في نظرتهم للمستقبل وطريقة مواجهتهم للعوائق التي تحول دون التغيير، فهم متفقون على أهمية التحوّل والحاجة إليه. وترى الغالبية العظمى من الشركات أنها ستكون في طريقها للتحول الرقمي في غضون خمس سنوات، وذلك بالرغم من التحديات التي تواجهها.

وتشتمل الإنجازات المحتملة في هذا المجال خلال خمس سنوات في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، على ما يلي:

·         تجهيز دفاعات حصينة للأمن الإلكتروني: 96 بالمئة

·         تقديم المنتجات كخدمة: 96 بالمئة

·         إكمال التحول إلى شركة مُعرّفة برمجياً: 97 بالمئة

·         دفع الأعمال التجارية عبر البحث والتطوير: 94 بالمئة

·         إثراء تجارب الزبائن بإمكانيات الاتصال الفائق والواقع الافتراضي: 92 بالمئة

·         استخدام الذكاء الاصطناعي لاستباق الزبائن في تلبية متطلباتهم: 93 بالمئة

وتدخل قطاعات الأعمال في "حقبة من التحوّل الهائل الذي سيحدث تغييراً جذرياً في أساليب عمل الشركات ويعيد ترتيب أولويات الاستثمار"، وفقاً لأمين، الذي أكّد أن هذه المرحلة "غنية بالفرص السانحة لتحقيق التعاون وتعزيز الابتكار"، مشيراً إلى أن غالبية كبيرة من قادة الأعمال في المنطقة "تسعى إلى تبني التغيير وإدراج التقنيات الحديثة المبتكرة في خططهم للأعمال الرقمية على مدى السنوات الخمس القادمة، بالرغم من أن نصفهم غير متأكد مما سوف تبدو عليه الأمور خلال السنوات العشر أو الخمس عشرة القادمة ويكافحون جرّاء وتيرة التغيّر السريع"، وانتهى إلى القول: "يتضح على نحو متزايد أن الشركات يمكنها إما أن تُحدث التحوّل في نظم تقنية المعلومات والنظم الأمنية وفي قوى العمل للعب دور حاسم في المستقبل، أو أن تظلّ متأخرة خلف ركِب التقدّم والنجاح".

أخبار مرتبطة