كشفت "أكسنتشر"، (المدرجة في بورصة نيويورك بالرمز ACN)، في تقريرها السنوي "رؤية أكسنتشر التكنولوجية 2018"، أن التطورات السريعة التي تشهدها تقنيات الذكاء الاصطناعي وغيرها تسهم بتسريع إنشاء المشاريع الذكية وتمكين تكامل الشركات مع حياة الناس والمجتمع. وأظهر تقرير "أكسنتشر" الذي يستطلع التوجهات التقنية الرئيسية التي يرجح لها أن تحلّ مكان أساليب العمل التقليدية خلال السنوات الثلاث المقبلة، أن الاستفادة من فرص النمو مع الحفاظ على تأثير إيجابي على المجتمع يتطلب عصراً جديداً من القيادة يعطي الأولوية لمنح الثقة ومشاركة أكبر للمسؤوليات.
وفي إطار رؤية أكسنتشر التكنولوجية، استطلعت الشركة آراء ما يزيد عن 6,400 مدير تنفيذي ومسؤول عن تكنولوجيا المعلومات حول العالم، وأكد 4 من بين كل 5 مشاركين في الاستطلاع من دولة الإمارات (80%) أن الشركات تستفيد من التكنولوجيا في التكامل بسلاسة مع أنماط حياة الناس في وقتنا الحاضر.
وركز تقرير "أكسنتشر" الصادر هذا العام تحت عنوان "إطلاق العنان للمشاريع الذكية: إعادة تعريف شركتك للمحافظة عليها"، على الطريقة التي تسهم بها التطورات السريعة ضمن 5 خمس تقنيات محددة - من بينها الذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة والأنظمة السحابية - في تمكين الشركات من تقديم منتجات وخدمات مبتكرة، بالإضافة إلى تغيير طريقة عمل الناس وحياتهم، ونتيجة لذلك، تتغير علاقات الشركات مع عملائها وشركاء أعمالها.
وفي معرض تعليقه على التقرير، قال أليكسي ليكانت، المدير التنفيذي لشركة أكسنتشر في الشرق الأوسط وتركيا: "تواصل الإمارات مسايرة التغيرات السريعة الطارئة على طبيعة قطاعات الأعمال، ولحسن الحظ أن الدولة تتميز بأسلوب التفكير الملائم للاستفادة من هذه التطورات. ويهدف تقريرنا "رؤية أكسنتشر التكنولوجية 2018" لمساعدة الشركات على النجاح والتحول التكنولوجي لتحقيق كامل إمكاناتها الذكية".
وأوضح ليكانت أن "تحقيق النجاح في ذلك المسعى يتطلب وضع مبادئ تركز على بناء الثقة مع العملاء والشركاء التجاريين. وبالتالي، تصبح التزامات الشركات نحو تلك العلاقات جوهر ما يبحث عنه الناس عندما يفكرون في استخدام منصة ما، وذلك ما يسمح بتحقيق مزيد من التطور والنمو".
ويحدد التقرير خمسة توجهات تقنية ناشئة ينبغي على الشركات تبنيها لبناء شراكات ضرورية من أجل تحقيق نجاحها في الاقتصاد الرقمي بعالم اليوم، وهي:
- الذكاء الاصطناعي شريك مجتمعي للإنسان: تعزيز الذكاء الاصطناعي لصالح الأعمال والمجتمع. مع نمو قدرات الذكاء الاصطناعي يزداد تأثيره على حياة الناس، وينبغي على الشركات التي تطمح للاستفادة من إمكاناته أن تدرك تأثيره، وتعمل على تعزيز قدراته في التمثيل المسؤول لأعمالها. وخلصت نتائج تقرير "رؤية أكسنتشر التكنولوجية" أن نسبة 77% من المدراء التنفيذيين المشاركين في الاستطلاع من دولة الإمارات، تؤكد على تطور قدرات الذكاء الاصطناعي بسرعة تتجاوز إمكانات مؤسساتهم في تبنيها. كما أشارت نسبة (74%) منهم أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستعمل خلال السنوات القادمة جنباً إلى جنب مع البشر كزملاء عمل، ومعاونين ومستشارين موثوقين. وعلى الرغم من ذلك، فقد أكدت نسبة (12%) منهم فقط على وجود استيعاب كامل من طرف الموظفين للمبادئ العامة (البيانات، المعايير، وغيرها) اللازمة لاعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن مؤسساتهم.
- الواقع الممتد: نهاية الفجوة الحالية. تسهم تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز في تغيير طريقة العيش والعمل عبر سد الفجوة الحالية للوصول إلى الناس والمعلومات والتجارب. ففي الإمارات، قال 86% من المشاركين إن استخدام حلول الواقع الممتد مهم لإنهاء الفجوة الحاصلة عند التفاعل مع الموظفين أو المواطنين، في حين قال 85% إنه من المهم أن تكون شركاتهم رائدة في حلول الواقع الممتد، خاصة في قطاعات مثل خدمة العملاء وتطوير المنتجات.
- مصداقية البيانات: أهمية الثقة. تتعرض الشركات التي تغير نموذج تشغيلها للاعتماد على البيانات، إلى نوع جديد من المخاطر يتمثل في وجود بيانات خاطئة ومحوّرة ومنحازة يمكن أن تؤدي إلى اتخاذ قرارات غير صائبة أو الحصول على معلومات أعمال مشوهة. ولكي تتصدى لمثل هذه التحديات، يتعين على الشركات مضاعفة جهودها لتحقيق أقصى قدر من المصداقية والحد من كل ما يحفز عملية التلاعب بالبيانات. وفي حين يتفق 75% من التنفيذيين في الإمارات بأن شركاتهم تستخدم البيانات بمعدل غير مسبوق بهدف اتخاذ قرارات مؤتمتة وحساسة، قال 59% منهم فقط إنهم يجرون تدقيقاً دورياً للبيانات من الشركاء.
- الشراكة التكاملية في الأعمال: وفق مقاييس تناسب الشركاء. تعتمد الشركات والأعمال على الشراكات المبنية على التكنولوجيا الحديثة لتحقيق النمو، لكن أنظمتها لم تُصمم بشكل يدعم الشراكات القابلة للتوسع. لذا فإن الوصول إلى شركة ذكية ومترابطة بشكل كامل يتطلب من الشركات إعادة تصميم نفسها أولاً. وقد أشار 60% من التنفيذيين المتخصصين بتكنولوجيا المعلومات في الإمارات إلى ارتفاع نسبة استخدام الخدمات المصغرة خلال العام القادم، في حين يتوقع 69% أن يتم دمج تقنية البلوكتشين في أنظمة شركاتهم خلال الأعوام الثلاثة القادمة.
- إنترنت التفكير: إنشاء أنظمة توزيع ذكية. عادة ما تضع الشركات ثقة كبيرة في البيئات الذكية التي تعمل من خلال الروبوتات والذكاء الاصطناعي والتجارب التفاعلية، لكن تحقيق مثل هذه البيئات على أرض الواقع لا يتطلب فقط إضافة مهارات أساسية وتعزيز قدرات الموظفين، بل يتطلب أيضاً تحديث البنى التحتية التقنية. ويتفق 71% من التنفيذيين في الإمارات بأن الجيل التالي من الحلول الذكية تتجه نحو البيئات الفعلية الملموسة، في حين اتفق 85% من التنفيذيين بأن دعم الأفعال والمعلومات الفورية يتطلب من الشركات تركيزاً متجدداً على العتاد التقني ومسرعات الحواسيب.
يذكر أن شركة أكسنتشر قامت على مدار 18 عاماً تقريباً بدراسة منهجية لمشهد قطاع الأعمال والشركات بهدف تحديد التوجهات التقنية الناشئة التي من شأنها أن تحدث تغييراً جذرياً في القطاعات والأعمال.