تبادل البيانات الخاص بين الشركات سيتفوّق على الإنترنت العام بحوالى الضعفين من حيث النمو وستة أضعاف من حيث الحجم بحلول عام 2020

الأربعاء 16 أغسطس 2017
دبي - مينا هيرالد:

تشهد سعة تبادل البيانات الخاص بين الشركات تفوّقاً على شبكة الانترنت العامة حيث سيبلغ نموها الضعف وستضمّ حوالى ستة أضعاف حجم حركة برتوكول الإنترنت العالمية بحلول 2020، بحسب مؤشر الربط البيني العالمي، وهو دراسة سوق جديدة نشرتها "إكوينيكس". وحللت الدراسة ملف اعتماد الآلاف من مقدّمي مراكز بيانات محايدة ومتشاطَرة ومشاركين في المنظومات من حول العالم. ونظراً إلى أن نماذج الأعمال تصبح أكثر رقمية وتوزعاً واعتماداً على التزام عدد متزايد من المستخدمين والشركاء ومقدمي الخدمات في الوقت الحقيقي، أصبح المؤشر أداة بحث جديدة وقوية. فيسلط الضوء على الطريقة التي تطبّق فيها الشركات التحوّل الرقمي وتنشئ طرقاً جديدة تماماً للربط بين العملاء والشركاء وسلسلة التوريد. وسيقدّم المؤشر معياراً سنوياً لتتبّع نمو عرض النطاق الترددي للربط البيني (السعة الكاملة الممكنة لحركة التبادل الخاص والمباشر مع مجموعة متنوعة من الأطراف والموردين في نقاط تبادل تكنولوجيا المعلومات الموزّعة) وقياسه وتوقّعه.

وقالت سارة باك، رئيس قسم التسويق في شركة "إكوينيكس": يؤدّي بعض من أبرز اتجاهات التكنولوجيا في عصرنا، على غرار الهواتف المتحركة وشبكات التواصل الاجتماعي والخدمات السحابية وازدياد البيانات، إلى تغييرات جذرية تضاهي حجم الثورة الصناعية. وفي هذا الواقع الجديد، على الشركات التماشي مع الوضع الجديد أو الوقوع في الفشل. وتحرز الشركات النجاح عبر اعتماد الربط البيني، ووضع بنى تكنولوجيا المعلومات التحتية على مقربة مباشرة من بيئة شركات تجتمع لربط شبكاتها مادياً بشبكات عملائها وشركائها. ويساعد الربط البيني على تعزيز التحوّل الرقمي عبر دعم الاستفادة من خدمات سحابية متعددة، مما يحسّن كمون الشبكة وأداءها ويعزز التحكّم التشغيلي، ويحدّ من المخاطر الأمنية."

ووفقاً للمؤشر، من المتوقّع أن يحقّق عرض النطاق الترددي للربط البيني معدّل نموّ سنوي مركّب نسبته 45 في المئة ليبلغ 5 آلاف تيرابت في الثانية، فيتخطّى بفارق كبير حركة بروتوكول الإنترنت العالمية من حيث النمو (24 في المئة) والحجم (855 تيرابت في الثانية). حتى أنه ينمو بشكل أسرع من نموذج تبديل متعدد البروتوكولات باستخدام المؤشرات التعريفية MPLS، وهو النموذج القديم لاتصالية الشركات، وذلك بحوالى 10 أضعاف (45 في المئة مقابل 4 في المئة).

فهد الحساوي، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في "دو": "يواجه قطاع المؤسسات في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة تغييراً رقمياً واسع النطاق. وينبغي أن تبحث الشركات في مسألة الاستثمار في تعزيز تجربة عملائها ومشاركتهم من خلال تبني هذا التحوّل. ويستدعي ذلك الربط البيني مع الشبكات، والخدمات السحابية، ومنظومات تجارية عمودية محددة. ومن خلال تحالفنا مع "إكوينيكس"، بتنا نقدّم منصّة حقيقية للربط البيني مع الشركات والمصارف وشركات التأمين وشركات الدفع الإلكتروني في المنطقة لتنظيم بيانات أنظمة تكنولوجيا المعلومات الأساسية داخل مركز البيانات الخاص بنا وتأمين الربط البيني لتسهيل تشغيل عدد لا يحصى من مهمّات وأعمال تكنولوجيا المعلومات. "

جيرون شلوسر، مدير عام "إكوينيكس" الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "يُحدث الميل إلى التحوّل الرقمي ثورةً في سوق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ يحثّ الشركات على انتهاج مقاربات مبتكرة على غرار اعتماد الخدمات السحابية. ومع ذلك، ونظراً إلى ما يبيّنه هذا التقرير العالمي، يُعتبر الربط البيني أساسياً لضمان التحوّل الرقمي الكامل. وبالتالي، على الشركات تعزيز سعة عرض النطاق الترددي للربط (سعة تبادل البيانات). والربط البيني هو القدرة على تأمين الربط بسبل متعددة مع الكثير من الشركاء والعملاء والموظفين والمناطق وكل ما تحتاجه شركات اليوم لتسريع أداء الأعمال واستحداث فرص جديدة. على كل شركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن تفهم عرض النطاق الترددي للربط البيني وتستفيد منه لتتمكّن من منافسة الشركات الأخرى في هذا العصر الرقمي. ويستدعي ذلك تحرّك لدى قادة تكنولوجيا المعلومات في المنطقة بهدف إعادة تصميم منصّات تكنولوجيا المعلومات في شركاتهم. ويعمل مركز البيانات في دبي كمركز إقليمي يؤمّن الربط البيني لعدد مهمّ وضروري من المشاركين في القطاع في مكان واحد، ممّا يسمح للشركات بتعزيز الأداء وتحسين رضا المستخدمين مع الحدّ من التكاليف التشغيلية ".

راميش فينكات، رئيس مكتب المعلوماتية في "فلاي دبي": "يُعتبر التحوّل الرقمي غاية في الأهمية في قطاع الطيران، إذ يبحث عملاؤنا عن تجربة رقمية كاملة ومعزّزة ما إن يحجزوا تذكرة سفرهم معنا. وقد منحت شركة "إكوينيكس" "فلاي دبي" منّصة للربط البيني لربط الشركة مع مقدّم الخدمات السحابية الذي نختاره، بالإضافة إلى تأمين جهوزية مراكز البيانات التي تُعتبر أساسية لعملائنا."

وتشمل الاتجاهات الأساسية المتعلقة بالاقتصاد الكلي والتكنولوجيا، والتنظيم التي تؤثر في نمو الربط البيني:

استخدام التكنولوجيا الرقمية الذي يستدعي الحاجة إلى دعم التفاعل في الوقت الحقيقي، مما يتطلب عرض نطاق ترددي أكبر للربط البيني. وبحسب شركة "أكسنتور" Accenture، من المتوقع أن يضيف استخدام التكنولوجيا الرقمية 1.36 تريليون دولار إلى الإنتاج الاقتصادي في أبرز 10 اقتصادات في العالم بحلول عام 2020.

التوسع العمراني الذي يحوّل الخصائص السكانية في العالم وينشئ حاجة إلى تأمين مسافة قصيرة بين الخدمات الرقمية المركزة في المناطق الأساسية في العالم. ومن المتوقّع أن ينتقل أكثر من ملياري شخص إلى المدن الرئيسية بحلول 2035، مما يؤدي إلى نشوء 50 مدينة ضخمة مركزية وهي مراكز ستستدعي شبكات ربط بيني كثيفة.

الخطر الأمني المعلوماتي الذي يوسّع التعويل على الربط البيني نظراً إلى أن الشركات تنتقل بشكل متزايد إلى تبادل البيانات الخاص لتجاوز شبكة الانترنت العامة والحدّ من التهديدات الرقمية. وبحلول عام 2020، ستعاني 60 في المئة من الشركات الرقمية أعطالاً كبيرة في الخدمات نتيجة تفشي الخروقات في المنصّات المادية والرقمية.

التجارة العالمية في الخدمات القابلة للتسليم رقمياً التي تمهّد الطريق لحقبة جديدة من عمليات الشركات الدينامية والطلب على الربط البيني. ويستلزم سير العمل الرقمي العالمي شبكة عالمية من المراكز المتصلة بالربط البيني لتلبية الطلب. وبحسب شركة "ماكينزي"، تشكّل التجارة في الخدمات القابلة للتسليم رقمياً اليوم 50 في المئة من إجمالي صادرات الخدمات في العالم، مع توقع ارتفاع بقدر 9 أضعاف بحلول عام 2020.

النقاط الرئيسية

يقدّم المؤشر رؤية واضحة للاختلافات الإقليمية حول تسارع الربط البيني في مناطق مختلفة من العالم. وفي حين أنه من المتوقع أن تحظى الولايات المتحدة بأكبر قدر من سعة عرض النطاق الترددي للربط البيني، تبقى المنطقة الأنضج، وتقوم مناطق أخرى بالتحضّر لعرض النطاق الترددي للربط البيني على نحو سريع، لمنافسة مستويات اعتماد الربط البيني المتوقعة في الولايات المتحدة.

يتوقع المؤشر أيضاً عرض النطاق الترددي للربط البيني بحسب حالة الاستخدام للشركات ومقدّمي الخدمات. وترتبط أكبر حالة استخدام بنماذج اعتماد تكنولوجيا المعلومات التقليدية حيث ترتبط الشركات بمقدمي الشبكات كسبيل وسيط للوصول إلى الشركاء والعملاء. إلا أن أسرع حالة استخدام هي الشركات المرتبطة مباشرة بمجموعة من مقدّمي الخدمات السحابية وتكنولوجيا المعلومات، مما يؤكد على التغيّر التحوّلي لبنى تكنولوجيا المعلومات التحتية من مراكز البيانات المركزية التي تملكها الشركات إلى بيئات ذات خدمات سحابية متعددة ومنتشرة ولامركزية.

تؤدّي مركزية التكنولوجيا الرقمية إلى تغيير طريقة سير العمل في مختلف القطاعات، مما يدفع الشركات إلى ابتكار نماذج عمل جديدة تعتمد على المعلومات. ويتوقّع المؤشر أن يصبح قطاع التأمين والمصارف أكبر مستهلك لعرض النطاق الترددي للربط البيني لأن التحوّل الرقمي يدفع هذا القطاع إلى دعم نماذج التزام جديدة للعملاء. ومن المتوقع أن تصبح الاتصالات ثاني أكبر قطاع مستهلك مع الحاجة إلى تأمين التغطية لمواقع جديدة كثيرة ودعم انتشار الأجهزة المتصلة وأجهزة الاستشعار. أما ثالث أكبر قطاع مستهلك فهو قطاع الخدمات السحابية وتكنولوجيا المعلومات لأنه يؤمن ركناً أساسياً لتحقيق التمكين الرقمي.

بالرغم من أهمية الربط البيني لسير الأعمال الرقمية، لم يتم مطلقاً قياسه. إلا أن مؤشر الربط البيني العالمي يغيّر ذلك مع توقعات رائدة في القطاع، وهي متعلقة بنمو الربط البيني وإمكانية الوصول إليه حتى عام 2020. وتمنح هذه الدراسة المتعمقة الشركات رؤية مبنية على البيانات، وهي رؤية ضرورية من أجل النظر في استراتيجية الشركة الخاصة بالربط البيني بهدف تأمين نجاح العمل الرقمي. وللمرة الأولى، بات باستطاعة المنظّمات الحصول على توقعات متعددة الأبعاد لمتطلبات عرض النطاق الترددي للربط البيني بحسب المنطقة، والقطاع، وحالة الاستخدام، ورسوم بيانية للشركات ونموذج النضوج.

آراء القطاعات بمؤشر الربط البيني العالمي

براد كايسمور، مدير الأبحاث في خدمة شبكات مراكز البيانات في شركة "أي دي سي" IDC: "يشكّل الربط البيني ركناً أساسياً من العمل الرقمي. ويقدّم مؤشر الربط البيني العالمي مقياساً للجدوى المتزايدة للحاجة إلى حل مسألة المسافات في الخدمات الرقمية في جميع القطاعات. وهذه حاجة يدفعها كمون الإنترنت، وفترة التقدّم في السوق، ودمج الخدمات السحابية المتعدّدة على المستوى المحلي."

مونو غاندي، نائب رئيس خدمات البنى التحتية الجوهرية في شركة "أيون" Aon: "يركز مؤشر الربط البيني العالمي على عنصر أساسي في عملية تمكين العمل الرقمي، وهو الربط البيني. فتصبح قدرات الربط البيني الموثوقة والقوية في المنظومات كتلك الموضّحة في المؤشر ذات أهمية متزايدة للشركات لكي تفسح سبلاً جديدة لإحراز النمو العالمي وإتاحة الفرص."

أخبار مرتبطة