"بوز ألن هاملتون" تقترح 5 استراتيجيات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مؤسسات دول الخليج

الأربعاء 23 يناير 2019
فادي قساطلي، النائب الأول للرئيس، بوز ألن هاملتون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
دبي - مينا هيرالد:

أشارت بوز ألن هاملتون أنه فيما أصبح الذكاء الاصطناعي موضوع نقاش متزايد الأهمية في القطاعين العام والخاص في منطقة الخليج العربي، فإن المنظمات المؤهلة أكثر للنجاح في عالم يقوده الذكاء الاصطناعي هي تلك التي تجمع بين القدرات البشرية والذكاء الآلي.

تستثمر بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الذكاء الاصطناعي لتحويل اقتصاداتها على مدى السنوات القليلة المقبلة. في الإمارات العربية المتحدة، يهدف إطلاق استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي في عام 2017 إلى تعزيز الأداء الحكومي واستحداث بيئة مبتكرة باستخدام الذكاء الآلي. الاستراتيجية هي الأولى من نوعها في المنطقة وقد تم تأسيسها لتعزيز أداء الحكومة وكفاءتها في عدد من المجالات، مثل التعليم والنقل والطاقة والفضاء والتكنولوجيا.

وفيما تتطلع الحكومات إلى تحقيق رؤيتها في مجال الذكاء الاصطناعي، يجب عليها أن تستثمر في مجموعة من القدرات البشرية، كالإبداع والتعاطف والتفاوض، إلى جانب قدرات الآلات، بما في ذلك جمع ومعالجة البيانات والدقة، لتحسين حياة المواطنين.

وقال فادي قساطلي، النائب الأول للرئيس، بوز ألن هاملتون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "لدى الذكاء الاصطناعي قدرة هائلة لتشكيل مستقبل الاقتصادات الإقليمية وتعزيز نوعية حياة المواطنين. ويبذل القادة الإقليميون كل الجهود اللازمة سعيا للجمع بين الذكاء الآلي والبراعة البشرية لتحقيق أقصى الإمكانات ومساعدة الشركات والحكومات على اكتساب ميزة تنافسية".

في ما يلي أبرز خمس إستراتيجيات من بوز ألن هاملتون للمؤسسات للاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي.

الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لاستكمال التجربة الإنسانية

يمتص العقل البشري ويفهم تفاصيل أكثر مما نعي. لكن التحيز والسياسة والتمني عناصر تشوّه أحيانا وجهات نظرنا. إن اقتران غرائزنا مع الأفكار التي تنتجها الآلات يمكّننا من رؤية الاحتمالات الجديدة التي ربما قمنا بتجاهلها. وهذا يشمل كل شيء، إبتداء من قدرتنا على تخصيص اهتمام أكثر بمرشح لوظيفة ما كنا قد تجاهلنا جامعته أو مدرسته الى تحديد محرّك إيرادات لم نكن على دراية به.

مع قيام دولة الإمارات بتسخير الذكاء الاصطناعي لدفع النمو في العديد من القطاعات المختلفة، فإن الجمع بين الذكاء الآلي والذكاء البشري سيساعد في بناء إطار أكثر استقرارا للمستقبل. على سبيل المثال، يعتمد القطاع المصرفي بصورة متزايدة على التطبيقات الموجّهة للمستهلك في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل المساعد الافتراضي EVA من بنك الإمارات دبي الوطني، لتعزيز العروض. ولكن حتى مع استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين خدمة العملاء، فإن التفاعل البشري لا يزال مطلوبا في نقاط اتصال مختلفة. يمكن الاستفادة من حلول الذكاء الاصطناعي لزيادة التفاعل البشري في القطاع المصرفي والقطاعات الأخرى، ولكن ليس استبدالها بالكامل.

الإدراك بأن نماذج الآلات يمكن أن تعزز النماذج العقلية بقوة

تتفوق نماذج الآلات على النماذج العقلية في مجموعة متنامية من المهام المرتبطة بالمعرفة. كان هذا واضحًا في هزيمة Ke Jie، بطل العالم في لعبة Goالاستراتيجية المعقدة جدا، على يد برنامج تعلم آلي تم إنشاؤه بواسطة Google. الدقة والقدرة المتزايدة للآلات تعني أنه يمكننا الآن استخدام نماذج الآلات بثقة لاستيعاب وتفسير البيانات لمجموعة متنوعة من أغراض العمل، مع اتباع نهج "ثق ولكن تحقق". هذا الأمر ذو قيمة خاصة في قطاع الرعاية الصحية، حيث يقدّم الذكاء الاصطناعي الحلول لفحص الأمراض لمساعدة الخبراء الطبيين على إجراء التشخيص الدقيق في دولة الإمارات.

3. للتفوق من دون تجربة، يجب البدأ باختبار الذكاء الاصطناعي

تقوم مؤسسات كثيرة بتأجيل الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لأنها تعتقد بأن التكاليف والكفاءات ومتطلبات البيانات ومخاطر الفشل مرتفعة للغاية. والحقيقة هي أنه في هذا الفضاء السريع التطور، حتى أكبر المؤسسات تتعثر وترتكب الأخطاء. يمكن للمرء أن يكون حذرا، ولكن عدم الاختبار على الإطلاق يمكن أن يكون أكثر ضررا. يجب تحديد نطاقا واحدا أو بضع نطاقات صغيرة في النشاطات حيث يمكن تحمّل بعض المخاطر والاختبار قبل وضع استثمار أكبر في الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، يساعد الذكاء الاصطناعي الأطباء على تشخيص مرض العين بدقة بنسبة 96 في المائة من الحالات في مركز دبي للسكري، وذلك بفضل مشروع للذكاء الاصطناعي التجريبي الذي أُطلق في وقت سابق من هذا العام. وقد ساعد برنامج الذكاء الاصطناعي التجريبي على تحديد تلف الشبكية الناتج عن مرض السكري وكان ناجحا لدرجة أنه أصبح الآن إضافة دائمة للمركز ويساعد الأطباء على التشخيص وعلاج المزيد من المرضى في مرحلة مبكرة.

لتحقيق النجاح مع الذكاء الاصطناعي، هناك حاجة للعمل والمشاركة مع جميع أصحاب المصلحة

تطوير الذكاء الاصطناعي هو ظاهرة عالمية تجمع الأكاديميين وقادة الأعمال وصنّاع السياسات من جميع أنحاء العالم. وتتجاوز قيمة الذكاء الاصطناعي العوائد قصيرة الأجل وتوفير التكاليف. هذه التكنولوجيا لديها القدرة على إحداث تغيير جوهري في الطريقة التي تتخذ فيها أهم مؤسساتنا قراراتها. كما أنه يتيح لنا إمكانية معالجة بعض أكثر المشاكل إلحاحا في العالم، من عدم المساواة في الدخل إلى الأمراض والأزمات البيئية. وتتعاون أكبر شركات التكنولوجيا وتشارك بمعلوماتها لتعزيز الذكاء الاصطناعي من خلال مبادرات مثل OpenAI والشراكة في الذكاء الاصطناعي لمصلحة الناس والمجتمع. الشفافية والمشاركة والانفتاح ستمكّن المؤسسات من التعلم والاستفادة من الذكاء الاصطناعي بسرعة أكبر، والقيام بدور هام في الثورة التكنولوجية المقبلة. لقد وقّعت دولة الإمارات اتفاق الذكاء الاصطناعي مع الهند وهدفه استحداث نتائج اقتصادية بقيمة 20 مليار دولار أميركي خلال العقد المقبل.

الذكاء الاصطناعي سينشىء نوعا جديدا من القوى العاملة، لذا يجب على المنظمات والمؤسسات ان تكون مستعدة لدعم موظفيها

ليس هناك من شك في أنه مع انتشار الذكاء الاصطناعي في الأعمال والمجتمع، فإن بعض الوظائف كما نعرفها اليوم ستختفي في النهاية. ولكن لا ينبغي أن يسبب هذا الأمر شعورا بالخمول والكآبة. في الواقع، تشير الدراسات إلى أنه في الغالب يستغرق الأمر من 7 إلى 10 سنوات بعد إنشاء أية تكنولوجيا حتى يتم دمجها بشكل كامل في المؤسسات، خصوصا التكنولوجيا المعقدة مثل الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، ينبغي على القادة الاعتراف بهذه الحقيقة مع القوى العاملة لديهم، والبدء في وضع استراتيجيات الآن بشأن كيفية مساعدة الموظفين المتأثرين على تطوير مهاراتهم لكي يتمكّنوا من تأدية أدوار جديدة. في نهاية المطاف، فإن الصدق والشفافية بشأن المستقبل سيساعد على بناء الثقة والمشاركة مع الموظفن والعملاء والمساهمين معكم. في دولة الإمارات، وقّعت الحكومة على عدد من الاتفاقات مع المؤسسات العالمية لتدريب موظفي القطاع العام لديها على المهارات الأساسية المطلوبة في عصر الذكاء الاصطناعي إضافة إلى توقيع اتفاقيات لبناء مختبرات حيث يمكن تطوير نماذج أولية بين القطاعين الخاص والعام.

أخبار مرتبطة