الدور الريادي لتقنية الجيل الخامس في تحقيق الثورة الصناعية الرابعة عبر منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا

الإثنين 08 أبريل 2019
مايكل باك

بقلم مايكل باك مدير أعمال قطاع التكنولوجيا بإريكسون

نحن نعيش حالياً عصر الثورة الصناعية الرابعة التي ستطلق موجة غير مسبوقة من الابتكار في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

تدمج هذه الثورة بين تقنيات التشغيل والمعلومات والاتصالات مع أنظمة الحوسبة الفيزيائية، التي يتم تمكينها من خلال الاتصالات اللاسلكية المتقدمة وخدمات إنترنت الأشياء الصناعية. وسيتم تحقيق هذا التحول الرقمي واللاسلكي وتنفيذه بواسطة شبكات الجيل الخامس، والتي تمتلك القدرة على دفع النمو الاقتصادي في المنطقة بشكل يفوق قدرة الاجيال السابقة من تكنولوجيا الهواتف المحمولة.

فعلى سبيل المثال، تدعم مزايا الأمن والسرعات العالية والكمون المنخفض والعدد الهائل من عمليات الاتصال في شبكات الجيل الخامس التحول الذكي للمدن والزراعة في العديد من بلدان الشرق الأوسط وإفريقيا، ما يؤدي إلى خلق إيرادات جديدة يوفرها إنترنت الأشياء والتطبيقات الصناعية والرقمنة المتسارعة.

ويعمل قطاع الزراعة في إطار الثورة الصناعية الرابعة على تحويل جانب الطلب وجانب سلسلة القيمة/العرض لمواجهة التحدي المتمثل في ندرة الغذاء، باستخدام التكنولوجيا لتلبية الاحتياجات الحقيقية للمستهلكين.

وتستخدم دولة الإمارات العربية المتحدة بالفعل نظام SCADA، الذي يجمع بين أحدث البيانات في الوقت الحقيقي من محطات الطقس مع بيانات من رطوبة التربة وأجهزة استشعار الملوحة. ويستثمر ايكيا وديفيد تشانغ وحاكم دبي بقيمة 40 مليون دولار أمريكي في مجال الزراعة الرأسية، وتعمل دول عربية أخرى أيضاً على تركيز جهودها لتوسيع الزراعة رأسياً وإجراء تجارب باستخدام عدد من التقنيات الجديدة.

تعد منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا أكبر مركز في العالم لاستخراج المعادن (الماس والفوسفات والذهب) والنفط والغاز الطبيعي، ومن المنطقي أن تعمد هذه القطاعات إلى الإرتكاز على تقنية الجيل الخامس لتوفير الاتصال بين أجهزة إنترنت الأشياء التي تستخدمها.

وتعتبر  تجربة منجم بولدين أيتيك في السويد دراسة حالة مثيرة للاهتمام في هذا المجال، يخفض تطبيق الأتمتة الداعم لتقنية الجيل الخامس النفقات بنسبة واحد في المئة، مع كون الاتصالات تعتبر عامل التمكين الرئيسي. بالنسبة لمنجم أيتيك، فإن إجراء عمليات الحفر والتفجير باستخدام الأتمتة أظهر تخفيضاً ملاحظاً في النفقات بلغت قيمته 2.5 مليون يورو، ويمكن إجراء عمليات مماثلة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ومناطق أخرى.

التحول لتبني تقنية الجيل الخامس في الشرق الأوسط

سنبدأ عام 2019 ، بإطلاق تقنية الجيل الخامس تجارياً مع المشغلين في الأسواق المتقدمة مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر، بقدرات استيعابية ضخمة عام 2021. وقد تم اختيارنا مؤخراً من قبل بتلكو لنشر  تقنية الجيل الخامس تجارياً في البحرين، إضافة إلى الإعلان عن إطلاق تقنية الجيل الخامس تجارياً مع اتصالات وشركة الاتصالات السعودية وأوريدو خلال فعاليات المؤتمر العالمي للإتصالات المتنقلة. في الواقع ، يتجه جميع مزودي الخدمات الرئيسيين في المنطقة بشكل واضح لإطلاق تقنية الجيل الخامس تجارياً، وفقاً لتقرير إريكسون موبيليتي الشرق الأوسط  وأفريقيا.

كما نعمل إضافة إلى ذلك، مع العديد من الشركاء في مختلف القطاعات، وكذلك مع شركاء أكاديميين في العديد من مشاريع البحث والتطوير.

وسيكون لهذا الأمر نتائج ايجابية مذهلة وواسعة، حيث ستتحقق العديد من المنافع الاقتصادية الضخمة بالاعتماد على هذه التقنية اللاسلكية الجديدة، أبرزها الطفرة في اقتصاد التطبيقات في المنطقة بعد اعتماد تقنية الجيل الرابع، فقد كانت تجارب العديد من الشركات الناشئة الإقليمية مثل  فيتشر وسوق وكريم وريزيرف آوت ناجحة بشكل كبير ، وكان للعديد من الشركات الأخرى تأثير قوي في السوق.

وتشمل المزايا الرئيسية للنشر الفوري لتقنية الجيل الخامس زيادة سعة الشبكة وانخفاض تكلفة كل جيجابايت ومتطلبات حالة الاستخدام الجديدة. من المتوقع أن تأتي غالبية اشتراكات الجيل الخامس في الشرق الأوسط وأفريقيا من أسواق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتقدمة مثل المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر بينما يتزايد الزخم الكبير في جنوب إفريقيا على مستوى السوق الأفريقية.

ويتميز سوق الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بزيادة تبني تقنية الجيل الرابع المطورة، وبالتالي ستلعب المنطقة دوراً عالمياً رائداً في هذا المجال مع توقع نمو حركة بيانات الجوال بمقدار 9 أضعاف من  1.8 إلى 17 EB /شهرياً من 2018 حتى 2024) وستشهد مضاعفة اشتراكات النطاق العريض للأجهزة المحمولة إرتفاعاً (من 850 إلى 1،630 مليون من 2018 إلى 2024) ، وفقاً لتقرير إريكسون موبيليتي الشرق الأوسط وأفريقيا.

الدور الهائل للتكنولوجيا الثورية في مجال العوامل المناخية

بالإضافة إلى تحسين الكفاءة وخفض النفقات، فإن التحول الرقمي وإنترنت الأشياء يؤدي إلى خلق آثار ايجابية واسعة النطاق على حياة البشر، يعمل إنترنت الأشياء على جعل حياتنا أكثر أماناً وصحة بدءاً من المنازل الذكية وشبكات الطاقة إلى أنظمة النقل المتصلة.

يمكن أن تساعد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالتزامن مع استراتيجية الاستدامة المتكاملة للشركات على مواجهة مجموعة من التحديات العالمية. وفي حين أن القطاع الرقمي يسير على الطريق الصحيح لتخفيض انبعاثاته، حيث يمثل 1.4٪ فقط من الإجمالي العالمي، فإنه في وضع فريد للتأثير على القطاعات الأخرى.

بدأت الابتكارات الاجتماعية والتكنولوجية في التوسع بالفعل، فعلى سبيل المثال، يمكن للأساطيل المشتركة و "حسب الطلب" من السيارات الكهربائية الأكثر كفاءة في استخدام الطاقة أن تقلل من الطلب العالمي على الطاقة بنسبة تزيد عن 50 % بحلول عام 2050 مع تقليل عدد المركبات على الطريق.

على سبيل المثال، تتمثل الرؤية التي اعتمدتها دبي لعام 2030 في أن تكون نسبة 30% من وسائل النقل العام ذاتية القيادة. كما كشفت دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى عن خطط لخفض الانبعاثات والحد من التأثيرات المناخية.

يمتلك اعتماد نهج الاقتصاد الدائري القدرة على خفض الانبعاثات العالمية من الصناعة بنسبة 45% بحلول عام 2050. على الصعيد العالمي ، يمكن للصناعات الثقيلة مثل إنتاج الصلب والألمنيوم والإسمنت والبلاستيك تقليل الانبعاثات بنسبة 50 % باستخدام التقنيات والمهارات الحالية.

تعتبر تقنية الجيل الخامس العماد الأساسي لتشغيل جميع القطاعات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وكذلك في جميع أنحاء العالم - ما يقود القيمة الاقتصادية من النطاق العريض المتنقل إلى الصناعة الرقمية إلى مكافحة تغير المناخ. وهذا بدوره سيتطلب  تشكيل منظومة متكاملة للتكنولوجيا والتنظيم والأمن والشركاء على مستوى القطاع لتحقيق الإمكانات المتوقعة.

أخبار مرتبطة