إنفور تستعرض الخطوات التي ينبغي على الشركات الصغيرة اتباعها للنجاح في قطاع تجارة التجزئة عبر الإنترنت

الأربعاء 31 يناير 2018
طارق تامان، المدير العام لمنطقة الهند والشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة إنفور
دبي - مينا هيرالد:

استعرضت اليوم إنفور، الشركة الرائدة في توفير التطبيقات السحابية المتخصصة، الخطوات التي ينبغي على الشركات الصغيرة اتباعها للنجاح في قطاع تجارة التجزئة عبر الإنترنت.

وأشارت الشركة إلى أنه بإمكان أي شخص حالياً يمتلك جهازاً محمولاً التسوق من أي مكان وزمان، وبالنظر في جملة التغييرات التي طرأت على السلوك المعاصر لمشتريات المستهلك، نجد بأن 51 بالمائة من عمليات الشراء خلال العام الماضي تمت عبر الإنترنت، حيث استخدم أكثر من 90 بالمائة من المستهلكين الهواتف الذكية أثناء تسوقهم ضمن المتاجر، كما أثرت مواقع التواصل الاجتماعي على قرارات شراء 78 بالمائة من المتسوقين بطريقة أو بأخرى في جميع أنحاء العالم.

وبهذه المناسبة، قال طارق تامان، المدير العام لمنطقة الهند والشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة إنفور: "ينبغي على أية شركة مهما كان حجمها - سواءٌ كانت مؤلفة من موظف واحد، أو كانت شركة متعددة الجنسيات تتجاوز أرباحها الملايين - الأخذ بعين الاعتبار مدى تأثير عملية التحول الرقمي على مسيرة الأعمال كما نعهدها حالياً، فلم يعد السؤال المطروح الآن "متى نبتكر؟"، بل "كيف نستطيع الابتكار؟". فإذا لم يكن الابتكار الرقمي مُدرجاً ضمن استراتيجيتك الحالية، فلن تصمد شركتك لوقت طويل، وأكبر دليل على ذلك التغيرات التي تعصف بقطاع تجارة التجزئة".

ولا زال قطاع تجارة التجزئة يستند على مقولة "الابتكار أو الخروج من دائرة المنافسة"، الذي برهن على صحته على مستوى الشركات العملاقة القديمة، وأظهر قدرته على إطلاق شركات جديدة (مثل أمازون)، فالابتكار لا يكترث بحجم أو معدل إيرادات الشركة.

لذا يتوجب على الشركات الأصغر حجماً على وجه الخصوص، العاملة في قطاع تجارة التجزئة، تخصيص الأولوية للابتكار، والارتقاء بقفزة نوعية واحدة نحو العالم الرقمي، فهذه الشركات الصغيرة غالباً ما تمتلك القدرة على اكتساب واستثمار جميع الإمكانات التي توفرها عمليات التحول الرقمي. وبالاستفادة من برامج إدارة علاقات العملاء، ومواقع التجارة الإلكترونية، وعمليات التسويق المؤتمتة، ستصبح الشركات الصغيرة قادرة على المنافسة والتغلب على أكبر الشركات المنافسة، التي عادةً ما تتسم عملياتها بالتعقيد، فضلاً عن كونها تستغرق وقتاً طويلاً بسبب تقنياتها القديمة.

أما عمليات التحول الرقمي التي تغطي تجربة التسوق، والمتزامنة مع مسيرة التطور الرقمي التي تشهدها الصناعات المحيطة، فإنها ستعمل على ابتكار تجربة دائمة التغير على صعيد تجارة التجزئة.

وستتمكن الشركات القادرة على الاستفادة من التقنيات الجديدة، ضمن بيئة الشركات الصغيرة، من التغلب والتفوق على الشركات المنافسة، وذلك للنجاة من آثار موجة التغيير الشاملة التي توشك أن تعصف بجميع قطاعات هذه الصناعة. لذا ينبغي على شركات تجار التجزئة الصاعدة التفكير بشكل رئيسي بالعملاء وفقاً لاستراتيجية التغيير من الداخل نحو الخارج. وإليكم الطريقة الأمثل لتحقيق ذلك:

ضمان توفير تجربة انسيابية وسلسة

يدفعنا سلوك المستهلك الجديد إلى ضرورة إيجاد تجربة تسوق متكاملة، بحيث تكون سلسة وانسيابية ضمن المتجر وعبر المنصات الالكترونية على حد سواء، بدءاً من عمليتي الشراء والتسليم وصولاً إلى عملية الإرجاع. أما بالنسبة لصغار تجار التجزئة الذين لا يملكون تطبيقاً خاصاً للبيع بواسطة الأجهزة المحمولة، أو لا يملكون خططاً مستقبلية للبيع عبر شبكة الإنترنت، هناك العديد من الطرق التي تمكنهم من التفاعل مع المتسوقين الرقميين في يومنا الراهن. فعلى سبيل المثال، الحرص على تأمين موقع تفاعلي ذو تصميم لافت للنظر عبر الإنترنت، بحيث يمتلك آلية عرض موحدة ضمن كافة الأجهزة الرقمية.

بالنتيجة، يتوقع العملاء في يومنا هذا الحصول على خدمة مختلفة إلى حد كبير عن الخدمة التي تلقاها العملاء من 5-10 سنوات خلت، فجيل الألفية يشكل حالياً الغالبية العظمى من سكان العالم، وهذه الشريحة من المتسوقين المتمرسين باستثمار التكنولوجيا بعيدة كل البعد عن تجارب التسوق التقليدية. لذا، ينبغي العمل على توفير تجارب مخصصة من أجل جذب استقطاب هذا الجيل، فشركات تجارة التجزئة القادرة على توفير عروض متسقة ومخصصة هي الأوفر حظاً بالمنافسة، وبقوة.

كما أن تجربة التسوق السلسة والانسيابية لن تتوقف على نجاح الشركة بمزامنة أداء منصات التسوق الرقمية والمادية فحسب، لأن الخطوة النوعية والحاسمة في مسيرة نمو شركات تجارة التجزئة تتمثل في توحيد هذه آلية عمل هذه القنوات، والتي تقوم على كسر الحواجز ما بين تجارب التسوق عبر الأجهزة المحمولة، وعبر الإنترنت، وفي المتجر، بحيث تعمل كل قناة منها كنظام مستقل وموحد في نفس الوقت، مع تخصيص الأولوية لتجربة تسوق العملاء.

تخصيص كل جانب من جوانب التفاعل

عندما يتعلق الأمر بتجربة التسوق، فإن كل عميل يسعى للحصول على تجربة متميزة، لذا أصبحت آلية ابتكار الشعور بالتخصص معياراً ذهبياً في قطاع تجارة التجزئة. وباستثمار عمليات التحليل التنبؤية تستطيع الشركات توقع رغبات واحتياجات عملائها، وذلك بهدف إيجاد تجارب مخصصة يتم ضبط إيقاعها بدقة مع التفضيلات الشخصية للعميل.

وهناك ما هو أكثر من ذلك، فشركات تجارة التجزئة بدأت تستعين بالعديد من التقنيات المتطورة من أجل معرفة، وتخزين، وتحليل سلوكيات العملاء ضمن شبكة الإنترنت، وعلى أرض الواقع كذلك، فالقدرة على تتبع حركة وسلوك العملاء في جميع أرجاء المتجر يوفر لشركات تجارة التجزئة ذات المستوى من القدرات التحليلية لتجربة التسوق ضمن المتجر، تماماً كما وفرته تجربة التسوق عبر الإنترنت لهم على مدى سنوات، فحالما يتم ربط هذه البيانات بتاريخ الشراء، والتحليل السلوكي، وتوجهات السوق، ستحصل الشركة على قدرات لا نهاية لها.

تخصيص التقنيات وفق احتياجات الشركة

يجب على شركات تجارة التجزئة الصغيرة عند دخول العالم الرقمي تقفي مسار الشركات الكبيرة والناجحة، وإرساء الشراكات مع خبراء التكنولوجيا من أجل تحسين مستوى تجربة العملاء، فقد أضحت استراتيجية توطيد العلاقات التكنولوجية من التوجهات المتنامية، وهو ما الكثير من الشركات إلى إرساء شراكتها مع إنفور، فالشراكات المبتكرة والمتبادلة تتيح لشركات تجارة التجزئة تعزيز قدراتها تحت إشراف خبراء التكنولوجيا المعتمدين من ذوي الخبرة الواسعة، وذلك من أجل وضعهم على طريق المستقبل. كما أن هذه الشراكات تجمع ما بين كبار المهنيين والمختصين من قطاع الأعمال والتكنولوجيا. لذا، بات يتحتم على شركات تجارة التجزئة، من كافة الأحجام، حالياً إعادة التفكير في مسار عملياتهم، والاستلهام من النجاحات التي حققتها المنصات الالكترونية، مثل "نتفلكس" و"باندورا" كي تتمكن من معرفة ما يدور في عقل العميل المعاصر. وبتعاقد هذه الشركات مع خبراء تصميم تجربة المستخدم UX، وفرق التصميم البصري المبتكر، من أجل الارتقاء بمستوى أعمالهم نحو السحابة، ستتمكن من تلبية جميع متطلبات العملاء في زمننا هذا.

لكن من جهةٍ ثانية، يعاني قطاع تجارة التجزئة من تقلبات هائلة، ولا يوجد أي مؤشر على انخفاض هذه التقلبات في الأفق المنظور، فالتقنيات المتطورة - مثل إنترنت الأشياء، والأتمتة، والذكاء الاصطناعي AI، والطباعة ثلاثية الأبعاد - لم تعد مجرد مفاهيم أو محاولات تجريبية، فقد أضحت ترسم واقع العمليات التجارية في زمننا، فضلاً عن أن حجم الفوائد التي توفرها غير محدود، وهو ما جسدته على أرض الواقع تجربة شركة أمازون من خلال اطلاقها متجر البقالة الالكتروني الجديد، التي قضت بواسطته تماماً على طوابير الانتظار والمحاسبة في المتاجر، وجعلتها من ذكريات الماضي، وذلك بفضل تقنية الذكاء الاصطناعي والاستشعار.

خلاصة القول، إن البقاء في دائرة المنافسة على مستوى قطاع تجارة التجزئة لا يتعلق بتبني كافة التقنيات الجديدة، بل باتخاذ القرارات المستنيرة حول التقنيات الواجب استثمارها، ومعرفة الوقت الأنسب للانطلاق بهذه الاستثمارات، فالشركات الصغيرة القادرة على اغتنام الفرص التي تلوح في الأفق، وتحديد التهديدات المحتملة، وإعادة تقييم استراتيجيات أعمالها وفقاً للمعايير الرقمية ستهيمن على الأسواق في المستقبل.

أخبار مرتبطة