مشكلة التطبع في شاشات OLED تطرح مشكلة على الصعيد العالمي

الخميس 23 مايو 2019
دبي - مينا هيرالد:

لاحظ المحللون في إطار أحدث التقارير الصادرة عن مجلة ZDNet  الأمريكية المؤثرة في مجال التكنولوجيا، الانخفاض الشديد في أسعار شاشات LCD ، كما تم في الإطار ذاته إعادة طرح قضية تطبع الصورة أو احتراق البيكسل burn-in خاصة في شاشات تلفزيون OLED من LG. وتتمثل مشكلة التطبع في انعكاس الصور على الشاشة نتيجة عرض نفس الصورة أو المشهد لفترات طويلة، مما يترك بصمة "تطبع" على جهاز التلفزيون وبالتالي التأثير سلباً على تجربة المشاهدة الكلية. وعلى الرغم من أن هذه البصمات ربما تتلاشى أو تزول في بعض الأحيان، إلا أنها في كثير من الأحيان تدوم فترة أطول لتصبح ظاهرة دائمة أو شبه دائمة على الشاشة. وتعتبر هذه المشكلة من أكثر العيوب الحاسمة التقنية التي نشهدها في شاشة تلفزيون  OLED.

وإلى جانب تسليط الضوء على مشكلة شاشات OLED ، أشارت مجلة ZDNet إلى أن شركة LG Display تمتلك منظومة واسعة من الشاشات، الأمر الذي يعتبر مثيراً للقلق، حيث تنضوي أكثر من 15 شركة مصنعة كأعضاء في ما يسمى "إتحاد شاشات OLED"  "OLED Alliance"  من .إل جي  ما يعني إحتمال تجاوز مشكلة تطبع الصورة أو احتراق البيكسل لأجهزة تلفزيون OLED، لتطال شاشات أخرى من إنتاج LG Display ، وأجهزة تلفاز الشركات المصنعة المنافسة التي تستخدم شاشات العرض OLED من LG Display. وفقاً لتقارير شركة IHS Markit  المتخصصة بأبحاث السوق، تقوم ما مجموعه 15 شركة بتصنيع أجهزة تلفزيون OLED وإطلاقها في السوق العالمية، بما في ذلك  إل جي للإلكترونيات وسوني  وباناسونيك وهيسانس وفيليبس  وبانج أند أولوفسن.

وأشارت مجلة ZDNet في تقريرها : " إن السبب الرئيسي الذي يجعل مشكلة تطبع الصورة أو احتراق البيكسل في شاشة OLED من إل جي ملحوظاً على نحو واضح، هو أنه من بين الألوان التي ينبعث منها الضوء الأحمر والأخضر والأزرق (RGB) التي تتشكل منها شاشة OLED ، تتلاشى البيكسلات الزرقاء بسرعة نظراً لأن عمرها الافتراضي أقصر نسبياً. وعلى الرغم من أن شركة إل جي قد تقدم حلولاً قصيرة الأجل لمواجهة هذه المشكلة، إلا هذه الحلول تواجه تحدياً كبيراً يتمثل في زيادة متطلبات شاشات التلفاز في السنوات الأخيرة نتيجة إدخال العديد من التقنيات مثل النطاق الديناميكي العالي (HDR)  التي تحتاج لاستهلاك المزيد من الطاقة، ما يؤدي إلى اختفاء البيكسلات الزرقاء في نهاية المطاف."

ويأتي تعليق ZDNet الأخير في أعقاب العديد من التقارير التي صدرت خلال السنوات القليلة الماضية والمتعلقة بقضايا التطبع. أشار موقع RTINGS  الكندي، المتخصص في قطاع تكنولوجيا المعلومات، في مقطع فيديو على يوتيوب لايف بتاريخ أغسطس 2018، إلى أن الاختبارات العديدة التي تم إجراؤها، أظهرت بأن مشكلة التطبع بدأت بالظهور على أجهزة تلفزيون OLED بعد أقل من ثلاثة أشهر من استخدامها، وذلك إثر اختبار بث تلفزيوني استمر لمدة 4000 ساعة. بالإضافة إلى ذلك، حصلت مشكلة التطبع على أحد أجهزة تلفزيون OLED  من إل جي المعروضة خلال فعاليات أسبوع الأرض 2018 الذي نظمته  جمعية عرض المعلومات (SID) في لوس أنجلوس، والذي كان قد تم شراؤه قبل ثلاثة أسابيع فقط من الحدث.

ولم تقتصر قضية التطبع على السوق الأمريكية الأميركية فحسب، ففي مايو 2018 ، قامت شركة إل جي للإلكترونيات باستبدال جميع أجهزة تلفزيون OLED البالغ عددها ثلاثين جهازاً في الصالة 2 بمطار انشيون الدولي في كوريا الجنوبية، بأجهزة تلفزيون LCD بعد أربعة أشهر فقط من استخدامها نظراً لظهور مشكلة التطبع فيها. بالإضافة إلى ذلك، قام العديد من المستخدمين بالإبلاغ عن ظهور خط  ثابت أبيض على العديد من شاشات تلفزيون OLED حتى في وضع الإيقاف.

وعلى الرغم من محاولة إل جي للإلكترونيات طمأنة عملائها إلى أن مشكلة التطبع لا تحدث عند مشاهدة التلفزيون على النحو الاعتيادي، إلا أن عدد المستهلكين الذين يتحدثون عن تجاربهم الخاصة بمشكلة التطبع في إزدياد مستمر. إن مجرد إجراء بحث سريع باستخدام عبارة  "OLED Burn-in"  على  يوتيوب يظهر قدراً كبيراً من الانتقادات من قبل الأشخاص الذين عانوا من المشكلة، بالإضافة إلى عدد من اختبارات التطبع التي تقارن تلفزيون QLED من سامسونج بجهاز OLED  لإظهار الإختلاف بين الشاشتين في ما يتعلق بهذه المشكلة الخطيرة.

وفي حين وفرت الشركات المصنعة لتليفزيون OLED العديد من المزايا مثل "معزز البكسل" - وهي خوارزمية مصممة للتخفيف من الصور المطبعة - كوسيلة لمكافحة التطبع، إلا أن غالبية المستهلكين والخبراء رأوا في هذه المزايا حلولاً مؤقتة. وفي إطار توجهها لإتباع إجراءات فنية خاصة لضمان عدم حدوث مشكلة تطبع شاشة OLED في الصور الساطعة أو الثابتة، واجهت بعض الشركات تحديات هائلة تمثلت في ظهور صور باهتة للغاية. لاحظت شركة سوني، على سبيل المثال ، ظهور مشكلة "تعتيم" في بعض أجهزة تلفزيون. OLED ونظراً لخصائص تلفزيون OLED، فإن حل مشكلة التطبع يكاد يكون أمراً مستحيلاً ما لم يتم ضبط تقنية العرض.

وتعليقاً على القضية قال مسؤول في القطاع: " يتراوح عمر جهاز التلفزيون بين 7 إلى 10 سنوات بشكل عام، لذلك تعد المتانة مهمة جداً. لقد زاد استخدام التلفزيون على مر السنين حيث تمت تلبية الطلب المتزايد على الصور عالية الجودة - خاصةً مع إدخال خدمات OTT وخدمات البث المباشر. وفي حال لم يتم إيجاد حلول جذرية لمشكلة التطبع، فمن المؤكد بأن المستهلكين سيتوقفون عن استخدام شاشات OLED في القريب العاجل".

Search form