نصف المستشارين الماليين في دول الخليج متفائلون بمستقبل الاستشارات الروبوتية

الأحد 21 يناير 2018
جورج تريبلو
دبي - مينا هيرالد:

أشار تقرير "إرنست ويونغ" EY السنوي الثالث حول إدارة الثروات والأصول في دول مجلس التعاون الخليجي لعام 2017، إلى أن 49% من المستشارين الماليين في دول مجلس التعاون الخليجي أبدوا تفاؤلاً إزاء مستقبل حلول الاستشارات الروبوتية، رغم أن 35% منهم فقط وجدوا فيها فرصة هامة لأعمالهم في عام 2017. وفي الوقت نفسه، عبّر 22% منهم بأن الاستشارات الروبوتية تشكل تهديدًا لأعمالهم، في ظلّ التطور الكبير في مجال الاستشارات الآلية في المنطقة.

وفي تعليق له، قال جورج تريبلو، رئيس قطاع إدارة الثروات والأصول لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في EY:

"لقد أحدثت التكنولوجيا ثورة في مختلف القطاعات حول العالم، وهذا ينطبق على قطاع إدارة الثروات في دول مجلس التعاون الخليجي. وسوف يؤدي تفضيل العملاء الكبير للقنوات الرقمية،والضغوط من أجل زيادة الإيرادات، إلى دفع مدراء الثروات والأصول إلى إعادة التفكير في استراتيجياتهم وعملياتهم وتقنياتهم. وإن التكيف المبكر مع الواقع الجديد سيفتح الباب أمام فرص نموٍ مربحة في المستقبل، وسيقود القطاع أولئك الذين يسخّرون تقنية البلوك تشين، والمشورة الآلية، والذكاء الاصطناعي والعمليات الروبوتية الآلية لصالحهم. وقد مهد اتجاه المنطقة مؤخرًا نحو التركيز بشكل أساسي على التشفير الطريق لخلق مشهد حيوي للمؤسسات في المستقبل".

وقد شرعت شركات مرموقة بتقديم عروض استشارات آلية ورقمية تنافسية تتيح التفوق على الآخرين. وأطلقت بعض الشركات مستشارين روبوتيين خاصين بها، بينما تعاونت أخرى مع مزودين خارجيين، أو اشترت لاعبين مستقلين أو اكتفت بالاستحواذ على حصة صغيرة فيها.

وكشف تحليل لـ 24 من شركات إدارة الأصول والثروات بأن حوالي 60% منها قد أطلقت عروضها عبر شراكات أو قامت ببناء منصاتها الاستشارية الروبوتية الخاصة.

وأضاف جورج: "بالمضي قدمًا، نتوقع أن نرى عددًا كبيرًا من مدراء الأصول والمستشارين المستقلين يتعاونون مع شركات تقنية ماهرة وقادرة على تحسين تكنولوجيا الاستشارات الروبوتية لتصبح أكثر كفاءة مما يمكن تحقيقه داخليًا".

مدراء الثروات الرقميون يتفوقون على مدراء الثروات التقليديين

سينجح مدراء الثروات الرقميون في زيادة حصتهم السوقية بشكل كبير خلال السنوات القليلة المقبلة، ومن المتوقع أن يسيطروا على حوالي ثلث قطاع إدارة الثروات العالمية بحلول عام 2025.

ومن المتوقع أن يقوم مدراء الثروات ممن لديهم نموذج أعمال رقمي شمولي جديد، بإزاحة مدراء الثروات التقليديين من السوق بحلول عام 2025. وبالنسبة لمدراء الثروات الشموليين، الذين يوفرون استشارة استثمارية رقمية تستند إلى الأحداث اليومية وتولد قيمة حقيقة للعملاء، فسوف يشهدون قفزة في حصتهم السوقية من قرابة الصفر حاليًا إلى ما بين 20% و30% بحلول عام 2025.

وسوف تسمح الأدوات القائمة على البرمجيات لمدراء الثروات بجمع كميات ضخمة من البيانات من مختلف المزودين ومصادر المعلومات.

وسينمو سوق إدارة الثروات العالمية للعملاء الذين يستثمرون أكثر من 1 مليون دولار أمريكي (850,000 يورو) بنحو الربع، من أكثر من 55.4 تريليون دولار أمريكي الآن إلى 69.6 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2021، ما يمثل زيادة سنوية بحوالي 4.7%

استراتيجيات التواصل الاجتماعي

أصبح مدراء الثروات أكثر ابتكارًا من حيث الطرق التي يتواصلون بها مع عملائهم. ويمتلك أكثر من ثلثي المستشارين في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي اليوم استراتيجية خاصة بشبكات التواصل الاجتماعي.

وفي هذا السياق، قال جورج: "هناك تاريخياً مجموعتان رئيسيتان من العملاء في دول مجلس التعاون الخليجي لديهم أصول قابلة للاستثمار: مواطنو دول المجلس، والوافدون من أصحاب الدخل المرتفع. ومع ذلك، يبدو بأن هناك مجموعة ثالثة بدأت تظهر وتجذب مدراء الثروات والمصارف الخاصة، وهم أصحاب الثروات الصاعدون من جيل الألفية الذين يرغبون بالقيام بالأعمال بطريقة مختلفة والتواصل مع المستشارين بطريقة مختلفة أيضاً. ويشكل تطوير البنوك الرقمية دليلًا على هذا الأمر. ولكن هذا يعني أيضًا بأن الفرضيات التي تنطبق على البنوك الخاصة وشركات إدارة الثروات في الأسواق المتقدمة لا تنطبق بالضرورة على أسواق دول مجلس التعاون".

أخبار مرتبطة