قطاع التكنولوجيا يواصل قيادة الأسواق والمصارف المركزية تستمر في التأثير على العملات

الثلاثاء 20 يونيو 2017

بقلم حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM

عاد المستثمرون إلى الوقوع في غرام الأسهم من جديد، وعاد قطاع التكنولوجيا الذي كان مسؤولاً عن تراجع الأسهم خلال الأسبوعين الماضيين إلى تصدّر المشهد وجرّ الأسواق نحو الأعلى. وفجأة لم تعد التقويمات مسألة مُقلقة، في حين بات تشديد الفدرالي للسياسة النقدية أقل إثارة لقلق المستثمرين. وبدا وكأنّ مقتنصي الفرص كان ينتظرون الفرصة المناسبة للدخول إلى الأسواق. ورغم أنّ العديد من المشاركين في الأسواق اعتبروا أسهم قطاع التكنولوجيا إمّا باهظة الثمن أو شبيهة بالفقاعة، بعد أن حلق قطاع التكنولوجيا على مؤشر (S&P 500) بواقع 22% منذ بداية العام وحتى 9 يونيو/ حزيران، إلا أنّ من غير المنطقي مقارنة هذا الرالي مع انفجار فقاعة التكنولوجيا في العام 2000. والأسهم الرائدة في هذا القطاع هي آبل، وآلفابيت، وميكروسوفت، وأمازون، وفيسبوك. حيث وصلت نسبة مكرر الربحية المجمّع المستقبلي لهذه الأسهم حالياً إلى 23.5، وهو أقل من نصف الرقم المسجّل في أكبر أسهم التكنولوجيا في 2000. كما أنّ الأرصدة النقدية تبلغ أكثر من 6 أضعاف الرقم المسجّل في 2000، في حين أنّ التدفقات النقدية تبدو في وضع أفضل بكثير. ورغم أن التقويمات الحالية لا تشبه تقويمات العام 2000، إلا أنّها تظل مرتفعة بالمقارنة مع المستويات التاريخية، ولكن بما أنّ الأرباح من المتوقع أن تواصل نموّها بوتيرة سريعة، فإنّ ذلك يبرّر التقويمات العالية جداً وبالتالي أي تراجع سيُنظر إليه بوصفه فرصة للشراء. وقد أعطت تصريحات رئيس البنك الفدرالي في نيويورك ويليام دادلي دفعة للدولار البارحة. فقد بدا واثقاً بأنّ التضخّم سيعود إلى الارتفاع بما أن سوق الوظائف سيرفع الأجور نحو الأعلى. لكنّ الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو قوله بأنّه لا يبدي اهتماماً كبيراً للإشارات المقلقة من سوق السندات، والذي كان يتّخذ شكلاً مسطّحاً منذ فترة من الزمن. وكان المتداولون في الدخل السابق قد بعثوا رسائل سلبية في الآونة الأخيرة، وأكثر هذه الرسائل وضوحاً هي أنهم لا يصدّقون بأنّ مسار دورة تشديد السياسة النقدية سيستمر كما هو متوقع. ورغم أنّ عوائد سند العشر سنوات ارتفعت بعد تعليقات دادلي، إلا أنها لا تزال تشير إلى ثقة مرتفعة بالنمو الاقتصادي. وبالتالي، فإن البيانات الاقتصادية الصادرة خلال الأسبوعين المقبلين يجب أن تكون قوية بما يكفي لإقناع المستثمرين في السندات بأن الاقتصاد يسير على المسار الصحيح، ولكي يواصل الدولار صعوده. ومن المنتظر أن يتحدّث نائب رئيسة الاحتياطي الفدرالي ستانلي فيشر اليوم. فإذا كان يوافق دادلي آراءه، فعلى الأرجح أن يدخل الدولار في حالة من الرالي. وكانت مفاوضات البريكست قد بدأت يوم أمس. وقد انتهى اليوم الأول من المفاوضات بهدوء حيث اتفق الطرفان على التركيز على فاتورة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وعلى حقوق مواطني المملكة المتحدة الذين يعيشون في أوروبا وحقوق الأوروبيين الذين يعيشون في المملكة المتّحدة. وربما ستحتاج المفاوضات إلى بعض الوقت لكي تبدأ في التأثير على توجّه الاسترليني. وعوضاً عن ذلك، فإن المستثمرين سيركّزون اليوم على ما سيقوله مارك كارني رئيس بنك إنكلترا المركزي بعد أن صوّت 3 أعضاء في لجنة السياسة النقدية على رفع معدلات الفائدة الأسبوع الماضي. وتُعتبر الأسعار الآخذة بالارتفاع والأجور الآخذة بالهبوط واحداً من أكبر التحديات التي يمكن لبنك مركزي أن يواجهها، والمستثمرون بحاجة إلى قدر أكبر من الوضوح بخصوص الأدوات المتاحة لمواجهة هذه المشاكل.

Search form