المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال يوصي بالتركيز على الاستثمارات المشتركة في قطاعات التجارة والخدمات المالية واللوجستية والسياحة

الإثنين 06 نوفمبر 2017
دبي - مينا هيرالد:

أوصى المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال 2017 الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة دبي في ختام أعماله، بالتركيز على الاستثمارات في قطاعات التجارة والخدمات المالية واللوجستية والسياحة، حيث حدد رواد الأعمال الأفارقة المشاركون في المنتدى هذه القطاعات باعتبارها ذات إمكانات كبيرة للتعاون المشترك، وهو الأمر الذي يتيح لدبي مشاركة خبراتها الواسعة في هذه المجالات باعتبار هذه القطاعات من ركائز اقتصاد دبي.

وأوضح استبيان للرأي أجرته الغرفة خلال المنتدى أن 48% من المشاركين يرون قطاع التجارة كأبرز قطاع واعد للاستثمارات المشتركة يليه قطاع الخدمات المالية بنسبة 24%، وثم قطاع الخدمات اللوجستية بـ 14% والسياحة بنسبة 14%، مما يعكس أهمية الركائز الأساسية لاقتصاد دبي في توفير الخبرات اللازمة للنهوض باقتصاد القارة السمراء ومساعدته على النمو.

واجمع المشاركون على ضرورة مواجهة التحديات التي تعوق الاستثمار في القارة الأفريقية، محددين البنية التحتية كإحدى التحديات الرئيسية التي تعوق جذب المستثمرين الخارجيين، بالإضافة غلى ضرورة مراجعة السياسات المحفزة للاستثمار، وضرورة اعتماد الابتكار في المنتجات والخدمات.

واتفق الحاضرون على أهمية تسريع الخطى لتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول القارة السمراء، وذلك بما يسهم في تحويلها إلى قوة اقتصادية عالمية قادرة على النمو وتحقيق الإزدهار الاقتصادي، مشددين على مكانة دبي كبوابة عالمية وحلقة وصل تمكن مجتمعات الأعمال في جميع دول العالم من الدخول إلى أسواق الدول الأفريقية.

وشهدت دورة المنتدى هذا العام مشاركة استثنائية رفيعة المستوى من 4 رؤساء دول أفريقية، و12 وزيراً  وعدد من كبار المسؤولين  وحوالي 1500 من كبار الشخصيات الاقتصادية وصناع القرار والخبراء من 70 دولة حول العالم، لبحث آفاق الارتقاء بالواقع الاقتصادي، حيث عقد 375 اجتماع عمل ثنائي بين مستثمرين إماراتيين وأفارقة خلال المنتدى وهو الرقم الأعلى في دورة واحدة من سلسلة منتديات الأعمال العالمية.

وأشار المشاركون في المنتدى الذي نظمت فعاليات دورته الرابعة غرفة تجارة وصناعة دبي تحت عنوان: "أفريقيا الغد: جيل جديد من رواد الأعمال" وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم "دبي رعاه" أن دبي وعبر ما تمتلكه من نظرة مستقبلية وبنية تحتية متطورة تمتلك القدرة على تقديم تسهيلات كبرى تمكن الشركات الأفريقية من النجاح في أعمالها.

كما دعا المشاركون في المنتدى إلى تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين دولة الإمارات ودول المنطقة والاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة التي تشهدها الأسواق الأفريقية خلال السنوات المقبلة ولاسيما في ظل ما تشهده الكثير من دول القارة الأفريقية من تحسينات وتطور في الإجراءات التي تشجع على إيجاد بيئات استثمارية محفزة وبمعايير عالمية.

كما سلط المشاركون الضوء على الدور الكبير الذي يلعبه المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال في إبراز الفرص الاستثمارية في الأسواق الأفريقية، وتعميق وعي رجال الأعمال بالواقع الاقتصادي في دول القارة الأفريقية، وإيجاد نوع من التواصل بين مجتمع الأعمال في العالم والأسواق الأفريقية.

وقال سعادة حمد بوعميم مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي: "المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال في دورته الرابعة ومن خلال ما حظي به من مشاركة كبيرة واستثنائية من أصحاب الفخامة رؤساء الدول الأفريقية وأصحاب المعالي الوزراء وكبار الشخصيات وصناع القرار دليل على الأهمية الكبيرة للمنتدى في بحث الآفاق المستقبلية لأسواق القارة السمراء على ضوء الأوضاع الحالية، وما تشهده دول القارة والعالم بشكل عام من متغييرات اقتصادية من شأنها أن تسهم في تشكيل رؤية اقتصادية جديدة تبرز معها قطاعات استثمارية جديدة وتقدم فرصاً واعدة لمجتمعات الأعمال والراغبين في دخول أسواق القارة السمراء".

وبين سعادته أن دبي ومن خلال تنفيذها لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم "دبي رعاه" تمكنت من تعزيز حضورها في أسواق الدول الأفريقية، كما أنها وبما تمتلكه من بنية تحتية متطورة وخبرات عالمية في إدارة الكثير من مجالات وقطاعات الأعمال تشكل بوابة عالمية لدخول الأعمال لهذه الأسواق كما أنها تشكل منصة لانطلاق أعمال القارة السمراء نحو مختلف دول العالم والمساهمة في تعزيز حضورها كقوة اقتصادية عالمية كبرى.

وأوضح سعادته أنه وضمن هذه الرؤية فإن غرفة تجارة وصناعة دبي تعمل على تعزيز حضورها في الأسواق الأفريقية حيث أنها ستعمل على افتتاح مكتبين تمثيلين إضافيين في أفريقيا خلال العامين المقبلين ليصل عدد مكاتب الغرفة إلى 6 مكاتب، حيث تتطلع الغرفة إلى وسط أفريقيا كوجهة محتملة للمكاتب التمثيلية التي ستؤسس في المستقبل، الأمر الذي من شانه أن يعزز من العلاقات الاقتصادية المستدامة بين مجتمعي الأعمال في الإمارات والمنطقة من جهة ودول القارة السمراء من جهة أخرى.

وأضاف بوعميم قائلاً:" استثمرت الغرفة خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من 100 مليون درهم لتعزيز الوعي بالفرص والإمكانات في أفريقيا. ومع استمرار سياسة التوسع في القارة السمراء، نتوقع تضاعف استثماراتنا في القارة السمراء خلال السنوات القادمة نظراً لإيماننا بان المستقبل يكمن في أسواق هذه القارة الواعدة."

وشهد المنتدى كذلك توقيع اتفاقيات مهمة على هامش فعالياته التي امتدت على مدى يومي 1 و2 نوفمبر 2017، حيث وقعت وزارة المالية في دولة الإمارات على اتفاقيتين مع دولة راوندا لتجنب الازدواج الضريبي على الدخل وحماية وتشجيع الاستثمار بين البلدين، فيما تم خلال المنتدى كذلك التوقيع على اتفاقية بشأن تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين دولة الإمارات وجمهورية أوغندا.

دور كبير لرواد الأعمال في صناعة مستقبل الاقتصادي الأفريقي

وأكد المنتدى على الدور الكبير لرواد الأعمال في صناعة مستقبل الاقتصاد الأفريقي، مطالبين بتوفير جميع الإمكانات والأدوات التي تساعد الشباب من تأسيس مشاريعهم وضمان النجاح لأعمالهم كما أكد على دور القوانين التشريعية في تشجيع النمو الاقتصادي، مع ضرورة الإسراع في العمل لتحديث وتطوير التشريعات والقوانين بشكل مستمر، وبما يتناسب مع الأوضاع الاقتصادية العالمية، وبالشكل الذي يحفز على الاستثمار والتطوير الاقتصادي على جميع الصعد.

ودعا المنتدى إلى ضروة الإسراع في توفير بنية تحتية متطورة، وبما يتناسب مع حجم النشاط الاقتصادي الحالي والمستقبلي في القارة، كما دعا إلى تشجيع توظيف الابتكار والإبداع للخروج بأفكار ومشاريع خلاقة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية التي تسهم في تسريع وتيرة النمو الاقتصادي الحالي، مع الحرص على توفير الدعم في مجال السياسات، والبنى التحتية والاستثمار الأجنبي، وبما يسهم في تحقيق شركات ريادة الأعمال النجاح على المدى الطويل.

والمنتدى العالمي الأفريقي للأعمال هو جزء من سلسلة منتديات الأعمال العالمية التي أطلقتها غرفة دبي والتي تركز على القارة الإفريقية وأسواق رابطة الدول المستقلة وأمريكا اللاتينية، حيث استضافت هذه السلسة خلال دوراتها السابقة 10 رؤساء دول، و74 وزيراً وشخصية مرموقة، و5400 رئيساً تنفيذياً، وغيرهم من صنّاع القرار من 65 بلداً حول العالم.

أخبار مرتبطة