المستثمرون في حالة من الانتظار والترقب قبيل اجتماع جاكسون هول

الأربعاء 23 أغسطس 2017
حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM

بقلم حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM

سجّلت بداية هذا الأسبوع انطلاقة إيجابية لأسواق الأسهم الأميركية لتنهي تراجعاً استمرّ ليومين ودفع مؤشر (S&P 500) إلى أدنى مستوى منذ 11 يوليو/ تمّوز حيث بلغ الحجم الإجمالي للتراجعات 2.6% من الذروة التي وصل إليها عند 2.490.9 يوم 8 أغسطس/ آب. ويشير حجم التداولات الضعيف في وول ستريت إلى أن المستثمرين لازالوا غير واثقين إلى أين ستسير الأمور لاحقاً، ويبدو أن العديد من المستثمرين قد لجأوا إلى التحوّط في محافظهم من خلال إضافة بعض الذهب إليها. فوفقاً لأحدث البيانات من هيئة التداول بالعقود الآجلة للسلع، فإن صافي المراكز الشرائية ارتفع إلى أعلى مستوى منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2016. فيما سجلت صناديق المؤشرات المتداولة (ETF) للذهب تدفقات جيدة حتى الآن خلال هذا الشهر. لكن المعدن الأصفر النفيس لازال يواجه تحدّياً في اختراق حاجز المقاومة عند 1300 $ للأونصة، حيث فشل مرّتين هذا العام في كسره والصعود فوقه. وإذا تمكّن الذهب من استجماع الزخم واستطاع أن يغلق فوق مستوى 1300$ هذا الأسبوع، فإنني أعتقد أننا سنشهد ارتفاعاً إضافياً مع احتمال اختبار مستوى 1375$ تقريباً والذي سجّل في 2016.

ويبدو أن الاضطراب السياسي الذي يعصف بواشنطن سيدفع المستثمرين إلى حالة من الترقّب والانتظار في الوقت الحاضر. وسواء تعلّق الأمر بالصدامات مع كوريا الشمالية، أو الانقسامات داخل الكونغرس، أو المفاوضات المتعلقة بسقف الدين، أو القدرة على تنفيذ التدابير المنتظرة منذ زمن بعيد في مجال خفض الضرائب والتحفيز المالي، فإن هذه العوامل كلها سيكون لها دور كبير في تحديد الاتجاه الذي ستذهب إليه السوق. ولكن من الواضح بأنّ المستثمرين يتّخذون موقفاً دفاعياً منذ بعض الوقت.

ويظل الحدث الهام هذا الأسبوع هو منتدى السياسات الاقتصادية في جاكسون هول. فقد تمكّن المتداولون باليورو من دفع العملة الموحّدة إلى الارتفاع فوق مستوى 1.18 البارحة على خلفية احتمال إعلان رئيس البنك المركزي الأوروبي عن تحوّل في السياسة النقدية. منذ خمسة أعوام، وجّه دراغي خطابه الأشهر الذي ضمّنه عبارة "سنفعل كل ما هو مطلوب". وفي الاجتماع التالي للبنك المركزي الأوروبي، أعلنت خطة جديدة لشراء السندات من دول منطقة اليورو، ومنذ ذلك الوقت نشهد زيادة مضطردة في حجم التيسير في السياسة النقدية. وفي هذه المرّة ينتظر المستثمرون من دراغي أن يسير في الاتجاه المعاكس وأن يعلن عن البدء بتطبيع السياسة النقدية. ورغم أن اليورو قد احتسب جزءاً كبيراً من التحوّل في السياسة النقدية، فإن إصدار إعلان رسمي سيوفّر المزيد من الدعم. لكنني أتوقع من ماريو دراغي أن يختار كلماته بحذر شديد، وربما لن يعرض خطّة طريق واضحة بخصوص ما سيحصل تالياً. فحتى عندما يبدأ البنك المركزي الأوروبي بتطبيع السياسة، فإن ذلك سيكون بطيئاً للغاية، ولن يكون تحولاً كبيراً. وهذا هو السبب الذي يدفعني إلى الاعتقاد بحصول تراجع بسيط في اليورو عن المستويات الحالية، ولكن في ضوء قوّة بيانات منطقة اليورو مؤخراً، فإنني سأظل أفضّل استراتيجية شراء اليورو عند انخفاضه بدلا من بيعه عندما يسجّل حالات من الانتعاش والرالي.

Search form