محمد العريان يتوقع خلال المنتدى الاستراتيجي العربي استمرار الأداء القوي للدولار في 2017

الأربعاء 14 ديسمبر 2016

دبي - مينا هيرالد: أكد الدكتور محمد العريان، رئيس مجلس الرئيس أوباما للتنمية العالمية، أن هنالك توافقاً عاماً على أن الاقتصاد العالمي سيشهد نمواً بطيئاً ومستقراً في العام 2017 .
وأضاف: "إذا نظرنا إلى الاقتصادات الأكبر في العالم، التي تشكل نحو 70% من حجم الاقتصاد العالمي، نتوقع نمو اقتصاد الولايات المتحدة بـ 2.5% واليابان بـ 1.5% والصين بـ 6-7%، وخروج روسيا والبرازيل من حالة الركود التي خيّمت على اقتصاداتها في الفترة الأخيرة".
وقال العريان إن الاقتصاد العالمي اليوم على مفترق طرق، ولم يعد للمصارف المركزية الدور الكبير الذي اعتدنا عليه في ما يتعلق بتحقيق الاستقرار النقدي لحكوماتها، وأضاف: "إن العالم الذي اعتدنا عليه في تغير مستمر ومتسارع، لذا لابد للحكومات من تفعيل دور القطاع الخاص وإجراء الإصلاحات المالية اللازمة لتجنب الركود الاقتصادي والمحافظة على استقرارها قدر الإمكان".
وتابع: "معظم الأحداث السياسية التي شهدها العالم خلال 2016، كان بعيدا أشدّ البعد عن توقعاتنا، وما ذلك إلا إشارة واضحة إلى أن العالم أصبح أقل استقراراً وأصعب قراءةً وتوقعاً".
وفي حديثه حول اقتصاد الولايات المتحدة، أوضح العريان أن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأخيرة كان له ردود فعل إيجابية في الأسواق، حيث جاء ذلك نتيجة لوعوده بتشجيع النمو وإجراء الإصلاحات وتعديل الضرائب، ما انعكس على ارتفاع أسعار الفائدة كنتيجة مباشرة.
وتوقع أن يكون للولايات المتحدة ميزانية أكثر نشاطاً وأعلى إنفاقاً في العام 2017، ما ينطبق كذلك على المملكة المتحدة، مرجحاً أن يواصل الدولار الأمريكي أداءه القوي، ما قد يعني مناهضة أكبر للتجارة الحرة وميلاً أكبر تجاه الحمائية في الولايات المتحدة.
وقال العريان: "إن السوق الأمريكي على موعد مع زيادة في النمو والتضخم وارتفاع في التدفقات النقدية، نتوقع استعادة العديد من الشركات الأمريكية أموالها من الخارج وضخها في الأسواق الأمريكية، فالتحديات التي شهدها الاقنصاد الأمريكي مؤخراً لم تكن نتيجة لنقص رؤوس المال، وإنما كانت انعكاساً لتداعي مستويات الثقة لدى المستثمرين. وفي ضوء هذه السياسات المالية الجديدة، لابد من عودة هذه الأموال إلى السوق الأمريكي".
وفي سؤال حول مدى تأثير قوة الدولار الأمريكي على المنطقة العربية، أكّد العريان أن قوة الدولار سيكون لها تأثير إيجابي مباشر على منطقة الخليج بشكل عام وعلى دولة الإمارات العربية بشكل خاص، بحكم ارتباط العملة المحلية بالدولار الأمريكي، وهذا سيسهم بشكل كبير في دعم مساعي الحكومات الخليجية في تعزيز النمو وتطبيق الإصلاحات التي تم الإعلان عنها.
أما على مستوى الدول الأخرى، فأكّد العريان أن على الحكومات اتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي لتأثير انخفاض عملاتها مقارنة بالدولار، وذلك من خلال توفير عنصرين رئيسيين هما: تعزيز المرونة والمقاومة، وبناء قدرة عالية على التعافي واستعادة النشاط.
وحول موضوع النفط، قال العريان إن الالتزام باتفاق أوبك الأخير أمر في غاية الأهمية، وأضاف: "هنالك الكثير من الزخم من قِبل الدول غير الأعضاء في أوبك للمساعدة على الالتزام بالاتفاق، وقد شهدنا تعاوناً كبيراً من قِبل روسيا في موضوع خفض مستويات الإنتاج".
وفي ختام حديثه، أوصى العريان الحكومات والمؤسسات والشركات باستيعاب التغيير الكبير والمتسارع الذي يشهده العالم بشكل متواصل، وتعديل سياساتها الاقتصادية والمالية بما يضمن تحقيق النمو المطلوب.
الجدير بالذكر أن العريان يتمتّع بمكانة رفيعة المستوى في قطاع الأعمال والقطاع الحكومي على الصعيد العالمي كخبير مالي واقتصادي، حيث عمل لأكثر من 15 عاماً مع صندوق النقد الدولي. ويعدّ اليوم مصدراً موثوقاً ومعتمداً للتحليلات الاستراتيجية والاقتصادية.

Search form