وفق دراسة أجرتها أكسنتشر ثلثا الشركات الكبرى عالمياً تواجه مستويات عالية من إحلال الصناعات

الثلاثاء 06 مارس 2018
إحلال الصناعة هو حقيقة يومية تواجهها غالبية الشركات على مستوى العالم، وفقاً "لمؤشر قابلية الإحلال" الجديد من أكسنتشر
دبي - مينا هيرالد:

كشفت دراسة جديدة أجرتها أكسنتشر (المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز: ACN) أن إحلال الصناعات باتت حقيقة واقعة بالنسبة لمعظم الشركات الكبرى على مستوى العالم. وتبين الدراسة أنه بدلاً من حدوثها بشكل عشوائي خارج عن سيطرة قادة الأعمال، فإن الإحلال يحدث وفق نمط معين يمكن تحديده وفهمه والاستعداد لمواجهته.

وقامت الدراسة بتحليل أكثر من 3600 شركة تبلغ عائداتها السنوية 100 مليون دولار أمريكي على الأقل في 82 دولة وفق بعدين اثنين: المستوى الحالي للإحلال، وقابلية التعرض له في المستقبل. وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج الرئيسية، ومنها: يواجه ثلثا الشركات تقريباً (63%) مستويات عالية من الإحلال حالياً، ويظهر خمساها (44%) مؤشرات على قابلية التعرض للإحلال في المستقبل.

وفي إطار الدراسة، وضعت أكسنتشر "مؤشر قابلية الإحلال" من خلال تحليل الإحلال إلى مكوناته الرئيسية، وأخذ الباحثون بالاعتبار حضور الشركات وانتشارها في السوق، بالإضافة إلى مراقبة الأداء المالي للمسؤولين، وكفاءة العمليات التشغيلية، ومدى الالتزام بالابتكار، والدفاع عن الشركة ضد الهجمات التي تتعرض لها.

ويمكن لقادة الأعمال استخدام المؤشر لفهم موقع صناعتهم على المؤشر وسبب ذلك، حيث يتيح لهم ذلك تحديد المخاطر والفرص المتاحة، ومن ثم إعداد الاستجابة الاستراتيجية الصحيحة لمواجهتها. وقامت شركة أكسنتشر بتطبيق المؤشر على شركات في 20 قطاعاً صناعياً و98 قطاعاً فرعياً عبر أربع مراحل من الإحلال:

  • التحمل: الإحلال موجود لكنه لا يهدد استمرارية الشركة. إذ يحتفظ شاغلو الوظائف بمزايا هيكلية ويقدمون أداء متسقاً. ويمر خمس الشركات (19%)، بما في ذلك الشركات العاملة في قطاع تجارة التجزئة والإمدادات في قطاع السيارات، والمشروبات الكحولية والصناعات الكيماوية المتنوعة بهذه المرحلة.
  • الحساسية: مستوى الإحلال الحالي معتدل، ولكن شاغلي الوظائف معرضون للإحلال في المستقبل، بسبب تحديات الإنتاجية الهيكلية مثل ارتفاع تكاليف العمالة. ويمر خمس الشركات (19%)، بما فيها الشركات العاملة في قطاعات التأمين والرعاية الصحية وقطاع التجزئة بهذه المرحلة.
  • التقلب: ظهور قوي للإحلال بشكل مفاجئ وعنيف، ما يحول نقاط القوة التقليدية إلى نقاط ضعف. ومن هذه الشركات التي تمر في هذه المرحلة (25% من الشركات التي خضعت للدراسة) الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا الاستهلاكية، والخدمات المصرفية المتنوعة، وقطاع خدمات الإعلان والنقل.
  • قابلية البقاء: مستوى الإحلال ثابت ودائم؛ ومصادر الميزات التنافسية غالباً ما تكون قصيرة الأجل، مع ظهور مسببات جديدة للإحلال بشكل مستمر. وتضم هذه المرحلة أكثر من ثلث الشركات (37٪)، بما في ذلك مزودي البرمجيات والمنصات، والاتصالات السلكية واللاسلكية، ووسائل الإعلام وشركات التكنولوجيا الفائقة، وشركات تصنيع السيارات.

وقال عمر عبوش، كبير مسؤولي الاستراتيجية في شركة أكسنتشر: "التعرض للإحلال مستمر ولا مفر منه، ولكن يمكن التنبؤ به. لذلك يتعين على قادة الأعمال تحديد موقع شركتهم في مشهد الإحلال الحالي، وسرعة التغيير المحتملة. فكلما نجحوا في تكوين رؤية واضحة للتغيرات في محيطهم، كلما كان بإمكانهم التنبؤ بالفرص المتاحة لخلق قيمة من الابتكار لشركاتهم والانتقال إلى الوضع المبتكر "الجديد".

وفقاً للتقرير، فإن كل مرحلة من مراحل الإحلال تتطلب استجابة استراتيجية خاصة:

  • في حالة التحمل، يجب على الشركات إعادة هيكلة أعمالها القديمة بدلاً من التركيز على الحفاظ عليها. وهذا يعني اتخاذ خطوات حيوية للحفاظ على حسن إدارة التكاليف في أعمالها الأساسية وجعل العروض الرئيسية أكثر أهمية بالنسبة للعملاء من خلال جعلها أرخص ثمناً وأفضل جودة على سبيل المثال.
  • في حالة الحساسية، يجب على الشركات جعل أعمالها التجارية أكثر إنتاجية بغية تعزيز مكانتها وتطوير الابتكارات المستقبلية والاستفادة منها، على صعيد الشركة والمنافسين على حد سواء. فعلى سبيل المثال، ينبغي أن تسعى الشركات إلى الحد من الاعتماد على الأصول الثابتة واستثمار الأصول غير المستخدمة.
  • في حالة التقلب، تتمثل الطريقة الوحيدة لإنقاذ الشركة في تغيير المسار الحالي بشكل حاسم وحكيم. إذ يتعين على شاغلي الوظائف الحاليين إحداث تحول جذري في الأعمال الأساسية وتوسيع نطاق الأعمال التجارية الجدیدة في الوقت نفسه. ولكن إذا ما تحركوا بسرعة زائدة، فمن المرجح أن يتعرضوا لضغط مالي، وإذا ما تحركوا بسرعة أقل من اللازم، فسوف يواجهون خطر الإهمال والتأخر عن الركب.
  • في حالة قابلية البقاء، يتعين على الشركات تبني حالة ثابتة من الابتكار. وهذا يعني زيادة العروض المبتكرة للعملاء الحاليين والتوسع بقوة في الأسواق المجاورة أو الأسواق غير المطروقة من خلال الاستفادة من إعادة تنشيط الأعمال الأساسية وتمكين الابتكار.

وقال مايك سوتكليف، الرئيس التنفيذي لمجموعة أكسنتشر ديجيتال: "لكي تتمكن الشركات من تجنب الإحلال ومن ثم الانتعاش والازدهار عند حصولها، يتعين على الشركات تحويل وتنمية أعمالها الأساسية بالتزامن مع تعزيز الابتكار من أجل خلق أعمال جديدة وتوسيع نطاقها. ولا شك أن اعتماد الحلول الرقمية يعتبر جزءاً لا يتجزأ من هذه العملية. ووجدنا أنه كلما تدنى مستوى الأداء الرقمي للصناعة، كلما كانت أكثر عرضة للإحلال في المستقبل. ويمكن للتكنولوجيا الرقمية أن تساعد في جعل الشركة أكثر مرونة في أوقات الإحلال عبر سبل متعددة، سواء من خلال تحقيق نتائج أفضل من المنتجات الحالية، أو تطوير خدمات رقمية جديدة كلياً، أو خفض التكاليف".

أخبار مرتبطة