"الاتحادية للشباب" تثري معارف شباب الإمارات في قطاع ريادة الأعمال

الإثنين 28 يناير 2019
شما بنت سهيل فارس المزروعي
دبي - مينا هيرالد:

عقدت المؤسسة الاتحادية للشباب الدورة الثانية من مبادرة "أساسيات الشباب" تحت عنوان "أساسيات ريادة الأعمال" بهدف أثراء معارف الشباب في قطاع ريادة الأعمال، وتحفيزهم للبدء ، بحضور معالي شما بنت سهيل فارس المزروعي وزيرة الدولة لشؤون الشباب رئيس مجلس إدارة المؤسسة الاتحادية للشباب ومجموعة من مسؤولي قطاع ريادة الأعمال في الدولة وذلك في مقر كليات التقنية العليا – الشباب بدبي.

وتناولت الدورة التي حضرها أكثر من 1000 شاب وشابة من مختلف مناطق الدولة، أساسيات بدء الأنشطة والمشاريع التجارية، وأهم الخدمات والتسهيلات التي تقدمها مؤسسات وإدارات دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الدولة، بالإضافة لجهود دولة الإمارات في دعم شبابها ليكونوا رواد أعمال ناجحين وقادرين على تأسيس شركات ذات مستوى عالمي ومنتجات وخدمات عالية المستوى.

وبهذه المناسبة قالت معالي شما بنت سهيل فارس المزروعي وزيرة الدولة لشؤون الشباب رئيس مجلس إدارة المؤسسة الاتحادية للشباب إن دولة الإمارات لا تدخر جهد في توفير كل ما يحتاجه الشباب من مبادرات نوعية لخدمتهم ودعمهم، بهدف الوصول لأعلى درجات التمكين لشباب الإمارات.

وأضافت المزروعي "نسعى لترجمة توجهات قادة دولة الإمارات في إيجاد منصات ومبادرات تفاعلية بين شباب الإمارات وصناع القرار والخبراء في الدولة، لإثراء معارف الشباب والاستثمار في طاقاتهم ومواهبهم، والنهوض بمستوى شباب الإمارات للوصول بهم لأعلى مستويات التقدم والعطاء".

وشهدت جلسات الدورة الثانية من مبادرة أساسيات الشباب مشاركة مجموعة من صناع القرار المعنيين بدعم ريادة الأعمال في الدورة، حيث شارك فيها كلاً من الدكتور أديب العفيفي مدير البرنامج الوطني للمشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة في وزارة الاقتصاد، وموزة عبيد الناصري، المدير التنفيذي لإدارة تطوير الأعمال في "صندوق خليفة لتطوير المشاريع"، والسيد عبدالعزيز المازمي، مدير إدارة حاضنات الأعمال بمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ومحمد تاج الدين القاضي مدير عام صندوق الوطن، سعيد النوفلي مدير تطوير مشاريع بمؤسسة شراع، بالإضافة لمجموعة من الشباب أصحاب المشاريع الريادية الناجحة.

الدكتور أديب العفيفي

قدم الدكتور أديب العفيفي مدير البرنامج الوطني للمشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة في وزارة الاقتصاد، شرح عن الحكومة الاتحادية وريادة الأعمال، أشار خلاله إلى تأثير ريادة الأعمال على الاقتصاد. وأوضح العفيفي مساهمة ريادة الأعمال في زيادة الناتج الكلي للدولة، وخلق فرص العمل، وخلق طاقات انتاجية جديدة، وتحسين المستوى المعيشي، واستغلال الموارد الاقتصادية للدولة، وزيادة القدرة التصديرية، بالإضافة إلى مساهمتها في دفع عجلة النمو. وأكد العفيفي أن الدولة تتمتع ببيئة محفزة لريادة الأعمال، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 98% من المشاريع في الدولة تعتبر من المشاريع الصغيرة والمتوسطة، كما أن 49% من قيمة الناتج القومي للدولة يأتي من المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وتأتي دولة الإمارات في المرتبة الـ 26 في تقرير المؤشر العالمي لريادة الأعمال، والمرتبة الـ 11 عالمياً والأولى عربياً في قائمة مؤشر سهولة ممارسة الأعمال 2019 والمعني بقياس التنظيمات أو القوانين التي تؤثر بشكل مباشر على الأعمال.

وألقى الدكتور عفيفي الضوء على الاستراتيجية الوطنية للابتكار التي تهدف إلى تطوير الابتكار الحكومي، وإرساء بيئة محفزة للابتكار، وبناء أفراد يمتلكون مهارات عالية في الابتكار. وتركز الاستراتيجية على 7 قطاعات وطنية لتحفيز الابتكار هي، الفضاء والنقل والتعليم والصحة والطاقة المتجددة والتكنولوجيا. وأكد العفيفي على أن ريادة الأعمال تخلق فرص جديدة وتواكب حاجة السوق على المستوى الوطني. وهو ما يتحقق من خلال المبادرات الحكومية والتوجه العام للحكومة الاتحادية وقطاعات الاستراتيجية الوطنية للابتكار.

موزة عبيد الناصري

فيما تناولت موزة عبيد الناصري، المدير التنفيذي لإدارة تطوير الأعمال في "صندوق خليفة لتطوير المشاريع" شرح مراحل تطوير المشروع و التمويل. وأوضحت أن عملية تطوير المشروع تبدأ من تطوير الفكرة، ثم توفير رأس المال التمهيدي، ثم تأسيس العمل، وممارسة العمل وتحقيق النمو، وإلى أن يصل العمل إلى مرحلة النضج، ثم بعد ذلك الاستمرار والتطوير أو التراجع عن الاستمرار في العمل. كما شرحت الناصري أنواع التمويل، الذي يتمثل في التمويل الذاتي من المدخرات أو العائلة، وملائكة الأعمال من قبل الأفراد أو المؤسسات الراغبة بالاستثمار، والتمويل الحكومي من المؤسسات الحكومية التي تقدم منح أو قروض، والتمويل الاستثماري من قبل الأفراد والمؤسسات مقابل حصة في الأرباح، والقروض المباشرة من مؤسسات حكومية أو بنوك تجارية، والقروض القابلة للتحويل وهي القروض التي تتحول لاحقاً إلى حصة في حقوق الملكية، والتمويل الجماعي عن طريق مجموعة كبيرة من الممولين والمستثمرين، وأخيراً التسهيلات البنكية مثل خطابات الضمان وخطابات الاعتماد وخصم الفواتير الآجلة وغيرها. وأشارت إلى أن مراحل الأعمال تبدأ من مرحلة ما قبل الاحتضان مع توفير رأس المال التمهيدي، وتمر بمرحلة الابتكار والاحتضان أو الخسارة الأولية، ثم مرحلة جني الأرباح التي تتمثل في مرحلة النضج.

كما ألقت الناصري الضوء على ارتباط الابتكار بريادة الأعمال، وأهميته في تحقيق التميز، بالإضافة إلى دور صندوق خليف كداعم لريادة الأعمال كونه مؤسسة تنموية اقتصادية غير ربحية، وكذلك دوره في تأهيل رواد الأعمال المواطنين، وذلك من خلال حملات التوعية والتدريب والمسابقات والفعاليات والبرامج. كما أبرز دور الصندوق في إنشاء ودعم المشاريع من خلال تطوير الأفكار وتقديم الاستشارات والتمويل وتقديم الدعم ووالمشاركة في المعارض والمؤتمرات.

السيد عبدالعزيز المازمي

كما تناول السيد عبدالعزيز المازمي، مدير إدارة حاضنات الأعمال بمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة شرح عن الاستشارات القانونية و التوجيه. وأوضح المازمي أن الاستشارات القانونية والتوجيه يبدآن في خطوات تأسيس المشروع وإلقاء الضوء على الخيارات المتوفرة للشباب في إطلاق مشاريعهم. وأشار إلى خطوات تأسيس المشروع التي تبدأ بإجراء التراخيص من الاسم التجاري وعقد التأسيس واختيار الموقع والتأجير والحصول على الموافقات، وكذلك التوظيف والعمالة. كما أن هناك فرق بين أنواع التراخيص، حيث يوجد الرخصة المنزلية والرخصة المهنية والرخصة السياحية والرخصة الصناعية والرخصة التجارية. كما تناول المازمي شرح التوظيف والعمالة من قبل الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب ووزارة الموارد البشرية والتوطين، بالإضافة إلى الأشكال القانونية للترخيص التي تتضمن المؤسسة الفردية التي يملكها شخص واحد وليس شركة، وشركة الشخص الواحد محدودة المسؤولية، وشركة الأعمال المدنية المختصة بالأنشطة المهنية مثل المحاماة والطب والهندسة وغيرها من المهن، وأخيراً الشركة ذات المسؤولية المحدودة التي يمكن أن تضم من 2 إلى 50 شريك ويكون جميعهم مسؤولون عن الديون والالتزامات المالية للشركة بقدر حصة رأس المال.

  • أجل أن تكون ريادة الأعمال المحرك الرئيسي في تحقيق رؤية دبي بالانتقال إلى اقتصاد متنوع يقوده الابتكار، شرح مالك سلطان آل مالك، الرئيس التنفيذي لمجمعات تيكوم للأعمال، منظومة الأعمال في تيكوم من خلال البنية التحتية وتنمية المواهب والصناعة والبيئة التنظيمية المثالية والحوافز والخدمات. وأشار إلى دور تيكوم في إنشاء مناطق أعمال تركز على قطاعات محددة مثل مدينة دبي للانترنت ومدينة دبي للإعلام ومجمع دبي للعلوم وحي دبي للتصميم ومجمع دبي الصناعي ومجموعة أبراج الإمارات. كما تناول دور تيكوم في تحديد الثغرات في السوق لتمكين ريادة الأعمال من خلال تقديم الدعم لتأسيس مشاريع الأعمال والتوجيه والتدريب والتواصل والوصول إلى المستثمرين، وكذلك سد الفجوة عبر منصة مخصصة لرواد الأعمال والشركات الناشئة. وأوضح آل مالك المزايا المتعددة التي تمنحها مؤسسات تيكوم في تنظيم الفعاليات وورش العمل ورعاية رواد الأعمال، من أجل المشاهمة في خلق جيل جديد من رواد الأعمال يمتلك المهارات والمعرفة لمواكبة تحديات المستقبل والانطلاق في رحلة أعمال ناجحة تساهم في دفع الاقتصاد الوطني إلى الأمام.

محمد تاج الدين القاضي

وبدوره شرح محمد تاج الدين القاضي مدير عام صندوق الوطن القيم الإماراتية في الأعمال. وأشار إلى نظم مقومات الاقتصاد الإماراتي ونماذج ريادة الأعمال القديمة، مثل واحة العين ونظام الأفلاج منذ 3000 سنة والذي يعد مثال للريادة والابتكار، وكذلك صيد اللؤلؤ ودور الغواص في جلبه انطلاقاً من حبه للمخاطرة، فضلاً عن توفير هذا النشاط فرصة للتعاون والعمل الجماعي، وهو ما يعد نموذج حي لريادة الأعمال في كل العصور، بالإضافة إلى التجارة الدولية من الخليج إلى الهند وهي تمثل العلاقات الدولية واكتشاف واقتناص الفرص. وأبرز القاضي دور صندوق الوطن في دعم 10 مشاريع وإتمام 16 بحث، ودور الصندوق في تهيئة المناخ لبيئة ريادة أعمال محفزة ومبتكرة.

سعيد النوفلي

كما قدم سعيد النوفلي مدير تطوير المشاريع في مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، شرح عن البرامج والمساحاتو أبسط الوسائل لتعزيز ريادة الأعمال. وتتمثل نقطة البداية بالشغف والاهتمام، والقدرة على حل المشكلات. وبحسب النوفلي تنقسم البداية إلى ثلاث مراحل، هما مرحلة الفكرة، ومرحلة المنتج ومرحلة السوق. وتستغرق مرحلة الفكرة 3 أشهر لتقييم الأهداف واستكشاف السوق ومقابلة الزبائن المحتملين. اما مرحلة المنتج تستغرق 6 أشهر، وتنطوي على بناء المنتج وإدارته واختبار المنتج مع الزبائن وتطوير خطة العمل. وتستغرق مرحلة السوق من 6 إلى 12 شهراً وتهدف إلى تحقيق النمو الاستراتيجي والتطور الإداري وجذب الاستثمارات. كما تؤثر المسرعات في ريادة الأعمال لأي مشروع، وتشمل التدريب والاستثمار والنصح والإرشاد والنمو والسوق العالمي.

وسلط النوفلي الضوء على برامج مركز الشارقة لريادة الاعمال (شراع) والتي تتضمن، مختبر الأفكار، والحاضنة – بناء المنتج، والحاضنة – دخول السوق، والمسرعات، كما استعرض عدد من شركات التكنولوجيا الناشئة المدعومة من قبل شراع.

الجدير بالذكر أن مبادرة «أساسيات الشباب 101» تعمل على بناء أساس معرفي لدى شباب الإمارات حول مختلف المواضيع والتوجهات المستقبلية، إيماناً من حكومة المستقبل بأن الشباب هم ذخر الوطن وساعده الباني، إلى جانب تمكين الشباب عبر رفدهم بالمعارف والمعلومات عن حكومة دولة الامارات من خلال اطلاعهم على مقاطع تفاعلية مصورة تتعلق بشتى قطاعات العمل في الدولة.

أخبار مرتبطة