ديوا تطور أول مؤسسة ذاتية التحكم للطاقة المتجددة عالميًا ضمن مبادرة "دبي 10X"

الأربعاء 14 مارس 2018
دبي - مينا هيرالد:

نجحت مؤسسة دبي للمستقبل من خلال مبادرة "دبي 10X" وبالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه دبي "ديوا" في تطوير أول مؤسسة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقديم الخدمات الرقمية، من خلال مشروع "ديوا الرقمية" والذي يُعتبر أول مؤسسة ذاتية التحكم للطاقة المتجددة يتم تطويرها عالميًا، حيث تعتزم "ديوا" على إحلال وتغيير النموذج التشغيلي للمؤسسات الخدماتية، والتحوّل إلى أول مؤسسة رقمية تعتمد على أنظمة ذاتية التحكم للطاقة المتجددة وتخزينها، والتوسع في استعمال الذكاء الاصطناعي وتقديم الخدمات الرقمية.

ويعد مشروع "ديوا الرقمية" واحد من 26 مشروع قدمتها 24 جهة حكومية في دبي ضمن مشاركتها في مبادرة "دبي 10X" والتي اعتمدت من قبل سمو الشيخ  حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، حيث قامت لجنة متخصصة تضم نخبة من الخبراء والمختصين في مرحلة سابقة بدراسة ومراجعة أكثر من 160 فكرة تم تلقيها للمشاركة في المبادرة من 36 جهة في أقل من 365 يوماً.

وستطبق الهيئة من خلال هذا المشروع نموذجاً رائداً للمؤسسات الخدماتية، والتي ستستند على الابتكار في مجالات الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة والذكاء الاصطناعيّ والخدمات الرقمية، كما تعتزم الهيئة إحلال وتغيير النموذج التشغيلي للمؤسسات الخدماتية والتحوّل إلى أول مؤسسة رقمية على مستوى العالم بأنظمة ذاتية التحكم للطاقة المتجددة وتخزينها والتوسع في استعمال الذكاء الاصطناعي وتقديم الخدمات الرقمية.

وقال سعادة، سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: "نستلهم رؤيتنا من توجيهات سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، ونسعى باستمرار على تطبيق الاستراتيجيات والخطط والبرامج الوطنية الطموحة في إطار الوصول إلى تحقيق أهداف "مئوية الإمارات 2071"، التي شكلت برنامج عمل حكومي طويل الأمد وترسم الخطوط العريضة لبناء مستقبل الإمارات. كما اعتمدنا الابتكار ضمن رؤية الهيئة وذلك إيماناً بأن الابتكار يعد أولوية لتطوير خدماتنا ومبادراتنا وأساساً لتطوير الاستراتيجيات وخطط العمل، ونعتمده ركيزةً أساسية للتطوير والتحسين المستمر لتعزيز تنافسية الهيئة في جميع مجالات الابتكار المتعلقة بأعمالها عبر مواكبة الثورة الصناعية الرابعة، والاستفادة من التقنيات الإحلالية في مختلف المجالات، ومن ضمنها تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات وانترنت الاشياء والطباعة ثلاثية الأبعاد، ودعم مبادرة "دبي 10X" التي تشكل منهج عمل لحكومة دبي للانتقال بالإمارة نحو ريادة المستقبل، وجعلها تسبق مدن العالم بعشر سنوات عبر الابتكار الحكومي . وسنستمر في الابتكار لتحقيق مبتغانا في بناء أول مؤسسة رقمية على مستوى العالم بانظمة ذاتية التحكم للطاقة المتجددة وتخزينها، والتوسع في استعمال الذكاء الاصطناعي، وتقديم الخدمات الرقمية، وتأسيس نموذج جديد ريادي وعالمي في دبي".

وأضاف سعادته: "يركز مشروعنا على تقديم تجربة جديدة للمؤسسات الخدماتية في دبي والعالم المتخصصة في مجالات الطاقة الشمسية، وتخزين الطاقة، والتحكم الذاتي واستخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية لجعل دبي نموذجاً عالمياً في الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر عبر تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة الإحلالية كالذكاء الاصطناعي، والطائرات الروبوتية، وتخزين الطاقة، والبلوك شين، وإنترنت الأشياء وغيرها".

وتعمل الفرق المسؤولة في الهيئة على تنفيذ هذا التحول بالاعتماد على تقنيات إحلالية مُبتكَرة لتعزيز تجربة المواطنين والمقيمين والزائرين في دبي.

أربعة محاور

تشمل المبادرة أربعة محاور لتقديم تجربة جديدة للمؤسسات الخدماتية في دبي والعالم، حيث يرتكز المحور الأول "الطاقة الشمسية" على زيادة استخدام الطاقة الشمسية في دبي لتشغيل 75% من الشبكة بالطاقة النظيفة بحلول 2050 والذي يسهم في تعزيز دور دبي وريادتها العالمية في مجال الطاقة الشمسية، حيث يتضمن هذا المحور عدة مبادرات فرعية ترتكز على تطوير تقنيات جديدة للطاقة.

ستعمل ضمن هذا المحور "ديوا الرقمية" مع شركات تعتمد نظام المنتج المستقل مثل "أكوا باور"، ومصدر، وجامعات ومراكز بحثية ومؤسسات عالمية متخصصة مثل شركة "TUV" العالمية، والمركز الوطني للطاقة المتجددة في إسبانيا (Cene، شركة فراونهوفر)، المختبر الوطني للطاقة المتجددة (NRE، شركة Ghenova)، جامعة الإمارات العربية المتحدة، معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، جامعة ستانفورد، وجامعة خليفة. وسينصب التركيز خلال عام 2018 على تطوير عمليات التشغيل والإدارة لآثار الغبار على الألواح الشمسية، والإشعاع الشمسي، والبيانات الضخمة، وتقييم أداء النموذج.

تسعى "ديوا الرقمية" من خلال المحور الثاني "تخزين الطاقة" إلى تشغيل شبكة طاقة متجددة تستخدم تقنيات تخزين طاقة مبتكرة. وهو يشتمل على خمس مبادرات فرعية هي محطة توليد الكهرباء بالطاقة المائية المخزنة في حتا كأول محطة كهرومائية لتوليد الكهرباء بالطاقة المائية المخزنة في المنطقة، وجزيرة تخزين الطاقة الكهرومائية، ومحطة الطاقة الشمسية المركزة كأكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في المنطقة مع التخزين الحراري على مدار 24 ساعة، وانتاج المياه باستخدام الطاقة الشمسية النظيفة، وبطاريات تخزين الطاقة حيث تعمل الهيئة على بناء منشأة أبحاث عالمية تشمل مختبر تكامل الشبكة الذكية للقيام بالاختبارات والمقارنات المعيارية عن مختلف تقنيات تخزين الطاقة ولتوفير معلومات ذات أهمية عن أفضل الطرق لتكامل وضبط وتشغيل أنظمة تخزين الطاقة، وستتعاون "ديوا الرقمية" ضمن هذا المحور مع مؤسسات الكهرباء مثل الشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو) وشركة "إنيل" و"EDF"، والشركات الصانعة مثل شركة تيسلا، وشركة (NGK)، IK4 Research Alliance، AMPLEX، Acwa ومراكز البحوث والشركات الاستشارية العالمية مثل المختبر الوطني للطاقة المتجددة وستانفودر. وقد أنهت الهيئة المرحلة التجريبية الأولى في 2017 بنجاح من خلال تخزين الطاقة بقدرة 7 كيلووات بشكل تجريبي باستخدام بطاريات ليثيوم للاستخدام السكني.  وسيتم خلال العام الجاري العمل على تنفيذ مشروع لاستخدام البطاريات لتخزين 2 ميجاوات في محطات الطاقة، كما سيتم تطبيق 6 منصات اختبار رقمية بقدرة 250 كيلووات لاختبار تقنيات ESS، التي تعد منصة تطوير لتكامل شبكة تخزين الطاقة.

ومن خلال المحور الثالث "الذكاء الاصطناعي" ستكون دبي أول مدينة تقوم بتوفير خدماتها للكهرباء والمياه بالإعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي. وسيقوم هذا المحور تحت اسم "رمّاس" بتوسيع نطاق استخدامات أنظمة الذكاء الاصطناعي – رماس – لتشمل جميع العمليات التشغيلية بهدف رفع سعادة المتعاملين، ورفع الكفاءة والإنتاجية. من خلال هذا المحور ستقوم الهيئة بإطلاق أجهزة وخدمات ذاتية التعلم لتعزز تجربة المتعاملين، ودعم خدمات الموظفين، وتحسين الإنتاجية، بما في ذلك تحسين العمليات الرئيسية للشبكة. وسيتم تنفيذ مشروع "رمّاس" من خلال ثلاث مبادرات فرعية هي: الذكاء الاصطناعي للمتعاملين، والذكاء الاصطناعي للموظفين، والذكاء الاصطناعي للأنظمة. وتشمل قائمة الشركاء الحاليين والمحتملين ضمن هذا المحور: "مايكروسوفت"، "أي بي أم واتسون"، و"غوغل"، ومركز بحوث الذكاء الاصطناعي (ديب-مايند).

 وقد تم البدء في المشروع مع بداية العام 2017 من خلال خارطة طريق لخدمات الذكاء الاصطناعي تغطي مختلف فئات المتعاملين وتتوائم مع محاور الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي. وقد تم اطلاق مبادرة الهيئة في هذا المجال "رماس"، والتي تعد أول خدمة حكومية تعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي يمكنها الرد باللغتين العربية والإنجليزية. وتتوفر هذه المبادرة على عدة منصات تشمل التطبيق الذكي للهيئة، وموقع الهيئة الإلكتروني، ومنصة جوجل للذكاء الاصطناعي (Google Assistant) وأنظمة أليكسا، وموقع فيسبوك، والروبوتات. كما أنها تعزز تجربة المتعاملين بقدرتها على التعلم من خلال التجربة والتعامل مع المتعاملين.  

والمحور الرابع "الخدمات الرقمية" ستمكن "ديوا الرقمية" من توسيع خدماتها الرقمية عبر إطلاق منصة رقمية تدعى "مورو" تقدم خدمات استضافة وتخزين البيانات، وإدارة الخدمات الرقمية في الفضاء السحابيّ. ويتخطى هذا المحور تقديم الحوسبة السحابية، ليقدم خدمات معيارية عالمية وحلول متعددة من مكان واحد وفق أعلى مستويات الجودة، بالإضافة إلى تعزيز تجربة المتعاملين. وسيتضمن مركز البيانات مبادرات فرعية: خدمات الاستضافة، والخدمات السحابية، وخدمات إدارة الأعمال. وتشمل قائمة الشركاء الحاليين والمحتملين في هذا المحور: شركة "ديل تكنولوجيز"وشركة "فيرتشو ستريم"، و"إس إيه بي"، و"مايكروسوفت"، "سيمنز"، و"جنرال إلكتريك".

وستصبح منصة البيانات التي سيتم إطلاقها قريباً، مركزاً عالمياً يقدم خدمات مراكز البيانات وإدارة حلول الأعمال للشركات الحكومية والخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة.

حلول استباقية

 وقال سعادة خلفان بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل: "من خلال التواصل مع الجهات الحكومية ومبادرة " دبي 10X" نسعى لتحقيق أهداف الدولة الخاصة بمئوية الإمارات "2071"، وترجمة حقيقية لرؤية صاحب السمو الشيخ  محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" في تحسين جودة الحياة داخل الإمارات واستغلال كافة الأدوات التكنولوجية الحديثة في تقديم خدامات أكثر ذكاءً وأكثر إنسانية لكل قاطني دولة الإمارات، وتصديرها للعام أجمع"

وأضاف بلهول "بفضل التوجيهات الحكيمة للقيادة الرشيدة في الدولة، أصبح للإمارات دوراً رئيسياً عالمياً في مجال الطاقة، وتحقيق أهداف الاستدامة ونشر تقنيات الطاقة المتجددة، ولذا جاءت مبادرة "ديوا " لترسيخ تلك المبادئ وتوفير أول مؤسسة عالمية تساهم في ذلك مستفيدة من تكنولوجيا المعلومات وأدوات الذكاء الاصطناعي".

تدير مؤسسة دبي للمستقبل مبادرة "دبي 10X" تحت قيادة سمو الشيخ  حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، وسمو الشيخ  مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، والتي تهدف إلى تمكين الجهات الحكومية في إمارة دبي من استباق العالم في القطاعات كافة، وجعل دبي مدينة المستقبل من خلال إعادة صياغة وصناعة مفهوم وأساليب عمل الجهات الحكومية وتطبيق اليوم ما ستطبقه مدن العالم بعد عشر سنوات.

حيث تتعاون الجهات والهيئات الحكومية في تطبيق وتنفيذ المشاريع مع شركات الابتكار والتكنولوجيا والمؤسسات المهنية تماشيا مع توجه صاحب السمو الشيخ  محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" لجميع الجهات الحكومية في دبي أن تطبق اليوم ما ستطبقه مدن العالم بعد عشر سنوات عند إطلاقه مبادرة “دبي 10X” في الدورة الخامسة من القمة العالمية للحكومات، العام الماضي.

أخبار مرتبطة