في إطار حرصها على تعزيز الإبداع والابتكار وترسيخ ثقافة الابتكار المؤسسي للارتقاء بالعمل الحكومي إلى أعلى المستويات، استضافت هيئة كهرباء ومياه دبي "منتدى هايب لمدراء الابتكار" بالتعاون مع شركة "هايب انوفيشن" العالمية، وذلك في مبنى الهيئة المستدام في منطقة القوز. شارك في المنتدى نخبة من الخبراء والمختصين في مجال الابتكار في المؤسسات الكبرى من مختلف أنحاء العالم لتبادل الرؤى والخبرات وأفضل الممارسات وقصص النجاح في مجال الابتكار.
افتتح المنتدى سعادة/ سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، بحضور سعادة الدكتور أحمد النصيرات، المنسق العام لبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، وعدد من مسؤولي هيئة كهرباء ومياه دبي، وشركة "هايب انوفيشن".
في كلمته الافتتاحية، رحب سعادة الطاير باستضافة المنتدى في مبنى هيئة كهرباء ومياه دبي المستدام، الذي يعد أول مبنى حكومي مستدام في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأكبر مبنى حكومي في العالم يحصل على التصنيف البلاتيني الخاص بالمباني الخضراء وفق مقياس "الريادة في الطاقة والتصميم البيئي(LEED) .
وقال سعادة الطاير: "تولي القيادة الرشيدة في دولة الإمارات أهمية بالغة للابتكار، وتهدف الاستراتيجية الوطنية للابتكار التي أطلقها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، إلى جعل دولة الإمارات من بين الدول الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم. كما تسعى استراتيجية دبي للابتكار، التي اعتمدها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي لحكومة دبي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، لجعل دبي المدينة الأكثر ابتكاراً في العالم".
وتابع سعادته: "يقول سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله: "المستقبل لا يأتي إلينا بل نحن من نستشرفه ونشكله ونمسك زمام المبادرة في ابتكار تقنياته وتوظيفها لتحقيق التنمية والتطور وبناء اقتصاد قائم على المعرفة". وتدعم هيئة كهرباء ومياه دبي جهود القيادة الرشيدة لترسيخ مكانة دولة الإمارات كمنصة محفزة للابتكار، وبيئة حاضنة للمبدعين، حيث تتبنى الهيئة استراتيجية متكاملة لتحفيز وتطبيق الأفكار والمقترحات الإبداعية والبرامج البحثية في مجالات الطاقة، والطاقة المتجددة، والمياه. وقد أضفنا الابتكار إلى رؤية الهيئة ورفعنا أهمية محور الابتكار إلى 40% في خطتنا الاستراتيجية للعام 2021. كما أعددنا استراتيجية متكاملة للابتكار لدفع عجلة الابتكار المؤسسي وتمكين الهيئة من تحقيق رؤيتها بأن تصبح مؤسسة مستدامة مُبتكِرة على مستوى عالمي".
وأشار سعادة الطاير إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي تعمل على تعزيز ودعم المسار الاستراتيجي المتكامل المنبثق من أجندة دبي المستقبل لإنشاء أكبر مسرعة أعمال حكومية في العالم، وفق منهج واضح ومتكامل ركيزته الابتكار واستشراف المستقبل، ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة، والاستفادة من التقنيات الإحلالية. وتعمل الهيئة من خلال مركز الابتكار في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، والذي يعد أكبر مشروع للطاقة الشمسية (في موقع واحد) في العالم، على صقل القدرات الوطنية في مجال الطاقة، وأطلقت الهيئة مركزاً للبحوث والتطوير في المجمع بمجموع استثمارات تصل إلى 500 مليون درهم. كما أطلقت الهيئة برنامج "الإلكترونات الحرة"، مسرّع الأعمال الدولي مع ائتلاف يضم ثماني مؤسسات عالمية وأكثر من خمسة وعشرين من أهم مسرعات أعمال الطاقة النظيفة في العالم، وتنفذ الهيئة مشاريع مع ثلاث شركات ناشئة لتطوير تقنيات متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والطاقة الشمسية وغيرها.
وأضاف سعادة الطاير: "تطلق الهيئة العديد من المسابقات لتحفيز الابتكار والإبداع على المستويات المحلية والعالمية، وتتبنى مبادرات رائدة منها "المسابقة العالمية للجامعات لتصميم الأبنية المعتمدة على الطاقة الشمسية"، والتي تستضيف دبي دورتين متتاليتين للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا عامي 2018 و2020، وتبلغ القيمة الإجمالية للجوائز أكثر من 10 ملايين درهم، ومسابقة "خبير التطبيقات الذكية" لطلبة الجامعات وجائزة الإبداع في البحث العلمي لطلبة الجامعات، ومسابقة الروبوتات لطلبة المدارس وغيرها. وتعمل الهيئة على تشجيع الطاقات الإبداعية لموظفيها من خلال توفير بيئة عمل إيجابية ومحفزة. ويعمل فريق الابتكار في الهيئة على تطوير المبادرات والمشاريع المبتكرة بهدف تحسين الخدمات المقدمة للمتعاملين. وقدم الفريق عدداً من الأفكار والتقنيات المبتكرة التي ستسهم في تغيير مشهد الطاقة على المستوى العالمي، وحصدت المشروعات المبتكرة التي قدمها موظفو الهيئة العديد من الجوائز العالمية، منها فكرة ابتكرها فريق توزيع الطاقة لتطوير مواد من البيئة المحلية تغطية وردم كابلات الجهد المتوسط، الأمر الذي ساهم في تعزيز كفاءة الكابلات وتقليل درجة حرارتها، وإطالة عمرها الافتراضي. وقد أسهمت هذه الفكرة في تعزيز كفاءة كابلات الجهد المتوسط بنسبة تتراوح بين 9 إلى 18%، وتحقيق وفورات مالية تقدر بين 8.5 إلى 12.1 مليون درهم لكل محطة توزيع رئيسية. كما ابتكر موظفو الهيئة "نظام الفصل الذكي علي حرائق الجهد المنخفض"، لإخماد الحرائق في محطات التوزيع باستخدام نظام استشعار يوفر معلومات مبكرة عن الأعطال لتلافي حدوث الحرائق في محطات الكهرباء. وأسهمت هذه الفكرة في تحقيق وفورات مالية للهيئة بلغت قيمتها أكثر من مليون درهم.
واختتم سعادة الطاير كلمته بالقول: "تواصل هيئة كهرباء ومياه دبي جهودها في تبنّي وتطبيق ثقافة الإبداع والابتكار ضمن مبادراتها ومشاريعها، ودعم مبادرة (دبي 10X) والتي تشكل منهج عمل لحكومة دبي للانتقال بالإمارة نحو ريادة المستقبل، وجعلها تسبق مدن العالم بعشر سنوات عبر الابتكار الحكومي وإعادة صياغة المفاهيم التقليدية لآليات العمل لتتناسب مع التغيرات التي يشهدها العالم، لتضع مدينة دبي في مقدمة المدن التي لا تستشرف المستقبل فحسب، وإنما تصنعه".
