محمد بن راشد ومحمد بن زايد وعدد من قادة الدول يشهدون الدورة التاسعة من القمة العالمية لطاقة المستقبل خلال حفل افتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة

الثلاثاء 19 يناير 2016

أبوظبي - مينا هيرالد: شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، "رعاه الله"، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، اليوم الدورة التاسعة من القمة العالمية لطاقة المستقبل، إحدى الفعاليات الرئيسية ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة.

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي خلال حضوره القمة على سعي الإمارات العربية المتحدة لتحقيق التنوّع الاقتصادي المستدام كجزء من "رؤية الإمارات 2021"... موضحاً سموه أن الدولة تحت القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، "حفظه الله"، ملتزمة بالمساهمة في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة من خلال تطوير ونشر تقنيات الطاقة المتجددة.

وأشار سموه إلى أنّ أسبوع أبوظبي للاستدامة يُعد منصة رئيسية لتعزيز الشراكات الدولية التي من شأنها دفع عجلة الابتكار وتحقيق الازدهار على المدى البعيد لدولة الإمارات العربية المتحدة والمجتمع الدولي بأسره. وأشاد سموه بالدور الذي تضطلع به "مصدر" في تعزيز ريادة دولة الإمارات في قطاع الطاقة ككل ولاسيما المتجددة منها في أقل من عقد من الزمن، وباتت اليوم لاعباً أساسياً في قطاع الطاقة المتجددة الدولي.

وانطلق حفل الافتتاح بكلمتين رئيسيتين لكل من فخامة الرئيس المكسيكي إنريكه بينيا نييتو ومعالي بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، جاء ذلك عقب كلمة ترحيبية ألقاها معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة ورئيس مجلس إدارة "مصدر".
وقال فخامة الرئيس المكسيكي إنريكه بينيا نييتو، ضمن كلمته خلال الحفل:" إن من أكبر التحديات التي تواجه العالم اليوم هي تأمين ما يكفي من الطاقة النظيفة لتلبية الطلب المستقبلي عليها. كما وتواجه جميع دول العالم آثار تغير المناخ، وبالتالي فإن الحد من تداعيات هذه الظاهرة تعد مسؤولية عالمية".
وأضاف فخامته:" لدى المكسيك التزامات تجاه البيئة. وقد اتخذنا قرار الانتقال إلى أنواع الوقود قليلة الانبعاثات الضارة، واعتماد الطاقة المتجددة. وفي اعتقادنا أنه من الممكن تأمين نظام مناخي جديد، دون إعاقة النمو الاقتصادي والاجتماعي. وتعد أبوظبي من خلال "مصدر"، مثالاً حياً على ما يمكن أن يقدمه الابتكار لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي المستدام".
ومن جانبه شدد معالي الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته على الحاجة إلى تحويل الإرادة السياسية إلى إجراءات عملية فاعلة في مجال الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة، في إطار الجهود الدولية للتصدي لتغير المناخ. وأشاد معاليه بالدور الريادي الذي تقوم به دولة الإمارات في مواصلة حشد الدعم السياسي في أعقاب اتفاق باريس التاريخي حول المناخ والذي جرى توقيعه في ديسمبر الماضي.

وقال معاليه: "لدينا رؤية وأهداف وإرادة سياسية. ولدينا كذلك فرصة للحد من الفقر والتصدي لتداعيات تغير المناخ. والطاقة النظيفة هي المفتاح لإنجاز ذلك. فالطاقة المستدامة هي الخيط الذي يربط النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية وجهودنا لمكافحة تغير المناخ.

وأضاف معاليه:" أن الإمارات العربية المتحدة من خلال "مصدر" تشكل خير مثال على الإجراءات العملية الواجب على القطاعين العام والخاص اتخاذها. أهنئ أبوظبي على جمع هذا العدد الكبير من الشركاء بما في ذلك قادة العالم ".

وباعتباره أول حدث عالمي رفيع المستوى حول التنمية المستدامة بعد اتفاق باريس للمناخ، سيبحث المشاركون في أسبوع أبوظبي للاستدامة كيفية ترجمة الأهداف الطموحة لاتفاق باريس وأجندة التنمية المستدامة 2030 إلى سياسات عملية واستثمارات وحلول تكنولوجية مبتكرة مع التركيز على تحديد إجراءات يمكن تنفيذها من قبل القطاعين العام والخاص.

وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة ورئيس مجلس إدارة "مصدر": "إن تحقيق التنمية المستدامة وتلبية الاحتياجات العالمية المتنامية من الطاقة لا يمكن تأمينها من مصدرٍ واحدٍ، بل علينا خلق مزيج متوازن يضم جميع مصادر الطاقة التقليدية والجديدة. ومن هذا المنطلق، أعطت القيادة في دولة الإمارات الأولوية لجهود تنويع كل من الاقتصاد ومصادر الطاقة بصفتها الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة.

وأضاف معاليه: "إننا اليوم أمام فرصة تاريخية سانحة لإحراز تقدم ملموس في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتهيئة الظروف والإمكانات الاقتصادية التي يمكن أن تدفع مسيرة التنمية المستدامة لأجيال المستقبل. ومن خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة، يمكننا أن نبدأ ببناء جسور العمل المشترك بين الحكومات والقطاع الخاص لخلق شراكات قوية ودائمة للتصدي لتحديات التنمية المستدامة التي تواجهها دول العالم كافة. لذلك فنحن جميعاً اليوم مطالبون بأن نتحلى بالشجاعة والجرأة والطموح، وبأن نستثمر الفرصة التاريخية لاجتماعنا في أسبوع أبوظبي للاستدامة من أجل تضافر الجهود في سبيل النهوض بالاقتصاد العالمي وإرساء الأسس المتينة للمستقبل المستدام".

ويُعد أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي تستضيفه "مصدر"، مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة، أكبر تجمع في الشرق الأوسط يجمع اللاعبين الرئيسيين الدوليين في القطاع ويركز على التصدي للتحديات المترابطة لأمن الطاقة والمياه والتنمية المستدامة ومخاطر تغير المناخ. ومن المتوقع أن يستقطب الحدث ما يزيد عن 33 ألف مشارك وأكثر من 80 من قادة الحكومات والوزراء وحشد كبير من الزوار يمثلون أكثر من 170 دولة، حيث سيشاركون في الحوارات السياسية والمؤتمرات والمعارض والفعاليات التي يستضيفها أسبوع أبوظبي للاستدامة 2016.

ويوفر أسبوع أبوظبي للاستدامة منصة رائدة لتعزيز التعاون بين جميع الأطراف واتخاذ قرارات جريئة من شأنها أن تسرع من وتيرة تطوير ونشر الحلول المستدامة من أجل تلبية التطلعات الاقتصادية للأجيال المقبلة ومواكبة النمو السكاني المتسارع في العالم.

ويسلط أسبوع أبوظبي للاستدامة الضوء على ريادة دولة الإمارات في معالجة قضايا الاستدامة، مثل الابتكار والأمن المائي، كما يساهم في تعزيز مكانة أبوظبي مركزاً دولياً للطاقة والتنمية المستدامة. ويوفر هذا الحدث العالمي منصة مثالية لنشر الوعي وتحفيز النقاش والعمل على إيجاد حلول فعالة لتحديات الاستدامة، بما في ذلك كفاءة الطاقة والمحافظة على المياه وإعادة تدوير النفايات.

ويركز أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي تستضيفه "مصدر" مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة وتستمر فعالياته لغاية 23 يناير، على محاور رئيسية، تشمل تطوير السياسات، والقيادة، وتعزيز الأعمال ونشر التوعية والبحوث الأكاديمية.

وتعد القمة العالمية لطاقة المستقبل، التي تقام ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، أبرز حدث عالمي يعنى بالطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة والتقنيات النظيفة، ويغطي برنامج القمة التي تستمر أربعة أيام مجموعة من المحاور الرئيسية بشأن الطاقة النظيفة، ويتخللها جلسات نقاش حول مستقبل الطاقة العالمية في ظل انخفاض أسعار النفط، وتمويل مستقبل الطاقة، ومشاريع الطاقة الشمسية الجديدة في الشرق الأوسط، وتغير المناخ.

وتشمل فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة أيضاً، القمة الدولية الرابعة للمياه، ومعرض إيكوويست الثالث؛ والحفل السنوي الثامن لتوزيع جائزة زايد لطاقة المستقبل، والدورة الأولى لحفل توزيع جوائز برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار.

أخبار مرتبطة