تقرير الاتحاد الدولي للنقل الجوي : ارتفاع عدد حوادث الطيران في العالم خلال 2018

الأحد 24 فبراير 2019
دبي - مينا هيرالد:

أصدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" تقريره الخاص بأداء السلامة في قطاع الطيران التجاري لعام 2018؛ وأظهرت بياناته تحسّناً مستمراً في معايير السلامة على المدى الطويل، مع ارتفاع في عدد حوادث الطيران مقارنة بعام 2017.

  • بلغ المعدل الإجمالي لحوادث الطيران[i] (مُقاساً بعدد الحوادث في كل 1 مليون رحلة) 1.35، ليعادل حادثة واحدة لكل 740 ألف رحلة جوية. وشكّل ذلك تحسّناً من حيث معدل الحوادث البالغ 1.79 خلال فترة السنوات الخمس الماضية (2013-2017)، إلا أنه يعتبر تراجعاً بالمقارنة مع الأداء القياسي 1.11 في عام 2017.
  •  بلغ معدل حوادث الطائرات النفاثة في عام 2018 (مُقاساً بالأضرار الجسيمة التي لحقت بهيكل الطائرة لكل 1 مليون رحلة جوية) 0.19، وهو ما يعادل حادثة واحدة لكل 5.4 مليون رحلة جوية. وشكّل ذلك تحسّناً على المعدل الذي شهدته السنوات الخمس الأخيرة (2013-2017) عند 0.29، دون أن يصل إلى معدل عام 2017 عند 0.12.
  •  وقعت 11 حادثة مميتة ذهب ضحيّتها 523 شخص من الركاب وأطقم الطائرات. ويمكن مقارنة ذلك مع معدل الحوادث المميتة 8.8 التي وقع ضحيتها ما يقارب 234 حالة وفاة سنوياً على مدى السنوات الخمس السابقة (2013-2017)، حيث شهد القطاع في العام 2017 وقوع 6 حوادث مميتة سقط ضحيتها 19 شخص، لتسجل مستوى قياسياً منخفضاً. كما أدت إحدى الحوادث في عام 2017 إلى وفاة 35 ضحية على الأرض.

وفي تعليقه على الموضوع، قال ألكسندر دو جونياك، المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي: "استمتع 4.3 مليار مسافر تقريباً برحلات آمنة العام الماضي عبر 46.1 مليون رحلة جوية. ولم تكن 2018 سنة استثنائية على غرار عام 2017، ومع ذلك، يمكننا التأكيد على عامل الأمان والسلامة في الرحلات الجوية، وتشير البيانات إلى أن الأمور متجهة نحو مزيد من التحسّن".

وأشار دو جونياك أنه لو بقيت السلامة في عام 2018 على مستوياتها في عام 2013، لوقعت 109 حادثة مؤسفة بدلاً من 62، ولبلغ عدد رحلات الطيران المميتة 18 حادثة بدلاً من الـ 11 التي وقعت بالفعل[ii]. وما يزال الطيران يعد الشكل الأكثر أماناً وسلامة لمسافات السفر الطويلة في العالم. واستناداً إلى البيانات - وبمعدل وسطي - يمكن أن يستقل المسافر رحلة جوية كل يوم لمدة 241 عاماً قبل التعرض لحادثة، مع وقوع حالة وفاة واحدة على متن الطائرة.

معدلات خسارة هياكل الطائرات التي تعمل بمحركات من نوع التوربين بحسب منطقة شركة التشغيل (لكل مليون رحلة)

بلغ المعدل العالمي لخسارة هياكل الطائرات التي تعمل بمحركات من نوع التوربين 0.60 لكل مليون رحلة طيران، وهو يمثل تحسّناً قياساً بـ 1.23 في عام 2017، وتحسّناً مماثلاً بالمقارنة مع معدل السنوات الخمس الماضية (2013-2017) عند 1.83.

وشهدت جميع المناطق تحسّناً واضحاً، باستثناء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في أداء السلامة للرحلات الجوية في الطائرات التي تعمل بمحركات من نوع التوربين في عام 2018 عند مقارنتها بمعدلاتها المعنية على مدى خمس سنوات، وشكلت حوادث الطائرات التي تعمل بمحركات من نوع التوربين 24% من إجمالي حوادث الطائرات في عام 2018، و45% من الحوادث المميتة.

مدى التقدم في أفريقيا

لم تتعرض شركات الطيران في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى للعام الثالث على التوالي لأية خسائر في هياكل الطائرات النفاثة، ولم تقع أي وفيات في رحلات الطائرات النفاثة. وبلغ معدل الحوادث 2.71، وهو تحسّن كبير مقارنة بالمعدل 6.80 للسنوات الخمس السابقة. كما كانت أفريقيا المنطقة الوحيدة التي شهدت انخفاضاً في معدل الحوادث قياساً بعام 2017. ومع ذلك، شهدت المنطقة وقوع حادثتين مميتتين في طائرات مدفوعة بمحرك من نوع التوربين، ولم تكن أي منهما رحلة ركاب مقرّرة.

وأردف دو جونياك: "نواصل مسيرة التقدم في المنطقة نحو مستويات سلامة عالمية. وبالرغم من التحسينات، ما زالت أمامنا فجوة لتغطية أداء السلامة في أسطول الطائرات المدفوعة بمحركات من نوع التوربين في القارة. وللمعايير الدولية مثل برنامج "إياتا" لتدقيق السلامة التشغيلية (IOSA) دور كبير في إحداث فرق واضح. ومع أخذ كافة الحوادث بعين الاعتبار، ظهر أداء شركات الطيران الأفريقية في سجل برنامج "إياتا" لتدقيق السلامة التشغيلية أفضل بمرتين قياساً بشركات الطيران في المنطقة ممن ليست من أعضاء البرنامج".

وأضاف: "ينبغي أن تسارع الحكومات الأفريقية لتنفيذ المعايير والممارسات الموصى بها (SARPS) ومعايير السلامة التي وضعتها منظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو". وحتى نهاية عام 2017، نجحت 26 دولة أفريقية فقط في تنفيذ 60% على الأقل من المعايير والممارسات الموصى بها. كما يجب عليها توظيف برنامج "اياتا" لتدقيق السلامة التشغيلية في نظمها لمراقبة السلامة".

برنامج "اياتا" لتدقيق السلامة التشغيلية

انخفض معدل الحوادث التي تعرضت لها شركات الطيران في العام 2018حسب سجل برنامج "إياتا" لتدقيق السلامة التشغيلية أكثر من مرتين قياساً بشركات الطيران من غير الأعضاء في البرنامج (0.98 مقابل 2.16)، وشهدت تحسناً واضحاً بمرتين ونصف قياساً بالفترة بين 2014-2018. وتعتبر جميع شركات الطيران الأعضاء في الاتحاد الدولي للنقل الجوي مطالبة بالحفاظ على سجلّها في برنامج تدقيق السلامة التشغيلية.

وتأثرت حسابات البرنامج في عام 2018 بالحادثة المميتة التي تعرضت لها الطائرة المملوكة لشركة "جلوبال إير" المكسيكية، والتي تم تأجيرها مع طاقمها لشركة "كوبانا". ونظراً لعدم عضوية "جلوبال إير" في سجل برنامج "إياتا" لتدقيق السلامة التشغيلية، لا يمكن أخذ هذه الحادثة بعين الاعتبار عند تحديد مدى تأثر سمعة البرنامج، بالرغم من أن "كوبانا" إحدى أعضاء الاتحاد الدولي للنقل الجوي، قد طلبت بالانضمام إلى البرنامج.

ويضم سجل برنامج "إياتا" لتدقيق السلامة التشغيلية في الوقت الراهن 431 شركة طيران، من بينها 131 شركة طيران ليست من أعضاء الاتحاد الدولي للنقل الجوي. ويخضع برنامج "إياتا" لتدقيق السلامة التشغيلية لعملية تحويل رقمية من شأنها تمكين شركات الطيران الأعضاء من مقارنة أدائها وتقييمه. وعلى المدى الطويل، سيساعد التحول الرقمي في تركيز التدقيق على المناطق التي تعاني من ارتفاع مستويات خطر السلامة.

منهجية مدفوعة بالبيانات لتحديد المخاطر الحالية والناشئة

يعتبر برنامج "إياتا" لإدارة بيانات الطيران العالمية (GADM) برنامج تبادل بيانات الطيران الأكثر تنوعاً في العالم. وتتضمن البيانات في قواعد بيانات البرنامج تقارير الحوادث والوقائع، وحوادث الأضرار الأرضية، وبيانات الرحلات الجوية لأكثر من 470 شركة طيران مختلفة في القطاع. كما أشار دو جونياك: "من خلال برنامج إدارة بيانات الطيران العالمية، نستخدم المعلومات التي تزودنا بها أكثر من 100 ألف رحلة تعمل بأمان يومياً لتحديد ومعالجة المشكلات التشغيلية قبل أن تتحول إلى مخاطر محتملة".

وتشتمل منصة تبادل بيانات الطيران (FDX) على معلومات غير محددة من 4 مليون رحلة جوية. بالإضافة إلى ذلك، ومع الطرح الوشيك لبرنامج تبادل بيانات الحوادث (IDX)، سيحظى المشاركون بتحليلات محسنة للبيانات وتقييم القدرات مع بيانات سلامة عالمية مجمعة وغير محددة. كما يعمل الاتحاد الدولي للنقل الجوي مع أكثر من 100 خبير في مجال السلامة الجوية لإعداد تصنيف "إياتا" لسلامة الحوادث (ISIT). وسيوفّر التصنيف القدرة على تحديد الخطر العالمي على مستوى أكثر تفصيلاً.

وتعتبر المطبّات الهوائيّة واحدة من أكثر المخاطر انتشاراً أثناء الرحلات. ومع ارتفاع عدد إصابات الركاب وأفراد طاقم الطيران الناجمة عن المطبّات الهوائيّة، يرى الاتحاد الدولي للنقل الجوي حاجة للتعامل مع المخاطر المتزايدة للسلامة. واستجابة لذلك، أطلق الاتحاد الدولي للنقل الجوي منظومة "توربيولانس أوير" (Turbulence Aware)، المنصة العالمية لمشاركة بيانات المطبّات الهوائية بشكل آلي وفي الوقت الحقيقي. وتُجرى تجارب تشغيلية مع عدد من شركات الطيران هذا العام، على أن يتم إطلاق المنظومة بشكل كامل في عام 2020.

[i] ويعرّف الاتحاد الدولي للنقل الجوي الحادث بأنه أمرٌ يستوفي وقوعه جميع المعايير التالية:

  • الشخص أو الأشخاص الذين تواجدوا في الطائرات بنية الانتقال جوّاً (طاقم الطائرة أو الركاب).
  • نيّة الرحلة الجوية تقتصر على أنشطة الطيران التجاري العادية، وتحديداً خدمات الركاب أو الشحن الجوي المقررة/المستأجرة. تم استثناء جميع رحلات الطائرات التنفيذية، والتدريبية ورحلات الصيانة / الاختبار.
  •  الطائرة مزودة بمحرك من نوع التوربين، مع حدّ أقصى معتمد لوزنها عند الإقلاع لا يقل عن 5,700 كيلوجرام (12,540 رطل).
  • تعرّض هيكل الطائرة لأضرار جسيمة بقيمة تجاوزت 1 مليون دولار، أو 10% من قيمة جسم الطائرة، أيهما أقل، أو تم التصريح بفقدان هيكل الطائرة بشكل كامل.

[ii] ، بناء على ارتفاع عدد الرحلات الجوية بين العامين،

[iii] عدد الوفيات وعدد الرحلات الجوية التي قدّمتها ’فلايت جلوبال أسيند‘

[iv] يقيس خطر الوفاة مدى تعرض أحد الركاب أو طاقم الطائرة إلى حادث مأساوي يودي بحياة جميع المتواجدين على متن الطائرة. حساب خطر الوفاة لا يأخذ في اعتباره حجم الطائرة أو عدد ركابها. وما يتم قياسه هنا هو النسبة المئوية لمن كانوا متواجدين على متنها، ولقوا مصرعهم. يتم التعبير عن ذلك بوصفه خطر الموت في كل مليون رحلة جوية. وفي عام 2018، بلغ خطر الوفاة 0.17، مما يعني أن الشخص قد يسافر جواً بصورة يومية طيلة 241 سنة قبل التعرض لحادثة يلقى فيها راكب واحد على الأقل حتفه. وبمعدل وسطي، يمكن للشخص الواحد السفر يومياً طيلة 16,581 عاماً قبل التعرض لحادثة مميتة بنسبة 100%.

أخبار مرتبطة