دعوات خلال المنتدى الاستراتيجي العربي لتخصيص 10% من عوائد النفط للاستثمار في التقنية وتنويع الاقتصاد

الأربعاء 14 ديسمبر 2016

دبي - مينا هيرالد: أكد الدكتور جورج قرم وزير المالية اللبناني الأسبق والدكتور ممدوح سلامة الخبير النفطي العالم خلال الجلسة الثالثة من المنتدى الاستراتيجي العربي، على أن الحالة الاقتصادية للعالم العربي في العام المقبل ستكون زاخرة بالتحديات.
وخلال الجلسة التي أدارها ناصر الطيبي من قناة العربية، قال قرم:" العالم العربي يعيش في ظل السياسة المرتبطة بأسعار النفط، يجب تخصيص 10% من عوائد النفط للاستثمار في القطاع التكنولوجي وقطعات مختلفة وتنويع الاقتصاد، إذا استثمرنا 5% من العوائد في الزراعة في السودان مثلاً، فسيتمكن العالم العربي من توفير احتياجاته الغذائية، ومن ثم تصدير الفائض إلى العالم".

ودعا قرم دول الخليج لفرض ضريبة على الدخل واستثمارها في تنويع الاقتصاد، والتوقف عن دعم المحروقات، مشيراً إلى أن وفورات الدول بعد رفع الدعم على المشتقات البترولية ستصل إلى 170 مليار دولار سنوياً.
من جهته، وصف ممدوح سلامة الشعب العربي بالخلاق والمبدع إذا توفرت له القيادة الحكيمة، مستشهداً بتجربة دولة الإمارات التي تمكنت من تخفيض الاعتماد على النفط بشكل كبير، ومشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية ستصبح في المستقبل القريب أكبر منتج ومصدر للبتروكيماويات، وهذه مؤشرات جيدة، لكنه أكد على أهمية دور القطاع الخاص في المساهمة في التحول الاقتصادي والاستثمار في التقنية لضمان اقتصاد مستدام مبني على الابتكار.
قال سلامة: "يجب علينا التعلم من دروس الماضي وعدم التخوف من خفض انتاج النفط، الدول النامية ستستورد النفط إلى الأبد، والطاقة المتجددة لا تلبي إلا 2.7% من احتياجات الطاقة عالمياً، وهذا يعني أن الحاجة إلى النفط ستبقى والدول المنتجة ستعتمد على بيع النفط في تطوير وتنويع اقتصاداتها".
ودعا سلامة أعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" إلى عدم المبالغة في التخوف من النفط الصخري الأمريكي، حتى لو عاد إلى الواجهة بعد أرتفاع أسعار النفط عالمياً، مشيرا إلى أنه يقدر خسائر النفط خلال العامين 2014 و2015 لدول الخليج والعراق بـ 320 مليار دولار.
وحول الوصول إلى اقتصاد متنوع قال قرم: "إن دول الخليج على الطريق الصحيح للانتقال إلى اقتصاد متنوع، ولكن 80% من استثمار الدول المنتجة للنفط يذهب إلى القطاع النفطي والعقاري والسياحي، والأفضل أن ننظر إلى دول شرق أسيا والتي ركزت استثماراتها على القطاع التكنولوجي وخاصة الشركات الخاصة، فعلى سبيل المثال شركة سامسونغ لديها 50 ألف مهندس باحث، لهذا يجب على الدول العربية التركيز على القطاع الكنولوجي والابتكار لتنويع اقتصادها والحد من هجرة العقول العربية المبدعة إلى الخارج".
وأكد أن اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي لديها إمكانيات لتحمل أي انكماش اقتصادي من خلال الامكانيات المادية الكبيرة التي تملكها، ولكن التركيز على تطوير مناخ الاستثمار سيسهل المعوقات التي تواجه مواكبة التطور التقني العربي.
وأضاف قرم: "أدعو القطاع الخاص إلى توجيه الاستثمارات إلى قطاع التقنية والابتكار، فنحن بعيدون جداً عن عالم الاختراع، فمثلا توجد 55 ألف براءة اختراع لكوريا الجنوبية، بينما العدد قليل جداً عربياً، ولهذا من المهم أن يتعاون القطاعان العام والخاص وخاصة في توفير واستخدام العلوم التقنية لتوفير فرص العمل للشباب العرب".
وقال إن البطالة بين الشباب المتعلم من أعلى النسب في العالم، لهذا من الضروري أن يكون هناك حوار حقيقي مع رجال الأعمال حول تشجيع التنافسية في القطاع الخاص والتي من الممكن أن تحفز الصناعة التقنية وبالتالي توسع نطاق فرص العمل.
وفي تعليق له على تأثر الاقتصاد العربي بالصراعات، قال قرم إنه إذا عم السلام في الدول العربية ستعود الرساميل العربية المهاجرة، وسيتم استقطاب الاستثمارات الخارجية، ودعا الدول العربية إلى تحرير سوق العملات لاستقطاب الرساميل.

Search form