برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار يختتم مشاركة ناجحة في المؤتمر الثاني والعشرين للدول الأطراف

الأحد 27 نوفمبر 2016
علياء المزروعي

أبوظبي - مينا هيرالد: اختتم وفد البرنامج برئاسة علياء المزروعي، مدير برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، سلسلة من اللقاءات مع أبرز صناع القرار والباحثين على هامش المؤتمر الثاني والعشرين للدول الأطراف في المغرب. وتعد مشاركة الوفد في المؤتمر، الذي استمر من 6 إلى 18 نوفمبر 2016، أول مشاركة للبرنامج في مؤتمرات الدول الأطراف، وأول حضور له في أفريقيا. ومن المنتظر أن يتوسع حضوره في قارة أفريقيا، تحقيقاً لأهداف البرنامج لعام 2017.

وشكلت اللقاءات خلال المؤتمر فرصة لاستكشاف الأفكار المبتكرة التي يتم بحثها في إطار علوم الاستمطار، وتبادلها مع الشركاء في أفريقيا والعالم، بمن فيهم صناع السياسات والعلماء وخبراء التكنولوجيا ووسائل الإعلام، وذلك بغية تعميق الفهم والتعاون البحثي في هذا المجال، الذي يعد أحد أهم مجالات البحوث المناخية.

وفي معرض تعليقه على هذه الجولة الناجحة من المناقشات، قال الدكتور عبد الله المندوس، مدير المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل: "لقد تمكنا ومن خلال تواجد المركز في مؤتمر "كوب" الثاني والعشرين، من التواصل مع كبار الباحثين وصنّاع القرار في القارة الإفريقية. ونحن ملتزمون ببناء روابط أكثر متانة وعلاقات دائمة مع العلماء والعاملين في مجالي البحوث والتكنولوجيا في هذه القارة. ولقد وجدنا اهتماماً ملحوظاً من قبل المشاركين في المؤتمر، وهذا ما يشجعنا على بذل المزيد من الجهد بعد أن لمسنا ارتفاع مستوى الوعي والتقدير لما نفعله. ويدل هذا الاهتمام العالمي على ريادة المركز في تعزيز بحوث الاستمطار وتطويرها وتنفيذها على أرض الواقع. ونتيجة لذلك، فإننا نتوقع الحصول على العديد من المشاريع البحثية المبتكرة من هذا الجزء من العالم في الدورة المقبلة من برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار".

وتعليقاً على نجاح المشاركة الأولى للبرنامج في المؤتمر، قالت علياء المزروعي، مدير برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار: "تحمل مشاركتنا في المؤتمر الثاني والعشرين للدول الأطراف أهمية خاصة للبرنامج. خلال المؤتمر تشرفنا بلقاء أبرز المؤسسات الحكومية والدولية التي تشاطرنا رؤيتنا المتمثلة في ضرورة إيجاد موارد بديلة للمياه، خدمةً للمجتمعات المحلية ولاسيما في أفريقيا، وتعمل لتعزيز التعاون الدولي في البحث وتطوير الحلول العلمية والتكنولوجية في هذا المجال. ولقد ركزنا في نقاشاتنا على حاجة أفريقيا للحلول التكنولوجية المبتكرة".

وفي إطار مشاركته في المؤتمر، التقى الوفد بممثلين عن 35 مؤسسة حكومية ودولية، مثل الأمم المتحدة ولجنة وزراء أفريقيا لشؤون المياه والجمعية الدولية للمياه ومجلس الأعمال البرازيلي لشؤون التنمية المستدامة ومركز الأرصاد الجوية في المغرب والاتحاد الأفريقي.

من جانبها، علقت سعادة السيدة توموسيمي رودا بيس، مفوضة شؤون اقتصاد الأرياف والزراعة في لجنة الاتحاد الأفريقي، بالقول: "يشغل أمن المياه موقعاً على رأس أولويات الاتحاد الأفريقي والدول الأعضاء فيه. ففي إطار برنامجنا للجامعات الأفريقية، أسسنا كليات في مختلف أنحاء القارة لبناء القدرات في العلوم والتكنولوجيا. وينبع ذلك من إيماننا بأننا لن نستطيع من تلبية الطلب الكبير على المياه إلا من خلال إعداد جيل من الباحثين والمبتكرين وخبراء التكنولوجيا الأفريقيين الذين تحتاج إليهم قارتنا. ومن هنا، لا يسعنا سوى الترحيب بعروض المنح التي قدمها برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، دعماً للباحثين".
وأضاف السيد أوسلوكا زيكورا، منسق البرامج في لجنة وزراء أفريقيا لشؤون المياه: "أصبحنا نعيش اليوم في قرية عالمية، فما يؤثر على جزء منها، يؤثر على بقية الأجزاء. علينا أن نعمل معاً، وأن نوحد جهودنا لتحقيق فوائد متبادلة في أفريقيا والعالم".
وعقد الوفد جلسات نقاش مع عدد من الباحثين الدوليين والمحليين من المغرب وتشاد ونيجيريا ومصر وساحل العاج وجنوب أفريقيا، تشجيعاً لهم على المشاركة في الجولة الثالثة من البرنامج، ولتبادل الرؤى الأساسية حول برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار وأهدافه.

وفي إطار جهود وفد البرنامج لتبادل الأفكار حول ابتكارات وحلول الاستمطار، عقد الوفد ندوة ناجحة بعنوان "علوم وتكنولوجيا الاستمطار ومساهمتها في تكييف الموارد المائية العالمية" يوم 14 نوفمبر، في جناح مجلس التعاون لدول الخليج العربية في المؤتمر. وناقشت الندوة، التي ترأستها علياء المزروعي، مجريات بحوث الاستمطار اليوم بمشاركة كل من ماكس ديلي، رئيس قسم المياه والمناخ في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية؛ ولوسين يواباد، مسؤول الاتصال في مركز الأرصاد الجوية في المغرب؛ وجولي واسامبو، منسق المشاريع في الاتحاد الأفريقي؛ وتطرق المشاركون أيضاً إلى حلول وابتكارات أمن المياه وفوائد علوم الاستمطار لسكان العالم كافة.

وقال ماكس ديلي، رئيس قسم المياه والمناخ في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، خلال الندوة: "يستند إرساء قاعدة قائمة على الأدلة للاستمطار إلى فهم علمي معمق لفيزياء الغيوم الأساسية وعمليات تشكل الغيوم، بالإضافة إلى منهجيات تقييم كفاءة إجراءات الاستمطار. وتشكل مبادرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار مساهمة مهمة، نظراً لتركيزها على البحث ومناهجه في هذا المجال. وسوف تواصل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التعاون مع البرنامج، وتقديم الإرشاد والنصح له، وتتطلع إلى النتائج التي ستحققها البحوث التي يتم إجراؤها حالياً".

وخلال الندوة، أعلنت علياء المزروعي أن برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار سيعقد أول ورشة عمل دولية حول مدى تطور بحوث الاستمطار، وذلك خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة، يومي 18 و19 يناير 2017.

وتستعرض هذه الورشة أهم التطورات في مشاريع البحوث التي تم اختيارها خلال الجولة الأولى من البرنامج، وعرض نبذة عن المشاريع الفائزة الجديدة، كما تشكل الورشة منصة متميزة لمناقشة الحلول التكنولوجية المبتكرة لمواجهة تحديات أمن المياه على المستوى العالمي.

وفي هذا الصدد، قالت علياء المزروعي: "نتشرف بانعقاد أول ورشة عمل دولية حول مدى تطور بحوث الاستمطار في أبوظبي، في شهر يناير المقبل، كما نفتخر بسير العمل في المشاريع التي تم اختيارها خلال الجولة الأولى من البرنامج. ويهدف البرنامج من إقامة ورشة العمل إلى مواجهة المخاوف العالمية بشأن أمن المياه، من خلال ترسيخ سمعة الإمارات العربية المتحدة كمركز عالمي للمعرفة والامتياز في علوم وتكنولوجيا الاستمطار".

يُذكر أن برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، بعد انطلاقه عام 2015، شهد مشاركة من علماء من منطقة جغرافية واسعة، حيث تلقى البرنامج، في جولته الثانية، 91 عرضاً أولياً من إعداد 398 عالماً وباحثاً من 180 مؤسسة في 45 دولة. ومن خلال مواصلة الجهود البحثية، يهدف البرنامج إلى دعم علوم وتكنولوجيا وآليات تنفيذ الاستمطار، وتشجيع الاستثمار في هذا المجال. ومن المنتظر أن يساهم ذلك في تعزيز التعاون الدولي لتطوير مجال الاستمطار والتوصل إلى حلول فاعلة ومبتكرة.

ويزمع برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار إجراء المزيد من زيارات التعاون الدولية تحضيراً للجولة المقبلة، حيث يسافر وفد عن البرنامج إلى مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية في ديسمبر، للمشاركة في لقاء الخريف للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي في سان فرانسيسكو، وهو التجمع السنوي الذي يجمع أكثر من 25 ألف خبير في مجال علوم المناخ. وتهدف الزيارة إلى تشجيع العلماء المشاركين، والمهتمين بمجال الاستمطار العالمي، على الانضمام إلى الجولة الثالثة من البرنامج.

Search form